الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
إبراهيم مشارة : حين يقذع الشعراء
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_مشارة الدارس للشعر العربي قديمه وحديثه والمتذوق له والمتعمق في قراءته لاشك يعرف أن قصائد يمكن أن توسم بالافتضاحية من قارئ تعود على نمط واحد من الشعر- أكان وعظيا أم حكميا أم تأمليا- وهي ليست من قبيل الأدب المكشوف ولا الشعر الذي يطلب الفن للفن ضاربا عرض الحائط بالضوابط الأخلاقية وبالتعاليم الدينية التي يصر البعض على إقحامها في ميدان الشعر فهي ليست قصائد في الغزل الصريح حيث يبدع الشاعر في وصف حسي وتهييج للقارئ أو المستمع مشيدا بدونجوانيته أو منحرفا بالغزل عن مقصده في كونه يتناول المرأة على وجه أخص إلى غزل يشيد بالمثلية وبجمال المذكر ،كل هذا وذاك يعرفه الدارس للشعر العربي من امرئ القيس الذي يروى له بيت يوسم بأنه أفحش بيت قاله شاعر أو مثلية أبي نواس ومغامراته التي خلدها ديوانه الشعري ،وما هو مبثوث في دواوين الشعراء ومدونات حفظت هذه الأشعار كالأغاني والعقد الفريد وخزانة الأدب والكشكول والمستطرف وغيرها لشعراء يتباين مستواهم ومنزلتهم ومأثورهم من الشعر شأن صريع الغواني ومسلم بن الوليد ووالبة بن الحباب وصولا إلى شعراء العصر الحديث كإلياس أبي شبكة والشاعر الرجيم حسين مردان.إنما المقصود بإقذاع الشعراء ما كان بعيدا عن الغزل المؤنث والمذكر في إفحاشه وهي أشعار مقذعة لشعراء كبار، بعضها له علاقة بجانب شخصي كما هو الشأن في قصيدة "ما أنصف القوم ضبه" للمتنبي التي كانت سببا في نهايته ،وقصيدة" يا شهر أيار" لإبراهيم طوقان أو تذمرا من ظلم واعتداء على كرامة وإنسانية الإنسان وخير ما يمثل ذلك "اميات" نجيب سرور ولاشك أن الجانب السياسي يحتل حيز الأسد في هذا الإقذاع الشعري والخروج عن المألوف في البيان والإفضاء والإفصاح كما يمثل ذلك نزار قباني ومظفر النواب.ولا ريب أن السائل يسأل لم يقذع الشعراء وهم أرباب البيان ،وأصحاب الهمم العالية والحكم الخالدة والتأملات الخارقة في الموجود والوجود فيسفون هذا الإسفاف ببذئ القول وساقط اللفظ؟ أو لا يضر ذلك بمكانتهم ومنزلتهم عند عشاقهم وقرائهم ونقاد الشعر ممن يعول على نصاعة البيان وجودة السبك وسمو المعنى؟ كما أن البحث الأدبي والنقد قلما يتعرضان لمثل هذه المواضيع نظرا لحساسية الموقف فهذا الموضوع يعد من قبيل المسكوت عنه.الأكيد أن الشعراء لا يعولون على ذلك فالشعر لا يستأذن ،إنه صوب العقول إذا انجلت سحائب منه أعقبت بسحائب كما وصف ذلك أبو تمام ومادام هو التعبير عن الحالة الشعورية والتوتر الوجودي والقلق الفكري فلا ضير أن ينضح الإناء بما فيه ،إن الإسفاف عند البعض لا يعدو أن يكون معالجة نفسية من أذى كبير تعرض له الشاعر فينفس عن كربه ويداوي جرحه بهذه السادية التي تحاول نقل الأذي من نفس الشاعر المتأذي إلى الشخص المهجو، أو هي حالة إعلان يأس مطبق من العالم وإفلاس المعنى وخواء الوجود فليس كالتبذل معالجة لهذه الأزمة الوجودية بعاري اللفظ وبذئ الكلم وفاحش القول.فالمتنبي الحكيم الذي ينام ملء جفونه عن شوارد كلماته ويسهر الخلق جراها ويختصم حفظ ديوانه قصيدة في غاية الفحش والإقذاع والسباب، فالذي حفظ حكم الشاعر وروائع أبياته الخالدة يندهش من بذاءة الكلمات في قصيدة "ما أنصف القوم ضبه" وهي القصيدة التي هجا بها شخصا بهذا الاسم وأفحش في القول حتى توعده خال ضبه فاتك بن أبي جهل الأسدي وقتله مع ابنه محسد وغلامه مفلح نظرا لتعريضه بأم ضبه وهي أخت فاتك الآنف الذكر، وكانت هذه القصيدة ذات الألفاظ البذيئة والتعبير المر سبب نهاية هذا الشاعر الكبير تلك النهاية المأساوية:ما أنصف القوم ضبــــــــه وأمه الطرطبــــــــــــــهوما يشق ع ......
#يقذع
#الشعراء

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728959