ارام محاميد : التطبيع وتبيئة إسرائيل
#الحوار_المتمدن
#ارام_محاميد التطبيع وتبيئة اسرائيل كثير من الأفكار الواردة في المقال أدين بها لرفيقي وصديقي الدكتور شريف يونس. **كادت قلوب الجميع أن تجتمع على شعورٍ واحد، وآرائهم تتوحد على رأيٍ واحد عندما رأوا من هي الدّول "المطبعة حديثًا" مع إسرائيل (المغرب والإمارات والسودان والبحرين) وأكثر مقولة قيلت هي: "هذه الدّول مطبعة كل عمرها من تحت الطاولة". وتصديقًا لهذه المقولة نشير إلى العلاقة التاريخيّة بين المغرب وإسرائيل، وهي علاقات متينة جدًا منذ عقود، وهنا أذكر حادثة تعود لعام 1965، تصفية البطل المهدي بن بركة المعارض الاشتراكيّ للملك والنظام المغربي، الّذي تم اختطافه في باريس وتصفيته بعملية مشتركة بين المخابرات المغربية والموساد، وما تزال تفاصيل هذه العملية المخابراتية غير معلنة حتى اليوم. ومما يذكر أنّه في عام 1966 أعدت صحيفة اسرائيلية -"هشوفعون"- عمودًا رئيسيًا عنوانه: "اسرائيليون في قضية بن بركة" وقامت أجهزة الأمن متمثلة بالشرطة والشاباك بمنع نشر أي معلومة عن الموضوع.سابقًا كانت الدّول العربيّة تطبع مع إسرائيل تسليمًا بالأمر الواقع وتطلعًا لعلاقات مميزة مع أمريكا والغرب، كالتطبيع المصريّ في عهد أنور السادات، السادات من جهة سلَّم بالأمر الواقع ومن جهة أخرى أراد علاقات صداقة وتحالُف مع الولايات المتحدة والغرب فطردَ المستشارين والعساكر السوفييت وسلَّطَ الإخوان وسائر الصحوات على اليساريين والناصريين.أما التطبيع الحاليّ فهو مرحلة مختلفة تتجاوز التسليم بالأمر الواقع، التطبيع الحاليّ هدفه تَبيئة إسرائيل، أي جعلها جزءً من البيئة الحضارية للمنطقة، وهذا ما لم يقدر عليه التطبيع السابق، حيث أن جوهر فكرة القبول بدّولة من الدّول هو الإقرار بمشروعية وجودها. في التطبيع السابق لم يحدث أي تحول فكري عند الشعوب يجعلها تقرّ بمشروعية إسرائيل وعلى المستوى الشعبيّ كانَ رفضًا عارمًا للتطبيع من أساسِهِ.ما هي مشروعية الدول؟كل دولة في العالم قائمة بحكم الأمر الواقع، هذا صحيح. ولكن لا أحد يملك مشكلة مع قيام دولة لأنّه لا يشكّك بمشروعيتها؛ وما نقصده بمشروعيتها هو الأُسُس الفكرية الّتي تعطي الدّولة "حق" وجودها في وعي الناس، وغالبًا ما تكون هذه الأُسُس الفكرية عبارة عن تأويلٍ للماضي بصيغة الحاضر، وتصوير الحاضر كنتيجة نهائية لتراكم أحداث من الماضي كل هدفها الوصول إلى الدولة الحالية. ومن هناك تعطي كل أمة لنفسها "قوانينًا" تاريخية تعطيها الحق في الوجود وصفات مميّزة تّتصوّرها لنفسها.في حالة إسرائيل يمكننا أن نُجمِل مشروعية اسرائيل بأمرين:- الإرث اليهوديّ التوراتي.- اضطهاد اليهود في أوروبا.كلا الأمرين غير مقبولين عند السواد الأعظم من سكان المنطقة، فمن جهة التراث التوراتي حول أرض الأجداد مرفوض عند سكان هذه المنطقة لأسبابٍ شتى. وبالنسبة لاضطهاد اليهود في أوروبا، فحتى أكبر المتعاطفين والمتضامنين مع مآسي الماضي الّتي مرّ بها اليهود في أوروبا يقول في قرارة نفسه: "لماذا أنا من تحملت خطيئة ما فعله الأوروبيون؟! ليعتذر الأوروبيون لليهود ويقيموا لهم دولة في بافاريا". هكذا فإنَّ فكرة المشروعية في وعي الجماهير تلعب دورًا حاسمًا. وكمثالٍ لا يبقِ مجالًا لعدم الفهم نذكر بما اقترفته بريطانيا العظمى، كانَت بريطانيا هي صاحبة وعد بلفور ولديها تاريخ استعماري طويل حافل بالجرائم والفظاعات ولكن لا تجد أحدًا يملك مشكلة مع وجود بريطانيا حتى عند أكثر الشعوب الّتي ذاقت الويل من بريطانيا، لأن فكرة عدم وجود مشروعية لوجود بريطانيا ليسَت موجودة في وع ......
#التطبيع
#وتبيئة
#إسرائيل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747752
#الحوار_المتمدن
#ارام_محاميد التطبيع وتبيئة اسرائيل كثير من الأفكار الواردة في المقال أدين بها لرفيقي وصديقي الدكتور شريف يونس. **كادت قلوب الجميع أن تجتمع على شعورٍ واحد، وآرائهم تتوحد على رأيٍ واحد عندما رأوا من هي الدّول "المطبعة حديثًا" مع إسرائيل (المغرب والإمارات والسودان والبحرين) وأكثر مقولة قيلت هي: "هذه الدّول مطبعة كل عمرها من تحت الطاولة". وتصديقًا لهذه المقولة نشير إلى العلاقة التاريخيّة بين المغرب وإسرائيل، وهي علاقات متينة جدًا منذ عقود، وهنا أذكر حادثة تعود لعام 1965، تصفية البطل المهدي بن بركة المعارض الاشتراكيّ للملك والنظام المغربي، الّذي تم اختطافه في باريس وتصفيته بعملية مشتركة بين المخابرات المغربية والموساد، وما تزال تفاصيل هذه العملية المخابراتية غير معلنة حتى اليوم. ومما يذكر أنّه في عام 1966 أعدت صحيفة اسرائيلية -"هشوفعون"- عمودًا رئيسيًا عنوانه: "اسرائيليون في قضية بن بركة" وقامت أجهزة الأمن متمثلة بالشرطة والشاباك بمنع نشر أي معلومة عن الموضوع.سابقًا كانت الدّول العربيّة تطبع مع إسرائيل تسليمًا بالأمر الواقع وتطلعًا لعلاقات مميزة مع أمريكا والغرب، كالتطبيع المصريّ في عهد أنور السادات، السادات من جهة سلَّم بالأمر الواقع ومن جهة أخرى أراد علاقات صداقة وتحالُف مع الولايات المتحدة والغرب فطردَ المستشارين والعساكر السوفييت وسلَّطَ الإخوان وسائر الصحوات على اليساريين والناصريين.أما التطبيع الحاليّ فهو مرحلة مختلفة تتجاوز التسليم بالأمر الواقع، التطبيع الحاليّ هدفه تَبيئة إسرائيل، أي جعلها جزءً من البيئة الحضارية للمنطقة، وهذا ما لم يقدر عليه التطبيع السابق، حيث أن جوهر فكرة القبول بدّولة من الدّول هو الإقرار بمشروعية وجودها. في التطبيع السابق لم يحدث أي تحول فكري عند الشعوب يجعلها تقرّ بمشروعية إسرائيل وعلى المستوى الشعبيّ كانَ رفضًا عارمًا للتطبيع من أساسِهِ.ما هي مشروعية الدول؟كل دولة في العالم قائمة بحكم الأمر الواقع، هذا صحيح. ولكن لا أحد يملك مشكلة مع قيام دولة لأنّه لا يشكّك بمشروعيتها؛ وما نقصده بمشروعيتها هو الأُسُس الفكرية الّتي تعطي الدّولة "حق" وجودها في وعي الناس، وغالبًا ما تكون هذه الأُسُس الفكرية عبارة عن تأويلٍ للماضي بصيغة الحاضر، وتصوير الحاضر كنتيجة نهائية لتراكم أحداث من الماضي كل هدفها الوصول إلى الدولة الحالية. ومن هناك تعطي كل أمة لنفسها "قوانينًا" تاريخية تعطيها الحق في الوجود وصفات مميّزة تّتصوّرها لنفسها.في حالة إسرائيل يمكننا أن نُجمِل مشروعية اسرائيل بأمرين:- الإرث اليهوديّ التوراتي.- اضطهاد اليهود في أوروبا.كلا الأمرين غير مقبولين عند السواد الأعظم من سكان المنطقة، فمن جهة التراث التوراتي حول أرض الأجداد مرفوض عند سكان هذه المنطقة لأسبابٍ شتى. وبالنسبة لاضطهاد اليهود في أوروبا، فحتى أكبر المتعاطفين والمتضامنين مع مآسي الماضي الّتي مرّ بها اليهود في أوروبا يقول في قرارة نفسه: "لماذا أنا من تحملت خطيئة ما فعله الأوروبيون؟! ليعتذر الأوروبيون لليهود ويقيموا لهم دولة في بافاريا". هكذا فإنَّ فكرة المشروعية في وعي الجماهير تلعب دورًا حاسمًا. وكمثالٍ لا يبقِ مجالًا لعدم الفهم نذكر بما اقترفته بريطانيا العظمى، كانَت بريطانيا هي صاحبة وعد بلفور ولديها تاريخ استعماري طويل حافل بالجرائم والفظاعات ولكن لا تجد أحدًا يملك مشكلة مع وجود بريطانيا حتى عند أكثر الشعوب الّتي ذاقت الويل من بريطانيا، لأن فكرة عدم وجود مشروعية لوجود بريطانيا ليسَت موجودة في وع ......
#التطبيع
#وتبيئة
#إسرائيل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747752
الحوار المتمدن
ارام محاميد - التطبيع وتبيئة إسرائيل