حسن خليل غريب : أفعال الإنسان بين التواكلية والخلق الذاتي
#الحوار_المتمدن
#حسن_خليل_غريب مدخل في نقد ثقافة التواكل والتسليممدخل في معرفة فكرة الله:المثال الأعلى، ويُرمز إليه بفكرة الله، أو خالق الكون، أو الصانع الأول، أو العلة الأولى، وهو موجود بالقوة قياساً على أن لكل موجود علة لوجوده. وإذا كانت هذه فرضية منطقية استناداً إلى قياسات عقلية، فإن إنكار وجوده فرضية أيضاً، لأن فكرة الله لا يمكن معرفتها بالحس المباشر. أما نحن فندرك وجود الله بالعقل لأن الله لا يمكن البرهان على وجوده بمقاييس ما هو منظور ومحسوس.وعن ذلك نرى أن صانع ما هو مرئي ومحسوس، كظواهر معيوشة كالأشياء المادية، هو الدليل الذي نستند إليه في وجود الصانع، كمثل النجار الذي يصنع الطاولة، فمن دون وجود النجار لا وجود للطاولة، فالعلة والمعلول مرئيان. أما في الكون، على الأقل جزء منه كالأرض، فإننا نرى المعلول فيه ولكننا لا نرى العلة. فصناعة الأشياء الأقل تعقيداً من صناعة الظواهر الطبيعية الكبرى، وظاهرة الكائنات الحيوانية، تقتضي وجود من يصنعها فهي تحتاج إلى صانع. فإذا كانت الأشياء البسيطة بحاجة إلى صانع، فكيف لو كان الأمر ذات علاقة بصناعة الظواهر الأكثر تعقيداً؟وجود الله ضرورة فكرية تتعلق بموجود غير ملموس وغير محسوس وغير منظور. وإذا لم ندركه بالعيان، كما ندرك مصنوعاته، فلأن الفكر أيضاً لا نلمسه ولا نسمعه ولا نتحسسه، ومع ذلك نثق بنتائجه. ولذلك نعتبر أيضاً أن وجود الله احترام لقيمة الإنسان كإنسان يتميَّز بصفات ما فوق الغريزة، فهو يتميز بصفة العقل والإدراك العقلي؛ إذ لا يرضى أي إنسان أن يكون مصيره بعد الموت شبيهاً بمصير غيره من المخلوقات وبالأخص منها المخلوقات الحيوانية. ولا يعود السبب هنا لنزعة نرجسية، بل لما يمتاز به الإنسان من مقدرات عقلية يظهر عامل القوة فيها بما وصلت إليه البشرية من تقدم هائل في جميع مناحي الحياة؛ وهذا ما يفترض طرح السؤال التالي: وهل ما وصلت إليه البشرية من تقدم هائل يجوز أن يكون مصيره العدم؟وعن وجود الله، نقول: لو افترضنا أن الله فكرة عدمية، أي أنه غير موجود لأنه غير مرئي، فإن الفكر غير مرئي أيضاً. فهل نلغي الفكرة لأنها غير مرئية؟يتكون الإنسان من عنصرين: أحدهما محسوس يتمثل بالحواس الخمس. والآخر غير محسوس، وهو العقل، الذي قال عنه ديكارت: أنا أفكر إذن أنا موجود. ولأن العقل شيء غير مرئي، ونتاجاته غير مرئية، بل إذا أخضعتها للتجربة تتحول من إمكانياته المتخيلة بالقوة إلى وقائع منظورة بالفعل. وفكرة الله تقع في مجال القوة المتخيلة بالقوة وتنتقل إلى المجال المنظور بالفعل. ونستطيع البرهان عليها إذا ما أخضعنا للدراسة والتأمل القيم العليا أو المثلى، التي نفترض أن المثال الأعلى، الذي هو الله، قد جعلها جزءاً مكملاً لتكوين الإنسان الجسدي.المُثُل العليا عوامل غريزية يتكامل بها التكوين الجسدي مع التكوين الروحيفالله، كونه المثال الأعلى، خلق في الإنسان قوة المثل العليا. والمثل العليا خضعت للجزء غير المحسوس في التركيب البشري، ولذلك كانت تلك المثل غير محسوسة، فلا يراها الإنسان ولا يلمسها ولا يتذوقها ولا يسمعها. فمفهوم العدالة قيمة عليا، غير محسوسة، وتصبح في متناول الإحساس في الإنسان العادل، فهو موجود مُشخَّص، وصفته العدالة لأن أفعاله ظاهرة للعقل، فنقول هذا (إنسان عادل)، وبهذا تكون العدالة، كمثل أعلى غير محسوس قد تحول إلى موجود محسوس. وتتحول العدالة، كفكرة غير محسوسة، إلى شيء محسوس عندما يمارسها الإنسان في علاقته مع الآخر. فالعدالة ليست غريزة فردية، بل هي غريزة جمعية، تفقد معناها عندما تتحول إلى نزعة فردية؛ أي إن الإنسان لا يمكن أن يكون عادلاً ب ......
#أفعال
#الإنسان
#التواكلية
#والخلق
#الذاتي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678268
#الحوار_المتمدن
#حسن_خليل_غريب مدخل في نقد ثقافة التواكل والتسليممدخل في معرفة فكرة الله:المثال الأعلى، ويُرمز إليه بفكرة الله، أو خالق الكون، أو الصانع الأول، أو العلة الأولى، وهو موجود بالقوة قياساً على أن لكل موجود علة لوجوده. وإذا كانت هذه فرضية منطقية استناداً إلى قياسات عقلية، فإن إنكار وجوده فرضية أيضاً، لأن فكرة الله لا يمكن معرفتها بالحس المباشر. أما نحن فندرك وجود الله بالعقل لأن الله لا يمكن البرهان على وجوده بمقاييس ما هو منظور ومحسوس.وعن ذلك نرى أن صانع ما هو مرئي ومحسوس، كظواهر معيوشة كالأشياء المادية، هو الدليل الذي نستند إليه في وجود الصانع، كمثل النجار الذي يصنع الطاولة، فمن دون وجود النجار لا وجود للطاولة، فالعلة والمعلول مرئيان. أما في الكون، على الأقل جزء منه كالأرض، فإننا نرى المعلول فيه ولكننا لا نرى العلة. فصناعة الأشياء الأقل تعقيداً من صناعة الظواهر الطبيعية الكبرى، وظاهرة الكائنات الحيوانية، تقتضي وجود من يصنعها فهي تحتاج إلى صانع. فإذا كانت الأشياء البسيطة بحاجة إلى صانع، فكيف لو كان الأمر ذات علاقة بصناعة الظواهر الأكثر تعقيداً؟وجود الله ضرورة فكرية تتعلق بموجود غير ملموس وغير محسوس وغير منظور. وإذا لم ندركه بالعيان، كما ندرك مصنوعاته، فلأن الفكر أيضاً لا نلمسه ولا نسمعه ولا نتحسسه، ومع ذلك نثق بنتائجه. ولذلك نعتبر أيضاً أن وجود الله احترام لقيمة الإنسان كإنسان يتميَّز بصفات ما فوق الغريزة، فهو يتميز بصفة العقل والإدراك العقلي؛ إذ لا يرضى أي إنسان أن يكون مصيره بعد الموت شبيهاً بمصير غيره من المخلوقات وبالأخص منها المخلوقات الحيوانية. ولا يعود السبب هنا لنزعة نرجسية، بل لما يمتاز به الإنسان من مقدرات عقلية يظهر عامل القوة فيها بما وصلت إليه البشرية من تقدم هائل في جميع مناحي الحياة؛ وهذا ما يفترض طرح السؤال التالي: وهل ما وصلت إليه البشرية من تقدم هائل يجوز أن يكون مصيره العدم؟وعن وجود الله، نقول: لو افترضنا أن الله فكرة عدمية، أي أنه غير موجود لأنه غير مرئي، فإن الفكر غير مرئي أيضاً. فهل نلغي الفكرة لأنها غير مرئية؟يتكون الإنسان من عنصرين: أحدهما محسوس يتمثل بالحواس الخمس. والآخر غير محسوس، وهو العقل، الذي قال عنه ديكارت: أنا أفكر إذن أنا موجود. ولأن العقل شيء غير مرئي، ونتاجاته غير مرئية، بل إذا أخضعتها للتجربة تتحول من إمكانياته المتخيلة بالقوة إلى وقائع منظورة بالفعل. وفكرة الله تقع في مجال القوة المتخيلة بالقوة وتنتقل إلى المجال المنظور بالفعل. ونستطيع البرهان عليها إذا ما أخضعنا للدراسة والتأمل القيم العليا أو المثلى، التي نفترض أن المثال الأعلى، الذي هو الله، قد جعلها جزءاً مكملاً لتكوين الإنسان الجسدي.المُثُل العليا عوامل غريزية يتكامل بها التكوين الجسدي مع التكوين الروحيفالله، كونه المثال الأعلى، خلق في الإنسان قوة المثل العليا. والمثل العليا خضعت للجزء غير المحسوس في التركيب البشري، ولذلك كانت تلك المثل غير محسوسة، فلا يراها الإنسان ولا يلمسها ولا يتذوقها ولا يسمعها. فمفهوم العدالة قيمة عليا، غير محسوسة، وتصبح في متناول الإحساس في الإنسان العادل، فهو موجود مُشخَّص، وصفته العدالة لأن أفعاله ظاهرة للعقل، فنقول هذا (إنسان عادل)، وبهذا تكون العدالة، كمثل أعلى غير محسوس قد تحول إلى موجود محسوس. وتتحول العدالة، كفكرة غير محسوسة، إلى شيء محسوس عندما يمارسها الإنسان في علاقته مع الآخر. فالعدالة ليست غريزة فردية، بل هي غريزة جمعية، تفقد معناها عندما تتحول إلى نزعة فردية؛ أي إن الإنسان لا يمكن أن يكون عادلاً ب ......
#أفعال
#الإنسان
#التواكلية
#والخلق
#الذاتي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678268
الحوار المتمدن
حسن خليل غريب - أفعال الإنسان بين التواكلية والخلق الذاتي