الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
هدى أحمد : الدكتوراة
#الحوار_المتمدن
#هدى_أحمد على نبرة صوت الأب الحانية استيقظتْ سمر بعد أن كانت تنقش في حلمها معركة لتسترد ساندوتشاتها التي سرقتها منها سعاد، وهكذا لقّنت صديقتها العتيدة درساً لن تنساه. كان هذا كلّه مجرّد حلم وردي حيث كانت سمر خجلانة لدرجة أن القطّة صارت تأكل عشاءها ولم تفعل شيئاً..هكذا ردّت بكلّ أدب كعادتها.. فجلس الأب على حافة السرير مسترسلاً :ـ من المنطق أن أرى نفسي قد أصبحت رجلاً هرماً جفَّ حبر الزمان على جسده، ولم يأمل شيئاً سوى الاطمئنان على ابنته، فقاطعته ابنته بمنطق قريب إلى سياق كلامه لتوفّر له الاطمئنان فردّ الأب كما لو كان يريد أن يسرّها بشيء: ـ يا ليت حلمي قد تحقق لكي أراك في كنف رجل يحبك آهٍ نعم.. أعلم يقيناً أنكِ في المرحلة الثانوية، ولكن الشعور العميق بالموت حقيقة، تعلمين سلفاً أن طبيعة مرضي أحالتني على التقاعد ولحسن الحظ إذ طلب يدك عمك عروساً لنجله فمن الطبيعي لن أجد زوجاً أفضل منه كياسةً.. نزل الخبر عليها كالصاعقة وكأنّما رمى بجسدها شبحٌ من شرفة ناطحة سحاب، وظلّ جسدها يهوي في الغلاف الجويّ كريشةٍ لا وزن لها حتى استقرّت جامدة في مكان عميق من دون حركة، وكعادتها فلم تمهل نفسها للتفكير، فهي لا تزال صغيرة ولم يسعفها وعيها يوماً لتدرك أنّ لها ابن عم يدرس لنيل الدكتوراة في الخارج سوى من أحاديث أبيها وذلك حين ذكر لها مرّة يوم مجيئه من سفرة في عطلة، فالواقع لم ترفض طلب أبيها، وفي الجانب الآخر كان والد أحمد يقوم بجهدٍ مضاعف ليقنع ابنه لكي يقبل هذه الزيجة، صحيح أنَّ الأخير قد قبل، ولكنه مع كلَ ذلك طفق يخطّط للإنفصال عنها كان يرى فيها أنموذجاً لصورة شخص لا يليق به وهو الأستاذ الجامعي، وحين أُجريت مراسيم الزفاف وأصبحا كغريبين قريبين تحت سقف واحد، إلّا أنَّ كلّاً منهما كان يحمل أفكاراً في إطار من رؤية تتباعد بعد المشرق عن المغرب، هذة القروية المتواضعة كان أقصى أحلامها قطعة من الكيك تتقاسمها مع صديقتها سعاد، فالأستاذ الجامعي ظلّ يرسم مستقبله بريشة ذهبية لها بريق تلك الأوروبية بعيداً عن القروية كما يظنّ هو:أصبح الغريبان يتشاركان في منزل واحد وغرفة واحدة، حيث بقيت هي كأميرة بهدوئها المعهود، وبقي هو بصخبه الذي يخفي خلفه مشاعر نبيلة، فالواقع كان كلّ ذلك يدل على وجود لغز لا يلبث أن يتحوّل إلى طبيعة ـ أريحية ـ كانت في أغرب أحولها مواقف، فالوقت يمر سريعاً، أمّا هي فبقيت في خياله كوردة يانعة تحمل في ثناياها رائحة زكية، وهكذا تقلّص حيّز عصبيته مما أثار ذلك في نفسه الدهشة فصار يسأل مستغرباً عن سبب بروده المفاجئ، يا هل ترى كان مسحوراً مثلاً؟ فكأنّ شذا عبيرها قد ساقه إلى جنّة..إمتنع من دون وعي عن مغادرة مكانه الأنيس، كانت هناك قوّة جاذبة كبرى تردعه في عمق إحساسه، تكاد تكون محاولة ذهابه بعيداً مسألة غامضة، ولكن أليس هذا الاعتقاد خاطئاً؟ هذا الموقف الذي بزغت بذرته في قلبه ظلَّ بعيداً عن جوهر الحب.. إنتظرته الفتاة الأوروبية على أحرٍّ من الجمر في أحد الفنادق الراقية كي يذهبا معاً ويتزوجان، فحين أخبر والده بسفره فذلك يعني أنّه قد منح نفسه فرصة كي يقرّب ابنة عمه ليسير الزواج كما خطّط له، ولكن ذلك لم يحدث وما كان على الأب أن يعترض، هذا ما جعله يتمم الزواج بالفعل.. هبَّ في اتجاه الفندق مسرعاً ليلحق بالفتاة الأوربية التي كانت في انتظاره، وإن كان يقنع نفسه أحياناً على أساس أنّ التجربة التي عاشها تبقى مسألة طبيعية مهما تغيرت الطرائق، يعرف في قرارة نفسه أنّ الفتاة القروية ذات الضفائر لما تزل لم تؤثر في وجدانه بذلك السحر الذي أحدث انقلاباً، ......
#الدكتوراة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740530