الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
احمد الحمد المندلاوي : أوراق الخان والاستاذ شامار
#الحوار_المتمدن
#احمد_الحمد_المندلاوي # في السنة الثالثة من الحرب لا تزال لمندلي المدينة الحدودية حصتها في نشرات أخبار الحرب اليومية ..غير أنها رغم هجرة أبنائها واكتفاؤهم بسماع أخبارها من تلك النشرات ...لم تكن تبدو كمدن الحرب ...مدينة أشباح او خراب او دمار ..ما تزال مباني المدينة باقية على الشارع الرئيسي رغم وجود اكياس الرمل على الرصيف ...ومع الفجر يمكنك كسابق الايام قبل الحرب ان تشم رائحة العشب المبلل بالندى من البساتين القريبة مع نسائم الصباح ...فهي كانت كأميرات الشرق لا تشيخ او تعجز ...بل في أية لحظة تستعيد عافيتها وتضع زينتها ...لكنها كانت الحرب ...في تلك الصبيحة من حزيران لم تكن صفارات الإنذار هي التي تعلن توقف القصف بل صوت الفخاتي على شجرة الكالبتوس العالية امام بناية الاورزدلي تلك الشجرة كانت في السابق محطة انتظار لرواد الاورزدلي او محطة التقاء الأصدقاء ...في الايام القليلة الماضية كان بائع شواء في هذا المكان يبيع الشواء لزبائنه من العسكر لكنه رحل كما الآخرين ولم يبقَ احد في المدينة يبيع الطعام ...المخازن الفارغة خلف الفندق المجاور كانت مكانا ملائما للاختباء كانت أكثر تحصنا من البيوت الطينية للمدينة ...احد الرجال القلائل الباقين في المدينة اتخذ احد المخازن ملجأ وسكنا ..لم يرحل عن المدينة ربما لم يجد احداً يرحل معه او يرحل اليه ...او انه لمرضه وتقدمه في السن ؛ كان شارد الذهن لم يصدق ما الذي يجري ..كيف تبدو مندلي هكذا من دون أبنائهاخرج من مخبأه الى الشارع ..المدينة تبدو هادئة هذا الصباح ربما تعب المحاربون فصوت المدافع كانت تدوي طوال الليل؛ولا صوت الآن سوى صوت الفخاتي في حزيران مندلي ..فللفخاتي في مندلي موسم عشق وغزل وغناء لكنها الحرب ...خرج مع صوت الفخاتي الى الشارع ..هاجس النجاة من الموت اختفى، انّــه جائع الآن...قدماه المثقلتان أخذتاه لمكانه المفضل في المدينة ...الى السوق الكبير ...لم تكن طرق مجهولة يسلكها لأول مرة ؛بل هي طرق يحفظها عن ظهر القلب مع أسماء أصحاب الدكاكين في جانبي السوق وخطوط وجههم ونبرات صوتهم ...في سوق مندلي الكبير ببضع خطوات يمكنك ان تنتقل لعوالم مختلفة من محلات الفواكه والخضار الى محلات الحبوب ثم سوق الاقمشة والملابس والى المقاهي ومطاعم الكباب .انه سوق مندلي وفي نهايته الخان القديم ..القدمان المثقلتان تخفان مع خفقات القلب كلما اقترب من الخان القديم ...ربما استبدل ثقل قدميه في تلك اللحظة في السير الى الخان بخفة الحنين والشوق لايام قوته ...لم يبقَ من الخان سوى ساحة ترابية؛ تم هدم الخان قبل الحرب ..لكنه كان مكانه المفضل ..مازال يشم رائحة الماضي من تراب الخان وكأنه يعيد اليه طقوس الماضي ...مع اشخاص شاركوه الحياة في ذلك المكان كان قد بدأ عمله منذ صباه في الخان ..في شبابه كان يعمل مع أقرانه في حمل البضائع واكياس الحبوب على الظهر من الخان الى المحلات ...الخان بقى مهجورا في السنين الأخيرة ..سيارات الحمل صارت بديلاً عن الحمير والبغال لنقل البضائع الى المدينة وما عاد يستخدم الخان؛استمر في عمله في السوق وعلاوي الحبوب، فالسوق لم يكن له مكان للعمل فقط بل ملاذا من المطر في الشتاء والحر في الصيف ومكان نزهة ومرح ومأدبة طعام مفتوحة طول النهار...في ساعات الظهيرة كان يعود الى الخان يقضي قيلولته بعد العمل في احد غرف الخان وعند المساء يعود لبيته في أقصى المدينة ؛إنه الآن خائر القوى في ساحة الخان ..بين الانقاض .دكان بائع الشاي جوار الخان كان مكانه المفضل لتناول الإفطار ...الشاي مع الروبة والخبز الحار ،لم يبقَ ......
#أوراق
#الخان
#والاستاذ
#شامار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716142