الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ميادة لوباني : نشيد الحياة
#الحوار_المتمدن
#ميادة_لوباني (1) كان عليّ أن أدفن رأسي في رمل هذه الصحراء الممتدة نحو المجهول، لا ألوي على شيء سوى رغبتي في العثور على كوّة في الجدار الرمادي الفاصل بين الوعي والغياب، أعبّ من الهواء النقي ما استطعت وأعدو في ذاكرة لا أقوى على إدراكها إلا وأنا مستلق تحت شجرة الخرّوب التي أثقلتها مواسم الموت والولادة .كانت تقف بالباب الحديدي القديم شامخة، وفي صوتها الخفيض حزم وفي ألوانه حزن لا يعرفه أحد غيري. لم أرها منذ أن غادرنا ابراهيم وكانت لا تقول من الكلام إلا أجوده ولا تطرب إلّا للناي وصوت الريح. كانت الريح بالنسبة لها خير مسافر وكان العمر زهرًا ذبُل حين حطّ الفراق أرض دارها.(2)انتفضت واقفة معلنة في سرّها حربًا أرادتها شرسة لا ترحم ولا هوادة فيها. انتظرت برهة بعد أن لامست هامتها الطويلة سقف مكتبة انهال أحد رفوفها منذ سنين وكانت كلما رغبت في إعادته إلى حيث كان من الثبات والحضور أصابها كسل وخمول وقالت غدا أَنزِل السلّم الحجري خلف البيت حيث يقبع المخزن بكلّ محتوياته وعدّة العمل التي نسيت شكلها. خطف بصرها الحاد إسم كتاب يطل بثلثه نحوها ، إقتربت أكثر كي تقرأ العنوان وتتبيّن ملامحه. غاب كلّ شيء وانهال عدد لا يحصى من الورق والصحف والرسائل والقصص وكتب التاريخ التي استهوتها دوما وبقي هذا الكتاب النّاجي حائرًا، يحميه ذلك الرفّ الذي ظلّ معلقا في الهواء عمرا بأكمله.(3)لم يدرك ابراهيم ان قصّة " الملجأ " الذي كان قد كتبها قبل أيام وأراد نشرها قد رماها الهواء وبعثرتها الريح حين غاب في آخر الممر متجها نحو البيت تاركًا جذوة عمره التي لم تنطفىء يومًا عند حافّة سطح البيت حيث اعتاد اللجوء طلبا للسكينة ولأرض يبذر فيها ما لم يدركه هناك.كانت البئر عامرة والبيدر أصفر يفيض نحوها، وكانت هناك تمتلىء بقطوف العنب والتين الشهيّ. كانت غرف البيت باردة رغم وهج الأيام وكانت السقوف عالية ورائحة الحياة ندية وجبل القمح عال عند أول الدار، وهناك عند باب العقد القديم ، كانت المفاتيح معلّقة. كان الهواء حارًّا جامحا يعدو مثل خيل ترقص زهوا كلّما لاح وجهها وقوامها الذي امتلأ عنبا وتينا شهيا .في قلبه وخز لا يئن له إلا من حرم من عنب وتين شهي .(انتهى) ......
#نشيد
#الحياة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735486
ميادة لوباني : قطعة حلوى
#الحوار_المتمدن
#ميادة_لوباني دسّ في يدي قطعة حلوى وغاب في الجمع البعيد. أردته معي، نتقاسم ما تبقّى منها. احتفظتُ بما تبقّى داخل منديل ورق ورديّ كنتُ وجدته في حقيبتي الجلديّة التي ترافقني منذ سنوات.كانت الطريق موحلة وأحجار الصوّان منتشرة في كل مكان، وسائق الجرّافة الصفراء الكبيرة معلّق في الأعالي وأنا اركض خوف ان تكمشني ذراعها وترميني في المستنقع القريب. وجدت نفسي داخل سوق كبير تتقاتل فيه الحوانيت وامكنة الطعام والشراب. في ذلك المطعم الذي تكثر فيه مقاعد الخشب المزين بجلود بنيّة عتيقة، تقف واجهة زجاجية امامي بكل ما تَخزَّن داخلها. أَنظرُ وأُحدِّق داخلها ولا أجد حقيبة صفراء ابحث عنها منذ ألف عام. اجوب الشوارع وأدقِّق النظر عند كل واجهة، علّني اجد ضالتي، الحقيبة الصفراء، فلا ارى الا وجه سائق الجرافة، وجه خرافي فيه انف بدون ثقوب وعين عجوز لم ينم منذ أعوام، وانا هناك عند اسفل الطريق، لا اقوى على الركض او الهرب، وبائع الحقائب امامي، حول عنقه حقيبة صفراء جميلة، أُناديه وما من مجيب، ارفع قدمي كي أخطو الى الامام وأدنو منه أكثر.. هنا أنا، قدماي موغلة في الوحل، لا تصل ذراعي الحقيبة الصفراء. أخرج من المطعم وانتظر.. يترامي الى مسمعي نُواح، والواجهة الزجاجية أمامي تخلو من كل ما كان، فلا قنديل يتربّع داخلها ولا أواني زرقاء تزين رفّها ولا حقائب جلديّة تنادي اصحابها، وأنا هناك.. أبحث عن حقيبة جلدية صفراء، ارتّب فيها مشط شعري وعطري وقلمي وما تبقّى من قطعة حلوى دُسَّتْ بيدي. ......
#قطعة
#حلوى

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735837
ميادة لوباني : انتظار
#الحوار_المتمدن
#ميادة_لوباني انتظَرْتُها طويلا، خجلت من نفسي، اردت النهوض عن المقعد الخشبي الذي حفظ ملامحي وحركة جسدي القلقة كي أطفىء هاجسا شلّ ايقاعي وجعلني عاجزا، لماذا لا أهُبُّ وأطلق سهمي وأَتبعه حيث يطير وأرى لماذا تأخَّرَت؟ ماذا يشغلها؟ قالت دقائق وتكون هنا، لماذا اشعر اني عبيط وساذج؟ لماذا لا اهاتفها؟ ربما رسالة صغيرة تُجدي وتشفي غليلي، حتّى الانشغال بقصص الناس المارّة في هذا المكان من كرمل حيفا لم يعد يغريني، كانت يوما وجوه الناس وعيونهم تمنحني زمنا آخر من التأمل والسؤال، كنت مولعا بالنظر ورصد الحكايا والأسرار، كنت أخجل احيانا حين كانت رهينة مللي وشغفي وفضولي تصطادني وتأمرني بفظاظة الكف عن التوغل في ما لا يعنيني. سأنتظر بضع دقائق أخر ، ستأتي كعادتها، تحمل حقيبتها، وافقتها ودفعتها للعودة الى البيت وقلت لها انتظرك هنا في هذا المكان القريب المطل على الكرمل الاخضر ، لم ادرك ان المساء غاب منذ وقت طويل ولم أعِ ان الليل بارد وان الحافلة الأخيرة تقترب من المكان.رأيتها من بعيد تعدو، تحمل حقيبتها وشالها الأخضر الطويل، تلهث وتلوح لي بيدها ان الحق بها. التقطت عيناي طرف الحافلة الخضراء تهتز وتقبل نحونا ، قفزت من مكاني واطلقت ساقي لريح الكرمل الباردة وجعلت أعدو وهي تعدو وكلانا يلهث ويحرص ان لا يتعثر ويقع. نفخت في روحي وسدّدت خُطاي على طريق النصر . أُريد اللحاق بها ومسك يدها وشالها الأخضر الطويل، لكنها ماهرة في العدو، تعرف كيف تدير محرك الثانية والدقيقة حيث الشرارة وفتيل الحياة. أعدو ولا اقوى على اللحاق بها. حافلة بكامل كتلتها وجسمها ورائحتها تمر أمامي، تحمل وجها جميلا وشالا اخضر وحقيبة كبيرة. ......
#انتظار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736113
ميادة لوباني : كأنَّه الفضَّة النقيَّة
#الحوار_المتمدن
#ميادة_لوباني لقد جاءوا من بعيد، إنهم هنا.. حدَّقتُ في حذائي الجديد وقلتُ إنَّه جميل. سأخطو به اليوم بعيداً عن غرفِ النومِ والرُّقادِ والسّعالِ وصوت الشّخير . لا شيء يغيّر رائحة النوم الثقيل .كنت أجنّ وأنا اراها تتمتمُ باصرار غبيّ ، هذا هو الصابون الذي سيغير رائحة النوم الثقيل .كنتُ أرقبها .. تسير حتى نهاية الممر الضيّق الطويل، إلى سطح البيت الكبير ، تعلّق الغسيل وهي تتمتم .. أريده كأنّه الفضّة النقيّة، كأنّه الياسمين البرِّي، أريده ملء أنفي رائحة ذكيّة، وزورقاً من إغفاءٍ هنيء. ......
#كأنَّه
#الفضَّة
#النقيَّة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736360
ميادة لوباني : هضابٌ عالية
#الحوار_المتمدن
#ميادة_لوباني انها المُنحدرات الموحشة وغيمة ثقيلة سدّت عليه بصيرتهكيفَ ينجو من عتمةٍ وغفلةٍ وسهمٍ غادِر ..انهم الرفاقُ قد جاءوا يعبرونَ معهُ نحو رحابٍ مُضيئةٍ شاسعة ..يَحلُمون ويهتفون حتى بُلوغ الهضاب العالية. ......
#هضابٌ
#عالية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736489
ميادة لوباني : وجه السعد
#الحوار_المتمدن
#ميادة_لوباني شكرتهُ بكلمات قليلة ودفعتُ له من المالِ ما أراد ورافقتهُ حتى نهاية الباب وهمستُ في اذُنه ان معروفَه لن انساه.كنتُ في الطرفِ الغربي من الدار، أقومُ بما تعودتُ عليه طوال الأعوام، كنتُ فرحة هذه المرة فالمطرُ توقف بعد هطولِ ايام لكن في الشرفة ينتشرُ الوحلُ والتراب وأصص النبات في خوفٍ من مقصِ عطا وعصاه.أخذني المطرُ المنهمرُ على مهل الى رحاب الشوقِ والهيام واتسعت دندنات الطريقِ في شرايين الفؤاد ومالت عليَّ الأصص في حِنيّة ووداد ولم انتبه الى يدي تُغلق باب الشرفة الزجاجي باحكام.محجوزة في الشرفة انا منذ الصباح، لا طير يسمعني ولا انسان، أطل على ما لا اريد وانتظرُ عطا، وجه السعد قادمًا ليرتبَ ما عبثت به عصا الريحِ والامطار. ......
#السعد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746778
ميادة لوباني : أُمنية
#الحوار_المتمدن
#ميادة_لوباني تلتصقُ على جدرانِ ذاكرتنا جُمَلًا إما قرأناها او سمعناها ، ترنُّ بأصواتها الهامسة أو المجلجلة كلما لامسها صوت مشابه أو حدثٌ يشبه في تفاصيله حروف تلك الذاكرة .أتذكرُ الكثير مؤخرًا ولا افهمُ كيف يقولون أن الكورونا تُضعف الذاكرة . لقد طرحتني هذه الجائحة والقتني في فراشي أصارعُ والاكم واهذي بابياتِ شعرٍ حفظتها في طفولتي وكنت القي بابياتها أمام أبناء صفي وأنا أقفُ بكامل هيبتي على كرسي خشبي عالٍ يحتويني ويدللني ويقدمني باشهى حُلة من الحروف والكلمات .تذكرتُ اليوم ما قاله أحد الكتاب عن السعادةِ ومفهومها ، قال ليتهُ يستطيع تجميد لحظات السعادة التي تُصيبه من حين لآخر في ثلاجته الباردة كي يحفظها هناك سالمة ، وليتسنى له استعمالها واللجوء اليها كلما انتابته موجات الحزن والاكتئاب . يا لها من أمنية ويا لها من ذاكرة عصيّة على الذبول . ......
ُمنية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766403