منى حلمي : لندرس - حب وانصاف وتطهير الحرية -
#الحوار_المتمدن
#منى_حلمي " لقمة هنية تكفى مِية " ، هكذا نردد . وهذا ربما يكون صحيحا ، اذا كنا نقصد " لقمة العيش " . أما " لقمة الحرية " ، فهذه قصة أخرى تماما . لقمة الحرية ، كاملة ، أو نصفها ، أو ربعها ، لا تكفى انسانا واحدا ، أو انسانة واحدة ، يوما واحدا ، أو نصفه ، أو ربعه . " لقمة العيش " ، مشبعة ، تسد الجوع الى الطعام . " لقمة الحرية " غيرمشبعة ، لا تسد الجوع الى الانطلاق . " لقمة العيش " ، نتناولها ، فلا تطلب المعدة المزيد . " لقمة الحرية " ، نتناولها ، فتطلب المزيد ، والمزيد . " لقمة العيش " ، ترضى بالقليل ، تؤمن بأن " القناعة كنز لا يفنى " ، وبأن " منْ رضى بقليله عاش ". " لقمة الحرية " ، نهمة ، طمًاعة ، لا تؤمن بشئ الا نفسها . " لقمة العيش " ، تكتب القصائد ، اذا أبصرت فى السماء ، جزءا بسيطا من القمر . " لقمة الحرية " ، لا تمسك بالقلم ، الا اذا اكتمل القمر . " لقمة العيش " ، يمكن أن تكون الفول النابت ، والعدس ، والجِبنة القريش . ويمكن أن تكون الكافيار ، وجِبنة الروكفور ، والديك الرومى المحشى فريك . لكن فى كلا الأمرين ، تم اختصار الوجود ، فى تلبية غريزة الأكل ، لاستمرار التنفس . " لقمة الحرية " ، لا يعنيها الأكل ، لا يهمها استمرار التنفس ، فهى الغايةمن الوجود ، بل هى الوجود نفسه ، فى أشهى ، وأنبل ، وأجمل الأثواب . " لقمة العيش " ، للعيش . " لقمة الحرية " ، للحياة . وفرق كبير بين أن " نعيش " ، وأن " نحيا " . هو الفرق بين منْ يتفرج على لوحة للبحر ، فوقه البطاطين تشعره بالدفء والأمان ، ومنْ يلقى بنفسه عاريا فى أمواج البحر ، فى عِز البرد ، وقلب الخطر . هناك الأفراد والمجتمعات ، المتفرجة على لوحة البحر ، " لقمة العيش "، وهناك الأفراد والمجتمعات ، التى تنزل الى البحر . هناك الثورات التى انتفضت من أجل " لقمة العيش " ، وهناك الثورات التى انتفضت من أجل " لقمة الحرية " . اذا سُئلت ، ماذا أحب ، أو ماذا أتمناه لمصر ، وطنى ، سيكون بدون تردد ، أن تكون من مجتمعات " لقمة الحرية " ، أو النزول الى البحر ، وليس مجتمعات " لقمة العيش " ، أو الفُرجة على البحر . أعرف جيدا ، أنه أمر صعب للغاية ، بل أسميه أكبر التحديات . ولهذا السبب ،هو " أمنية " ، أو " فن المستحيل " ، فى مقابل " الواقع " ، أو" فن الممكن". لكن هكذا ، هى مسيرة البشرية ، أن نفكر ، أن نتفلسف ، أن نتمنى ، أن نحلم ، أن نتخيل ، ومع العمل الدؤؤب ، والاخلاص ، والاصرار ، والتعلم من الخبرات ، والاستفادة من دروس التاريخ ، تصبح الأفكار ، والتفلسف ، والأمنيات ، والأحلام ، والتخيلات ، " واقعا " ، و" حقيقة " . أعتقد أن العائق الرئيسى ، لنكون من مجتمعات " لقمة الحرية " ، هو أن كلمة " الحرية " ، أصلا ، كلمة بكل أسف ، من الكلمات غير المفهومة ، سيئة السُمعة . كلمة " الحرية " هى نفسها ، " مقهورة " ، تحتاج لمنْ يحررها وينصفها. ما أن ننطق فى مجتمعاتنا ، بكلمة " الحرية " ، حتى تنتفض ، وتتحفز ، وتتشنج جميع أشكال ودرجات الادانة الآخلاقية . " الحرية " ، فى مجتمعاتنا ، ترادف قلة الأدب ، والفسق ، والفجور ، وعدم المسئولية . كلها متعلقة فقط ، بالانغماس فى غرائز النصف الأسفل من الجسد ، باستهتار ، دون أية ضوابط . اذا قالت امرأة ، أو قال رجل ، فى مجتمعاتنا ، أنه يريد أن يكون " حرا " ، فورا نتصور انسانا ، كافرا بكل الأديان ، خاصة ا ......
#لندرس
#وانصاف
#وتطهير
#الحرية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748976
#الحوار_المتمدن
#منى_حلمي " لقمة هنية تكفى مِية " ، هكذا نردد . وهذا ربما يكون صحيحا ، اذا كنا نقصد " لقمة العيش " . أما " لقمة الحرية " ، فهذه قصة أخرى تماما . لقمة الحرية ، كاملة ، أو نصفها ، أو ربعها ، لا تكفى انسانا واحدا ، أو انسانة واحدة ، يوما واحدا ، أو نصفه ، أو ربعه . " لقمة العيش " ، مشبعة ، تسد الجوع الى الطعام . " لقمة الحرية " غيرمشبعة ، لا تسد الجوع الى الانطلاق . " لقمة العيش " ، نتناولها ، فلا تطلب المعدة المزيد . " لقمة الحرية " ، نتناولها ، فتطلب المزيد ، والمزيد . " لقمة العيش " ، ترضى بالقليل ، تؤمن بأن " القناعة كنز لا يفنى " ، وبأن " منْ رضى بقليله عاش ". " لقمة الحرية " ، نهمة ، طمًاعة ، لا تؤمن بشئ الا نفسها . " لقمة العيش " ، تكتب القصائد ، اذا أبصرت فى السماء ، جزءا بسيطا من القمر . " لقمة الحرية " ، لا تمسك بالقلم ، الا اذا اكتمل القمر . " لقمة العيش " ، يمكن أن تكون الفول النابت ، والعدس ، والجِبنة القريش . ويمكن أن تكون الكافيار ، وجِبنة الروكفور ، والديك الرومى المحشى فريك . لكن فى كلا الأمرين ، تم اختصار الوجود ، فى تلبية غريزة الأكل ، لاستمرار التنفس . " لقمة الحرية " ، لا يعنيها الأكل ، لا يهمها استمرار التنفس ، فهى الغايةمن الوجود ، بل هى الوجود نفسه ، فى أشهى ، وأنبل ، وأجمل الأثواب . " لقمة العيش " ، للعيش . " لقمة الحرية " ، للحياة . وفرق كبير بين أن " نعيش " ، وأن " نحيا " . هو الفرق بين منْ يتفرج على لوحة للبحر ، فوقه البطاطين تشعره بالدفء والأمان ، ومنْ يلقى بنفسه عاريا فى أمواج البحر ، فى عِز البرد ، وقلب الخطر . هناك الأفراد والمجتمعات ، المتفرجة على لوحة البحر ، " لقمة العيش "، وهناك الأفراد والمجتمعات ، التى تنزل الى البحر . هناك الثورات التى انتفضت من أجل " لقمة العيش " ، وهناك الثورات التى انتفضت من أجل " لقمة الحرية " . اذا سُئلت ، ماذا أحب ، أو ماذا أتمناه لمصر ، وطنى ، سيكون بدون تردد ، أن تكون من مجتمعات " لقمة الحرية " ، أو النزول الى البحر ، وليس مجتمعات " لقمة العيش " ، أو الفُرجة على البحر . أعرف جيدا ، أنه أمر صعب للغاية ، بل أسميه أكبر التحديات . ولهذا السبب ،هو " أمنية " ، أو " فن المستحيل " ، فى مقابل " الواقع " ، أو" فن الممكن". لكن هكذا ، هى مسيرة البشرية ، أن نفكر ، أن نتفلسف ، أن نتمنى ، أن نحلم ، أن نتخيل ، ومع العمل الدؤؤب ، والاخلاص ، والاصرار ، والتعلم من الخبرات ، والاستفادة من دروس التاريخ ، تصبح الأفكار ، والتفلسف ، والأمنيات ، والأحلام ، والتخيلات ، " واقعا " ، و" حقيقة " . أعتقد أن العائق الرئيسى ، لنكون من مجتمعات " لقمة الحرية " ، هو أن كلمة " الحرية " ، أصلا ، كلمة بكل أسف ، من الكلمات غير المفهومة ، سيئة السُمعة . كلمة " الحرية " هى نفسها ، " مقهورة " ، تحتاج لمنْ يحررها وينصفها. ما أن ننطق فى مجتمعاتنا ، بكلمة " الحرية " ، حتى تنتفض ، وتتحفز ، وتتشنج جميع أشكال ودرجات الادانة الآخلاقية . " الحرية " ، فى مجتمعاتنا ، ترادف قلة الأدب ، والفسق ، والفجور ، وعدم المسئولية . كلها متعلقة فقط ، بالانغماس فى غرائز النصف الأسفل من الجسد ، باستهتار ، دون أية ضوابط . اذا قالت امرأة ، أو قال رجل ، فى مجتمعاتنا ، أنه يريد أن يكون " حرا " ، فورا نتصور انسانا ، كافرا بكل الأديان ، خاصة ا ......
#لندرس
#وانصاف
#وتطهير
#الحرية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748976
الحوار المتمدن
منى حلمي - لندرس - حب وانصاف وتطهير الحرية -