محمد عبد الكريم يوسف : حب بين الأطلال، روبرت برواننغ
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الكريم_يوسف عندما يحل المساء بلونه الهاديء، لأميال وأميال،يرمق المراعي العزلاء باسما ، حيث أغنامنا نصف الغافية،تجلجل أجراسها نحو البيت عند الغسق، ثم تشرد أو تتوقف ،وهي تجز العشب .هنا اننصبت ذات يوم مدينة عظيمة وسعيدة(كما يقولون)،كانت هذه المدينة عاصمة بلدنا،وكان أميرها في غابر العصور،يعقد مجلسه فيها، ويدير منهاشؤون الحرب والسلام.***وكما ترون لا يتباهى الموقع بوجودحتى شجيرة واحدة،تميز المنحدرات ،من السهول،من التلال،وتتقاطع وتسمي كل شيء باسمه.ولولاها لتشابه كل شيء.هنا كان ينتصب قصر منيف بقبابه يرسل أبراجه عاليا في السماء،كألسنة اللهب،فوق سور من الرخام عظيم، بمائة باب،يحيط كل شيء،يتقدم فوقه دزينة من الجنود،باتساق دون ازدحام.***لم يكن لكل ما تراه من وفرة العشب وكماله من وجود،ولا لهذه السجادة الخضراء التي تنبسط هذا الصيف لتغطي كل أثر في المدينة العظيمة،من عمود أو حجر.وكان الناس يتنفسون الأحزان والأفراح،في سالف العصور،وكانت الشهوة للمجد تحفز قلوبهم،والرعب من العار يروض نفوسهم،وكان المجد والعار بالذهب يشترى ويباع،***واليوم ، ليس هناك سوى هذا البريج الصغير،فوق السهول،تجذر تحته القبار ، وغطاه اليقطين حتى غمره،واطلت رؤوس براعم الكراث المبرقعة،وتغامزت من بين الشقوق،هنا بقايا قاعدة برج كان في زمانه يشمخ نحو السماء،وثمة حلقة مدورة محروقة ،داستها عربات،داستها،ثم داستها في السباق،في حين كان الملك وحاشيته وسيداته النبيلاتيشاهدون الألعاب.***وأنا أعلم، والمساء الهادئ اللون،يبتسم وهو يهم بالمغادرة،بينما الخراف حاملات الصوف،بجلجلة أجراسها،تجري لحظائرها بسلام،والمنحدرات والسهول والتلال،بلونها الرمادي الشاحب،تذوب بعيدا.وتنتظرني هناك تلك الفتاة بعينيها المتلهفتين،وشعرها الأصفر،في الحلبة التي كان الفرسان يستجمعون عزمهم نحو الهدف،في المكان الذي كان الملك يراقب،وهي ترقب الأن مقطوعة النفس،صامتة تنتظر قدومي.***لكن الملك كان يراقب المدينة ،بكل أرجائها البعيدة الفسيحة،والجبال متوجة بالمعابد،وتتزين الساحات بالأعمدة،يرقب الطرقات والجسور والقنوات...وكل الناس!وحين أصل إليها، لا تنبس ببنت شفة،تقف ويديها على كتفي،تهب عينيها أول عناق لوجهي،قبل أن نسرع ليطفئ أحدنا لهفة العين والأذن،في الآخر.***في إحدى السنوات ،أرسلوا مليون مقاتلنحو الجنوب والشمال،وبنوا لألهتهم أعمدة نحاسية،تمتد للسماء،واحتفظوا بألف عربة،بكامل عتادها،ذهبية طبعا،آه! أيها القلب!يتجمد الدم ، يحترق الدم،والأرض تكرر قرونا من الجنون ، والفوضى، والخطيئة!وتطبق عليها بأمجادها وانتصاراتها،وتستريح!الحب أفضل ما في الحياة.***العنوان الأصلي:Love Among the Ruins, Robert Browning, trans.2021. ......
#الأطلال،
#روبرت
#برواننغ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725264
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الكريم_يوسف عندما يحل المساء بلونه الهاديء، لأميال وأميال،يرمق المراعي العزلاء باسما ، حيث أغنامنا نصف الغافية،تجلجل أجراسها نحو البيت عند الغسق، ثم تشرد أو تتوقف ،وهي تجز العشب .هنا اننصبت ذات يوم مدينة عظيمة وسعيدة(كما يقولون)،كانت هذه المدينة عاصمة بلدنا،وكان أميرها في غابر العصور،يعقد مجلسه فيها، ويدير منهاشؤون الحرب والسلام.***وكما ترون لا يتباهى الموقع بوجودحتى شجيرة واحدة،تميز المنحدرات ،من السهول،من التلال،وتتقاطع وتسمي كل شيء باسمه.ولولاها لتشابه كل شيء.هنا كان ينتصب قصر منيف بقبابه يرسل أبراجه عاليا في السماء،كألسنة اللهب،فوق سور من الرخام عظيم، بمائة باب،يحيط كل شيء،يتقدم فوقه دزينة من الجنود،باتساق دون ازدحام.***لم يكن لكل ما تراه من وفرة العشب وكماله من وجود،ولا لهذه السجادة الخضراء التي تنبسط هذا الصيف لتغطي كل أثر في المدينة العظيمة،من عمود أو حجر.وكان الناس يتنفسون الأحزان والأفراح،في سالف العصور،وكانت الشهوة للمجد تحفز قلوبهم،والرعب من العار يروض نفوسهم،وكان المجد والعار بالذهب يشترى ويباع،***واليوم ، ليس هناك سوى هذا البريج الصغير،فوق السهول،تجذر تحته القبار ، وغطاه اليقطين حتى غمره،واطلت رؤوس براعم الكراث المبرقعة،وتغامزت من بين الشقوق،هنا بقايا قاعدة برج كان في زمانه يشمخ نحو السماء،وثمة حلقة مدورة محروقة ،داستها عربات،داستها،ثم داستها في السباق،في حين كان الملك وحاشيته وسيداته النبيلاتيشاهدون الألعاب.***وأنا أعلم، والمساء الهادئ اللون،يبتسم وهو يهم بالمغادرة،بينما الخراف حاملات الصوف،بجلجلة أجراسها،تجري لحظائرها بسلام،والمنحدرات والسهول والتلال،بلونها الرمادي الشاحب،تذوب بعيدا.وتنتظرني هناك تلك الفتاة بعينيها المتلهفتين،وشعرها الأصفر،في الحلبة التي كان الفرسان يستجمعون عزمهم نحو الهدف،في المكان الذي كان الملك يراقب،وهي ترقب الأن مقطوعة النفس،صامتة تنتظر قدومي.***لكن الملك كان يراقب المدينة ،بكل أرجائها البعيدة الفسيحة،والجبال متوجة بالمعابد،وتتزين الساحات بالأعمدة،يرقب الطرقات والجسور والقنوات...وكل الناس!وحين أصل إليها، لا تنبس ببنت شفة،تقف ويديها على كتفي،تهب عينيها أول عناق لوجهي،قبل أن نسرع ليطفئ أحدنا لهفة العين والأذن،في الآخر.***في إحدى السنوات ،أرسلوا مليون مقاتلنحو الجنوب والشمال،وبنوا لألهتهم أعمدة نحاسية،تمتد للسماء،واحتفظوا بألف عربة،بكامل عتادها،ذهبية طبعا،آه! أيها القلب!يتجمد الدم ، يحترق الدم،والأرض تكرر قرونا من الجنون ، والفوضى، والخطيئة!وتطبق عليها بأمجادها وانتصاراتها،وتستريح!الحب أفضل ما في الحياة.***العنوان الأصلي:Love Among the Ruins, Robert Browning, trans.2021. ......
#الأطلال،
#روبرت
#برواننغ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725264
الحوار المتمدن
محمد عبد الكريم يوسف - حب بين الأطلال، روبرت برواننغ
محمد عبد الكريم يوسف : حب بين الأطلال ، روبرت برواننغ
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الكريم_يوسف حب بين الأطلالروبرت برواننغترجمة محمد عبد الكريم يوسف عندما يحل المساء بلونه الهاديء، لأميال وأميال،يرمق المراعي العزلاء باسما ، حيث أغنامنا نصف الغافية،تجلجل أجراسها نحو البيت عند الغسق، ثم تشرد أو تتوقف ،وهي تجز العشب .هنا اننصبت ذات يوم مدينة عظيمة وسعيدة(كما يقولون)،كانت هذه المدينة عاصمة بلدنا،وكان أميرها في غابر العصور،يعقد مجلسه فيها، ويدير منهاشؤون الحرب والسلام.***وكما ترون لا يتباهى الموقع بوجودحتى شجيرة واحدة،تميز المنحدرات ،من السهول،من التلال،وتتقاطع وتسمي كل شيء باسمه.ولولاها لتشابه كل شيء.هنا كان ينتصب قصر منيف بقبابه يرسل أبراجه عاليا في السماء،كألسنة اللهب،فوق سور من الرخام عظيم، بمائة باب،يحيط كل شيء،يتقدم فوقه دزينة من الجنود،باتساق دون ازدحام.***لم يكن لكل ما تراه من وفرة العشب وكماله من وجود،ولا لهذه السجادة الخضراء التي تنبسط هذا الصيف لتغطي كل أثر في المدينة العظيمة،من عمود أو حجر.وكان الناس يتنفسون الأحزان والأفراح،في سالف العصور،وكانت الشهوة للمجد تحفز قلوبهم،والرعب من العار يروض نفوسهم،وكان المجد والعار بالذهب يشترى ويباع،***واليوم ، ليس هناك سوى هذا البريج الصغير،فوق السهول،تجذر تحته القبار ، وغطاه اليقطين حتى غمره،واطلت رؤوس براعم الكراث المبرقعة،وتغامزت من بين الشقوق،هنا بقايا قاعدة برج كان في زمانه يشمخ نحو السماء،وثمة حلقة مدورة محروقة ،داستها عربات،داستها،ثم داستها في السباق،في حين كان الملك وحاشيته وسيداته النبيلاتيشاهدون الألعاب.***وأنا أعلم، والمساء الهادئ اللون،يبتسم وهو يهم بالمغادرة،بينما الخراف حاملات الصوف،بجلجلة أجراسها،تجري لحظائرها بسلام،والمنحدرات والسهول والتلال،بلونها الرمادي الشاحب،تذوب بعيدا.وتنتظرني هناك تلك الفتاة بعينيها المتلهفتين،وشعرها الأصفر،في الحلبة التي كان الفرسان يستجمعون عزمهم نحو الهدف،في المكان الذي كان الملك يراقب،وهي ترقب الأن مقطوعة النفس،صامتة تنتظر قدومي.***لكن الملك كان يراقب المدينة ،بكل أرجائها البعيدة الفسيحة،والجبال متوجة بالمعابد،وتتزين الساحات بالأعمدة،يرقب الطرقات والجسور والقنوات...وكل الناس!وحين أصل إليها، لا تنبس ببنت شفة،تقف ويديها على كتفي،تهب عينيها أول عناق لوجهي،قبل أن نسرع ليطفئ أحدنا لهفة العين والأذن،في الآخر.***في إحدى السنوات ،أرسلوا مليون مقاتلنحو الجنوب والشمال،وبنوا لألهتهم أعمدة نحاسية،تمتد للسماء،واحتفظوا بألف عربة،بكامل عتادها،ذهبية طبعا،آه! أيها القلب!يتجمد الدم ، يحترق الدم،والأرض تكرر قرونا من الجنون ، والفوضى، والخطيئة!وتطبق عليها بأمجادها وانتصاراتها،وتستريح!الحب أفضل ما في الحياة.***العنوان الأصلي:Love Among the Ruins, Robert Browning, trans.2021. ......
#الأطلال
#روبرت
#برواننغ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725502
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الكريم_يوسف حب بين الأطلالروبرت برواننغترجمة محمد عبد الكريم يوسف عندما يحل المساء بلونه الهاديء، لأميال وأميال،يرمق المراعي العزلاء باسما ، حيث أغنامنا نصف الغافية،تجلجل أجراسها نحو البيت عند الغسق، ثم تشرد أو تتوقف ،وهي تجز العشب .هنا اننصبت ذات يوم مدينة عظيمة وسعيدة(كما يقولون)،كانت هذه المدينة عاصمة بلدنا،وكان أميرها في غابر العصور،يعقد مجلسه فيها، ويدير منهاشؤون الحرب والسلام.***وكما ترون لا يتباهى الموقع بوجودحتى شجيرة واحدة،تميز المنحدرات ،من السهول،من التلال،وتتقاطع وتسمي كل شيء باسمه.ولولاها لتشابه كل شيء.هنا كان ينتصب قصر منيف بقبابه يرسل أبراجه عاليا في السماء،كألسنة اللهب،فوق سور من الرخام عظيم، بمائة باب،يحيط كل شيء،يتقدم فوقه دزينة من الجنود،باتساق دون ازدحام.***لم يكن لكل ما تراه من وفرة العشب وكماله من وجود،ولا لهذه السجادة الخضراء التي تنبسط هذا الصيف لتغطي كل أثر في المدينة العظيمة،من عمود أو حجر.وكان الناس يتنفسون الأحزان والأفراح،في سالف العصور،وكانت الشهوة للمجد تحفز قلوبهم،والرعب من العار يروض نفوسهم،وكان المجد والعار بالذهب يشترى ويباع،***واليوم ، ليس هناك سوى هذا البريج الصغير،فوق السهول،تجذر تحته القبار ، وغطاه اليقطين حتى غمره،واطلت رؤوس براعم الكراث المبرقعة،وتغامزت من بين الشقوق،هنا بقايا قاعدة برج كان في زمانه يشمخ نحو السماء،وثمة حلقة مدورة محروقة ،داستها عربات،داستها،ثم داستها في السباق،في حين كان الملك وحاشيته وسيداته النبيلاتيشاهدون الألعاب.***وأنا أعلم، والمساء الهادئ اللون،يبتسم وهو يهم بالمغادرة،بينما الخراف حاملات الصوف،بجلجلة أجراسها،تجري لحظائرها بسلام،والمنحدرات والسهول والتلال،بلونها الرمادي الشاحب،تذوب بعيدا.وتنتظرني هناك تلك الفتاة بعينيها المتلهفتين،وشعرها الأصفر،في الحلبة التي كان الفرسان يستجمعون عزمهم نحو الهدف،في المكان الذي كان الملك يراقب،وهي ترقب الأن مقطوعة النفس،صامتة تنتظر قدومي.***لكن الملك كان يراقب المدينة ،بكل أرجائها البعيدة الفسيحة،والجبال متوجة بالمعابد،وتتزين الساحات بالأعمدة،يرقب الطرقات والجسور والقنوات...وكل الناس!وحين أصل إليها، لا تنبس ببنت شفة،تقف ويديها على كتفي،تهب عينيها أول عناق لوجهي،قبل أن نسرع ليطفئ أحدنا لهفة العين والأذن،في الآخر.***في إحدى السنوات ،أرسلوا مليون مقاتلنحو الجنوب والشمال،وبنوا لألهتهم أعمدة نحاسية،تمتد للسماء،واحتفظوا بألف عربة،بكامل عتادها،ذهبية طبعا،آه! أيها القلب!يتجمد الدم ، يحترق الدم،والأرض تكرر قرونا من الجنون ، والفوضى، والخطيئة!وتطبق عليها بأمجادها وانتصاراتها،وتستريح!الحب أفضل ما في الحياة.***العنوان الأصلي:Love Among the Ruins, Robert Browning, trans.2021. ......
#الأطلال
#روبرت
#برواننغ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725502
الحوار المتمدن
محمد عبد الكريم يوسف - حب بين الأطلال ، روبرت برواننغ