منير المجيد : ليس «هاپي اندينغ»
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد عبارة Happy Ending (نهاية سعيدة) كنّا نعرفها من سينما هوليوود، لكنها تدّل على أمر آخر، لم أكن أعرف عنه شيئاً قبل عام ٢-;-٠-;-٠-;-٢-;-.حينها كنتُ أسكن في كوبنهاغن، وفي (تقريباً) مركز المدينة، وعلى مسافة قريبة كنتُ أمرّ دوماً إلى جانب «عيادة المسّاج للمعالجة بالزيوت والأعشاب الطبيعية».رائحة هذه الزيوت والأعشاب النفّاذة كانت تأخذ بعقلي في الواقع.في ليلة قضيتها مع بعض الأصدقاء، وأثناء عودتي، فاجأتني أضواء العيادة في ذلك الوقت من الليل، ففتحتُ الباب. شعرتُ أن المسّاج تلك الليلة هو ما أحتاجه، وسيجعلني، بالتأكيد، أنام كالرضيع.في البهو إستقبلتني سيدّة دانماركية، وناولتني كتيّباً مصّوراً وقائمة الأسعار. اخترتُ مدّة ساعة وكان يجب أن أدفع مُقدّماً.قادتني إلى غرفة أضواؤها خافتة، والرائحة التي كنتُ أتشمّمها من الشارع باتت قويّة أكثر وأشعرتني بالإرتخاء.سرعان ما جاءت فتاة آسيوية الملامح، نحيلة ضئيلة قصيرة القامة وكأنها تلميذة ترتاد مدرسة إبتدائية، وقدّمت لي منشفة وأرتني زاوية تخفيها ستارة لتغيير ثيابي. وهكذا فعلت. حينما عدّت كنتُ قد لففتُ وسطي بالمنشفة، وهي كانت قد حضّرت زيوتها وأشعلت بخوراً ملأ مجال الغرفة بسرعة. طلبتْ مني الإستلقاء على بطني وبدأت بتدليكي بنعومة، ثمّ ازدادت الوتيرة، ولم أفكّر حينذاك، مبدياً عدم فهمي، إلّا بقوّة هذه الفتاة وشطارتها. كانت خبيرة إلى حد مُذهل خلال تلك الساعة التي قلبتني وعجنتني وأشعرتني بالروعة.وحينما أعلنت نهاية الساعة أردتُ أن أذهب لأرتدي ثيابي، فقالت «هل تريد هاپي إندينغ؟». فقلتُ «نعم؟». «هاپي إندينغ». كرّرت. قلتُ «نعم سمعتك، لكن ماذا تعنين؟». حينها عَرِفتْ أنني رجل ساذج وغبي ولا علاقة لي بتعابير العصور الحديثة.شرحتْ لي، والإبتسامة المليئة بالسخرية لم تغبْ عن وجهها، إن كنتُ أريدها أن تستمنيني. نعم، هكذا. وقالت أيضاً أن الإستعارة هذه شائعة ويعرفها الكلّ. قلت «ليس الكلّ». ثم أضفتُ بما معناه: إذا أردت هذا فعلاً فإن يداي مازالتا سليمتين.شكرتها على خدماتها «الهاپي»، دون «إندينغ»، ومضيتُ نحو بيتي مُصمّماً أنني لن أفعل ذلك أبداً مرّة اخرى.كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل، حين ضغطتُ على زرّ المصعد في مدخل العمارة، فسمعت وقع أقدام وصوت باب المصعد يُفتح ثم يُغلق وأخيراً يرتجّ قادماً إليّ.وحين فُتح الباب خرجتْ سيّدة منه وقالت لي على عجل «مساء الخير»، ومضت وكأنها على موعد هام.في المصعد هاجمتني رائحة غازات فطيعة تنتجها الأمعاء البشرية أنستني كل تلك الزيوت والأعشاب العطرية. وضعتُ كمّ سترتي على أنفي وحبستُ تنفسي حتى أصل إلى الطابق الرابع.حين وصلتُ أخيراً سارعت بالخروج وكدتُ أصطدم بجاري الذي كان ينتظر المصعد. «مساء الخير» قلت له.وقفت هناك كالمعتوه، دون أن أتفّوه بشيء. كيف سيصدّقني، بحقّ الآلهة، إن قلت له أن هذه الرائحة ليست منّي؟ كان ينظر إليّ نظرة ملؤها الملامة، ويده كانت ترتفع إلى إنفه، في الوقت الذي كان باب المصعد يغلق مثل شاشات التلفزيون أيّام زمان. ......
#«هاپي
#اندينغ»
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736975
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد عبارة Happy Ending (نهاية سعيدة) كنّا نعرفها من سينما هوليوود، لكنها تدّل على أمر آخر، لم أكن أعرف عنه شيئاً قبل عام ٢-;-٠-;-٠-;-٢-;-.حينها كنتُ أسكن في كوبنهاغن، وفي (تقريباً) مركز المدينة، وعلى مسافة قريبة كنتُ أمرّ دوماً إلى جانب «عيادة المسّاج للمعالجة بالزيوت والأعشاب الطبيعية».رائحة هذه الزيوت والأعشاب النفّاذة كانت تأخذ بعقلي في الواقع.في ليلة قضيتها مع بعض الأصدقاء، وأثناء عودتي، فاجأتني أضواء العيادة في ذلك الوقت من الليل، ففتحتُ الباب. شعرتُ أن المسّاج تلك الليلة هو ما أحتاجه، وسيجعلني، بالتأكيد، أنام كالرضيع.في البهو إستقبلتني سيدّة دانماركية، وناولتني كتيّباً مصّوراً وقائمة الأسعار. اخترتُ مدّة ساعة وكان يجب أن أدفع مُقدّماً.قادتني إلى غرفة أضواؤها خافتة، والرائحة التي كنتُ أتشمّمها من الشارع باتت قويّة أكثر وأشعرتني بالإرتخاء.سرعان ما جاءت فتاة آسيوية الملامح، نحيلة ضئيلة قصيرة القامة وكأنها تلميذة ترتاد مدرسة إبتدائية، وقدّمت لي منشفة وأرتني زاوية تخفيها ستارة لتغيير ثيابي. وهكذا فعلت. حينما عدّت كنتُ قد لففتُ وسطي بالمنشفة، وهي كانت قد حضّرت زيوتها وأشعلت بخوراً ملأ مجال الغرفة بسرعة. طلبتْ مني الإستلقاء على بطني وبدأت بتدليكي بنعومة، ثمّ ازدادت الوتيرة، ولم أفكّر حينذاك، مبدياً عدم فهمي، إلّا بقوّة هذه الفتاة وشطارتها. كانت خبيرة إلى حد مُذهل خلال تلك الساعة التي قلبتني وعجنتني وأشعرتني بالروعة.وحينما أعلنت نهاية الساعة أردتُ أن أذهب لأرتدي ثيابي، فقالت «هل تريد هاپي إندينغ؟». فقلتُ «نعم؟». «هاپي إندينغ». كرّرت. قلتُ «نعم سمعتك، لكن ماذا تعنين؟». حينها عَرِفتْ أنني رجل ساذج وغبي ولا علاقة لي بتعابير العصور الحديثة.شرحتْ لي، والإبتسامة المليئة بالسخرية لم تغبْ عن وجهها، إن كنتُ أريدها أن تستمنيني. نعم، هكذا. وقالت أيضاً أن الإستعارة هذه شائعة ويعرفها الكلّ. قلت «ليس الكلّ». ثم أضفتُ بما معناه: إذا أردت هذا فعلاً فإن يداي مازالتا سليمتين.شكرتها على خدماتها «الهاپي»، دون «إندينغ»، ومضيتُ نحو بيتي مُصمّماً أنني لن أفعل ذلك أبداً مرّة اخرى.كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل، حين ضغطتُ على زرّ المصعد في مدخل العمارة، فسمعت وقع أقدام وصوت باب المصعد يُفتح ثم يُغلق وأخيراً يرتجّ قادماً إليّ.وحين فُتح الباب خرجتْ سيّدة منه وقالت لي على عجل «مساء الخير»، ومضت وكأنها على موعد هام.في المصعد هاجمتني رائحة غازات فطيعة تنتجها الأمعاء البشرية أنستني كل تلك الزيوت والأعشاب العطرية. وضعتُ كمّ سترتي على أنفي وحبستُ تنفسي حتى أصل إلى الطابق الرابع.حين وصلتُ أخيراً سارعت بالخروج وكدتُ أصطدم بجاري الذي كان ينتظر المصعد. «مساء الخير» قلت له.وقفت هناك كالمعتوه، دون أن أتفّوه بشيء. كيف سيصدّقني، بحقّ الآلهة، إن قلت له أن هذه الرائحة ليست منّي؟ كان ينظر إليّ نظرة ملؤها الملامة، ويده كانت ترتفع إلى إنفه، في الوقت الذي كان باب المصعد يغلق مثل شاشات التلفزيون أيّام زمان. ......
#«هاپي
#اندينغ»
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736975
الحوار المتمدن
منير المجيد - ليس «هاپي اندينغ»
منير المجيد : سپاگيتي
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد السپاگيتي أكتبها بدلاً من السباكيتي، كي أقترب، قدر الإمكان، من اللفظ الصحيح.أقنعني صديقي منذر بالذهاب إلى زيوريخ في سويسرا، في العطلة الصيفية لعام ١-;-٩-;-٧-;-٤-;-. «الذين يحملون بطاقة طلبة عالمية يجدون بسهولة عملاً. عندي معلومات كثيرة من أصدقاء كانوا هناك في الصيف الماضي». قال منذر، فاستدنت من وديعة (مالكة غرفتي في القصّاع) مبلغ خمسمائة ليرة، كانت كافية للبطاقة الطلّابيّة الرخيصة، على خطوط أليتاليا.توقفنا في مطار روما لمدة ساعتين، وكان من الطبيعي أن نتناول وجبة إيطالية، فوقع اختيارنا على السپاگيتي. في الواقع لم يكن في جيوبنا، منذر وأنا، إلّا القليل من الفرنكات السويسرية.في مطار زيوريخ أدخلوا منذر دون تفتيش، ووقف على مسافة وعلى وجهه علامة سخرية ماكرة، بينما انهمك رجلا الجمارك بتفتيش حقيبتي كالعقبان. من المُؤكّد لأنني شرق أوسطي السحنة، وليس أحمر الشعر والوجه مثل منذر.كان منذر قد تزوّد مسبقاً بعنوان فندق شباب (يوث هوستيل)، توجهنا إليه، وهناك دسّوا في أيدينا ورقة تعليمات صارمة، منها: يُمنع ممارسة الإتصال الجنسي منعاً باتاً داخل البناء. الفندق كان عبارة عن مهاجع بأسّرة مزدوجة مُشتركة للفتيات والفتيان معاً.صباح اليوم الثاني، وجدنا مكتب العمل، ووقفنا في صف طويل سمعنا منه لغات عديدة، وتعرّفنا على مجموعة من المكسيكيين. سجّلنا إسمينا وزوّدونا ببطاقات عالمية للطلبة، وطلبوا منّا أن نعود بعد يومين.في محطة القطارات الرئيسية (بانهوف) اشتريت كّراساً للرسم وبضع أقلام، لأنني تحمّست لرسم مشاهد من هذه المدينة النظيفة المتّسقة، ومتوقعاً أن أرسم پورتريات لبعض الناس، ثم تناولنا السپاگيتي في مطعم إيطالي. «ميت زاوس؟»، سألت المرأة المليئة التي لها عينا كلب لطيف، فقلنا لها «يا، دانكه».سنأكل السپاگيتي كل يوم في نفس المطعم طيلة إقامتنا في زيوريخ، لأنه كان أرخص وجبة في المدينة. في الأيام الأولى كنّا نأكله مع المرق (زاوس) وسلطة خضار، وحينما شحّت النقود ألغينا السلطة، وكنت أقول «ناين، دانكه» للمرق، لكنها، تلك المرأة المليئة، المليئة بكل ما في العالم من حنان، كانت تنظر حواليها وكأنّها تقوم بجنحة، ثم تصبّ المرق عليه تعاطفاً وشفقةً، حين ترانا نعّد الفرنكات القليلة.نذهب بعدها، بجولة منهكة، عابرين «بانهوفپلاتز» باتجاه بحيرة زيوريخ على الجانب الظليل المُشجر بكثافة من جادة الجنرال غويسان. أو إلى الجبال المحيطة بالمدينة، للإحساس بالنشوة، ورؤية الغابات المثقلة بالأشجار والنباتات، التي كانت السحب المُحمّلة بالرطوبة، على الدوام، تغلف قممها، وكان بمقدورنا لمسها وهي تتمسّح كجرو على جلودنا.كنت أحمل معي كُرّاسي وأقلام الرصاص، وحينما قاربت نقودنا على النفاذ، عرضتُ على بعض المارة رسم بورتريهاتهم. قلة منهم وافقوا، ولأني لم أستطع أن أطلب منهم مقابلاً مالياً، خجلاً على الأغلب، كانوا يأخذون رسوماتهم ويتشكرونني عشر مرات. من هؤلاء، فتاة شابة عرفت، بحدسها السويسري الدقيق، أننا كنّا في ورطة، فقالت أن لا مال لديها، لكنها ستكون سعيدة بتقديم وجبة عشاء في شقتها القريبة. حالاً، صار منذر يخطط لليلة حمراء في أحضان الفتاة، بينما طلبتُ منه أن يتصرف بتحضّر. في شقتها البسيطة التي كانت تشبه شقّة أيّة طالبة أو طالب في العالم، أحضرت لنا، من المطبخ، طبقاً كبيراً من السپاگيتي، تبادلنا النظرات، منذر وأنا، ابتسمنا، ثم انكببنا على تناول العشاء.لم يجدوا لنا عملاً في مكتب العمل بعد يومين، ولا بعد أسبوع. في تلك الأمسية، وقبل أن يُطفأ ضوء المهجع ......
#سپاگيتي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737068
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد السپاگيتي أكتبها بدلاً من السباكيتي، كي أقترب، قدر الإمكان، من اللفظ الصحيح.أقنعني صديقي منذر بالذهاب إلى زيوريخ في سويسرا، في العطلة الصيفية لعام ١-;-٩-;-٧-;-٤-;-. «الذين يحملون بطاقة طلبة عالمية يجدون بسهولة عملاً. عندي معلومات كثيرة من أصدقاء كانوا هناك في الصيف الماضي». قال منذر، فاستدنت من وديعة (مالكة غرفتي في القصّاع) مبلغ خمسمائة ليرة، كانت كافية للبطاقة الطلّابيّة الرخيصة، على خطوط أليتاليا.توقفنا في مطار روما لمدة ساعتين، وكان من الطبيعي أن نتناول وجبة إيطالية، فوقع اختيارنا على السپاگيتي. في الواقع لم يكن في جيوبنا، منذر وأنا، إلّا القليل من الفرنكات السويسرية.في مطار زيوريخ أدخلوا منذر دون تفتيش، ووقف على مسافة وعلى وجهه علامة سخرية ماكرة، بينما انهمك رجلا الجمارك بتفتيش حقيبتي كالعقبان. من المُؤكّد لأنني شرق أوسطي السحنة، وليس أحمر الشعر والوجه مثل منذر.كان منذر قد تزوّد مسبقاً بعنوان فندق شباب (يوث هوستيل)، توجهنا إليه، وهناك دسّوا في أيدينا ورقة تعليمات صارمة، منها: يُمنع ممارسة الإتصال الجنسي منعاً باتاً داخل البناء. الفندق كان عبارة عن مهاجع بأسّرة مزدوجة مُشتركة للفتيات والفتيان معاً.صباح اليوم الثاني، وجدنا مكتب العمل، ووقفنا في صف طويل سمعنا منه لغات عديدة، وتعرّفنا على مجموعة من المكسيكيين. سجّلنا إسمينا وزوّدونا ببطاقات عالمية للطلبة، وطلبوا منّا أن نعود بعد يومين.في محطة القطارات الرئيسية (بانهوف) اشتريت كّراساً للرسم وبضع أقلام، لأنني تحمّست لرسم مشاهد من هذه المدينة النظيفة المتّسقة، ومتوقعاً أن أرسم پورتريات لبعض الناس، ثم تناولنا السپاگيتي في مطعم إيطالي. «ميت زاوس؟»، سألت المرأة المليئة التي لها عينا كلب لطيف، فقلنا لها «يا، دانكه».سنأكل السپاگيتي كل يوم في نفس المطعم طيلة إقامتنا في زيوريخ، لأنه كان أرخص وجبة في المدينة. في الأيام الأولى كنّا نأكله مع المرق (زاوس) وسلطة خضار، وحينما شحّت النقود ألغينا السلطة، وكنت أقول «ناين، دانكه» للمرق، لكنها، تلك المرأة المليئة، المليئة بكل ما في العالم من حنان، كانت تنظر حواليها وكأنّها تقوم بجنحة، ثم تصبّ المرق عليه تعاطفاً وشفقةً، حين ترانا نعّد الفرنكات القليلة.نذهب بعدها، بجولة منهكة، عابرين «بانهوفپلاتز» باتجاه بحيرة زيوريخ على الجانب الظليل المُشجر بكثافة من جادة الجنرال غويسان. أو إلى الجبال المحيطة بالمدينة، للإحساس بالنشوة، ورؤية الغابات المثقلة بالأشجار والنباتات، التي كانت السحب المُحمّلة بالرطوبة، على الدوام، تغلف قممها، وكان بمقدورنا لمسها وهي تتمسّح كجرو على جلودنا.كنت أحمل معي كُرّاسي وأقلام الرصاص، وحينما قاربت نقودنا على النفاذ، عرضتُ على بعض المارة رسم بورتريهاتهم. قلة منهم وافقوا، ولأني لم أستطع أن أطلب منهم مقابلاً مالياً، خجلاً على الأغلب، كانوا يأخذون رسوماتهم ويتشكرونني عشر مرات. من هؤلاء، فتاة شابة عرفت، بحدسها السويسري الدقيق، أننا كنّا في ورطة، فقالت أن لا مال لديها، لكنها ستكون سعيدة بتقديم وجبة عشاء في شقتها القريبة. حالاً، صار منذر يخطط لليلة حمراء في أحضان الفتاة، بينما طلبتُ منه أن يتصرف بتحضّر. في شقتها البسيطة التي كانت تشبه شقّة أيّة طالبة أو طالب في العالم، أحضرت لنا، من المطبخ، طبقاً كبيراً من السپاگيتي، تبادلنا النظرات، منذر وأنا، ابتسمنا، ثم انكببنا على تناول العشاء.لم يجدوا لنا عملاً في مكتب العمل بعد يومين، ولا بعد أسبوع. في تلك الأمسية، وقبل أن يُطفأ ضوء المهجع ......
#سپاگيتي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737068
الحوار المتمدن
منير المجيد - سپاگيتي
منير المجيد : الخنزير
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد والدتي التي كانت تُصلّي مائة مرّة في اليوم وتقرأ في مصحفها بين صلاة واخرى، أكلت لحم الخنزير في حادث أتحمّل مسؤوليته بالكامل.والقصّة تُختصر في أنني اشتريت مطلع الثمانينات، علبة لحم صينية (Ma Ling) من المؤسّسة الإستهلاكية، التي لم يكن على رفوفها سوى هذه المُعلّبات، علاوة على علب حليب نيدو. فتحتها في البيت لتجربة المذاق، ثم وضعتها في البرّاد.حين عدت مساءً لاحظت أن والدتي طاب لها هذا اللحم فأتت على نصف العلبة. وهنا، وبصدفة عاثرة، قرأت المحتويات، وكانت بالإنكليزية فقط: لحم خنزير. لم أخف الأمر عن الوالدة، ولم تكف تبريراتي الكثيرة. حزنتْ جداً وحزنتُ أكثر، ولازلت ألوم نفسي.أعتقد أن الكثيرين تناولوا لحم الخنزير تلك الأيام، فمن سوف يقرأ قائمة المحتويات بالإنكليزية؟ ثمّ من منّا لم يتلذّذ بالمرتديللا الإيطالية؟ هل شككنا يوماً أنّها منتجات خنزيريّة؟ في طفولتي كنت أزور خالي وخالتي في القرية، وشهدت بضع مرّات، ذهاب بعض الشبان لصيد الأرانب فأتوا بخنزير برّي بلون الرماد كان يكفي وليمة لكل سكان القرية، سرعان ما وضعوه في عربة خيول وقطعوا مسافة تقل عن ثلاث كيلومترات إلى قرية مُجاورة، التي كانت سريانية بالكامل، لمُقايضته مع أجبان وفريكة وعدس وما تيسّر. لم أفهم حينذاك هذا التصرّف. وفي فترة الدراسة في الجامعة، وبعد أن أطلت شعري ليرتخي على كتفيّ وارتديت سترة تُشبه سترة غيفارا، وتعاطيت حشيشة الكيف مرّتين، سمعتُ عن قصّاب في باب توما يبيع لحم الخنزير البريّ بين فينة وفينة. وفي إحدى الفينات نجحت بشراء نصف كيلو، مدفوعاً بالفضول، ولم أشعر بأي فارق عن لحوم الأبقار أو الخرفان من حيث المذاق.بعد هجرتي التي مضى عليها قُرابة أربعين سنة الآن، لم يعجبني لون لحوم الخنزير في برادات السوبرماركت (خاصّة تلك القادمة من إيطاليا (پارما) والمقطّعة شرائح رقيقة جداً لونها وردي ولها طرف أبيض من الدهن، تُشبه تماماً ثياب النساء الداخلية)، وفضّلتُ الدواجن والأبقار والأسماك. ليس برادع ديني أو ثقافي أو عاداتي، أبداً، بدليل أنني كنتُ ومازلتُ أتناوله إذا دُعاني أحدهم (إحداهن على الأغلب).أحد أصدقائي الأردنيين، وكما جرت عادة هذا الشعب البديع، كان يُحضّر لنا المنسف البدوي بكل عاداته. بعد أن أثنينا على طبخه في إحدى الأماسي، صرّح أنّه استبدل فخذة الخاروف بفخذة الخنزير. مُفاجأة، نعم! لكن، أؤيد التجديد، حتى لو كان يتعلّق بالمنسف الأردني.بشكل عام، أبتعد تماماً عن شراء اللحوم المُصنّعة، لأنها تحتوي، ببساطة، على مواد حافظة ليست سوى سموم بطيئة المفعول، والمعروف أن الخنزير يُشكّل نسبة عالية في صناعة الأغذية المخفوظة.هذا لا يشمل حالتين، الأولى قديد پانشيتا الإيطالي، والثاني الشرائح الحمراء الداكنة المُعتّقة في أقبية جيدة التهوية لفخذ الپانتا نيغرا (الأقدام السوداء) الإسباني. والأخير سلالة من الخنازير تعيش في الغابات، ولكل منها مقدار هكتار كامل، ليسهل عليها إيجاد طعامها المُفضّل: جوز البلوط. لا أستطيع المرور قرب بار تاپاس في مدن إسبانيا دون أن أطلب كأساً من جعّة سان ميغيل وبضع شرائح خامون إيبيريكو (الإسم الثاني للپاتا نيغرا) باهظة الثمن.لكن، ما قصّة التحريم، ولماذا كل هذا الحقد على واحد من مخلوقات الله؟ لذا سوف أخصّص له اليوم موضوعاً لأهميته، حسب وجهة نظري.في فترة حكم الإخوان في مصر، صدف إنتشار انفلونزا الخنازير (غير مُعدية للإنسان)، فقامت السلطات بإعدام كل خنازير مصر، غذاء الأقباط الرخيص بسبب سهولة تدجينها وكثافة إنجابها وواحد من أهم مصادر البروتينات، ومن ثمّة دور ......
#الخنزير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737182
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد والدتي التي كانت تُصلّي مائة مرّة في اليوم وتقرأ في مصحفها بين صلاة واخرى، أكلت لحم الخنزير في حادث أتحمّل مسؤوليته بالكامل.والقصّة تُختصر في أنني اشتريت مطلع الثمانينات، علبة لحم صينية (Ma Ling) من المؤسّسة الإستهلاكية، التي لم يكن على رفوفها سوى هذه المُعلّبات، علاوة على علب حليب نيدو. فتحتها في البيت لتجربة المذاق، ثم وضعتها في البرّاد.حين عدت مساءً لاحظت أن والدتي طاب لها هذا اللحم فأتت على نصف العلبة. وهنا، وبصدفة عاثرة، قرأت المحتويات، وكانت بالإنكليزية فقط: لحم خنزير. لم أخف الأمر عن الوالدة، ولم تكف تبريراتي الكثيرة. حزنتْ جداً وحزنتُ أكثر، ولازلت ألوم نفسي.أعتقد أن الكثيرين تناولوا لحم الخنزير تلك الأيام، فمن سوف يقرأ قائمة المحتويات بالإنكليزية؟ ثمّ من منّا لم يتلذّذ بالمرتديللا الإيطالية؟ هل شككنا يوماً أنّها منتجات خنزيريّة؟ في طفولتي كنت أزور خالي وخالتي في القرية، وشهدت بضع مرّات، ذهاب بعض الشبان لصيد الأرانب فأتوا بخنزير برّي بلون الرماد كان يكفي وليمة لكل سكان القرية، سرعان ما وضعوه في عربة خيول وقطعوا مسافة تقل عن ثلاث كيلومترات إلى قرية مُجاورة، التي كانت سريانية بالكامل، لمُقايضته مع أجبان وفريكة وعدس وما تيسّر. لم أفهم حينذاك هذا التصرّف. وفي فترة الدراسة في الجامعة، وبعد أن أطلت شعري ليرتخي على كتفيّ وارتديت سترة تُشبه سترة غيفارا، وتعاطيت حشيشة الكيف مرّتين، سمعتُ عن قصّاب في باب توما يبيع لحم الخنزير البريّ بين فينة وفينة. وفي إحدى الفينات نجحت بشراء نصف كيلو، مدفوعاً بالفضول، ولم أشعر بأي فارق عن لحوم الأبقار أو الخرفان من حيث المذاق.بعد هجرتي التي مضى عليها قُرابة أربعين سنة الآن، لم يعجبني لون لحوم الخنزير في برادات السوبرماركت (خاصّة تلك القادمة من إيطاليا (پارما) والمقطّعة شرائح رقيقة جداً لونها وردي ولها طرف أبيض من الدهن، تُشبه تماماً ثياب النساء الداخلية)، وفضّلتُ الدواجن والأبقار والأسماك. ليس برادع ديني أو ثقافي أو عاداتي، أبداً، بدليل أنني كنتُ ومازلتُ أتناوله إذا دُعاني أحدهم (إحداهن على الأغلب).أحد أصدقائي الأردنيين، وكما جرت عادة هذا الشعب البديع، كان يُحضّر لنا المنسف البدوي بكل عاداته. بعد أن أثنينا على طبخه في إحدى الأماسي، صرّح أنّه استبدل فخذة الخاروف بفخذة الخنزير. مُفاجأة، نعم! لكن، أؤيد التجديد، حتى لو كان يتعلّق بالمنسف الأردني.بشكل عام، أبتعد تماماً عن شراء اللحوم المُصنّعة، لأنها تحتوي، ببساطة، على مواد حافظة ليست سوى سموم بطيئة المفعول، والمعروف أن الخنزير يُشكّل نسبة عالية في صناعة الأغذية المخفوظة.هذا لا يشمل حالتين، الأولى قديد پانشيتا الإيطالي، والثاني الشرائح الحمراء الداكنة المُعتّقة في أقبية جيدة التهوية لفخذ الپانتا نيغرا (الأقدام السوداء) الإسباني. والأخير سلالة من الخنازير تعيش في الغابات، ولكل منها مقدار هكتار كامل، ليسهل عليها إيجاد طعامها المُفضّل: جوز البلوط. لا أستطيع المرور قرب بار تاپاس في مدن إسبانيا دون أن أطلب كأساً من جعّة سان ميغيل وبضع شرائح خامون إيبيريكو (الإسم الثاني للپاتا نيغرا) باهظة الثمن.لكن، ما قصّة التحريم، ولماذا كل هذا الحقد على واحد من مخلوقات الله؟ لذا سوف أخصّص له اليوم موضوعاً لأهميته، حسب وجهة نظري.في فترة حكم الإخوان في مصر، صدف إنتشار انفلونزا الخنازير (غير مُعدية للإنسان)، فقامت السلطات بإعدام كل خنازير مصر، غذاء الأقباط الرخيص بسبب سهولة تدجينها وكثافة إنجابها وواحد من أهم مصادر البروتينات، ومن ثمّة دور ......
#الخنزير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737182
الحوار المتمدن
منير المجيد - الخنزير
منير المجيد : صابون
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد كنتُ قد أنهيتُ للتوّ حمّاماً مرتجلاً في المطبخ، حينما نقرتْ «ك» على الباب. صاحبة البيت «أم أنطون» كانت تزور أقرباء لها في مصياف، و«مُفيد» المستأجر الأردني الآخر كان يقضي عطلة الصيف في عمّان. الظروف لم تكن مواتية فحسب، بل كانت مثالية.هرموناتنا الضارية لم تدع مجالاً لتبادل الأحاديث، بل رحنا في عناق مجون. تشممتني ك ككلبة ودمدمت شيئاً ثم سألتني عن نوع العطر الذي أستعملته. «صابون Camay». قلتُ لها.نعم، بعد إنتقالي إلى دمشق، تخليّت عن صابون الغار، واستبدلته بكاماي، الذي كان أحد السلع المُهرّبة من لبنان، مثل السكائر الأمريكية والحشيشة البعلبكية، بائعوه كانوا يجلسون على أرصفة الدوائر الحكومية وساحات المدينة.لم أعرف، في الحقيقة، صابوناً آخر غير الغار، في كل سنوات طفولتي وشبابي. كان يقوم مقام الشامبو، ومنظف الجلد بحكّه على الليفة القاسية التي كانت تترك خدوشاً صغيرة في أنحاء جسدي. القالب الجديد البنيّ المُصفرّ منه كانت له أطراف قاسية جارحة، ومع الإستعمال يلين ويفشي عن لونه الأخضر. أحياناً كنّاً نستعمله في غسيل الثياب إن لم يتوفّر مسحوق التايد.لم تعجبني رائحته حينذاك، ومازلت، رغم معرفتي بفوائده الكثيرة، أهمّها كونه منتج بيئي بالكامل.اسم شهرته العالمي هو «صابون حلب». يُصنع من العصرة الثانية للزيتون (المطراف)، بخلطه مع زيت الغار ورماد الصوديوم في قدر وغليه بدرجة تصل إلى مائتين، إلى أن يتفكّك إلى غليسيرين وملح صودي (عملية التصبين). ثمّ يتركونه ليبرد ويُقسّم إلى قوالب تُختم بحفر إسم الصانع.وأثناء المقتلة السورية فرّ بعض صُنّاع الصابون إلى عفرين (قبل أن تغتصبها ميليشيات الولاء التركي)، وتركيا، وبدأوا إنتاجه في مدينة مرسين، ومن هناك يُصدّر إلى العالم الآن. طريقة صنعه تعود إلى ألفي سنة قبل الميلاد. ومن الحلبيين تعلّم النابلسيون وآخرون، حتى وصل الكار إلى مرسيليا. لكن بقي الأصل (الحلبي)، هو المُفضّل في كل أنحاء العالم. الإتحاد الأوروبي منع إستعمال زيت الغار كمكوّن بسبب إحتمال تسبّبه بالحساسية.رأيته يُباع في اليابان كسلعة فاخرة. «صابون حلب الأصلي». هكذا كتبوا على الدعايات المُرفقة.طبيب أسنان من روّاد اللاتيرنا أخبرنا أنّه لا يستعمل أي منتج آخر للتنطيف، لا بل يستعمله أيضاً في تنظيف أسنانه عوضاً عن الكولغيت.قبل كل هذا، شكّل اختراع الصابون قفزة مدنية هائلة، بسبب فعاليته المُضادة للبكتيريا والفيروسات، وأيضاً فعاليته كمضاد حيوي خفّف من وقع أوبئة مثل الكوليرا والتيفوئيد والديزنتاريا. وفي هذه الأيام يُعدّ ضرورة حياتية لغسل اليدين، إلى جانب المعقّمات الكحولية، درءاً للإصابة بفيروس كورونا.أثبتت الحفريات وجوده عند البابليين والسومريين والفراعنة.القفزة النوعية في تصنيع أنواع الصابون واستنباط طرق كيميائية أشدّ تعقيداً لم تتمّ إلّا في القرن الثامن عشر على يد الفرنسي نيكولا لوبلانك، تبعه عدة كيميائيين لتُصبح بعدها صناعة انتشرت في كل أرجاء المعمورة، حتّى قيام ويليم پروكتير الإنكليزي وجيمس غامبل الإرلندي، اللذين أسّسا شركة پروكتر وغامبل (عام ١-;-٨-;-٣-;-٧-;-) في أوهايو الأمريكية المُنتجة لأكثر من ثلاثين نوعاً من الصابون.وفي سنة ١-;-٩-;-٢-;-٤-;- طرحت الشركة صابون كاماي لتلبية إحتياجات الموضة. «أنتِ تُشاركين في مسابقة جمال كل يوم من حياتكِ». هكذا كتبَ نيل ماكلوري، مدير قسم الإعلان في الشركة، شعار كاماي الإعلاني عام ١-;-٩-;-٣-;-١-;-.بعد سبعة وأربعين سنة وصل كاماي إلى يدي. مُغلّ ......
#صابون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737277
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد كنتُ قد أنهيتُ للتوّ حمّاماً مرتجلاً في المطبخ، حينما نقرتْ «ك» على الباب. صاحبة البيت «أم أنطون» كانت تزور أقرباء لها في مصياف، و«مُفيد» المستأجر الأردني الآخر كان يقضي عطلة الصيف في عمّان. الظروف لم تكن مواتية فحسب، بل كانت مثالية.هرموناتنا الضارية لم تدع مجالاً لتبادل الأحاديث، بل رحنا في عناق مجون. تشممتني ك ككلبة ودمدمت شيئاً ثم سألتني عن نوع العطر الذي أستعملته. «صابون Camay». قلتُ لها.نعم، بعد إنتقالي إلى دمشق، تخليّت عن صابون الغار، واستبدلته بكاماي، الذي كان أحد السلع المُهرّبة من لبنان، مثل السكائر الأمريكية والحشيشة البعلبكية، بائعوه كانوا يجلسون على أرصفة الدوائر الحكومية وساحات المدينة.لم أعرف، في الحقيقة، صابوناً آخر غير الغار، في كل سنوات طفولتي وشبابي. كان يقوم مقام الشامبو، ومنظف الجلد بحكّه على الليفة القاسية التي كانت تترك خدوشاً صغيرة في أنحاء جسدي. القالب الجديد البنيّ المُصفرّ منه كانت له أطراف قاسية جارحة، ومع الإستعمال يلين ويفشي عن لونه الأخضر. أحياناً كنّاً نستعمله في غسيل الثياب إن لم يتوفّر مسحوق التايد.لم تعجبني رائحته حينذاك، ومازلت، رغم معرفتي بفوائده الكثيرة، أهمّها كونه منتج بيئي بالكامل.اسم شهرته العالمي هو «صابون حلب». يُصنع من العصرة الثانية للزيتون (المطراف)، بخلطه مع زيت الغار ورماد الصوديوم في قدر وغليه بدرجة تصل إلى مائتين، إلى أن يتفكّك إلى غليسيرين وملح صودي (عملية التصبين). ثمّ يتركونه ليبرد ويُقسّم إلى قوالب تُختم بحفر إسم الصانع.وأثناء المقتلة السورية فرّ بعض صُنّاع الصابون إلى عفرين (قبل أن تغتصبها ميليشيات الولاء التركي)، وتركيا، وبدأوا إنتاجه في مدينة مرسين، ومن هناك يُصدّر إلى العالم الآن. طريقة صنعه تعود إلى ألفي سنة قبل الميلاد. ومن الحلبيين تعلّم النابلسيون وآخرون، حتى وصل الكار إلى مرسيليا. لكن بقي الأصل (الحلبي)، هو المُفضّل في كل أنحاء العالم. الإتحاد الأوروبي منع إستعمال زيت الغار كمكوّن بسبب إحتمال تسبّبه بالحساسية.رأيته يُباع في اليابان كسلعة فاخرة. «صابون حلب الأصلي». هكذا كتبوا على الدعايات المُرفقة.طبيب أسنان من روّاد اللاتيرنا أخبرنا أنّه لا يستعمل أي منتج آخر للتنطيف، لا بل يستعمله أيضاً في تنظيف أسنانه عوضاً عن الكولغيت.قبل كل هذا، شكّل اختراع الصابون قفزة مدنية هائلة، بسبب فعاليته المُضادة للبكتيريا والفيروسات، وأيضاً فعاليته كمضاد حيوي خفّف من وقع أوبئة مثل الكوليرا والتيفوئيد والديزنتاريا. وفي هذه الأيام يُعدّ ضرورة حياتية لغسل اليدين، إلى جانب المعقّمات الكحولية، درءاً للإصابة بفيروس كورونا.أثبتت الحفريات وجوده عند البابليين والسومريين والفراعنة.القفزة النوعية في تصنيع أنواع الصابون واستنباط طرق كيميائية أشدّ تعقيداً لم تتمّ إلّا في القرن الثامن عشر على يد الفرنسي نيكولا لوبلانك، تبعه عدة كيميائيين لتُصبح بعدها صناعة انتشرت في كل أرجاء المعمورة، حتّى قيام ويليم پروكتير الإنكليزي وجيمس غامبل الإرلندي، اللذين أسّسا شركة پروكتر وغامبل (عام ١-;-٨-;-٣-;-٧-;-) في أوهايو الأمريكية المُنتجة لأكثر من ثلاثين نوعاً من الصابون.وفي سنة ١-;-٩-;-٢-;-٤-;- طرحت الشركة صابون كاماي لتلبية إحتياجات الموضة. «أنتِ تُشاركين في مسابقة جمال كل يوم من حياتكِ». هكذا كتبَ نيل ماكلوري، مدير قسم الإعلان في الشركة، شعار كاماي الإعلاني عام ١-;-٩-;-٣-;-١-;-.بعد سبعة وأربعين سنة وصل كاماي إلى يدي. مُغلّ ......
#صابون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737277
الحوار المتمدن
منير المجيد - صابون
منير المجيد : المتّة
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد يُحكى أنّ سفينة مُحمّلة بالمتّة الأرجنتينية من نوع «أماندا» غرقت مقابل ساحل طرطرس، فاستلّ المواطنون مصاصاتهم وصاروا يشربون ماء البحر.هذه طُرفة طرطوسيّة تُبيّن، في ذات الحين، شغف السوريين بعرقرة أو قرقعة شراب المتّة.سوريو جبل الدروز والمناطق الغربية وصولاً إلى الساحل، بما في ذلك القلمون وبعض مناطق ريف دمشق يستهلكونها، وعديدهم يدمنونها، إن توافرت هذه الأيام. في المحافظات الشمالية والشرقية لا يتعاطاها، تقريباً، أحد.ولأنني أنتمي إلى شرق البلاد، فقد حصل شرف التعارف في دمشق، حينما تذّوقتها لأوّل مرّة لدى زميلي القادم من حصين البحر.فيما بعد، وإبّان دورة المشاة في مدرسة المسلمية، كان الزملاء من الساحل يتناوبون على المصّاصة فماً فماً بعد «فركة» سريعة بطرف السترة الكاكيّة، ثمّ سرعان ما ينضمّ إليهم فتيان السويداء. البقيّة فضّلوا الشاي والقهوة، وخريجو الإتحاد السوفياتي التزموا جانب العرق، الأقرب إلى مزاج الڤ-;-ودكا.قبل نحو ثلاثين سنة، تناولت وجبة سوشي في مطعم ياباني في كوبنهاغن، فقامت السيدة هيروي (مديرة المطعم) بتقديم إبريق شاي أخضر. ذكّرني المذاق مُباشرة بالمتّة، فطلبت منها قليلاً من السكّر. كانت على وشك القيام بصفعي على هذا الطلب الكافر. في اليابان يُشرب الشاى الأخضر دون إضافة المُحليّات.وعلى ذكر السويداء، تحضرني قصّة شاب كان أسمه مجد، لم يكن يعرف من اللغة العربية سوى العديد من الشتائم تعلّمها من أشقياء زملاء الدورة. الشاب وُلد في فنزويلا من أبوين من جبل الدروز، جاءا في زيارة لسورية، بينما بقي مجد هناك لخوض إمتحانات الجامعة، في زمن خلا من الإنترنيت والهواتف الذكية. لم يسمع من والديه لفترة طويلة. قلقَ، فحمل حقيبة نصف محتوياتها كانت أكياس متّة، وجاء إلى مطار دمشق.هناك قالوا له أنت مطلوب لخدمة العلم، وساقوه مخفوراً.التقينا به، بعد فرزنا إلى الإدارة السياسية في دمشق، حيث كان يعمل في قسم اللغة الإسبانية الذي كان يشرف عليه رفعت عطفة، وقاموس لغته العربية لم يكن قد تجاوز الشتائم التي كان يُطلقها بلكنة الفرنجة.لـ yerba mate عدّة تسميات في موطنها اللاتيني الأميركي، لكن يبدو أنّها مُشتقّة من لهجة الپاراغواي الإسبانية وتعني «القرعة»، وهي نوع من نبات تكثر زراعته في تلك الأنحاء. وقد تعاطاه السكان الأصليون (الغواران والكانغاغ) منذ الاف السنين.لتحضير الشراب: ضع كمية من المتّة تُعادل ثلث القرعة أو الإبريق، أضف القليل من الماء البارد للنقع، ثم السكّر. يُسخّن الماء حتى درجة ٨-;-٠-;- مئوية كحد أقصى، ثمّ يُضاف إلى الجوزة. درجة غليان الماء ستحيله مزيجاً مُرّاً مُزعجاً، علاوة على أنّه سيدمّر فيتاميناته.في سوريا يقوم البعض بإضافة الهيل وألاعيب اخرى تُبعده عن الطعم الأصل.إذا زرت بيتاً أرجنتينياً، يقولون لك Hola (مرحباً)، ثم يتبعونها بـ«unos mates¿-;-» (هل ترغب بشرب المتّة؟).وشجرة المتّة دائمة الخضرة، أوراقها تنمو على نحو متناوب على الساق وشكلها بيضوي مُدّبب تزهر في تشرين الثاني وكانون الأول، ولون أزهارها حمراء تُشبه الفلفل. وقد اعتبرها السكان الأصليون هدية وهبة من الآلهة.أما الغزاة من أوروبا في القرن السادس عشر فقد تعلّموا أيضاً شرب منقوعها. هنا قد لا أكون مُخطئاً تماماً من ناحية المذاق، لأن عملية تحضيرها تُشبه الشاي الأخضر، بحيث تُحمّص أوراقها بدرجة حرارة عالية لإيقاف مفعول الأنزيمات، مّما يوقف، بدوره، عملية التخمير وتبقى الأوراق خضراء اللون.من الموكّد أنّ الهجرة السورية (سوريا الكُبرى) إل ......
#المتّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737415
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد يُحكى أنّ سفينة مُحمّلة بالمتّة الأرجنتينية من نوع «أماندا» غرقت مقابل ساحل طرطرس، فاستلّ المواطنون مصاصاتهم وصاروا يشربون ماء البحر.هذه طُرفة طرطوسيّة تُبيّن، في ذات الحين، شغف السوريين بعرقرة أو قرقعة شراب المتّة.سوريو جبل الدروز والمناطق الغربية وصولاً إلى الساحل، بما في ذلك القلمون وبعض مناطق ريف دمشق يستهلكونها، وعديدهم يدمنونها، إن توافرت هذه الأيام. في المحافظات الشمالية والشرقية لا يتعاطاها، تقريباً، أحد.ولأنني أنتمي إلى شرق البلاد، فقد حصل شرف التعارف في دمشق، حينما تذّوقتها لأوّل مرّة لدى زميلي القادم من حصين البحر.فيما بعد، وإبّان دورة المشاة في مدرسة المسلمية، كان الزملاء من الساحل يتناوبون على المصّاصة فماً فماً بعد «فركة» سريعة بطرف السترة الكاكيّة، ثمّ سرعان ما ينضمّ إليهم فتيان السويداء. البقيّة فضّلوا الشاي والقهوة، وخريجو الإتحاد السوفياتي التزموا جانب العرق، الأقرب إلى مزاج الڤ-;-ودكا.قبل نحو ثلاثين سنة، تناولت وجبة سوشي في مطعم ياباني في كوبنهاغن، فقامت السيدة هيروي (مديرة المطعم) بتقديم إبريق شاي أخضر. ذكّرني المذاق مُباشرة بالمتّة، فطلبت منها قليلاً من السكّر. كانت على وشك القيام بصفعي على هذا الطلب الكافر. في اليابان يُشرب الشاى الأخضر دون إضافة المُحليّات.وعلى ذكر السويداء، تحضرني قصّة شاب كان أسمه مجد، لم يكن يعرف من اللغة العربية سوى العديد من الشتائم تعلّمها من أشقياء زملاء الدورة. الشاب وُلد في فنزويلا من أبوين من جبل الدروز، جاءا في زيارة لسورية، بينما بقي مجد هناك لخوض إمتحانات الجامعة، في زمن خلا من الإنترنيت والهواتف الذكية. لم يسمع من والديه لفترة طويلة. قلقَ، فحمل حقيبة نصف محتوياتها كانت أكياس متّة، وجاء إلى مطار دمشق.هناك قالوا له أنت مطلوب لخدمة العلم، وساقوه مخفوراً.التقينا به، بعد فرزنا إلى الإدارة السياسية في دمشق، حيث كان يعمل في قسم اللغة الإسبانية الذي كان يشرف عليه رفعت عطفة، وقاموس لغته العربية لم يكن قد تجاوز الشتائم التي كان يُطلقها بلكنة الفرنجة.لـ yerba mate عدّة تسميات في موطنها اللاتيني الأميركي، لكن يبدو أنّها مُشتقّة من لهجة الپاراغواي الإسبانية وتعني «القرعة»، وهي نوع من نبات تكثر زراعته في تلك الأنحاء. وقد تعاطاه السكان الأصليون (الغواران والكانغاغ) منذ الاف السنين.لتحضير الشراب: ضع كمية من المتّة تُعادل ثلث القرعة أو الإبريق، أضف القليل من الماء البارد للنقع، ثم السكّر. يُسخّن الماء حتى درجة ٨-;-٠-;- مئوية كحد أقصى، ثمّ يُضاف إلى الجوزة. درجة غليان الماء ستحيله مزيجاً مُرّاً مُزعجاً، علاوة على أنّه سيدمّر فيتاميناته.في سوريا يقوم البعض بإضافة الهيل وألاعيب اخرى تُبعده عن الطعم الأصل.إذا زرت بيتاً أرجنتينياً، يقولون لك Hola (مرحباً)، ثم يتبعونها بـ«unos mates¿-;-» (هل ترغب بشرب المتّة؟).وشجرة المتّة دائمة الخضرة، أوراقها تنمو على نحو متناوب على الساق وشكلها بيضوي مُدّبب تزهر في تشرين الثاني وكانون الأول، ولون أزهارها حمراء تُشبه الفلفل. وقد اعتبرها السكان الأصليون هدية وهبة من الآلهة.أما الغزاة من أوروبا في القرن السادس عشر فقد تعلّموا أيضاً شرب منقوعها. هنا قد لا أكون مُخطئاً تماماً من ناحية المذاق، لأن عملية تحضيرها تُشبه الشاي الأخضر، بحيث تُحمّص أوراقها بدرجة حرارة عالية لإيقاف مفعول الأنزيمات، مّما يوقف، بدوره، عملية التخمير وتبقى الأوراق خضراء اللون.من الموكّد أنّ الهجرة السورية (سوريا الكُبرى) إل ......
#المتّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737415
الحوار المتمدن
منير المجيد - المتّة
منير المجيد : ورد جوري دمشق
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد لم أكن على خطى ««شاؤول» في التحضّر للذهاب إلى دمشق، بعد حصولي على شهادة الثانوية. شاؤول، الذي في «طريق دمشق» وبعد أن لفحته أنوار المسيح، تحوّل من الجزّار المُنتقم إلى القديس بولس الرسول. من اليرقة إلى الفراشة.وَلَدُ القامشلي المُغبرّة قاسية االملامح، إلى مدينة بردى والياسمين. كليشيهات لم أعرها الإهتمام.كان لا بدّ من تغيير مظهري تماشياً مع حقيقة أنني أترك سنّ المراهقة إلى عالم الرجال. تركت شذرات لحيتي تنمو لأشبه بوهيمي يساري فبدت بائسة أشبه ما تكون بزغب شعر عانة صبي. أزلتها واستعضتها بشعري الذي استرسل وطال في فوضاه.في دمشق كان بردى خطّاً هزيلاً من الماء يجتاز وسط دمشق تُحيطه ركامات الزبالة، والياسمين لم يستطع اختراق ضجيجها وتلوّثها من عادمات المازوت.في نفس الوقت جننت بها هياماً. حواسي لم تتخلّص تماماً من صراع هرموناتي الجنسية وكنت أموت للتقرّب من أنثى دمشقية.الأنثى الدمشقية والجوري الدمشقي هما على علاقة. هذا ما أردت أن أتحدّث عنه اليوم، فلا حاجة في الغوص في لقائي الأول بمدينة مدن شرقنا.الوردة الشامية. الجوري الدمشقي. Rosa Damascena. تقارب أسمائها وتحليقها حول دمشق لا يفصح عن منشأها تماماً، لأن الأبحاث العلمية تعتبرها هجين من عدّة أصناف بعد كشف سرّ حمضها النووي. إسمها جاء من نقل بذورها إلى أوروبا من بعض عساكر الحملات الصليبية في القرن الثالث عشر ميلادي.الجوريّة انسجمت مع المناخات المختلفة إلّا عطرها. في دمشق تختزن كل أريجها بفعل الهواء والشمس وكيمياء التربة، وربّما بسبب مرور حسان المدينة واقتراب شفاههن لأوراقها. رائحتها عذوبة ونعومة كما الصبايا.تستطيع أن تشتريها في كل بقاع العالم وتتمتّع بالشكل فقط دون الرائحة الحقيقية. الرائحة الخاصّة من اختصاص شقيقاتها الدمشقيات. فلا عجب أن تصير وردة الورود اللاعب في الحبّ والعشق. مشهد الرجل «الماتشو» يرقص اللاتينو عاضّاً على جوريّة حمراء في فمه، وقميصه نصف المفتوح الكاشف عن صدره المشعر، أمام أنثى منحوتة وفق قياسات ربّانيّة، مشهد مألوف في السينما.هو الهديّة المثلى لإجتذاب أنثى وضرورة في عيد الحبّ.تمشي سائحاً في بلاد الله الواسعة مع حبيبتك فتعترضكما غجرية رومانية وتدسّ جورية في يد أنثاك وتنظر إليك لتدسّ بدورك قطعة نقديّة في يدها. الأمريكان الملاعين جعلوه جزءاً من عبثهم الجنسي. فمن منّا لا يتذكر المراهقة التي بعثر «كيڤ-;-ين سپيسي» البتلات على جسد المراهقة العاري وجعلها ترقد على سجّادة من وروده (فيلم أميريكان بيوتي من إخراج سام منديس).حوّله الشياطين إلى مسحوق يُضاف إلى أحواض الحماّمات، بينما خَبرْتهُ من أول ملامسة لي لجلد أنثي دمشقية. الملمس والرائحة هي ذاتها التي خبرتها بعد نصف قرن في حمّامات فنادق اليابان وغيرها.أكتشف الباحثون فوائده المؤثرة في راحة الأعصاب ونوبات الغضب. يكفي أن يستنشق المرء قطرتين من زيته ليعود إلى إتّزانه. علاوة على ذلك هو مُعالجٌ للسعال وأمراض الحنجرة والرئتين.ماء الجوري المكوّن الريادي في صناعة العطور، هو أيضاً ملطّف للبشرة والتابل المُنكّه الذي أُستعمل منذ القرن العاشر.البقلاوة بقلاوة مُزيّفة دون إضافة ملعقة صغيرة من «ماء الورد» لحشوتها وقَطْرِها.منقوع بتلاتها المُجفّفة الممزوج بالعسل، هو علاوة على مذاقها الفردوسي، ذو فائدة كبيرة في تطهير اللثة ومعالجة إلتهاباتها. أما بتلاتها الطازجة فهي معقود (مربّى) تبرع فيها سيّدات دمشق.حرّك السكر في الماء في إناء إلى أن يذوب تماماً، ثمّ ضعه على نار متوسطة ليغلي ويتحوّل إلى قَطْ ......
#جوري
#دمشق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737489
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد لم أكن على خطى ««شاؤول» في التحضّر للذهاب إلى دمشق، بعد حصولي على شهادة الثانوية. شاؤول، الذي في «طريق دمشق» وبعد أن لفحته أنوار المسيح، تحوّل من الجزّار المُنتقم إلى القديس بولس الرسول. من اليرقة إلى الفراشة.وَلَدُ القامشلي المُغبرّة قاسية االملامح، إلى مدينة بردى والياسمين. كليشيهات لم أعرها الإهتمام.كان لا بدّ من تغيير مظهري تماشياً مع حقيقة أنني أترك سنّ المراهقة إلى عالم الرجال. تركت شذرات لحيتي تنمو لأشبه بوهيمي يساري فبدت بائسة أشبه ما تكون بزغب شعر عانة صبي. أزلتها واستعضتها بشعري الذي استرسل وطال في فوضاه.في دمشق كان بردى خطّاً هزيلاً من الماء يجتاز وسط دمشق تُحيطه ركامات الزبالة، والياسمين لم يستطع اختراق ضجيجها وتلوّثها من عادمات المازوت.في نفس الوقت جننت بها هياماً. حواسي لم تتخلّص تماماً من صراع هرموناتي الجنسية وكنت أموت للتقرّب من أنثى دمشقية.الأنثى الدمشقية والجوري الدمشقي هما على علاقة. هذا ما أردت أن أتحدّث عنه اليوم، فلا حاجة في الغوص في لقائي الأول بمدينة مدن شرقنا.الوردة الشامية. الجوري الدمشقي. Rosa Damascena. تقارب أسمائها وتحليقها حول دمشق لا يفصح عن منشأها تماماً، لأن الأبحاث العلمية تعتبرها هجين من عدّة أصناف بعد كشف سرّ حمضها النووي. إسمها جاء من نقل بذورها إلى أوروبا من بعض عساكر الحملات الصليبية في القرن الثالث عشر ميلادي.الجوريّة انسجمت مع المناخات المختلفة إلّا عطرها. في دمشق تختزن كل أريجها بفعل الهواء والشمس وكيمياء التربة، وربّما بسبب مرور حسان المدينة واقتراب شفاههن لأوراقها. رائحتها عذوبة ونعومة كما الصبايا.تستطيع أن تشتريها في كل بقاع العالم وتتمتّع بالشكل فقط دون الرائحة الحقيقية. الرائحة الخاصّة من اختصاص شقيقاتها الدمشقيات. فلا عجب أن تصير وردة الورود اللاعب في الحبّ والعشق. مشهد الرجل «الماتشو» يرقص اللاتينو عاضّاً على جوريّة حمراء في فمه، وقميصه نصف المفتوح الكاشف عن صدره المشعر، أمام أنثى منحوتة وفق قياسات ربّانيّة، مشهد مألوف في السينما.هو الهديّة المثلى لإجتذاب أنثى وضرورة في عيد الحبّ.تمشي سائحاً في بلاد الله الواسعة مع حبيبتك فتعترضكما غجرية رومانية وتدسّ جورية في يد أنثاك وتنظر إليك لتدسّ بدورك قطعة نقديّة في يدها. الأمريكان الملاعين جعلوه جزءاً من عبثهم الجنسي. فمن منّا لا يتذكر المراهقة التي بعثر «كيڤ-;-ين سپيسي» البتلات على جسد المراهقة العاري وجعلها ترقد على سجّادة من وروده (فيلم أميريكان بيوتي من إخراج سام منديس).حوّله الشياطين إلى مسحوق يُضاف إلى أحواض الحماّمات، بينما خَبرْتهُ من أول ملامسة لي لجلد أنثي دمشقية. الملمس والرائحة هي ذاتها التي خبرتها بعد نصف قرن في حمّامات فنادق اليابان وغيرها.أكتشف الباحثون فوائده المؤثرة في راحة الأعصاب ونوبات الغضب. يكفي أن يستنشق المرء قطرتين من زيته ليعود إلى إتّزانه. علاوة على ذلك هو مُعالجٌ للسعال وأمراض الحنجرة والرئتين.ماء الجوري المكوّن الريادي في صناعة العطور، هو أيضاً ملطّف للبشرة والتابل المُنكّه الذي أُستعمل منذ القرن العاشر.البقلاوة بقلاوة مُزيّفة دون إضافة ملعقة صغيرة من «ماء الورد» لحشوتها وقَطْرِها.منقوع بتلاتها المُجفّفة الممزوج بالعسل، هو علاوة على مذاقها الفردوسي، ذو فائدة كبيرة في تطهير اللثة ومعالجة إلتهاباتها. أما بتلاتها الطازجة فهي معقود (مربّى) تبرع فيها سيّدات دمشق.حرّك السكر في الماء في إناء إلى أن يذوب تماماً، ثمّ ضعه على نار متوسطة ليغلي ويتحوّل إلى قَطْ ......
#جوري
#دمشق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737489
الحوار المتمدن
منير المجيد - ورد جوري دمشق
منير المجيد : الحمار
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد «يا جحيش»، كان يؤنّبنا الأستاذ في المرحلة الإبتدائية، وحينما بلغنا، كان ضابط المدرسة العسكرية يقول «يا حمير». التسمية-الشتيمة دقيقة، لأن الجحش هو ابن الحمار.لم يتعرّض حيوان قمنا، نحن البشر بالإستفادة منه، إلى التعذيب والإستغلال والحطّ من قيمته، كما حصل للحمار ونسله.ولم تُساعده كثيراً القصص التي رويت عنه، أو رواها بنفسه، مثل حمار بلعام في العهد القديم، أو حمار المسيح (هناك روايات تختلف اختلافاً طفيفاً في الأناجيل الأربعة في وقيعة يوم أحد الشعانين: «ووجد يسوع جحشاً فجلس عليه كما هو مكتوب» - يوحنا ١-;-٤-;-:١-;-٢-;-).وهناك أيضاً يعفور، حمار الرسول الأسود الذي غنمه من خيبر: يُروى عن ابن منظور: فكلّم النبي صلى الله عليه وسلّم الحمار، فقال له: ما اسمك؟ قال: يزيد بن شهاب، أخرج الله من نسل جدي ستين حماراً، كلّهم لم يركبهم إلّا نبي، ولم يبق من نسل جدي غيري، ولا من الأنبياء غيرك، أتوقعك أن تركبني، وكنتُ قبلك لرجل من اليهود، وكنتُ أعثر به عمداً، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قد سميتك يعفوراً، يا يعفور. قال: لبيك. قال: أتشتهي الإناث؟ قال: لا».فهل كان يعفور بغلاً يا ترى؟ مُلاحظة عن البغال سيأتي فيما بعد.وقد ورد ذكر الحمار ونسله في خمسة مواضع في القرآن، إحداها هجائية: «وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (لقمان ١-;-٩-;-)». واخرى وظيفية: «وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ-;- وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (النحل ٨-;-)».في القصّ الشعبي جحا وحماره، وفي الأدب حمار توفيق الحكيم الشهير، وقصص عنه في كليلة ودمنة (الأسد وابن آوى والحمار)، وهنا يكون الحمار مظلوماً وأحمقاً أيضاً.وتُعتبر رواية Lucius Apuleius Madaurensis (١-;-٢-;-٤-;- م - ١-;-٨-;-٠-;- م) «الحمار الذهبي» أقدم رواية في تاريخ الأدب، حيث يتقمّص الكاتب شخصية الحمار ويصف معاناته مع البشر.وهو إحدى شخصيات «مزرعة الحيوان» لجورج أورويل.أما برناردشو فقد أعلن بوضوح في عديد مقالاته عن غباء وقبح الحمار، بينما يُناقضه عزيز نيسين فيظهر غباء الإنسان (آه منّا معشر الحمير)، وقام بتوظيفه للنيل والسخرية من الأتراك (وسام الحمار).وُجد الحمار في أفريقيا قبل نحو ١-;-٢-;- ألف سنة، ودُجّن منذ ما يُقارب ٦-;- آلاف سنة بسبب جَلَده في العمل، وما يتمتّع به من ذكاء، ومن ثمّة اخلاصه ولحمه وحليبه (جبنة حليب الحمار تُكلّف ثروة في إيطاليا وفرنسا)، والإستفادة منه جنسياً لدى بعض الشعوب.على طول الحدود السورية-التركية تنتشر مئات مخافر الأتراك، وكان، من الإعتيادي، مشاهدة مرابط أتن (جمع أتان، أنثى الحمار)، كان المُجنّدون المحرومون من الإجازات يفرغون فيها كبتهم الجنسي، وفي نفس الوقت، وعلى مسافة أقل من نصف كيلومتر، كان المجندون في ثكنة القامشلي يسيرون بضع أمتار أيّام الأربعاء إلى الكرخانة لنفس الغرض. الأسعار كانت مُخفّضة ذاك اليوم ومُنعت زيارات المدنيين. يُقال أن المومسات كنّ يتأفّفن من رائحة الجنود النتنة، لذلك كنّ يُخصّصن فترة قُبيل الظهر للإستحمام. كنّا، كل ذكور حي قدوربك، نعشق خنسة، الحسناء البضّة، بدرجات مُتفاوتة تتراوح بين العذرية والفسق. مازال مشهد الحمار المُحمّل بجبل من البطيخ الذي صادف الأتان يحضرني وكأنّه حدث قبل سنة. ضربت، كما يبدو، رائحة إفرازات خصوبتها الجنسية منخاره، فرمى عنه حمله وكأنّه حقيبة تل ......
#الحمار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737596
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد «يا جحيش»، كان يؤنّبنا الأستاذ في المرحلة الإبتدائية، وحينما بلغنا، كان ضابط المدرسة العسكرية يقول «يا حمير». التسمية-الشتيمة دقيقة، لأن الجحش هو ابن الحمار.لم يتعرّض حيوان قمنا، نحن البشر بالإستفادة منه، إلى التعذيب والإستغلال والحطّ من قيمته، كما حصل للحمار ونسله.ولم تُساعده كثيراً القصص التي رويت عنه، أو رواها بنفسه، مثل حمار بلعام في العهد القديم، أو حمار المسيح (هناك روايات تختلف اختلافاً طفيفاً في الأناجيل الأربعة في وقيعة يوم أحد الشعانين: «ووجد يسوع جحشاً فجلس عليه كما هو مكتوب» - يوحنا ١-;-٤-;-:١-;-٢-;-).وهناك أيضاً يعفور، حمار الرسول الأسود الذي غنمه من خيبر: يُروى عن ابن منظور: فكلّم النبي صلى الله عليه وسلّم الحمار، فقال له: ما اسمك؟ قال: يزيد بن شهاب، أخرج الله من نسل جدي ستين حماراً، كلّهم لم يركبهم إلّا نبي، ولم يبق من نسل جدي غيري، ولا من الأنبياء غيرك، أتوقعك أن تركبني، وكنتُ قبلك لرجل من اليهود، وكنتُ أعثر به عمداً، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قد سميتك يعفوراً، يا يعفور. قال: لبيك. قال: أتشتهي الإناث؟ قال: لا».فهل كان يعفور بغلاً يا ترى؟ مُلاحظة عن البغال سيأتي فيما بعد.وقد ورد ذكر الحمار ونسله في خمسة مواضع في القرآن، إحداها هجائية: «وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (لقمان ١-;-٩-;-)». واخرى وظيفية: «وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ-;- وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (النحل ٨-;-)».في القصّ الشعبي جحا وحماره، وفي الأدب حمار توفيق الحكيم الشهير، وقصص عنه في كليلة ودمنة (الأسد وابن آوى والحمار)، وهنا يكون الحمار مظلوماً وأحمقاً أيضاً.وتُعتبر رواية Lucius Apuleius Madaurensis (١-;-٢-;-٤-;- م - ١-;-٨-;-٠-;- م) «الحمار الذهبي» أقدم رواية في تاريخ الأدب، حيث يتقمّص الكاتب شخصية الحمار ويصف معاناته مع البشر.وهو إحدى شخصيات «مزرعة الحيوان» لجورج أورويل.أما برناردشو فقد أعلن بوضوح في عديد مقالاته عن غباء وقبح الحمار، بينما يُناقضه عزيز نيسين فيظهر غباء الإنسان (آه منّا معشر الحمير)، وقام بتوظيفه للنيل والسخرية من الأتراك (وسام الحمار).وُجد الحمار في أفريقيا قبل نحو ١-;-٢-;- ألف سنة، ودُجّن منذ ما يُقارب ٦-;- آلاف سنة بسبب جَلَده في العمل، وما يتمتّع به من ذكاء، ومن ثمّة اخلاصه ولحمه وحليبه (جبنة حليب الحمار تُكلّف ثروة في إيطاليا وفرنسا)، والإستفادة منه جنسياً لدى بعض الشعوب.على طول الحدود السورية-التركية تنتشر مئات مخافر الأتراك، وكان، من الإعتيادي، مشاهدة مرابط أتن (جمع أتان، أنثى الحمار)، كان المُجنّدون المحرومون من الإجازات يفرغون فيها كبتهم الجنسي، وفي نفس الوقت، وعلى مسافة أقل من نصف كيلومتر، كان المجندون في ثكنة القامشلي يسيرون بضع أمتار أيّام الأربعاء إلى الكرخانة لنفس الغرض. الأسعار كانت مُخفّضة ذاك اليوم ومُنعت زيارات المدنيين. يُقال أن المومسات كنّ يتأفّفن من رائحة الجنود النتنة، لذلك كنّ يُخصّصن فترة قُبيل الظهر للإستحمام. كنّا، كل ذكور حي قدوربك، نعشق خنسة، الحسناء البضّة، بدرجات مُتفاوتة تتراوح بين العذرية والفسق. مازال مشهد الحمار المُحمّل بجبل من البطيخ الذي صادف الأتان يحضرني وكأنّه حدث قبل سنة. ضربت، كما يبدو، رائحة إفرازات خصوبتها الجنسية منخاره، فرمى عنه حمله وكأنّه حقيبة تل ......
#الحمار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737596
الحوار المتمدن
منير المجيد - الحمار
منير المجيد : لونا وروبيرت
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد كانت «لونا» تروي قصتها مُظهرة أسنانها المصطفّة برتلٍ جميل أبيض ناصع اللون:«أنا سعيدة جداً، بما جرى لي، بعد سلسلة مصائبي التي يصعب تصديقها في ذلك اليوم. اليوم الذي أعتبره أفضل أيّام عمرى». هكذا اختصرت لونا قصّتها. ثم استرسلت:«كنت في الرابعة عشر من عمري، ومثل بقية فتيات بلدتي، كنت مولعة بركوب الخيل. قبل ذلك كان والداي يتبادلان على إيصالي إلى الإسطبل وفناء التمرين. جاء والدي يوماً من العمل وأخبرني، تماماً حين كانت والدتي تنقل طعام العشاء من الفرن، مُرتدية كفوفاً سوداء سميكة، أنني يجب أن أستعمل دراجتي الهوائية للذهاب إلى الإسطبل من الآن فصاعداً. بقية زميلاتي يفعلن ذات الشيء.بصراحة راقت لي المسألة، فأنا لم أعد طفلة صغيرة، وبوسعي تدبّر أموري، هي مُجرّد حفنة من الكيلومترات.كانت بداية الربيع. الجو جميل ومُشمس وأوراق الأشجار كانت تكبر وتخضّر حتى لتكاد تراها وهي تنمو لتغطي الأغصان العارية.في ذلك اليوم، سمحت لنا المُدّربة أن نذهب في جولة في الحقول المُجاورة مع أحصنتنا.لسبب لا أعرفه تماماً، جنّ جنون حصاني بعد نحو مائة متر، في ذلك الفناء الأخضر البديع. هل رأى حيواناً أثار ذعره؟ ليس مؤكّداً، فالمعروف أن الأحصنة جبانة للغاية، وجندب ما قد يقتُلها رعباً.ركض قليلاً وخبا، ثمّ لفظني من على ظهره وكأنني كومة قمامة غير مرغوب فيها، فوقعت مرتطمة بحجر صغير. وقف هناك، بكل بساطة، يراقبني وأنفي ينزف. كنت محظوظة لأنني ارتديت خوذتي طبعاً.كانت أعصاب حصاني باردة برودة جبل ثلجي، بعد ثورته الصغيرة، حينما سحبته من رسنه وعدت إلى الإسطبل.شعرت بألم في انفي وكنت أخشى من حدوث كسر ما.أعدت ثندرْ (هذا هو إسم حصاني) إلى مربّعه في الأسطبل، ورميت له حزمة من القش وتأكدت من كمية الماء في دلوه، وأخذت دراجتي مُتّخذة القرار بالذهاب بنفسي إلى عيادة الطوارئ في المستشفى للكشف عن حالة إنفي، حالما إطمأن البقية على سلامتي.لكي أوقف النزيف، وضعت منديلاً عليه وبدأت بضغطه، مما إضطرني إلى أن أقود دراجتي بيد واحدة. فعلت ذلك مئات المرّات سابقاً. على شارة المرور الثانية، زاحمني أحد ما ففقدت توازني وسقطت من على دراجتي على كتفي الأيمن، وصرخت ألماً. جاء بعض الناس لمساعدتي، وانتشل شاب هاتفه وطلب سيارة إسعاف وصلت بعد لحظات.ركنوا دراجتي هناك ومدّدوني في منتصف سيارة الإسعاف، وأضاء الطبيب الشاب، بعد أن قدّم نفسه، لمبة مُزعجة في عينيّ وهو يسألني عن إسمي وعنواني ويستجوبني، بينما كان الممرّض يتحدث مع المستشفى شارحاً طبيعة الحادث، وصوت النفير يُلعلع في فراغ البلدة.«لا تخشي شيئاً، أنفك ليس مكسوراً، وكتفك سليم تعرّض لرضّة بسيطة فحسب، وسوف نُضمّده لك حالاً، هذا كل ما في الأمر. هل تريديننا أن نوصلك إلى البيت؟». سألني الطبيب الشاب. وقبل أن أجيب سمعت صوتاً قوياً لفرملة إطارات سيّارة وقرقعة كبيرة وهزّة جعلتني أقفز من على السرير الضيق بمقدار نصف متر وأصطدم رأسي بجانب السيارة الأيسر، لم أكن مُحزّمة لأن حالتي كانت بسيطة على ما يبدو. بينما صرخ طاقم الإسعاف، وتلفّظ الممرض بشتائم. صمت.سيّارة الإسعاف اصطدمت، ببساطة، بسيارة شرطة كانت مُسرعة إلى حادث ما، في التقاطع الأول للطريق المُودي إلى المستشفى. ساعدوني على الإستلقاء على السرير مرّة اخرى وسألوا عن حالي، فقلت أن رأسي يؤلمني.«يجب أن نُكمل إلى المستشفى الآن». قال الطبيب، وبدأ الممرض بالتحدّث مرة اخرى إلى المستشفى.تمكنت سيارتنا التي تضرّرت قليلاً من بلوغ بوابة الطوارئ بعد محادثة قصيرة مع رجليّ البوليس. صحيح أن الأ ......
#لونا
#وروبيرت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737838
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد كانت «لونا» تروي قصتها مُظهرة أسنانها المصطفّة برتلٍ جميل أبيض ناصع اللون:«أنا سعيدة جداً، بما جرى لي، بعد سلسلة مصائبي التي يصعب تصديقها في ذلك اليوم. اليوم الذي أعتبره أفضل أيّام عمرى». هكذا اختصرت لونا قصّتها. ثم استرسلت:«كنت في الرابعة عشر من عمري، ومثل بقية فتيات بلدتي، كنت مولعة بركوب الخيل. قبل ذلك كان والداي يتبادلان على إيصالي إلى الإسطبل وفناء التمرين. جاء والدي يوماً من العمل وأخبرني، تماماً حين كانت والدتي تنقل طعام العشاء من الفرن، مُرتدية كفوفاً سوداء سميكة، أنني يجب أن أستعمل دراجتي الهوائية للذهاب إلى الإسطبل من الآن فصاعداً. بقية زميلاتي يفعلن ذات الشيء.بصراحة راقت لي المسألة، فأنا لم أعد طفلة صغيرة، وبوسعي تدبّر أموري، هي مُجرّد حفنة من الكيلومترات.كانت بداية الربيع. الجو جميل ومُشمس وأوراق الأشجار كانت تكبر وتخضّر حتى لتكاد تراها وهي تنمو لتغطي الأغصان العارية.في ذلك اليوم، سمحت لنا المُدّربة أن نذهب في جولة في الحقول المُجاورة مع أحصنتنا.لسبب لا أعرفه تماماً، جنّ جنون حصاني بعد نحو مائة متر، في ذلك الفناء الأخضر البديع. هل رأى حيواناً أثار ذعره؟ ليس مؤكّداً، فالمعروف أن الأحصنة جبانة للغاية، وجندب ما قد يقتُلها رعباً.ركض قليلاً وخبا، ثمّ لفظني من على ظهره وكأنني كومة قمامة غير مرغوب فيها، فوقعت مرتطمة بحجر صغير. وقف هناك، بكل بساطة، يراقبني وأنفي ينزف. كنت محظوظة لأنني ارتديت خوذتي طبعاً.كانت أعصاب حصاني باردة برودة جبل ثلجي، بعد ثورته الصغيرة، حينما سحبته من رسنه وعدت إلى الإسطبل.شعرت بألم في انفي وكنت أخشى من حدوث كسر ما.أعدت ثندرْ (هذا هو إسم حصاني) إلى مربّعه في الأسطبل، ورميت له حزمة من القش وتأكدت من كمية الماء في دلوه، وأخذت دراجتي مُتّخذة القرار بالذهاب بنفسي إلى عيادة الطوارئ في المستشفى للكشف عن حالة إنفي، حالما إطمأن البقية على سلامتي.لكي أوقف النزيف، وضعت منديلاً عليه وبدأت بضغطه، مما إضطرني إلى أن أقود دراجتي بيد واحدة. فعلت ذلك مئات المرّات سابقاً. على شارة المرور الثانية، زاحمني أحد ما ففقدت توازني وسقطت من على دراجتي على كتفي الأيمن، وصرخت ألماً. جاء بعض الناس لمساعدتي، وانتشل شاب هاتفه وطلب سيارة إسعاف وصلت بعد لحظات.ركنوا دراجتي هناك ومدّدوني في منتصف سيارة الإسعاف، وأضاء الطبيب الشاب، بعد أن قدّم نفسه، لمبة مُزعجة في عينيّ وهو يسألني عن إسمي وعنواني ويستجوبني، بينما كان الممرّض يتحدث مع المستشفى شارحاً طبيعة الحادث، وصوت النفير يُلعلع في فراغ البلدة.«لا تخشي شيئاً، أنفك ليس مكسوراً، وكتفك سليم تعرّض لرضّة بسيطة فحسب، وسوف نُضمّده لك حالاً، هذا كل ما في الأمر. هل تريديننا أن نوصلك إلى البيت؟». سألني الطبيب الشاب. وقبل أن أجيب سمعت صوتاً قوياً لفرملة إطارات سيّارة وقرقعة كبيرة وهزّة جعلتني أقفز من على السرير الضيق بمقدار نصف متر وأصطدم رأسي بجانب السيارة الأيسر، لم أكن مُحزّمة لأن حالتي كانت بسيطة على ما يبدو. بينما صرخ طاقم الإسعاف، وتلفّظ الممرض بشتائم. صمت.سيّارة الإسعاف اصطدمت، ببساطة، بسيارة شرطة كانت مُسرعة إلى حادث ما، في التقاطع الأول للطريق المُودي إلى المستشفى. ساعدوني على الإستلقاء على السرير مرّة اخرى وسألوا عن حالي، فقلت أن رأسي يؤلمني.«يجب أن نُكمل إلى المستشفى الآن». قال الطبيب، وبدأ الممرض بالتحدّث مرة اخرى إلى المستشفى.تمكنت سيارتنا التي تضرّرت قليلاً من بلوغ بوابة الطوارئ بعد محادثة قصيرة مع رجليّ البوليس. صحيح أن الأ ......
#لونا
#وروبيرت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737838
الحوار المتمدن
منير المجيد - لونا وروبيرت
منير المجيد : فوتبول
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد يلعبها (على ذمة الويكيبيديا) ٢-;-٥-;-٠-;- مليون لاعب في أكثر من ٢-;-٠-;-٠-;- دولة في العالم، مما يجعلها أكثر الرياضات جماهيرية في العالم. وعلى عكس كرة اليد التي لا يجب أن تُمسّ بالأرجل، فإن كرة القدم (كما يشي إسمها) يُحظّر مسّها بالأيدي وإلّا يترتّب على هذا عقوبات صارمة يحدّدها الحكم.يتنافس فريقان مكونان من ١-;-١-;- لاعباً (واحد من كل فريق يكون حارس المرمى) على إدخال (إيلاج) كرة منفوخة بعناية ومراقبة من الخبراء في مرمى الخصم، حيث يقف حارس المرمى محاولاً التصدي لها. كل هذا في مساحة لا تتعدّى ١-;-١-;-٠-;- ضرب ٧-;-٥-;- متراً خلال ٩-;-٠-;- دقيقة تتخلّلها بعد ٤-;-٥-;- دقيقة إستراحة لمدة ١-;-٥-;- دقيقة. وللأخير الحق باستعمال، حتى منخاره مهما كبر حجمه، وأعضاء اخرى، بإمساكها أو إبعادها. البريطانيون هم الذين أوجدوها رسمياً، بالرغم من أن هناك مستكشفات أثبتت أن الإنسان كان مولعاً بركل الكرة منذ الأزل. ومثال ذلك رسومات لأناس يركلون كرة، مصنوعة، والله أعلم من ماذا، في أمريكا الجنوبية تعود إلى أربعة عشر قرناً قبل الميلاد.بعد شيوع وشعبية هذه اللعبة، تأسس إتحاد الفيفا عام ١-;-٩-;-٠-;-٤-;- ومقره مدينة زيوريخ السويسرية. وهو يُعدّ بمثابة المنظمة العامة، يتبعه عدة إتحادات قارية، هي الإتحاد الآسيوي (AFC)، الأفريقي (CAF)، أمريكا الوسطى والشمالية والكاريبي (CONCACAF)، أوروبا (UEFA)، أوقيانوسيا (OFC)، وأمريكا الجنوبية (CONMEBOL).لن أخوض في المزيد من التفاصيل رحمة بغير المهتمّين، وخاصة السيدات اللواتي لا يرغبن في فهم هذه اللعبة لذكائهن على الأغلب، بل يُفضّلن الإنصراف إلى مكالمة الصديقات هاتفياً حينما ينشغل الرجال بمتابعة مباراة ما. هذا، بالرغم من تأسيس منتخبات وطنية للنساء، لا يراقبها الرجال إلا بسبب رجرجة نهود النساء حينما يركضن خلف الكرة البلاستيكية (يمكن أن تكون من السيليكون أيضاً) صارخات، وليس بسبب أفخاذهن المهرمنة على نحو جيد، بينما النساء، أخوات اللاعبات، يُفضّلن قراءة قصص «تصبح على خير» لأطفالهن على مراقبة هذه الأضحوكة.في القامشلي (مدينة مسقط رأسي دوماً في البال) أسس السريان نادي الرافدين في المدينة العذراء والحديثة عام ١-;-٩-;-٣-;-٧-;-، وفي العام ١-;-٩-;-٦-;-٢-;- وبمؤامرة لا علاقة لها بالرياضة تمّ إغلاق النادي بالشمع الأحمر السياسي، ليتمخّض عن نادي «الجهاد»، بإسم يُثير الشبهات، لن يجرؤ أحد على إستعماله في الأزمنة الحاضرة، وأنا على ما أقول شهيد.الأمر الإيجابي أن هذا النادي صار مَجْمَعاً لكل الأطياف، بما في ذلك بقايا نادي الهومنتمن الأرمني (تأسس عام ١-;-٩-;-٤-;-٥-;-)، إثر هجرة جماعية دولية منظمة ارتكبها السوريون مع الإتحاد السوفييتي في منتصف الستينات، فصار خليطاً سريانياً -كردياً، تأكيداً لنبذ الطائفية، وبداية لتحالف عسكري عمل على دحر داعش وأخواتها.عن موقع «سما القامشلي» الحدوتة التالية (بعد تعديلات لغوية رأيتها ضرورية):«إثر زيارة جمال عبد الناصر إلى القامشلي عام ١-;-٩-;-٥-;-٩-;-قدمت فرقة الكشاف السريانية على طريق المطار مقاطع من الموسيقا، وكان جمال الفرقة هو تنظيمها الرائع والدقة حتى في إختيار الملابس الذي كان بنظام عسكري، هنا التفت عبد الناصر و سأل: مين دول؟ فأتاه الرد إنهم الكشاف السرياني. فسأل مرة أخرى؟ يعني دول جيش ولا شرطة؟ وعندما رد المجيب لا، لا سيدي أنه كشاف سرياني (!). حينها سأل عبد الناصر: إيه يعني سريا ......
#فوتبول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738059
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد يلعبها (على ذمة الويكيبيديا) ٢-;-٥-;-٠-;- مليون لاعب في أكثر من ٢-;-٠-;-٠-;- دولة في العالم، مما يجعلها أكثر الرياضات جماهيرية في العالم. وعلى عكس كرة اليد التي لا يجب أن تُمسّ بالأرجل، فإن كرة القدم (كما يشي إسمها) يُحظّر مسّها بالأيدي وإلّا يترتّب على هذا عقوبات صارمة يحدّدها الحكم.يتنافس فريقان مكونان من ١-;-١-;- لاعباً (واحد من كل فريق يكون حارس المرمى) على إدخال (إيلاج) كرة منفوخة بعناية ومراقبة من الخبراء في مرمى الخصم، حيث يقف حارس المرمى محاولاً التصدي لها. كل هذا في مساحة لا تتعدّى ١-;-١-;-٠-;- ضرب ٧-;-٥-;- متراً خلال ٩-;-٠-;- دقيقة تتخلّلها بعد ٤-;-٥-;- دقيقة إستراحة لمدة ١-;-٥-;- دقيقة. وللأخير الحق باستعمال، حتى منخاره مهما كبر حجمه، وأعضاء اخرى، بإمساكها أو إبعادها. البريطانيون هم الذين أوجدوها رسمياً، بالرغم من أن هناك مستكشفات أثبتت أن الإنسان كان مولعاً بركل الكرة منذ الأزل. ومثال ذلك رسومات لأناس يركلون كرة، مصنوعة، والله أعلم من ماذا، في أمريكا الجنوبية تعود إلى أربعة عشر قرناً قبل الميلاد.بعد شيوع وشعبية هذه اللعبة، تأسس إتحاد الفيفا عام ١-;-٩-;-٠-;-٤-;- ومقره مدينة زيوريخ السويسرية. وهو يُعدّ بمثابة المنظمة العامة، يتبعه عدة إتحادات قارية، هي الإتحاد الآسيوي (AFC)، الأفريقي (CAF)، أمريكا الوسطى والشمالية والكاريبي (CONCACAF)، أوروبا (UEFA)، أوقيانوسيا (OFC)، وأمريكا الجنوبية (CONMEBOL).لن أخوض في المزيد من التفاصيل رحمة بغير المهتمّين، وخاصة السيدات اللواتي لا يرغبن في فهم هذه اللعبة لذكائهن على الأغلب، بل يُفضّلن الإنصراف إلى مكالمة الصديقات هاتفياً حينما ينشغل الرجال بمتابعة مباراة ما. هذا، بالرغم من تأسيس منتخبات وطنية للنساء، لا يراقبها الرجال إلا بسبب رجرجة نهود النساء حينما يركضن خلف الكرة البلاستيكية (يمكن أن تكون من السيليكون أيضاً) صارخات، وليس بسبب أفخاذهن المهرمنة على نحو جيد، بينما النساء، أخوات اللاعبات، يُفضّلن قراءة قصص «تصبح على خير» لأطفالهن على مراقبة هذه الأضحوكة.في القامشلي (مدينة مسقط رأسي دوماً في البال) أسس السريان نادي الرافدين في المدينة العذراء والحديثة عام ١-;-٩-;-٣-;-٧-;-، وفي العام ١-;-٩-;-٦-;-٢-;- وبمؤامرة لا علاقة لها بالرياضة تمّ إغلاق النادي بالشمع الأحمر السياسي، ليتمخّض عن نادي «الجهاد»، بإسم يُثير الشبهات، لن يجرؤ أحد على إستعماله في الأزمنة الحاضرة، وأنا على ما أقول شهيد.الأمر الإيجابي أن هذا النادي صار مَجْمَعاً لكل الأطياف، بما في ذلك بقايا نادي الهومنتمن الأرمني (تأسس عام ١-;-٩-;-٤-;-٥-;-)، إثر هجرة جماعية دولية منظمة ارتكبها السوريون مع الإتحاد السوفييتي في منتصف الستينات، فصار خليطاً سريانياً -كردياً، تأكيداً لنبذ الطائفية، وبداية لتحالف عسكري عمل على دحر داعش وأخواتها.عن موقع «سما القامشلي» الحدوتة التالية (بعد تعديلات لغوية رأيتها ضرورية):«إثر زيارة جمال عبد الناصر إلى القامشلي عام ١-;-٩-;-٥-;-٩-;-قدمت فرقة الكشاف السريانية على طريق المطار مقاطع من الموسيقا، وكان جمال الفرقة هو تنظيمها الرائع والدقة حتى في إختيار الملابس الذي كان بنظام عسكري، هنا التفت عبد الناصر و سأل: مين دول؟ فأتاه الرد إنهم الكشاف السرياني. فسأل مرة أخرى؟ يعني دول جيش ولا شرطة؟ وعندما رد المجيب لا، لا سيدي أنه كشاف سرياني (!). حينها سأل عبد الناصر: إيه يعني سريا ......
#فوتبول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738059
الحوار المتمدن
منير المجيد - فوتبول
منير المجيد : العتائق ونشأة الحياة
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد تعود نشأة الحياة الأولى على الأرض إلى ٣-;-,٧-;- مليار سنة. لا يعرف العلماء، حتّى هذه اللحظة، سبب وكيفية نشأتها، لكنهم يعرفون أنها كانت مجهرية وتتكون من خلية واحدة تعيش تحت سطح الماء.استغرق الأمر نحو مليار سنة لتزدهر الحياة تحت المائية هذه وتتطوّر في إتجاهين متغايرين، الأول صار بكتيريا، بينما الثاني صار ما يُدعى بالعتائق (archaea).لديّ فكرة عن البكتيريا، أمّا العتائق! فهذه مُبهمة في عالمي. العتائق أو البدئيّات هي ميكروبات بدائيات النوى ذاتية الإنتماء، وهي تتصدر النظام الذي يستعمله علماء الأحياء لوضع كل أشكال الحياة على الأرض.تعيش العتائق في الأماكن قليلة الأوكسيجين أو حتى الخالية منه. نشأتها تعود إلى فترة مبكّرة جداً من تاريخ الأرض، حيث لم يكن يحتوي الغلاف الجوي، تقريباً، على الأوكسيجين. وتعيش في بيئات ضارية مثل البحيرات الكبريتية أو أعماق الأرض أو في أماكن في قاع المحيطات في نطاق المياه المغليّة بالحمم البركانية.بعد ذلك، أي منذ حوالي ٢-;-,٧-;- مليار سنة، حدث أمر غيّر كل ما على الأرض، إذ اندمجت عتائق وبكتيريا معاً، لتكون بداية تطور كائنات متعددة الخلايا.هذه كانت النظرية السائدة الناقصة بين العلماء، إلى أن جاءت نتائج جديدة منذ فترة قصيرة تُشير إلى ثبات وصحة النظرية.وهذا ما صرّح به عدد من العلماء البريطانيين إثر اكتشافهم أن العتائق لها نفس آلية التخلص من النفايات في الخلايا بنفس الطريقة التي تقوم بها خلايانا، مما يعني أن خلايانا ورثت شيئاً من العتائق.هؤلاء، يبدو أن الكورونا لم تمنعهم من إتمام بحوثهم.يقول العلماء أن بعض العتائق التي تعيش في مياه الينابيع الحارّة لها آلية داخل خليتها تسمى بالپروتيزم (proteasom). هذه الآلية تُساعد على تمزيق وتكسير البروتينات التي لا تحتاجها الخلايا، وتُحوّلها إلى الأحماض الآمينية.ليس هذا فحسب، بل أن الپروتيزوم يتحكّم في توقيت إنقسام الخلية. فحينما قاموا بمنعه فأنهم تمكّنوا من إيقاف الخلايا القديمة من الإنقسام تماماً.لهذا، عندما تحتاج خلايانا إلى الإنقسام، فإنه من المهم أن تقوم بذلك في الوقت المُناسب. يجب أن يكون قد تمّ نسخ كامل الحمض النووي قبل بدء عمل الخلايا الجديدة، وإلّا قد تكون العاقبة إصابتنا بالسرطان.من هنا تأتي أهمية الپروتيزوم، والشكر بالنتيجة يجب أن يُوجّه إلى العتائق.وكي أُعقدّ الموضوع أكثر، فيجب أن أُضيف أن الپروتيزيوم ليس الوحيد الذي يُشير إلى أن الكائنات متعددة الخلايا تتكون من إندماج البكتيريا والعتائق، لأننا ورثنا من البكتيريا الميتوكوندريون (Mitochondrion).والميتوكوندريون هو عبارة عن خلية داخل الخلية لها حمضها النووي الخاص بها، وهي المكّون الوحيد في الخلايا، إلى جانب الكروموسومات التي فيها الجينوم. هي قوّة خلايانا عبر سحب الأوكسيجين خلال الرئتين ومن ثمة سحب السكريات التي تسحبها أمعاؤنا من الطعام، وتنتج طاقة ATP التي تحتاجها خلايانا لتعمل. ويُعتقد أنّها انزلقت ذات مرّة في الخلية القديمة لتستمرّ في أداء وظيفتها.بالرغم من أن الخلايا (حقيقية النواة) التي تُشكّل أساس جميع الكائنات متعددة الخلايا، قد ظهرت حقّاً من ٢-;-,٧-;- مليار سنة، إلّا أنّها لم تتطوّر إلى كائنات مُتعدّدة الخلايا إلّا في وقت لاحق بكثير. وُيعتقد أن السبب يعود إلى أن حجم الطاقة الكيميائية التي تحتاجها الحياة لم تكن كبيرة بما يكفي لإزدهار ونمو الكائنات مُتعددة الخلايا. وهذا التطور (الطاقة الكافية) ظهر لأول مرة في المحيطات في الوقت الذي يٌدعى يالإنفجار ا ......
#العتائق
#ونشأة
#الحياة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738230
#الحوار_المتمدن
#منير_المجيد تعود نشأة الحياة الأولى على الأرض إلى ٣-;-,٧-;- مليار سنة. لا يعرف العلماء، حتّى هذه اللحظة، سبب وكيفية نشأتها، لكنهم يعرفون أنها كانت مجهرية وتتكون من خلية واحدة تعيش تحت سطح الماء.استغرق الأمر نحو مليار سنة لتزدهر الحياة تحت المائية هذه وتتطوّر في إتجاهين متغايرين، الأول صار بكتيريا، بينما الثاني صار ما يُدعى بالعتائق (archaea).لديّ فكرة عن البكتيريا، أمّا العتائق! فهذه مُبهمة في عالمي. العتائق أو البدئيّات هي ميكروبات بدائيات النوى ذاتية الإنتماء، وهي تتصدر النظام الذي يستعمله علماء الأحياء لوضع كل أشكال الحياة على الأرض.تعيش العتائق في الأماكن قليلة الأوكسيجين أو حتى الخالية منه. نشأتها تعود إلى فترة مبكّرة جداً من تاريخ الأرض، حيث لم يكن يحتوي الغلاف الجوي، تقريباً، على الأوكسيجين. وتعيش في بيئات ضارية مثل البحيرات الكبريتية أو أعماق الأرض أو في أماكن في قاع المحيطات في نطاق المياه المغليّة بالحمم البركانية.بعد ذلك، أي منذ حوالي ٢-;-,٧-;- مليار سنة، حدث أمر غيّر كل ما على الأرض، إذ اندمجت عتائق وبكتيريا معاً، لتكون بداية تطور كائنات متعددة الخلايا.هذه كانت النظرية السائدة الناقصة بين العلماء، إلى أن جاءت نتائج جديدة منذ فترة قصيرة تُشير إلى ثبات وصحة النظرية.وهذا ما صرّح به عدد من العلماء البريطانيين إثر اكتشافهم أن العتائق لها نفس آلية التخلص من النفايات في الخلايا بنفس الطريقة التي تقوم بها خلايانا، مما يعني أن خلايانا ورثت شيئاً من العتائق.هؤلاء، يبدو أن الكورونا لم تمنعهم من إتمام بحوثهم.يقول العلماء أن بعض العتائق التي تعيش في مياه الينابيع الحارّة لها آلية داخل خليتها تسمى بالپروتيزم (proteasom). هذه الآلية تُساعد على تمزيق وتكسير البروتينات التي لا تحتاجها الخلايا، وتُحوّلها إلى الأحماض الآمينية.ليس هذا فحسب، بل أن الپروتيزوم يتحكّم في توقيت إنقسام الخلية. فحينما قاموا بمنعه فأنهم تمكّنوا من إيقاف الخلايا القديمة من الإنقسام تماماً.لهذا، عندما تحتاج خلايانا إلى الإنقسام، فإنه من المهم أن تقوم بذلك في الوقت المُناسب. يجب أن يكون قد تمّ نسخ كامل الحمض النووي قبل بدء عمل الخلايا الجديدة، وإلّا قد تكون العاقبة إصابتنا بالسرطان.من هنا تأتي أهمية الپروتيزوم، والشكر بالنتيجة يجب أن يُوجّه إلى العتائق.وكي أُعقدّ الموضوع أكثر، فيجب أن أُضيف أن الپروتيزيوم ليس الوحيد الذي يُشير إلى أن الكائنات متعددة الخلايا تتكون من إندماج البكتيريا والعتائق، لأننا ورثنا من البكتيريا الميتوكوندريون (Mitochondrion).والميتوكوندريون هو عبارة عن خلية داخل الخلية لها حمضها النووي الخاص بها، وهي المكّون الوحيد في الخلايا، إلى جانب الكروموسومات التي فيها الجينوم. هي قوّة خلايانا عبر سحب الأوكسيجين خلال الرئتين ومن ثمة سحب السكريات التي تسحبها أمعاؤنا من الطعام، وتنتج طاقة ATP التي تحتاجها خلايانا لتعمل. ويُعتقد أنّها انزلقت ذات مرّة في الخلية القديمة لتستمرّ في أداء وظيفتها.بالرغم من أن الخلايا (حقيقية النواة) التي تُشكّل أساس جميع الكائنات متعددة الخلايا، قد ظهرت حقّاً من ٢-;-,٧-;- مليار سنة، إلّا أنّها لم تتطوّر إلى كائنات مُتعدّدة الخلايا إلّا في وقت لاحق بكثير. وُيعتقد أن السبب يعود إلى أن حجم الطاقة الكيميائية التي تحتاجها الحياة لم تكن كبيرة بما يكفي لإزدهار ونمو الكائنات مُتعددة الخلايا. وهذا التطور (الطاقة الكافية) ظهر لأول مرة في المحيطات في الوقت الذي يٌدعى يالإنفجار ا ......
#العتائق
#ونشأة
#الحياة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738230
الحوار المتمدن
منير المجيد - العتائق ونشأة الحياة