عبدالرزاق دحنون : على الحصير وكوز الماء يرفده
#الحوار_المتمدن
#عبدالرزاق_دحنون رحم الله فيلسوف معرّة النعمان فقد وقفت على قبره آخر مرّة ربيع عام 2011 بعد أن اكتشفت مصادفة كتاباً قيّماً يحكي سيرته لم أكن على علم به في مكتبة المركز الثقافي في مدينة إدلب في الشّمال السوري. استعرتُ الكتاب فأدهشني ما فيه من حرص شديد على توثيق سيرة هذا الفيلسوف التي ربطتني به علاقة مودّة وصداقة لا تنتهي وتركت تأثيراً حسناً في حياتي. تفتتح بنت الشاطئ-عائشة عبدالرحمن- كتابها المسمى أبو العلاء المعرّيّ والصادر عام 1965 بقولها: خرج إلى الدنيا والشمس غاربة والنهار مدبر من يوم الجمعة لثلاث ليال بقين من ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة للهجرة - وتؤكد الدراسات الحديثة في العلوم الاجتماعيّة أن الأفذاذ من البشر عادة ما يولدون في الربيع- وكانت ليلته الأولى على الأرض من ليالي المحاق, ولولا مولده في بيت علم وفضل، لطويت تلك الليلة في غيابة الزمن، و لضاعت منا معالم الطفولة لذلك الوليد الذي قدر له أن يبهر الناس بعد حين, ويأت -وإن كان الأخير زمانه- بما لم تستطعه الأوائل، وسوف يغدوا أشهر من ينسب إلى معرة النعمان التي تقف هذه الأيام وحيدة خالية مُقفرة بعد أن شردت الحرب سُكّانها. شهرة فيلسوف معره النعمان باقية ما بقي الدهر, فها هو الأديب السوداني الطيب صالح أحد أنبل ما انجبت أرض السودان يقف على قبر فيلسوف المعرّة في أحد أيام شهر كانون الأول من عام 1990 بعد أن استجاب - حيّاه الله وأسكنه فسيح جنانه - لدعوة الشاعر محمد مهدي الجواهري من خلال قصيدته عن فيلسوف المعرّة، و التي جاءت في واحد وتسعين بيتاً, والتي أنشدها أول مرة في المهرجان الألفيّ لأبي العلاء المعرّيّ في ذكرى مرور ألف سنة على مولده وذلك في حفل الافتتاح المهيب يوم الأثنين الخامس والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر سنة 1944 على مدرج جامعة دمشق في العاصمة السّورية. حضر الحفل رئيس الجمهوريّة السوريّة السيد شكري القوتلي وكان طه حسين حاضراً في تلك الأمسية، حيث اهتز وجدانه طرباً لسماعه تلك الأبيات. وراح يحدث النفس: لست أدري أيشعر الناس كما أشعر، ويجدون من سماع هذه الأبيات مثل ما أجد؟ قلبي يمتلئ لسماعها رحمة وبراً وحناناً وإشفاقاً. أترى فيلسوف المعرّة فكر في نفسه وفيما سيقول الناس فيه بعد موته؟ في هذه القصيدة يمسك محمد مهدي الجواهري ناصية القول الشعريّ، والذي يجمع على جودته خلق كثير، وتطرب لوقعه أفئدة الملايين من البشر. يطل علينا من قمة التعبير الشعريّ المدهش، وليس بيننا وبينه سوى مسافة الاستجابة لهذا السحر، إنه شاعر أمة. وقد صدق نبينا الكريم حين قال: إن من البيان لسحراً. وها هو محمد مهدي الجواهري يُنشد قصيدته البائية بلكنة عراقيّة محببة ويده على كتف طه حسين: قِفْ بِالْمَعَـرَّةِ وَامْسَحْ خَدَّهَا التَّرِبَـا وَاسْتَوْحِ مَنْ طَوَّقَ الدُّنْيَا بِمَا وَهَبَـا وَاسْتَوْحِ مَنْ طَبَّـبَ الدُّنْيَا بِحِكْمَتِـهِوَمَنْ عَلَى جُرْحِهَا مِنْ رُوحِهِ سَكَبَـاوَسَائِلِ الحُفْـرَةَ الْمَرْمُـوقَ جَانِبهُـا هَلْ تَبْتَغِي مَطْمَعاً أَوْ ......
#الحصير
#وكوز
#الماء
#يرفده
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712493
#الحوار_المتمدن
#عبدالرزاق_دحنون رحم الله فيلسوف معرّة النعمان فقد وقفت على قبره آخر مرّة ربيع عام 2011 بعد أن اكتشفت مصادفة كتاباً قيّماً يحكي سيرته لم أكن على علم به في مكتبة المركز الثقافي في مدينة إدلب في الشّمال السوري. استعرتُ الكتاب فأدهشني ما فيه من حرص شديد على توثيق سيرة هذا الفيلسوف التي ربطتني به علاقة مودّة وصداقة لا تنتهي وتركت تأثيراً حسناً في حياتي. تفتتح بنت الشاطئ-عائشة عبدالرحمن- كتابها المسمى أبو العلاء المعرّيّ والصادر عام 1965 بقولها: خرج إلى الدنيا والشمس غاربة والنهار مدبر من يوم الجمعة لثلاث ليال بقين من ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة للهجرة - وتؤكد الدراسات الحديثة في العلوم الاجتماعيّة أن الأفذاذ من البشر عادة ما يولدون في الربيع- وكانت ليلته الأولى على الأرض من ليالي المحاق, ولولا مولده في بيت علم وفضل، لطويت تلك الليلة في غيابة الزمن، و لضاعت منا معالم الطفولة لذلك الوليد الذي قدر له أن يبهر الناس بعد حين, ويأت -وإن كان الأخير زمانه- بما لم تستطعه الأوائل، وسوف يغدوا أشهر من ينسب إلى معرة النعمان التي تقف هذه الأيام وحيدة خالية مُقفرة بعد أن شردت الحرب سُكّانها. شهرة فيلسوف معره النعمان باقية ما بقي الدهر, فها هو الأديب السوداني الطيب صالح أحد أنبل ما انجبت أرض السودان يقف على قبر فيلسوف المعرّة في أحد أيام شهر كانون الأول من عام 1990 بعد أن استجاب - حيّاه الله وأسكنه فسيح جنانه - لدعوة الشاعر محمد مهدي الجواهري من خلال قصيدته عن فيلسوف المعرّة، و التي جاءت في واحد وتسعين بيتاً, والتي أنشدها أول مرة في المهرجان الألفيّ لأبي العلاء المعرّيّ في ذكرى مرور ألف سنة على مولده وذلك في حفل الافتتاح المهيب يوم الأثنين الخامس والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر سنة 1944 على مدرج جامعة دمشق في العاصمة السّورية. حضر الحفل رئيس الجمهوريّة السوريّة السيد شكري القوتلي وكان طه حسين حاضراً في تلك الأمسية، حيث اهتز وجدانه طرباً لسماعه تلك الأبيات. وراح يحدث النفس: لست أدري أيشعر الناس كما أشعر، ويجدون من سماع هذه الأبيات مثل ما أجد؟ قلبي يمتلئ لسماعها رحمة وبراً وحناناً وإشفاقاً. أترى فيلسوف المعرّة فكر في نفسه وفيما سيقول الناس فيه بعد موته؟ في هذه القصيدة يمسك محمد مهدي الجواهري ناصية القول الشعريّ، والذي يجمع على جودته خلق كثير، وتطرب لوقعه أفئدة الملايين من البشر. يطل علينا من قمة التعبير الشعريّ المدهش، وليس بيننا وبينه سوى مسافة الاستجابة لهذا السحر، إنه شاعر أمة. وقد صدق نبينا الكريم حين قال: إن من البيان لسحراً. وها هو محمد مهدي الجواهري يُنشد قصيدته البائية بلكنة عراقيّة محببة ويده على كتف طه حسين: قِفْ بِالْمَعَـرَّةِ وَامْسَحْ خَدَّهَا التَّرِبَـا وَاسْتَوْحِ مَنْ طَوَّقَ الدُّنْيَا بِمَا وَهَبَـا وَاسْتَوْحِ مَنْ طَبَّـبَ الدُّنْيَا بِحِكْمَتِـهِوَمَنْ عَلَى جُرْحِهَا مِنْ رُوحِهِ سَكَبَـاوَسَائِلِ الحُفْـرَةَ الْمَرْمُـوقَ جَانِبهُـا هَلْ تَبْتَغِي مَطْمَعاً أَوْ ......
#الحصير
#وكوز
#الماء
#يرفده
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712493
الحوار المتمدن
عبدالرزاق دحنون - على الحصير وكوز الماء يرفده