الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعود سالم : مقابلة صحفية مع الله - الحلقة الرابعة
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم &#1636كانت الرحلة طويلة وشاقة، حيث ركبت كل وسائل المواصلات المعروفة، الحافلة والقطار والطائرة والتاكسي وأخيرا سيرا على الأقدام حتى وصلت حوالي وسط النهار. نزلت من التاكسي وسط شارع كبير محاط ببعض العمارات والمباني العالية نسبيا وحيث الشمس ما تزال في منتصف السماء بيضاء فولاذية ترسل لهبا شفافا يحرق الجلد ويخنق التنفس ومن حين لآخر هبة من الريح الحارق وزوبعة تكنس التراب المتجمع على الإسفلت وأسفل الرصيف المتشقق وترفعه في الهواء فيما يشبه العاصفة. أجتزت المنعطف الأول ثم المنعطف الثاني وفي ذهني تدور ميكانيكية الحوار الممكن بين عالمين يبدو التناقض بينهما أكثر من مجرد إحتمال. وعندما اجتزت المنعطف الثالت بنفس الخطوات السريعة الثابتة بدأ الشك يراودني، مجرد تساؤل بسيط في البداية، ثم تحول تدريجيا إلى قلق غريب جعلني أرتاب في ما حولي والمكان الذي أتواجد فيه. الشارع يترائى لي بلا نهايه ويمتد أمامي بعيدا ويحتوي بالتأكيد على العديد من المنعطفات الأخرى. الأمر ليس بالسهولة المعهودة، الإنعطاف إلى اليمين أو إلى اليسار أو الإستمرار في السير حتى المنعطف القادم يحتاج إلى مجهود عقلي كبير وحساب كل الإحتمالات وإتخاذ القرار في اللحظة المناسبة. كنت أعرف هذه الحقيقة حتى قبل أن اخطو خطوتي الأولى في هذا الشارع الإسفلتي الطويل. واصلت سيري متضاهرا بعدم إعارة إنتباه كبير للشكوك والوساوس التي تعودت عليها منذ بداية هذا المشروع، واجتزت العديد من المنعطفات دون أن أتوقف حتى وصلت إلى منطقة تبدو وكأنها نهاية المدينة أو بدايتها، حيت بدأت البنايات العالية تتناقص وأصبح الشارع محاطا بالبيوت الصغيرة المكونة من طابقين أو ثلاتة طوابق يحيط بأغلبها سور عال أو سياج حديدي مطلي بلون ما، وأخيرا وجدت نفسي فيما يشبه وسط المدينة، ساحة كبيرة وشوارع جانبية وبعض دلائل الحياة العادية. سرت قليلا في شوارع المدينة المتربة حيث القليل من البشر يتحركون في إتجاهات مختفلة، رجال ونساء وأطفال، وجوه كالحة تنضح فقرا وتهيم وسط الغبار والقمامة المتجمعة على حافة الأرصفة المتشققة والمكسورة. تبدو المدينة وكأنها مسكونة بالعمال والعاطلين عن العمل والعجائز. بعض المحلات التجارية الخاوية من البضائع ومن الزبائن تبدو متكأة على جانب الشارع مستعدة للإنهيار في كل لحظة. كان علي أن أستفسر عن العنوان الذي أبحث عنه، فدخلت مطعما خاويا بلا نوافذ، مضاء بنيون يرتعش في السقف حيث أكلت صحنا من الفاصوليا الحمراء ثم ودلني صاحب المطعم بإشارات مبهمة عن العنوان. واخيرا وجدت المكان االذي أبحث عنه للجلوس والإنتظار في هدوء. المقهى كان فسيحا ويغمره الضوء من عدة نوافذ زجاجية كبيرة، وكان مرتفعا عن الشارع بعدة درجات إسمنتية، وأرضيته مكونة من بلاط مربع كبير الحجم ذو لون أبيض وأسود يوحي بلوحة الشطرنج، وعدة طاولات متفرقة بغير إنتظام في أركان المكان، وقليل من الزبائن يشربون الشاي أو القهوة في صمت. صاحب المقهى، بعد أن أحضر لي طلبيتي عاد وجلس على كرسية الخشبي أمام المدخل يدخن سيجارته ويلوح بيده من حين لآخر كلما مر أحد معارفه. بطبيعة الحال لم أكن أنتظر ملاكا شفافا بأجنحته الفضية ليحاورني ولا شعاعا من النور يشرق فجأة ليضيئ الكرسي الذي يقابلني، ولم أكن أتوقع أن يتجسد "الله" في شكل بشري لا يراه غيري ليجلس أمامي ويجيب على أسألتي كما هو الحال في القصص القديمة أو في بعض الأفلام الشعبية التي تعالج هذه المواضيع. في الحقيقة لم أكن أعرف ماذا أنتظر، ربما مجرد صوت داخلي أو حضورا ما لا أعرف طبيعته بعد. حسب المعلومات المتعارف عليها في هذه البقعة من العالم، الله يب ......
#مقابلة
#صحفية
#الله
#الحلقة
#الرابعة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759584