محمد الهلالي : الفيلسوف نيتشه: ما هي الجينيالوجيا؟ لا توجد ظواهر أخلاقية على الإطلاق، يوجد فقط تأويل أخلاقي للظواهر
#الحوار_المتمدن
#محمد_الهلالي لم يستعمل فريدريك نيتشه Friedrich Nietzsche (1844- 1900) مصطلح الجينيالوجيا généalogie (أي مساءلة نشأة وتكوّن فكرة أو مفهوم أو حكم أخلاقي للنظر في تولّد القيم وتفاوتات المعاني وآليات هيمنة هذا المعنى أو ذاك ودور الصراعات في كل ذلك) إلا في وقت متأخر من حياته. فالمصطلح لم يظهر في مؤلفات المنشورة إلا سنة 1887، في كتابهGénéalogie de la morale (ترجم حسن قبيسي هذا الكتاب تحت عنوان "أصل الأخلاق وفصلها"، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، 1981، وترجمه فتحي المسكيني تحت عنوان "في جينيالوجيا الأخلاق، دار سيناترا، 2010). بالإضافة إلى ذلك، فإن وروده في متن نيتشه يظل نادرا جدا. وبالمقابل، فإن الفكرة التي تتلاءم مع الجينيالوجيا، والتي أثيرت في مختلف الإشارات إليها، فكرة قديمة جدا، كما أن نمط التحليل الذي تُحيل إليه مورسَ سلفا من طرف نيتشه منذ سنوات نشاطه الفكر الأولى. إن الصيغ الأولية الموجِهة لمعنى هذا المصطلح حاضرة حضورا كبيرا في عمل نيتشه الأول La naissance de la tragédie (ترجم للعربية تحت عنوان "مولد التراجيديا"، ترجمة شاهر حسن عبيد، دار الحوار للنشر والتوزيع، سوريا، 2008) رغم أنها لم تحظ بالتفكير فيها. وقد لعبت تلك الصيغ دورا ثابتا، مقترنة بالعناصر الأولى للتحليل التأملي منذ مؤلف نيتشه "Humain trop humain, un livre pour esprits libres"، (تُرجم للعربية تحت عنوان "إنسان مفرط في إنسانيته: كتاب العقول الحرة"، محمد الناجي، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 2002 – كما ترجمه علي مصباح تحت عنوان "إنسان مفرط في إنسانيته: كتاب للمفكرين الأحرار، منشورات الجمل، 2014).من الضروري التمييز بين كلمة جينيالوجيا بمعناها الحرفي والقضية الفلسفية التي تحيل إليها. لم يتم التفكير في هذه القضية في نصوص نيتشه (كما هو شأن كل الموضوعات الأساسية في فكر نيتشه) من خلال مصطلح وحيد قار، بل تم التفكير فيها عبر شبكة معقدة من الإشارات والصور: خصوص الإشارات والصور المأخوذة من التاريخ الطبيعي والكيمياء وما قبل التاريخ وذلك منذ سنة 1870. تمثل الجينيالوجيا بهذا المعنى تنوعا مجازيا كبيرا أتَمّ منطق الإشارات المتعددة لتمط تحليل أصيل، بإغنائه بمنظور خاص. وسيتم تدقيق خصوصية أساسية تميزه لم تثرها الصور السابقة.لتجنب السقوط في العديد من التبسيطات والالتباسات المتكررة في هذا الموضوع، ينبغي القيام بتحديد دقيق لهذه القضية في إطار الإشكالية المتجددة التي بلورها نيتشه، أي تعويض مشكل الحقيقة بمشكل القيم (أو مشكل الثقافة). ويفسر هذا الأمر بكون الجينيالوجيا لن تُفهمَ كتقنية جديدة للكشف عن الحقيقة، ولا كأداة بناء المعرفة، كما أنها (أي الجينيالوجيا) تعتبر منهجا.وعكس ما يرتئيه تأويل سائد، لا يمكن إرجاع الجينيالوجيا، بالمعنى الذي يعطيه لها نيتشه، إلى منهج تاريخي. كما أن الجينيالوجيا لا تتطابق مع فكر نيتشه بصفة عامة، لأنها لا تمثل إلا لحظة من لحظات هذا الفكر. إن قيام فكر نيتشه بإجراء عملية تحويل ونقل للإشكالية يبعد فكره عن المطلق، سواء فهمنا المطلق بمعنى أنطولوجي (أي وجود واقع في ذاته ومن أجل ذاته بدون أصول) أو فهمناه بمعنى معرفي (تعايش حقائق موضوعية)، وذلك بإيجاد الخاصية التأويلية لكل ما هو موجود. وينتج عن ذلك إزاحة فكرة الماهية، التي تُفهمُ هنا على أنها طبيعة خاصة ثابتة للأشياء، وبالتالي إبطال كل فكر يحدد مهمته (وهذا ينطبق على معظم التيارات الفلسفية منذ اليونان القديمة) في البحث عن الماهية من خلال طرح السؤال الأفلاطوني عن الماهيات. لقد فقدت المنهجيات المعتمدة في التفسير (من خلال تحديد أس ......
#الفيلسوف
#نيتشه:
#الجينيالوجيا؟
#توجد
#ظواهر
#أخلاقية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722308
#الحوار_المتمدن
#محمد_الهلالي لم يستعمل فريدريك نيتشه Friedrich Nietzsche (1844- 1900) مصطلح الجينيالوجيا généalogie (أي مساءلة نشأة وتكوّن فكرة أو مفهوم أو حكم أخلاقي للنظر في تولّد القيم وتفاوتات المعاني وآليات هيمنة هذا المعنى أو ذاك ودور الصراعات في كل ذلك) إلا في وقت متأخر من حياته. فالمصطلح لم يظهر في مؤلفات المنشورة إلا سنة 1887، في كتابهGénéalogie de la morale (ترجم حسن قبيسي هذا الكتاب تحت عنوان "أصل الأخلاق وفصلها"، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، 1981، وترجمه فتحي المسكيني تحت عنوان "في جينيالوجيا الأخلاق، دار سيناترا، 2010). بالإضافة إلى ذلك، فإن وروده في متن نيتشه يظل نادرا جدا. وبالمقابل، فإن الفكرة التي تتلاءم مع الجينيالوجيا، والتي أثيرت في مختلف الإشارات إليها، فكرة قديمة جدا، كما أن نمط التحليل الذي تُحيل إليه مورسَ سلفا من طرف نيتشه منذ سنوات نشاطه الفكر الأولى. إن الصيغ الأولية الموجِهة لمعنى هذا المصطلح حاضرة حضورا كبيرا في عمل نيتشه الأول La naissance de la tragédie (ترجم للعربية تحت عنوان "مولد التراجيديا"، ترجمة شاهر حسن عبيد، دار الحوار للنشر والتوزيع، سوريا، 2008) رغم أنها لم تحظ بالتفكير فيها. وقد لعبت تلك الصيغ دورا ثابتا، مقترنة بالعناصر الأولى للتحليل التأملي منذ مؤلف نيتشه "Humain trop humain, un livre pour esprits libres"، (تُرجم للعربية تحت عنوان "إنسان مفرط في إنسانيته: كتاب العقول الحرة"، محمد الناجي، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 2002 – كما ترجمه علي مصباح تحت عنوان "إنسان مفرط في إنسانيته: كتاب للمفكرين الأحرار، منشورات الجمل، 2014).من الضروري التمييز بين كلمة جينيالوجيا بمعناها الحرفي والقضية الفلسفية التي تحيل إليها. لم يتم التفكير في هذه القضية في نصوص نيتشه (كما هو شأن كل الموضوعات الأساسية في فكر نيتشه) من خلال مصطلح وحيد قار، بل تم التفكير فيها عبر شبكة معقدة من الإشارات والصور: خصوص الإشارات والصور المأخوذة من التاريخ الطبيعي والكيمياء وما قبل التاريخ وذلك منذ سنة 1870. تمثل الجينيالوجيا بهذا المعنى تنوعا مجازيا كبيرا أتَمّ منطق الإشارات المتعددة لتمط تحليل أصيل، بإغنائه بمنظور خاص. وسيتم تدقيق خصوصية أساسية تميزه لم تثرها الصور السابقة.لتجنب السقوط في العديد من التبسيطات والالتباسات المتكررة في هذا الموضوع، ينبغي القيام بتحديد دقيق لهذه القضية في إطار الإشكالية المتجددة التي بلورها نيتشه، أي تعويض مشكل الحقيقة بمشكل القيم (أو مشكل الثقافة). ويفسر هذا الأمر بكون الجينيالوجيا لن تُفهمَ كتقنية جديدة للكشف عن الحقيقة، ولا كأداة بناء المعرفة، كما أنها (أي الجينيالوجيا) تعتبر منهجا.وعكس ما يرتئيه تأويل سائد، لا يمكن إرجاع الجينيالوجيا، بالمعنى الذي يعطيه لها نيتشه، إلى منهج تاريخي. كما أن الجينيالوجيا لا تتطابق مع فكر نيتشه بصفة عامة، لأنها لا تمثل إلا لحظة من لحظات هذا الفكر. إن قيام فكر نيتشه بإجراء عملية تحويل ونقل للإشكالية يبعد فكره عن المطلق، سواء فهمنا المطلق بمعنى أنطولوجي (أي وجود واقع في ذاته ومن أجل ذاته بدون أصول) أو فهمناه بمعنى معرفي (تعايش حقائق موضوعية)، وذلك بإيجاد الخاصية التأويلية لكل ما هو موجود. وينتج عن ذلك إزاحة فكرة الماهية، التي تُفهمُ هنا على أنها طبيعة خاصة ثابتة للأشياء، وبالتالي إبطال كل فكر يحدد مهمته (وهذا ينطبق على معظم التيارات الفلسفية منذ اليونان القديمة) في البحث عن الماهية من خلال طرح السؤال الأفلاطوني عن الماهيات. لقد فقدت المنهجيات المعتمدة في التفسير (من خلال تحديد أس ......
#الفيلسوف
#نيتشه:
#الجينيالوجيا؟
#توجد
#ظواهر
#أخلاقية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722308
الحوار المتمدن
محمد الهلالي - الفيلسوف نيتشه: ما هي الجينيالوجيا؟ (لا توجد ظواهر أخلاقية على الإطلاق، يوجد فقط تأويل أخلاقي للظواهر)
محمد الهلالي : الجينيالوجيا حسب نيتشه
#الحوار_المتمدن
#محمد_الهلالي لم يستعمل فريدريك نيتشه Friedrich Nietzsche (1844- 1900) مصطلح الجينيالوجيا généalogie (أي مساءلة نشأة وتكوّن فكرة أو مفهوم أو حكم أخلاقي للنظر في تولّد القيم وتفاوتات المعاني وآليات هيمنة هذا المعنى أو ذاك ودور الصراعات في كل ذلك) إلا في وقت متأخر من حياته. فالمصطلح لم يظهر في مؤلفات المنشورة إلا سنة 1887، في كتابهGénéalogie de la morale (ترجم حسن قبيسي هذا الكتاب تحت عنوان "أصل الأخلاق وفصلها"، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، 1981، وترجمه فتحي المسكيني تحت عنوان "في جينيالوجيا الأخلاق، دار سيناترا، 2010). بالإضافة إلى ذلك، فإن وروده في متن نيتشه يظل نادرا جدا. وبالمقابل، فإن الفكرة التي تتلاءم مع الجينيالوجيا، والتي أثيرت في مختلف الإشارات إليها، فكرة قديمة جدا، كما أن نمط التحليل الذي تُحيل إليه مورسَ سلفا من طرف نيتشه منذ سنوات نشاطه الفكر الأولى. إن الصيغ الأولية الموجِهة لمعنى هذا المصطلح حاضرة حضورا كبيرا في عمل نيتشه الأول La naissance de la tragédie (ترجم للعربية تحت عنوان "مولد التراجيديا"، ترجمة شاهر حسن عبيد، دار الحوار للنشر والتوزيع، سوريا، 2008) رغم أنها لم تحظ بالتفكير فيها. وقد لعبت تلك الصيغ دورا ثابتا، مقترنة بالعناصر الأولى للتحليل التأملي منذ مؤلف نيتشه "Humain trop humain, un livre pour esprits libres"، (تُرجم للعربية تحت عنوان "إنسان مفرط في إنسانيته: كتاب العقول الحرة"، محمد الناجي، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 2002 – كما ترجمه علي مصباح تحت عنوان "إنسان مفرط في إنسانيته: كتاب للمفكرين الأحرار، منشورات الجمل، 2014).من الضروري التمييز بين كلمة جينيالوجيا بمعناها الحرفي والقضية الفلسفية التي تحيل إليها. لم يتم التفكير في هذه القضية في نصوص نيتشه (كما هو شأن كل الموضوعات الأساسية في فكر نيتشه) من خلال مصطلح وحيد قار، بل تم التفكير فيها عبر شبكة معقدة من الإشارات والصور: خصوص الإشارات والصور المأخوذة من التاريخ الطبيعي والكيمياء وما قبل التاريخ وذلك منذ سنة 1870. تمثل الجينيالوجيا بهذا المعنى تنوعا مجازيا كبيرا أتَمّ منطق الإشارات المتعددة لتمط تحليل أصيل، بإغنائه بمنظور خاص. وسيتم تدقيق خصوصية أساسية تميزه لم تثرها الصور السابقة.لتجنب السقوط في العديد من التبسيطات والالتباسات المتكررة في هذا الموضوع، ينبغي القيام بتحديد دقيق لهذه القضية في إطار الإشكالية المتجددة التي بلورها نيتشه، أي تعويض مشكل الحقيقة بمشكل القيم (أو مشكل الثقافة). ويفسر هذا الأمر بكون الجينيالوجيا لن تُفهمَ كتقنية جديدة للكشف عن الحقيقة، ولا كأداة بناء المعرفة، كما أنها (أي الجينيالوجيا) تعتبر منهجا.وعكس ما يرتئيه تأويل سائد، لا يمكن إرجاع الجينيالوجيا، بالمعنى الذي يعطيه لها نيتشه، إلى منهج تاريخي. كما أن الجينيالوجيا لا تتطابق مع فكر نيتشه بصفة عامة، لأنها لا تمثل إلا لحظة من لحظات هذا الفكر. إن قيام فكر نيتشه بإجراء عملية تحويل ونقل للإشكالية يبعد فكره عن المطلق، سواء فهمنا المطلق بمعنى أنطولوجي (أي وجود واقع في ذاته ومن أجل ذاته بدون أصول) أو فهمناه بمعنى معرفي (تعايش حقائق موضوعية)، وذلك بإيجاد الخاصية التأويلية لكل ما هو موجود. وينتج عن ذلك إزاحة فكرة الماهية، التي تُفهمُ هنا على أنها طبيعة خاصة ثابتة للأشياء، وبالتالي إبطال كل فكر يحدد مهمته (وهذا ينطبق على معظم التيارات الفلسفية منذ اليونان القديمة) في البحث عن الماهية من خلال طرح السؤال الأفلاطوني عن الماهيات. لقد فقدت المنهجيات المعتمدة في التفسير (من خلال تحديد أس ......
#الجينيالوجيا
#نيتشه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763878
#الحوار_المتمدن
#محمد_الهلالي لم يستعمل فريدريك نيتشه Friedrich Nietzsche (1844- 1900) مصطلح الجينيالوجيا généalogie (أي مساءلة نشأة وتكوّن فكرة أو مفهوم أو حكم أخلاقي للنظر في تولّد القيم وتفاوتات المعاني وآليات هيمنة هذا المعنى أو ذاك ودور الصراعات في كل ذلك) إلا في وقت متأخر من حياته. فالمصطلح لم يظهر في مؤلفات المنشورة إلا سنة 1887، في كتابهGénéalogie de la morale (ترجم حسن قبيسي هذا الكتاب تحت عنوان "أصل الأخلاق وفصلها"، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، 1981، وترجمه فتحي المسكيني تحت عنوان "في جينيالوجيا الأخلاق، دار سيناترا، 2010). بالإضافة إلى ذلك، فإن وروده في متن نيتشه يظل نادرا جدا. وبالمقابل، فإن الفكرة التي تتلاءم مع الجينيالوجيا، والتي أثيرت في مختلف الإشارات إليها، فكرة قديمة جدا، كما أن نمط التحليل الذي تُحيل إليه مورسَ سلفا من طرف نيتشه منذ سنوات نشاطه الفكر الأولى. إن الصيغ الأولية الموجِهة لمعنى هذا المصطلح حاضرة حضورا كبيرا في عمل نيتشه الأول La naissance de la tragédie (ترجم للعربية تحت عنوان "مولد التراجيديا"، ترجمة شاهر حسن عبيد، دار الحوار للنشر والتوزيع، سوريا، 2008) رغم أنها لم تحظ بالتفكير فيها. وقد لعبت تلك الصيغ دورا ثابتا، مقترنة بالعناصر الأولى للتحليل التأملي منذ مؤلف نيتشه "Humain trop humain, un livre pour esprits libres"، (تُرجم للعربية تحت عنوان "إنسان مفرط في إنسانيته: كتاب العقول الحرة"، محمد الناجي، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 2002 – كما ترجمه علي مصباح تحت عنوان "إنسان مفرط في إنسانيته: كتاب للمفكرين الأحرار، منشورات الجمل، 2014).من الضروري التمييز بين كلمة جينيالوجيا بمعناها الحرفي والقضية الفلسفية التي تحيل إليها. لم يتم التفكير في هذه القضية في نصوص نيتشه (كما هو شأن كل الموضوعات الأساسية في فكر نيتشه) من خلال مصطلح وحيد قار، بل تم التفكير فيها عبر شبكة معقدة من الإشارات والصور: خصوص الإشارات والصور المأخوذة من التاريخ الطبيعي والكيمياء وما قبل التاريخ وذلك منذ سنة 1870. تمثل الجينيالوجيا بهذا المعنى تنوعا مجازيا كبيرا أتَمّ منطق الإشارات المتعددة لتمط تحليل أصيل، بإغنائه بمنظور خاص. وسيتم تدقيق خصوصية أساسية تميزه لم تثرها الصور السابقة.لتجنب السقوط في العديد من التبسيطات والالتباسات المتكررة في هذا الموضوع، ينبغي القيام بتحديد دقيق لهذه القضية في إطار الإشكالية المتجددة التي بلورها نيتشه، أي تعويض مشكل الحقيقة بمشكل القيم (أو مشكل الثقافة). ويفسر هذا الأمر بكون الجينيالوجيا لن تُفهمَ كتقنية جديدة للكشف عن الحقيقة، ولا كأداة بناء المعرفة، كما أنها (أي الجينيالوجيا) تعتبر منهجا.وعكس ما يرتئيه تأويل سائد، لا يمكن إرجاع الجينيالوجيا، بالمعنى الذي يعطيه لها نيتشه، إلى منهج تاريخي. كما أن الجينيالوجيا لا تتطابق مع فكر نيتشه بصفة عامة، لأنها لا تمثل إلا لحظة من لحظات هذا الفكر. إن قيام فكر نيتشه بإجراء عملية تحويل ونقل للإشكالية يبعد فكره عن المطلق، سواء فهمنا المطلق بمعنى أنطولوجي (أي وجود واقع في ذاته ومن أجل ذاته بدون أصول) أو فهمناه بمعنى معرفي (تعايش حقائق موضوعية)، وذلك بإيجاد الخاصية التأويلية لكل ما هو موجود. وينتج عن ذلك إزاحة فكرة الماهية، التي تُفهمُ هنا على أنها طبيعة خاصة ثابتة للأشياء، وبالتالي إبطال كل فكر يحدد مهمته (وهذا ينطبق على معظم التيارات الفلسفية منذ اليونان القديمة) في البحث عن الماهية من خلال طرح السؤال الأفلاطوني عن الماهيات. لقد فقدت المنهجيات المعتمدة في التفسير (من خلال تحديد أس ......
#الجينيالوجيا
#نيتشه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763878
الحوار المتمدن
محمد الهلالي - الجينيالوجيا حسب نيتشه