الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
رولى الصغير : ماذا نفعل بغضبنا النسوي؟
#الحوار_المتمدن
#رولى_الصغير غضبنا النسوي يأتي من موقعيّات الصّمود والنّضال في محاولة صدع شبكة الاضطهاد التّي نواجهها، وهو يجمعنا بذلك، ويحرّرنا، ويدفعنا باتجاه التغيير الاجتماعي والسياسي. لا أتذكّر المواقف عينها التي سبّبت حالات سخطي وغضبي حين كنت طفلة تكتشف يوميّا وقع الظلم المجندر على استقلالية أفكارها وجسدها، فقد محتها آليّة التّأقلم من ذاكرتي وجعلتها حوادث ضبابيّة بعيدة. لكنّني أتذكّر أنّ الغضب كان يسري على عمودي الفقريّ، يرفع من حرارتي، يصبّ قطرات عرقٍ على وجهي، يستحيل إلى رجفةٍ في ركبتيّ متى تحوّل إلى هزيمةٍ حتميّةٍ في وجه سلطة الأب أو المعلّم أو الجار أو الشارع أو الشخص الأكبر عمرًا أو كلّ من لديهم استحقاقٌ إلهيّ في تقرير مصير البنات والنّساء، لأنّنا خاسرات لهذه المعركة دون تكلّف خوضها. من بعد هذه الخسارة، كان غضبي يستحيل إلى قهرٍ يغادر جسدي في دموعٍ صامتة. ولكن ما لا أقدر على نسيانه هو الأصابع الغريبة المتسلّلة إلى زوايا فمي، في محاولةٍ حرفيّةٍ لرسم ابتسامةٍ على وجهي لا ضير في أنّها مفتعلة، بل ومكرهٌ عليها، راسمة كذلك نهاية كلّ معركة لم تسنح لها فرصة البدء. من "بوس العمّو" أثناء الطفولة إلى إيلاج الأصابع في فمي لإكراهي على الابتسام كحلّ مثاليّ لكلّ النزاعات إلى لعق مؤخّرة العمّو في وقت الصبا كدليل على الرّشد أو كتملّقٍ قد يحمينا أو لا يحمينا من عنفه وتحرّشه، قيل لي: "أنت جميلة إذا لم تكوني غاضبة". فيشتعل الغضب مجدّدًا والقهر في دائرةٍ مفرغة، وأبتسم فقط لتمضي اللحظة ولأستعيد الحياة التّي تأتي بعدها. غير إنّي اليوم لم أعد جميلة ولم أعد وحيدة في سخطي وفي غضبي. والأصحّ أنّني لم أكن وحيدة أبدًا، ولكنّني لم أكن عارفةً بذلك لحين قرأت كتابات لنساء ولنسويّات أخبرنني أنّ العيب ليس فيّ ولا في غضبي، وأنّه ليس محصورًا في حادثةٍ واحدةٍ أو بيئةٍ واحدةٍ أو في إشكاليّةٍ تبدأ وتنتهي معي، بل أنّ عُبوسنا وتجهّمنا وغضبنا و"قتلنا للبهجة"1 أمرٌ جماعيٌّ وأساسيٌّ للنّجاة. وعليه، فغضبنا نسويٌّ لأنّه يأتي من موقعيّات الصّمود والنّضال في محاولة صدع شبكة الاضطهاد التّي نواجهها، وهو يجمعنا بذلك ويدفعنا باتجاه التغيير الاجتماعي والسياسي.غضبنا يخرق الصمتنحن نعيش في ظلّ نظامٍ أبويٍّ يعيد إنتاج نفسه من خلال الهياكل التّي يقوم عليها، مادّيةً كانت أو خطابيّة، ويعتمد على إسكات المشاعر والأفكار التّي يمكنها قلب الآية. فلا يضلّلنا عن المشاكل الأساسيّة فقط، إنّما يسقطها علينا بدل ربطها بأسبابها. أن نقول "مشكلة الفقر" بدل قول "مشكلة توزيع الثروة"، وأن نقول "نسويّة غاضبة" بدل قول "ذكورية استحقاقيّة"، يجعل من غضبنا، لا من أسباب غضبنا، المشكلة. تقول سارة أحمد، وهي كاتبة نسوية مهتمة بالنظريات الكويرية والنقدية والعرقية وما بعد الاستعماريّة، أنّكِ "حيـن تتحدثيـن بصـوتٍ عالٍ لتعبّري عـن رأيك، فإنّك تعكّرين صفو الموقف. حين وصفتِ ما قاله الآخرون بأنّه مشكلة، يعني أنّك خلقت مشكلة. تصبحين أنت المشكلة التّي خلقتيها".2 هكذا نُلام على انكشاف مشاعرنا وعلى اشتعال فتيلها وقصر حبل الصبر، في حين أنّ العنف والتمييز الذي يغضبنا متجذّرٌ في هيكليّات السلطة، وتاريخيٌّ وليس فيه شيءٌ من القصر. يُصوّر غضبنا النسوي على أنّه فرديّ، نقصٌ شخصيٌّ أو هشاشة، أو انسلاخٌ عن واقعٍ ما أو منطقٍ ما، أو تحويرٌ لأولويّات النضال متى غضبنا على رفاقنا في التنظيم. أن تكوني غاضبة يعني أن تٌعرقلي مسار نقاشٍ "منطقيّ" أو "موضوعيّ" أو "راشد" أو "متحضّر"، أي أنّنا كنساءٍ غاضبات ناقصات منطقٍ وموضوعيّة وحضارة ورشد. فنحن، ببساطة، الطرف الخ ......
#ماذا
#نفعل
#بغضبنا
#النسوي؟

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699336