الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سماح خليفة : أسطرة الواقع بين الذات والوطن في قصيدة فدوى طوقان -تموز والشيء الآخر-
#الحوار_المتمدن
#سماح_خليفة تقول جوليا كريستيفا: إن كل نص عبارة عن لوحة فسيفسائية من الاقتباسات، وكل نص هو تشرب وتحويل لنصوص أخرى". فلا يخلو أي نص من روح النصوص السابقة له.كما أنه من الصّعب على الإنسان أن ينسلخ عن تراثه، طال به الزمن أو قصر، مهما حاول منذ بداية العصور الإسلامية أن يكبح جماح الأسطورة التي تلقي بظلالها على بيئته، حياته، لغته، حكاياته، تراثه بشكل عام، خوفا من أن تنال من رصيده الديني بفعل ترددها، متى وأيّنما حل.وقد كان النثر والشعر -منذ عهد الإنسان القديم وحتى العصر الجاهلي وما بعده من عصور- هما المرآتان اللتان استطاعتا أن تعكسا بقايا الفكر الأسطوري الذي أرسته الذاكرة الجمعية بإرادة واعية، أو غير واعية. بَيْدَ أنّ الشعر كان وما زال محط أنظار المتذوقين للأدب، والكلمة، وموسيقاها العذبة، وانسيابيتها في قلب السامع قبل أذنه.إنّ من فطرة النفس البشرية سعيها نحو الجمال، فهو نابع من داخل النفس، تجيش به العواطف، والأحاسيس، ليملأ السمع، والبصر، والفؤاد. وما المثول أمام قصيدة "تموز والشيء الآخر"؛ لقراءتها، واستقرائها وسبر أغوارها، إلا أشبه بالمثول أمام قطعة من الفسيفساء المشعة، في أحد جدران معبد الآلهة، في بلاد الرافدين. تحاول الباحثة، في هذه الورقة البحثية، إلقاء الضوء على قصيدة فدوى طوقان "تموز والشيء الآخر" وفقا لمنهج التفكير الأسطوري، الذي لازم الإنسان في كل مراحل حياته، متخذة من تلك القصيدة ميدانا للبحث، ومن الرموز والدوال التأويلية فيها منارات لتجلية الرموز الأسطورية، والتي انطلقت من مركزية تموز وعشتار، إلى أبعاد أكثر اتساعا وحرية.ولأنه لا لوحة بدون عنوان، و"لا نص بدون مناص" كما يقول جرار جنت، ستقف الباحثة قليلا عند عتبة العنوان "تموز والشيء الآخر".عتبة العنوان "تموز والشيء الآخر": عنوان موضوعي لا ذاتي، إخباري، فهو جملة اسمية مبتدؤها محذوف، تقديره: موضوعنا تموز والشيء الآخر"، وبمجرد أن يحمل العنوان لفظة تموز، فإنه يحيلنا إلى قضية كونية، سؤال وجودي، قضية البعث، الموت والحياة، ثم إن التناص الأسطوري الذي يشع من العنوان، يخلق بين حناياه ثنائية ضدية، رغم المعية التشاركية التي تخلقها واو العطف بين الطرفين، بيد أن هذه التشاركية في الحكم ستتحقق بوجود طرف ثالث سيتضح فيما بعد، وأما تموز فهو أشهر من نار على علم، وأما الشيء الآخر فهو غامض لا نعلمه، ومن هنا التقى الوضوح بمعية الغموض، ولم يلتقيا عبثا، بل لحكمة بالغة، سيكشف عنها الطرف الثالث الذي جمعهما.تموز إله النباتات والخصب والشباب في أساطير الشرق القديم، وهو باللغة السومرية "دموزي" وتموز بالاكادية، كان في الأصل إلهًا للشمس ابن "إيا" والإلهة "سيدوري" وكان زوجًا أو عشيقًا للإلهة عشتار (أو الإلهة إنانا)، رويت قصة حبه وموته في قصيدة بعنوان "عشتار تهبط على العالم السفلي"، وكيف قدمت عشتار حبيبها نيابة عنها، وتراجعها فيما بعد. تموز يجسد قوى الخصب في الطبيعة وبفقدانه يعم الجفاف ويفتقد الحب والخصب، ويحل الجدب والموت(4).إن هذه اللوحة "القصيدة" تحتضن في داخلها ثلاث لوحات جزئية، أو ثلاث مقاطع، وإن نظرة سريعة خاطفة أو متأنية، سيان، في هذه اللوحة، سيجذبها قطعةٌ صغيرة تتكرر في اللوحات أو المقاطع الثلاث، تسبب خللا في التوازن النفسي الوجداني للناظر (القارئ) وتربكه، ألا وهي "يطاردني"، والتي تتكرر في اللوحات الثلاث، مما يضاعف حجم هذا الإرباك.المطاردة تكون للإمساك بالشيء المطارَد، تكون بين طرفين، المطارَد هاربٌ من المطارِد، فهي لم تقل "يَتبعني"، التابع يكون منقادًا لشيء ما في المتبوع، كان حسيًّا أو ماديًّا، ......
#أسطرة
#الواقع
#الذات
#والوطن
#قصيدة
#فدوى
#طوقان
#-تموز
#والشيء

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752352