منال حميد غانم : النساء الريفيات والعُصاب
#الحوار_المتمدن
#منال_حميد_غانم في طفولتي كان من السهل ارعابي ومشاهدة الناس يتألمون كانت الاكثر رعبا ، ولان السياحة محدودة في الجنوب وخاصة للأسر كانت المراقد الدينية هي الوجهة لدى الكثيرين ومنهم عائلتنا .وفي مرات عديدة كنت اشاهد امرأة تجتمع حولها عدد من النسوة داخل الأضرحة أو بالقرب منها محاولات السيطرة على حركاتها الهستيرية او التقليل من غضبها الصامت وهذا ماكان يثير استغرابي ،فكيف يمكن للانسان ان يغضب بجسده فقط دون صراخ ؟ بل فقط حركات جسدية غير ارادية ولم أكن أعلم أن غضب النساء غير مبرر. كانوا الكبار يفسرون لنا ذلك عل انها (مريضة). لكن ظلت تلك المشاهد مرعبة في مخيلتي ولانهم يعتقدون ان الصغار لايستطيعون الفهم اذا شرحوا لهم الحقيقة وحسنا فعلوا لانهم لن يشرحوا الحقيقة بل مايريدون ان يعتبروه حقيقة وهي أنها ( ممسوسة ) اي اضفاء المسحة الماورائية على تصرفات الشخص المريض . وهو تصرف يُفسر بالغالب اما بسبب يأسهم من حالته او عجزهم عن تفسيرها او لردع الاخرين كي لايتصرفوا بمثل ما فعل والا واجه المصير نفسه .فما لايفسره العقل والمنطق يفسره الدين بالغالب. سواء كان سماويا أو ارضيا وكلما تقدمت نحو جنوب البلاد ستشاهد تلك المناظر اكثر وعند كل مرقد حقيقي او زائف، فهي تجارة رابحة في الاوساط الامية ومتدنية الوعي والتعليم فالناس لايداوّن مرضاهم عند طبيب مختص بسبب سوء الخدمات الصحية او بعدها. بل لد الاضرحة او المشعوذين فما بالك بالامراض النفسية . وغالبا تصرفات النساء غير المبررة أو غير المفهومة من قبيل عدم السيطرة على حركة عضو ما أو الارتعاش أو نفض الجسد أو القلق الدائم او اتخاذ الصمت خيارا او تجاهلها المحيطين بها او ذعرها من احدهم دون غيره او خوفها من مكان ما دون غيره او رفضها طفلها الوليد أو خروجها مذعورة ليلا او رفضها تناول الطعام او التقليل منه حد الاقتيات أو تسارع ضربات القلب ثم الاغماء بدون سبب واضح لايتم ارجاع أسبابها إلى الجانب الطبي أو النفسي، بل الى الغضب الالهي او عدم رضا الاولياء الصالحين وسخطهم وتتعدد الاساليب لنيل رضاهم والتخلص من مس الشياطين والجن فبعضها يحتاج مجرد جنس مجاني، واساليب اخرى تحتاج اموال طائلة يظل المريض أو عائلته يرفدون المشعوذين بها لقاء قسط بسيط من الراحة .فكيف اذن الحال لو كان هذا المريض انثى مطالبة بكم لايعد ولا يحص من الالتزامات المنزلبية والعائلية والاجتماعية وصيانة شرف العائلة والحاق بركب الزواج وانجاب الاطفاتل مبكرا ومسايرة الزوج وغيرها الكثير وبالأخص اذا كانت البيئة غاطسة حتى العنق بالجهل والأمية كالارياف مثلا .والنتيجة فأن عدم فهم المحيطين بما تعيشه النساء أو انعدام قدرتهم على تفسيره أو تجاهل منطقيته لايقود الا إلى تفاقم تلك الحالة وزيادة لوم المرأة كونها لا تقاوم ماتشعر به ويجب أن تكون اقوى أو اعتبارها متمردة أو متكاسلة أو مجنونة وهو الغالب . ومن ثم تتجلى إمكانية استبدالها كقطعة غيار بالية يتم تغييرها بواحدة اصغر سنا وأكثر مرحا وحياة لتدخل في احتمالية أن تتحول هي الأخرى إلى شخص غريب الأطوار كسابقتها وليست مريضة . في الأرياف نشاهد مرض العصاب ولكن لا احد يشخصه كمرض . ويظهر بوضوح لدى النساء أكثر منه لدى الرجال. وأسبابه عديدة أهمها التعنيف والاهمال وانتكاسات الطفولة ففي العراق تشكل نسبة النساء الريفيات إلى الحضريات ٣-;-٠-;-٪-;- اي ثلث نساء البلد ريفيات ومع ذلك يتم معاملة الدولة لهن على انهن نسبة ضئيلة وكذلك المنظمات غير الحكومية المعنية بالنساء لا توليهن اهمية . فحياة الريفيات حياة قائمة على التهديد ، التهديد بالقتل اذا عشقت او عاشرت والته ......
#النساء
#الريفيات
#والعُصاب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740891
#الحوار_المتمدن
#منال_حميد_غانم في طفولتي كان من السهل ارعابي ومشاهدة الناس يتألمون كانت الاكثر رعبا ، ولان السياحة محدودة في الجنوب وخاصة للأسر كانت المراقد الدينية هي الوجهة لدى الكثيرين ومنهم عائلتنا .وفي مرات عديدة كنت اشاهد امرأة تجتمع حولها عدد من النسوة داخل الأضرحة أو بالقرب منها محاولات السيطرة على حركاتها الهستيرية او التقليل من غضبها الصامت وهذا ماكان يثير استغرابي ،فكيف يمكن للانسان ان يغضب بجسده فقط دون صراخ ؟ بل فقط حركات جسدية غير ارادية ولم أكن أعلم أن غضب النساء غير مبرر. كانوا الكبار يفسرون لنا ذلك عل انها (مريضة). لكن ظلت تلك المشاهد مرعبة في مخيلتي ولانهم يعتقدون ان الصغار لايستطيعون الفهم اذا شرحوا لهم الحقيقة وحسنا فعلوا لانهم لن يشرحوا الحقيقة بل مايريدون ان يعتبروه حقيقة وهي أنها ( ممسوسة ) اي اضفاء المسحة الماورائية على تصرفات الشخص المريض . وهو تصرف يُفسر بالغالب اما بسبب يأسهم من حالته او عجزهم عن تفسيرها او لردع الاخرين كي لايتصرفوا بمثل ما فعل والا واجه المصير نفسه .فما لايفسره العقل والمنطق يفسره الدين بالغالب. سواء كان سماويا أو ارضيا وكلما تقدمت نحو جنوب البلاد ستشاهد تلك المناظر اكثر وعند كل مرقد حقيقي او زائف، فهي تجارة رابحة في الاوساط الامية ومتدنية الوعي والتعليم فالناس لايداوّن مرضاهم عند طبيب مختص بسبب سوء الخدمات الصحية او بعدها. بل لد الاضرحة او المشعوذين فما بالك بالامراض النفسية . وغالبا تصرفات النساء غير المبررة أو غير المفهومة من قبيل عدم السيطرة على حركة عضو ما أو الارتعاش أو نفض الجسد أو القلق الدائم او اتخاذ الصمت خيارا او تجاهلها المحيطين بها او ذعرها من احدهم دون غيره او خوفها من مكان ما دون غيره او رفضها طفلها الوليد أو خروجها مذعورة ليلا او رفضها تناول الطعام او التقليل منه حد الاقتيات أو تسارع ضربات القلب ثم الاغماء بدون سبب واضح لايتم ارجاع أسبابها إلى الجانب الطبي أو النفسي، بل الى الغضب الالهي او عدم رضا الاولياء الصالحين وسخطهم وتتعدد الاساليب لنيل رضاهم والتخلص من مس الشياطين والجن فبعضها يحتاج مجرد جنس مجاني، واساليب اخرى تحتاج اموال طائلة يظل المريض أو عائلته يرفدون المشعوذين بها لقاء قسط بسيط من الراحة .فكيف اذن الحال لو كان هذا المريض انثى مطالبة بكم لايعد ولا يحص من الالتزامات المنزلبية والعائلية والاجتماعية وصيانة شرف العائلة والحاق بركب الزواج وانجاب الاطفاتل مبكرا ومسايرة الزوج وغيرها الكثير وبالأخص اذا كانت البيئة غاطسة حتى العنق بالجهل والأمية كالارياف مثلا .والنتيجة فأن عدم فهم المحيطين بما تعيشه النساء أو انعدام قدرتهم على تفسيره أو تجاهل منطقيته لايقود الا إلى تفاقم تلك الحالة وزيادة لوم المرأة كونها لا تقاوم ماتشعر به ويجب أن تكون اقوى أو اعتبارها متمردة أو متكاسلة أو مجنونة وهو الغالب . ومن ثم تتجلى إمكانية استبدالها كقطعة غيار بالية يتم تغييرها بواحدة اصغر سنا وأكثر مرحا وحياة لتدخل في احتمالية أن تتحول هي الأخرى إلى شخص غريب الأطوار كسابقتها وليست مريضة . في الأرياف نشاهد مرض العصاب ولكن لا احد يشخصه كمرض . ويظهر بوضوح لدى النساء أكثر منه لدى الرجال. وأسبابه عديدة أهمها التعنيف والاهمال وانتكاسات الطفولة ففي العراق تشكل نسبة النساء الريفيات إلى الحضريات ٣-;-٠-;-٪-;- اي ثلث نساء البلد ريفيات ومع ذلك يتم معاملة الدولة لهن على انهن نسبة ضئيلة وكذلك المنظمات غير الحكومية المعنية بالنساء لا توليهن اهمية . فحياة الريفيات حياة قائمة على التهديد ، التهديد بالقتل اذا عشقت او عاشرت والته ......
#النساء
#الريفيات
#والعُصاب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740891
الحوار المتمدن
منال حميد غانم - النساء الريفيات والعُصاب