الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبد الله رحيل : الصعاليك في متون الصحارى
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_رحيل تجوب صحراء واسعة، تمتد بك الأنظار في رمالها الذهبية المجهولة، فهي مفازة، إن قطعتها بسلام، وإن علمت مجاهلها، ونواحيها، فهي قاسية صعبة، وعنيفة، فلا عجب، أن تنجب أبناء قساة أشداء، يألفونها، ويَحْيَون فيها، لما تُيسّره لهم من الاختفاء في مجاهلها، وجبالها، ومتاهاتها؛ لذلك نجد أن حياة سكانها تميل إلى الخشونة، والرعونة، وإلى الثورية على كل ما يلاقيهم من قيم اجتماعية، أو واقع مبهم لديهم، غير أنهم لا يشذّون عن قواعد مجتمعهم، البادية في الكرم، وفي الشجاعة والغيرة، ودفاعهم عن العرض، وعن الشرف، واجتماعهم لحل مشكلة، وإن كلفتهم النبذ من القبيلة، أو الموت والضياع، وهذه المبادئ، خلقت لفئة، قد تكون غير معجبة بالواقع المعاش في كنف القبيلة، ظهور واقع الصعاليك على الرغم من نشأتهم في أماكن قريبة من الخصب، إلا أنهم فضلوا أن يكونوا في كنف هذه الطبيعة، صعبة المنال، فنجدهم يألفون الجبال والقفار، والأماكن، التي يخشى غيرهم ارتيادها.تعدّ ظاهرة " التضاد الجغرافي" عاملًا مهمًا في نشوء الصعلكة، فبيئة الصعاليك صحراوية جبلية، فيها أغوار منخفضة شديدة الحرارة، وجبال ذات قمم عالية، فيها مناطق جدب، ومحل تدفع إلى الهجرة، ومناطق خصب تغري بالاستقرار، هذا التضاد الجغرافي خلق لونًا من التضاد النفسي عند البدوي، فهو مبالغ في عداوته، مبالغ في محبته، يغزو، وينهب حتى يكاد يفقد حياته، ثم يوزع غنيمته على سواه، كما أنه يأنف حياة الاستقرار، ويؤمن بأن الرعي، والتجارة، والنهب، والصيد هي الأعمال، التي تليق بالرجال.ولو وقفنا في كنف اللغة، مفسرين معاني الصعلوك، نجد أنها لغة مأخوذة من قولهم: «تصعلكت الإبل» إذا خرجت أوبارها، وانجردت، ومن هذا الأصل اللغوي، أصبح الصعلوك، هو الفقير، الذي تجرّد من المال، وانسلخ من جلده الآدمي، ودخل في جلد الوحوش الضارية. وإذا كان الأصل اللغوي لهذه الكلمة، يقع في دائرة الفقر، فإن الصعلكة في الاستعمال الأدبي، لا تعني الضعف بالضرورة، فهناك طائفة من الصعاليك، الذين تمرّدوا على سلطة القبيلة، وثاروا على الظلم، والقمع، والقهر، والاستلاب، الذي تمارسه القبيلة على طائفة من أفرادها؛ ونظرًا لسرعتهم الفائقة في العدو، وشراستهم في الهجوم، والغارة، أُطلق عليهم" ذؤبان العرب" أو الذؤبان"؛ تشبيهًا لهم بالذئاب.فمما لا شك فيه، أن هناك عوامل جغرافية، وسياسية، واجتماعية، واقتصادية، أدت إلى بروز ظاهرة الصعلكة في الصحراء العربية، إبَّان العصر الجاهلي، وما تبعه من العصور في العصر الأموي، والعباسي، فيبقى العامل البيئي والعامل الاجتماعي، اللذان أديا بروز هذه الظاهرة، واللذان تمثّلا تتمثل في قسوة الصحراء، وشُحِّها بالغذاء، إلى درجة الجوع، الذي يهدد الإنسان بالموت، وإذا جاع الإنسان إلى هذه الدرجة، فليس من المستغرب أن يتصعلك، ويثور، وربما يقتل. وبهذه القسوة والثورة على الواقع الفقير المعاش في زمن الصعلكة، نشأت لهم أشعار، خُلّدت في تاريخ الأدب العربي، وتناقلها الرواة، حيث كانت جزلة قوية، أثارت نهم الدارسين لها، فهي خلقٌ لغويٌّ قويٌّ جميلٌ، كواقعهم القاسي في متون الصحراء، وحين ننظر إلى شعرهم، نجده حافلا بذكر الأماكن الوحشية، الموغلة في الوحشة، والامتناع، فالصعلوك الشاعر تأبّط شرًا يتحدّث عن موضع كان يخافه العرب، لاعتقادهم أنه لا يخلو من الغول، والأفاعي، هذا المكان يسمى "رحى بطان"، ولكن الشاعر تأبّط يألف هذا المكان، ولا يخاف غيلانه، وسعاليه، بل يتحدث بفخر في شعر عن قتله إحداها قائلاً:"ألا من مُبلّغ فتيان فَهْم بما لاقيتُ عند رحى بَطانبأني قد لقيتُ الغول تهوي بسهبٍ كالصحي ......
#الصعاليك
#متون
#الصحارى

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762048
عبدالله رحيل : الصعاليك في متون الصحارى
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_رحيل تجوب صحراء واسعة، تمتد بك الأنظار في رمالها الذهبية المجهولة، فهي مفازة، إن قطعتها بسلام، وإن علمت مجاهلها، ونواحيها، فهي قاسية صعبة، وعنيفة، فلا عجب، أن تنجب أبناء قساة أشداء، يألفونها، ويَحْيَون فيها، لما تُيسّره لهم من الاختفاء في مجاهلها، وجبالها، ومتاهاتها؛ لذلك نجد أن حياة سكانها تميل إلى الخشونة، والرعونة، وإلى الثورية على كل ما يلاقيهم من قيم اجتماعية، أو واقع مبهم لديهم، غير أنهم لا يشذّون عن قواعد مجتمعهم، البادية في الكرم، وفي الشجاعة والغيرة، ودفاعهم عن العرض، وعن الشرف، واجتماعهم لحل مشكلة، وإن كلفتهم النبذ من القبيلة، أو الموت والضياع، وهذه المبادئ، خلقت لفئة، قد تكون غير معجبة بالواقع المعاش في كنف القبيلة، ظهور واقع الصعاليك على الرغم من نشأتهم في أماكن قريبة من الخصب، إلا أنهم فضلوا أن يكونوا في كنف هذه الطبيعة، صعبة المنال، فنجدهم يألفون الجبال والقفار، والأماكن، التي يخشى غيرهم ارتيادها.تعدّ ظاهرة " التضاد الجغرافي" عاملًا مهمًا في نشوء الصعلكة، فبيئة الصعاليك صحراوية جبلية، فيها أغوار منخفضة شديدة الحرارة، وجبال ذات قمم عالية، فيها مناطق جدب، ومحل تدفع إلى الهجرة، ومناطق خصب تغري بالاستقرار، هذا التضاد الجغرافي خلق لونًا من التضاد النفسي عند البدوي، فهو مبالغ في عداوته، مبالغ في محبته، يغزو، وينهب حتى يكاد يفقد حياته، ثم يوزع غنيمته على سواه، كما أنه يأنف حياة الاستقرار، ويؤمن بأن الرعي، والتجارة، والنهب، والصيد هي الأعمال، التي تليق بالرجال.ولو وقفنا في كنف اللغة، مفسرين معاني الصعلوك، نجد أنها لغة مأخوذة من قولهم: «تصعلكت الإبل» إذا خرجت أوبارها، وانجردت، ومن هذا الأصل اللغوي، أصبح الصعلوك، هو الفقير، الذي تجرّد من المال، وانسلخ من جلده الآدمي، ودخل في جلد الوحوش الضارية. وإذا كان الأصل اللغوي لهذه الكلمة، يقع في دائرة الفقر، فإن الصعلكة في الاستعمال الأدبي، لا تعني الضعف بالضرورة، فهناك طائفة من الصعاليك، الذين تمرّدوا على سلطة القبيلة، وثاروا على الظلم، والقمع، والقهر، والاستلاب، الذي تمارسه القبيلة على طائفة من أفرادها؛ ونظرًا لسرعتهم الفائقة في العدو، وشراستهم في الهجوم، والغارة، أُطلق عليهم" ذؤبان العرب" أو الذؤبان"؛ تشبيهًا لهم بالذئاب.فمما لا شك فيه، أن هناك عوامل جغرافية، وسياسية، واجتماعية، واقتصادية، أدت إلى بروز ظاهرة الصعلكة في الصحراء العربية، إبَّان العصر الجاهلي، وما تبعه من العصور في العصر الأموي، والعباسي، فيبقى العامل البيئي والعامل الاجتماعي، اللذان أديا بروز هذه الظاهرة، واللذان تمثّلا تتمثل في قسوة الصحراء، وشُحِّها بالغذاء، إلى درجة الجوع، الذي يهدد الإنسان بالموت، وإذا جاع الإنسان إلى هذه الدرجة، فليس من المستغرب أن يتصعلك، ويثور، وربما يقتل. وبهذه القسوة والثورة على الواقع الفقير المعاش في زمن الصعلكة، نشأت لهم أشعار، خُلّدت في تاريخ الأدب العربي، وتناقلها الرواة، حيث كانت جزلة قوية، أثارت نهم الدارسين لها، فهي خلقٌ لغويٌّ قويٌّ جميلٌ، كواقعهم القاسي في متون الصحراء، وحين ننظر إلى شعرهم، نجده حافلا بذكر الأماكن الوحشية، الموغلة في الوحشة، والامتناع، فالصعلوك الشاعر تأبّط شرًا يتحدّث عن موضع كان يخافه العرب، لاعتقادهم أنه لا يخلو من الغول، والأفاعي، هذا المكان يسمى "رحى بطان"، ولكن الشاعر تأبّط يألف هذا المكان، ولا يخاف غيلانه، وسعاليه، بل يتحدث بفخر في شعر عن قتله إحداها قائلاً:"ألا من مُبلّغ فتيان فَهْم بما لاقيتُ عند رحى بَطانبأني قد لقيتُ الغول تهوي بسهبٍ كالصحي ......
#الصعاليك
#متون
#الصحارى

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762071