الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
احمد طلال عبد الحميد : ذوي الياقات البيض والفساد الكبير
#الحوار_المتمدن
#احمد_طلال_عبد_الحميد يطلق مصطلح ( ذوي الياقات البيض) على المسؤولين والموظفين الذين يعملون في المكاتب بعيداً عن أشعة الشمس والتراب والعرق فتكون ملابسهم نظيفة وياقاتهم بيضاء تمييزاً لهم عن العمال والكادحين من أصحاب الياقات السود أو الزرقاء وجرائم ذوي الياقات البيضاء تتميز كونها تصدر من كبار الموظفين والمسؤولين من ذوي الجاه والسلطة في المجتمع مستغلين هذا النفوذ بالتخفي ودفع الشكوك والتهم عنهم وغالباً ما يكونون محاطين بكوادر بشرية يعدون آليات ارتكاب الجرائم وينفذونها بعيداً عن المسؤولين وهي في الغالب جرائم خطيرة تتضمن سرقة مبالغ كبيرة أو تزوير في وثائق خطيرة دون امكانية كشفهم او مساءلتهم أو حتى توجيه الاتهام لهم ويرجع الفضل إلى (أدوين سذرلاند) في استخدام هذا المصطلح كعنوان في الكتاب الصادر عام 1949 ، وبسبب الفراغ التشريعي أو القصور في تنظيم بعض التشريعات المتعلقه بالوظيفه العامة وصلاحيات الصرف المالية التي تعد ثغرات ينفذ منها ذوي الياقات البيض مستفيدين من البيروقراطية الإدارية بمفهومها السلبي الرتيب لارتكاب جرائمهم واعطاء الشرعية لهذه الاعمال، إضافة لصعوبة المقاومة والتصدي لهؤلاء وذلك لتوغلهم في مناصبهم الإدارية وتعدد علاقاتهم الوظيفية والشخصية وانتشارهم داخل المؤسسة الإدارية ويشكلون قوة ضاغطة لرفض التغيير أو الاصلاح ويتمكنون من تحييد القانون والملاحقة القانونية ويحمون انفسهم من خلال النفوذ والسلطة التي يحيطون بها أنفسهم ويدفعون الموظفين الذين يمارسون الفساد الصغير إلى أجهزة النزاهة ومكافحة الفساد ويبقون متحصنين في مواقعهم البيروقطراية المسندة بقوى سياسية قادرة على ضرب وتحييد القضاء والتحكم بالوضع الامني والسياسي واستغلال الهفوات والثغرات التشريعية من اجل التخفي والهروب من العقاب، وغالباً لا تدان هذه الجرائم بسبب الاهمية السياسية والاجتماعية لمرتكبيها ويعزف المسؤولون ومدراء الدوائر عن تقديم هؤلاء للمحاكمة حفاظاً على سمعة الجهاز الحكومي بشكل عام ، وحيث ان القضاء على الفساد الاداري هو اشبه بتنظيف السلم من الاعلى الى الاسفل كما يقال، ندعو هيئة النزاهة الاتحادية الى التركيز على جرائم الفساد الكبير، اذ كما معروف في ادبيات الاصلاح الاداري يصنف الفساد من حيث الحجم إلى فساد صغير (فساد الدرجات الوظيفية الدنيا) وفساد كبير (فساد المسؤولين والموظفين من ذوي الدرجات الوظيفية العليا) ، وهذا يتطلب من هيئة النزاهة الاتحادية تفعيل دورها التشريعي في اقتراح القوانين والتعديلات اللازمة على القوانين النافذه لوضع اليات محكمة تمنع تهرب ذوي الياقات البيض من الوقوع في شباك المساءلة القانونية وهي احد مرتكزات دولة القانون ، وتحد في الوقت ذاته من دفع صغار الموظفين والقيادات الوسطى كقرابين فداء لحماية هؤلاء من الاجراءات القانونية ، وقد ادرك القضاء العراقي منذ زمن طويل خطورة دفع صغار الموظفين لتحمل المسؤولية الجزائية والمالية بدل مرتكبيها من كبار الموظفين وساهم في تبرئه الكثير منهم ، الا انه لم يمتلك الادلة الكافية لادانه مرتكبها الحقيقي الذي يتستر بثغرات القانون وسلطته الادارية وخلفياته السياسية،...والله ولي التوفيق. ......
#الياقات
#البيض
#والفساد
#الكبير

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737880