مصطفى حجي : عدمِيَّة ... وقليل مِنَ التفاؤل
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_حجي الوجود البشري مخيف ومُربك!لماذا، وكيف (مع نظرة استغراب)؟!أَطلِق خيالَك معي:قبل بضع آلاف السنين، أصبحنا واعين حول وجودنا ووجدنا أنفسنا في مكانٍ غريب.كان المكان مليئًا بكائنات أخرى. بعضها استطعنا التغذي عليه، وبعضها كان بإمكانها التغذّي علينا، وجدنا سوائل لنشرب، وأشياء نستطيع صنع أشياء أُخرى منها.سماء النهار كانت تحتضن كرة صفراء صغيرة تُدفئنا، أمّا سماء الليل فكانت ممتلئة بأضواء متلألِئَة جميلة...فكَّرنا في البداية وقلنا: "مِنَ الواضح أنَّ هذا كلّه مصنوع لأجلنا"ظننّا أنَّ شيئًا ما كان يراقبنا، كان شعورًا مخيفًا ومربكًا، وأحيانًا كان مريحًا (حسب تصوِّرنا لماهيّة المراقِب)، في بيوتنا كان هذا الشعور أقل إخافة وإرباكًا بكثير...ولكن مع تقدُّم أعمارنا، تعلمنا أكثر عن العالم وعن أنفسنا.تعلَّمنا أنَّ الأضواء المتلألِئة ليستْ تُشِعُّ بجمالها لأجلنا، بل هي موجودة لا أكثر.تعلَّمنا أننا لسنا مركز الكون، بل نحن موجودون في زاوية من زواياه لا أكثر.وتعلَّمنا أنَّ عمر الكون أكبر بكثير جدًا مما اعتقدنا.تعلَّمنا أننا مصنوعون منْ أشياء صغيرة كثيرة ميّتة (أحماض أمينيّة وبروتينات و DNA و RNA) وبتجمّعها تصنع أشياء أكبر ليست ميّتة لسبب ما (الخلايا)، وبتجمع هذه الخلايا نُصنَع نحن.تعلَّمنا أننا مجرَّد مرحلة مؤَقَّتة في تاريخٍ عمره أكثر مِنْ 13 مليار عام.كما تعلَّمنا شيئًا أثار رهبتنا، وهو أننا نعيش على بقعة غبار رطبة سَمَّيناها "الأرض"، تدور حول نجم متوسط الحجم والحرارة، في منطقة هادئة، في ذراع من أذرع مجرة صغيرة الحجم اعتياديّة، ما هي إلا جزء من عنقود مجرِّي (Galaxy cluster) لن نستطيع مغادرته أبدًا مهما تطوَّرنا، وهذا العنقود المجرِّي واحد من الآلاف من العناقيد التي تصنع عنقودًا مجريًا هائلًا (Super cluster)...ولكن حتى عنقودنا الهائل هذا ليس أيضًا إلا واحدًا منْ الآلاف أمثاله من العناقيد المجرِّية الهائلة الّتي تُشكِّل ما نُسمّيه الكون المرصود أو المرئي الّذي يبلغ قطره 93 مليار سنة ضوئيّة.قد يكون حجم الكون الحقيقي أكبر بمليون مرة من الكون المرصود، لكن يستحيل علينا أنْ نتأكَّد من ذلك.قد نستطيع التفوُّه بكلمات مثل: الكون يحوي على 200 مليار مجرة، أو تريليون نجم، وعدد يفوق ذلك بشكل كبير من الكواكب...ولكن كل هذه الأرقام لا تعني لنا شيئًا. أدمغتنا لا تستطيع استيعاب هذه التصوُّرات عن حجم الكون وعن وهذه الأرقام المهولة.الكون ضخمٌ جدًّا، اتِّساعه مهول!، ولكن الحجم ليس أكثر فكرة مزعجة علينا مواجهتها.إنَّ أكثر فكرة مزعجة هي "الوقت"، وبالتحديد، {وقتنا نحن}؛ إنْ حالفك الحظ وعمّرت حتى مئة عام ففي جعبتك 5200 أسبوعًا.وإن كان عمرك 25 عامًا، فبقي أمامك 3900 أسبوعًا.وإن كنت ستموت في عمر السبعين، فتبقى لك 2340 أسبوعًا.هذا كثير من الوقت تملكه... (أحقًّا هذا؟!)وماذا بعد هذا العمر؟عملياتك الحيوية ستنهار، والكيان المُتأقلِم الّذي يُشكّلك لن يعود كذلك؛ سيتحلل حتى لا تعود أنت موجودًا.بعضنا يؤمن أن هناك جزءًا منا لا نستطيع رؤيته أو قياسه، لكن لا سبيل لنا لنتأكد فعلًا من ذلك، لذا قد تكون هذه الحياة كل ما لدينا، وقد ينتهي بنا الأمر أمواتًا إلى الأبد.مع ذلك، هذا الكلام أقل إخافة مما يبدو إنْ لَمْ تَكن تذكر الـ 13.75 مليار سنة اللاتي عبرنَ قبل أن تُوجَد في الحياة، لذا فتريليونات وتريليونات وتريليونات السنين التي ستأتي بعد ذلك ستمر برمشة ع ......
#عدمِيَّة
#وقليل
#مِنَ
#التفاؤل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=720971
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_حجي الوجود البشري مخيف ومُربك!لماذا، وكيف (مع نظرة استغراب)؟!أَطلِق خيالَك معي:قبل بضع آلاف السنين، أصبحنا واعين حول وجودنا ووجدنا أنفسنا في مكانٍ غريب.كان المكان مليئًا بكائنات أخرى. بعضها استطعنا التغذي عليه، وبعضها كان بإمكانها التغذّي علينا، وجدنا سوائل لنشرب، وأشياء نستطيع صنع أشياء أُخرى منها.سماء النهار كانت تحتضن كرة صفراء صغيرة تُدفئنا، أمّا سماء الليل فكانت ممتلئة بأضواء متلألِئَة جميلة...فكَّرنا في البداية وقلنا: "مِنَ الواضح أنَّ هذا كلّه مصنوع لأجلنا"ظننّا أنَّ شيئًا ما كان يراقبنا، كان شعورًا مخيفًا ومربكًا، وأحيانًا كان مريحًا (حسب تصوِّرنا لماهيّة المراقِب)، في بيوتنا كان هذا الشعور أقل إخافة وإرباكًا بكثير...ولكن مع تقدُّم أعمارنا، تعلمنا أكثر عن العالم وعن أنفسنا.تعلَّمنا أنَّ الأضواء المتلألِئة ليستْ تُشِعُّ بجمالها لأجلنا، بل هي موجودة لا أكثر.تعلَّمنا أننا لسنا مركز الكون، بل نحن موجودون في زاوية من زواياه لا أكثر.وتعلَّمنا أنَّ عمر الكون أكبر بكثير جدًا مما اعتقدنا.تعلَّمنا أننا مصنوعون منْ أشياء صغيرة كثيرة ميّتة (أحماض أمينيّة وبروتينات و DNA و RNA) وبتجمّعها تصنع أشياء أكبر ليست ميّتة لسبب ما (الخلايا)، وبتجمع هذه الخلايا نُصنَع نحن.تعلَّمنا أننا مجرَّد مرحلة مؤَقَّتة في تاريخٍ عمره أكثر مِنْ 13 مليار عام.كما تعلَّمنا شيئًا أثار رهبتنا، وهو أننا نعيش على بقعة غبار رطبة سَمَّيناها "الأرض"، تدور حول نجم متوسط الحجم والحرارة، في منطقة هادئة، في ذراع من أذرع مجرة صغيرة الحجم اعتياديّة، ما هي إلا جزء من عنقود مجرِّي (Galaxy cluster) لن نستطيع مغادرته أبدًا مهما تطوَّرنا، وهذا العنقود المجرِّي واحد من الآلاف من العناقيد التي تصنع عنقودًا مجريًا هائلًا (Super cluster)...ولكن حتى عنقودنا الهائل هذا ليس أيضًا إلا واحدًا منْ الآلاف أمثاله من العناقيد المجرِّية الهائلة الّتي تُشكِّل ما نُسمّيه الكون المرصود أو المرئي الّذي يبلغ قطره 93 مليار سنة ضوئيّة.قد يكون حجم الكون الحقيقي أكبر بمليون مرة من الكون المرصود، لكن يستحيل علينا أنْ نتأكَّد من ذلك.قد نستطيع التفوُّه بكلمات مثل: الكون يحوي على 200 مليار مجرة، أو تريليون نجم، وعدد يفوق ذلك بشكل كبير من الكواكب...ولكن كل هذه الأرقام لا تعني لنا شيئًا. أدمغتنا لا تستطيع استيعاب هذه التصوُّرات عن حجم الكون وعن وهذه الأرقام المهولة.الكون ضخمٌ جدًّا، اتِّساعه مهول!، ولكن الحجم ليس أكثر فكرة مزعجة علينا مواجهتها.إنَّ أكثر فكرة مزعجة هي "الوقت"، وبالتحديد، {وقتنا نحن}؛ إنْ حالفك الحظ وعمّرت حتى مئة عام ففي جعبتك 5200 أسبوعًا.وإن كان عمرك 25 عامًا، فبقي أمامك 3900 أسبوعًا.وإن كنت ستموت في عمر السبعين، فتبقى لك 2340 أسبوعًا.هذا كثير من الوقت تملكه... (أحقًّا هذا؟!)وماذا بعد هذا العمر؟عملياتك الحيوية ستنهار، والكيان المُتأقلِم الّذي يُشكّلك لن يعود كذلك؛ سيتحلل حتى لا تعود أنت موجودًا.بعضنا يؤمن أن هناك جزءًا منا لا نستطيع رؤيته أو قياسه، لكن لا سبيل لنا لنتأكد فعلًا من ذلك، لذا قد تكون هذه الحياة كل ما لدينا، وقد ينتهي بنا الأمر أمواتًا إلى الأبد.مع ذلك، هذا الكلام أقل إخافة مما يبدو إنْ لَمْ تَكن تذكر الـ 13.75 مليار سنة اللاتي عبرنَ قبل أن تُوجَد في الحياة، لذا فتريليونات وتريليونات وتريليونات السنين التي ستأتي بعد ذلك ستمر برمشة ع ......
#عدمِيَّة
#وقليل
#مِنَ
#التفاؤل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=720971
الحوار المتمدن
مصطفى حجي - عدمِيَّة ... (وقليل مِنَ التفاؤل)