الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عمر عتيق : رؤية في استهلال كتاب الفنان -منوبي بوصندل-
#الحوار_المتمدن
#عمر_عتيق (الكتابة عنك)عنوان الاستهلال الذي بدأ به كتاب الفنان التشكيلي " منوبي بوصندل" الذي يوثق مسيرة الفنان الذي اتخذ اللوحة التشكيلية رسالة لغايات إنسانية . هكذا اختارت د. أحلام بوصندل هذا العنوان اللافت والمغاير للمسميات المألوفة ( مقدمة ، مدخل ، تقديم ، توطئة ، تمهيد ...الخ) ، لأنها أرادت أن تكتب عن أبيها وملهمها وصديقها ما لم يكتبه أحد من قبل ، أرادت أن تنسج نصا ذاتيا ينبض بالحنين والوفاء والاعتزاز فكان عنوان " الكتابة عنك " الذي يُضمر بنية نفسية دلالية عميقة تتجاوز المعنى السطحي ، فكلمة الكتابة في العنوان تختزل الخلود ونفي الموت وإثبات ديمومة الحياة . والضمير في (عنك) هو ضمير الابنة الكاتبة (أنا - أحلام ) التي تفتحت عيناها في حدائق لوحات أبيها حينما كانت طفلة تحبو بين أوراق وألوان أبيها . وهو ضمير المخاطب ( أنت - أنتم ) الذي - الذين عرفوا "منوبي بوصندل" إنسانا يجسد منظومة قيم ، وفنانا يُصور ما يمور في فكرهم ووجدانهم ويجسد ثنائيات الانكسار والانتصار ، والقلق الوجودي ، والحلم الذي يرتقي إلى اليقين . لا يخفى أن الابنة الكاتبة الفنانة عانت من الحيرة والقلق والتردد قبيل كتابة الاستهلال ، ومن المرجح أن العودة إلى مسودة المقال(الكتابة عنك) ستكشف عن الكلمات والعبارات التي عمدتْ الكاتبة إلى تغييرها أكثر من مرة ، لأن اللغة تعجز دائما عن التعبير عما نفكر فيه ونشعر به ، فالكتابة محاولة لقول ما نرغب به ، وليست الكتابة تصويرا حرفيا لما نريد قوله. توزع مقال (الكتابة عنك) على مدارين ، الأول فضاء ذاتي مفعم بعاطفة الحنين والحب والاعجاب والإكبار لأب فنان رحل جسده ، وبقي إبداعه خالدا ، وهذا أمر بدهي أن تعبر الابنة عن مشاعرها تجاه أبيها . ولكن أواصر القربى بين أحلام والأب الفنان تتجاوز الصلة البيولوجية إلى تعالق فني ، فهي لا تكتب وفاء للأب فسحب ، ولكنها تكتب عن أبيها الذي ألهمها أن الرسم رسالة وغاية وقضية وجود ، لهذا وجدت أحلام بوصندل نفسها موزعة بين الحنين للأب والوفاء للفنان الأب .وعطفا على ما تقدم يمكن أن يعي القارئ ما تختزله العبارة الأولى في المقال (الكتابة عنك أمر صعب حقيقة) . قد تبدو هذه العبارة تعبيرا مألوفا ، ولكنها اعتراف ضمني أن الكتابة لا تعبر عما تريده الكاتبة الفنانة .ومن المؤكد أن بداية المقال بتلك العبارة تحمل في حناياها اعتذارا للقارئ أن الفنان الراحل يستحق أكثر مما يعبر عنه المقال .وتعبر عن هذا الاعتذار بتركيب لغوي يعزز ما تقدم بقولها : (لعله أمر عسير مرة أخرى) . تتداخل مشاعر الابنة الكاتبة بمشاعر الابنة الفنانة إلى درجة التماهي والانصهار كما يتجلى في قولها : (صوتك يدوّي في أعماقي) الذي يجسد حنينا مكثفا لماض مفعم بالذكريات ، وقولها : (لم تكن الفنان فحسب ، بل كنت أبا وصديقا). أما الفضاء الثاني فهو فضاء فكري تسعى الكاتبة فيه إلى رصد المخرجات الفنية التي ورثتها عن أبيها ، وهو فضاء يقترب من تقييم المنجز الفني، تحاول فيه الابنة الكاتبة الفنانة -دون جدوى- أن تفصل بين الحنين للأب والكتابة عن الفنان الأب كما يبدو في قولها :( رحلتك في الوجود الذي حولته إلى موجود بلغة الحس والفن والألوان) ، ولعل هذا الاقتباس يلخص فلسفة الفن التشكيلي الذي يشكل رؤية الفنانة أحلام بوصندل للوجود والحياة ، ويكشف عن الرغبة في إعادة تشكيل أبجديات الوجود الذي يعاني منه الإنسان إلى وجود يجد فيه الإنسان فطرته وإنسانيته وحريته. تحرص الكاتبة على وصف فلسفة الموت التي لا تراها غيابا كليا وفناء نهائيا واندثارا أبديا ، لأن رؤيتها للموت غياب جزئي أو غياب فيزيائي ......
#رؤية
#استهلال
#كتاب
#الفنان
#-منوبي
#بوصندل-

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740784