طارق المهدوي : الفاشية الاستعمارية والفاشيات المضادة للاستعمار
#الحوار_المتمدن
#طارق_المهدوي إذا كانت الغرائز الأساسية للبشر كغيرهم من الكائنات الحية تتضمن شعوراً بالانتماء إلى مكان الميلاد والنشأة المعروف في علم السياسة باسم الوطن، مع شعور بالانتماء ليس فقط إلى الأسرة والعائلة لكن أيضاً إلى القبيلة بل وإلى كل الجماعة البشرية التي تعيش في مكان الميلاد والنشأة أو حوله والمعروفة في علم السياسة باسم الشعب، فإن هذا الشعور بالانتماء يخلق لدى المنتمي شعوراً فرعياً بتميز مكان ميلاده ونشأته عن غيره من الأماكن وبتميز الجماعة البشرية التي تعيش في مكان ميلاده ونشأته عن غيرها من الجماعات التي تعيش في أماكن أخرى، ويظل هذا المنتمي طبيعياً طالما ظل إدراكه بأن شعوره نسبي أي أن هذا المكان يتميز عن غيره بالنسبة له باعتباره مكانه وهذه الجماعة تتميز عن غيرها بالنسبة له باعتبارها جماعته، أما إذا انتقل إدراكه إلى مظنة أن مكانه وجماعته أي وطنه وشعبه هما الأميز عن غيرهما من الأماكن والجماعات أي الأوطان والشعوب على الإطلاق فقد أوشك أن يكون فاشياً، وفي علم السياسة تظهر الفاشية كفكرة ذات طابع شمولي تدعي أن ثناياها الوهمية المزعومة تختزل الحقائق المطلقة المتعلقة بالفضيلة والخير والمساواة وتحتكر الحلول الجذرية الكفيلة بالسلامة والعدالة والسعادة، ثم تظهر تجلياتها السياسية عند قيام أنصارها بتمجيد ذواتهم تأسيساً على تلك الفكرة الشمولية مع استنادهم لبعض ما بينهم من قواسم مشتركة قائمة أو افتراضية، الأمر الذي يواكبه تحقير للآخرين ممن لا يؤمنون بالفكرة المذكورة ولا يحوزون قواسم المجد المشار إليها سرعان ما تتم ترجمته في الحرمان التصاعدي لهؤلاء "الآخرين" من مصالحهم وحقوقهم وحرياتهم، صعوداً حتى درجة حرمانهم من الحياة ذاتها على أيدي التجليات التنظيمية المسلحة لتلك الجماعات والمتمثلة في خلاياها وميليشياتها الإجرامية القاتلة أو في جيوشها الاستعمارية الغازية، ورغم أن معظم الفاشيات التقليدية تحتاج فقط إلى أحد العناصر الثلاثة الصالحة لميلاد ونمو الأفكار الشمولية سواء كان عرقياً أو عقائدياً أو طبقياً فإن هناك فاشيات مزدوجة تجمع بين عنصرين اثنين وفاشيات مُرَكّبة تدمج العناصر الثلاثة كلياً أو جزئياً. وإذا كان التاريخ الاقتصادي الاجتماعي للبشر قد بدأ بمرحلة المشاعية البدائية التي كان اقتصادها قائماً على الجمع والالتقاط، ثم انتقل إلى مرحلة الصيد والنار التي تجاهلها المؤرخون والتي كان اقتصادها قائماً على الصيد المنظم باستخدام الأدوات والأسلحة مع طهو ما تم صيده باستخدام النار ومستلزماتها، ثم انتقل إلى مرحلة العبودية التي كان اقتصادها قائماً على استغلال السادة لقوة عمل عبيد الجسد، ثم انتقل إلى مرحلة الإقطاع التي كان اقتصادها قائماً على استغلال ملاك الأراضي لقوة عمل عبيد الأرض، ثم انتقل إلى مرحلة الرأسمالية التي يقوم اقتصادها على استغلال أصحاب المال والأعمال لفائض القيمة الناتج عن قوة عمل العاملين بالأجر، وإذا كانت الرأسمالية قد طورت نفسها بانتقالها من استغلالها للعاملين المحليين إلى استغلالها للعاملين خارج حدودها فإن تمكين الرأسمالية من تحقيق هذا التطور وحمايته على أرض الواقع قد تطلب استخدام الجيوش الغازية للتوسع خارج الحدود، مع تغطية هذه الغزوات فاشياً بادعاء تميز الذي غزا عن الذي تم غزوه بما يمنحه هذا التميز للغازي من حقوق هي أصلاً غير مستحقة فيما هو معروف في علم السياسة باسم الاستعمار. بناء على ما فات فإن الاستعمار في كل مراحله وبكل أشكاله وأدواته الظاهرة والمستترة يكون قائماً على شقين هما الفاشية والاستغلال، وإذا كان الشق الاستغلالي للاستعمار يخلق عنصراً موالياً يتمثل في ......
#الفاشية
#الاستعمارية
#والفاشيات
#المضادة
#للاستعمار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728471
#الحوار_المتمدن
#طارق_المهدوي إذا كانت الغرائز الأساسية للبشر كغيرهم من الكائنات الحية تتضمن شعوراً بالانتماء إلى مكان الميلاد والنشأة المعروف في علم السياسة باسم الوطن، مع شعور بالانتماء ليس فقط إلى الأسرة والعائلة لكن أيضاً إلى القبيلة بل وإلى كل الجماعة البشرية التي تعيش في مكان الميلاد والنشأة أو حوله والمعروفة في علم السياسة باسم الشعب، فإن هذا الشعور بالانتماء يخلق لدى المنتمي شعوراً فرعياً بتميز مكان ميلاده ونشأته عن غيره من الأماكن وبتميز الجماعة البشرية التي تعيش في مكان ميلاده ونشأته عن غيرها من الجماعات التي تعيش في أماكن أخرى، ويظل هذا المنتمي طبيعياً طالما ظل إدراكه بأن شعوره نسبي أي أن هذا المكان يتميز عن غيره بالنسبة له باعتباره مكانه وهذه الجماعة تتميز عن غيرها بالنسبة له باعتبارها جماعته، أما إذا انتقل إدراكه إلى مظنة أن مكانه وجماعته أي وطنه وشعبه هما الأميز عن غيرهما من الأماكن والجماعات أي الأوطان والشعوب على الإطلاق فقد أوشك أن يكون فاشياً، وفي علم السياسة تظهر الفاشية كفكرة ذات طابع شمولي تدعي أن ثناياها الوهمية المزعومة تختزل الحقائق المطلقة المتعلقة بالفضيلة والخير والمساواة وتحتكر الحلول الجذرية الكفيلة بالسلامة والعدالة والسعادة، ثم تظهر تجلياتها السياسية عند قيام أنصارها بتمجيد ذواتهم تأسيساً على تلك الفكرة الشمولية مع استنادهم لبعض ما بينهم من قواسم مشتركة قائمة أو افتراضية، الأمر الذي يواكبه تحقير للآخرين ممن لا يؤمنون بالفكرة المذكورة ولا يحوزون قواسم المجد المشار إليها سرعان ما تتم ترجمته في الحرمان التصاعدي لهؤلاء "الآخرين" من مصالحهم وحقوقهم وحرياتهم، صعوداً حتى درجة حرمانهم من الحياة ذاتها على أيدي التجليات التنظيمية المسلحة لتلك الجماعات والمتمثلة في خلاياها وميليشياتها الإجرامية القاتلة أو في جيوشها الاستعمارية الغازية، ورغم أن معظم الفاشيات التقليدية تحتاج فقط إلى أحد العناصر الثلاثة الصالحة لميلاد ونمو الأفكار الشمولية سواء كان عرقياً أو عقائدياً أو طبقياً فإن هناك فاشيات مزدوجة تجمع بين عنصرين اثنين وفاشيات مُرَكّبة تدمج العناصر الثلاثة كلياً أو جزئياً. وإذا كان التاريخ الاقتصادي الاجتماعي للبشر قد بدأ بمرحلة المشاعية البدائية التي كان اقتصادها قائماً على الجمع والالتقاط، ثم انتقل إلى مرحلة الصيد والنار التي تجاهلها المؤرخون والتي كان اقتصادها قائماً على الصيد المنظم باستخدام الأدوات والأسلحة مع طهو ما تم صيده باستخدام النار ومستلزماتها، ثم انتقل إلى مرحلة العبودية التي كان اقتصادها قائماً على استغلال السادة لقوة عمل عبيد الجسد، ثم انتقل إلى مرحلة الإقطاع التي كان اقتصادها قائماً على استغلال ملاك الأراضي لقوة عمل عبيد الأرض، ثم انتقل إلى مرحلة الرأسمالية التي يقوم اقتصادها على استغلال أصحاب المال والأعمال لفائض القيمة الناتج عن قوة عمل العاملين بالأجر، وإذا كانت الرأسمالية قد طورت نفسها بانتقالها من استغلالها للعاملين المحليين إلى استغلالها للعاملين خارج حدودها فإن تمكين الرأسمالية من تحقيق هذا التطور وحمايته على أرض الواقع قد تطلب استخدام الجيوش الغازية للتوسع خارج الحدود، مع تغطية هذه الغزوات فاشياً بادعاء تميز الذي غزا عن الذي تم غزوه بما يمنحه هذا التميز للغازي من حقوق هي أصلاً غير مستحقة فيما هو معروف في علم السياسة باسم الاستعمار. بناء على ما فات فإن الاستعمار في كل مراحله وبكل أشكاله وأدواته الظاهرة والمستترة يكون قائماً على شقين هما الفاشية والاستغلال، وإذا كان الشق الاستغلالي للاستعمار يخلق عنصراً موالياً يتمثل في ......
#الفاشية
#الاستعمارية
#والفاشيات
#المضادة
#للاستعمار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728471
الحوار المتمدن
طارق المهدوي - الفاشية الاستعمارية والفاشيات المضادة للاستعمار