أحمد دلول : التأنيث والتذكير هُما سبب عشقنا للحياة
#الحوار_المتمدن
#أحمد_دلول على ضفاف البداية، تثاءب واستراح المكان، وكان الزمان يلازمه ما بين مَدّ وجزر. والروح ساكن في سرمديته، لا تحدَّه ضفة أو بداية. ثم ارتأى الروح أن يُبدع شيئا ما، ليبوح عبره عن لاشيئيته؛ فأوجد الجسد، ليُدَثّره وليكون قناعا له، وليستر هو للجسد عورة الفناء إلى حين، ثم كانت الكائنات. ولما شاء الروح أن تستمرَّ الحياة في الكائنات، كانعكاس لذاته. كان لا بُدَّ له من حيلة، ليجعل الكائنات تحب بعضها، لكي ترغب بالحياة، ولتتكاثر. فأوجد من الكائنات الذكر والأنثى، ومن البشر الرجل والمرأة. ثم نزع من المرأة دفء قلبها كله، وخبَّأه في أضلاع الرجل، ونزع من الرجل خلاصة ماء عناصره كلها، وخبَّأها في خفايا جسد المرأة. ومن ذلك الحين، والمرأة يضنيها البرد، هائمة وراء الرجل لتستردَّ منه دفء قلبها. والرجل يشقيه الظمأ، هائم وراء المرأة، ليستحضر منها ماء عناصره. ثم دارت الأزمنة وتوالت العصور، والرجل والمرأة ما يزالان هائمين، لا ينهلان من بعضهما سوى المزيد من الظمأ. فلا هي استطاعت أن تثأر لشهوتها، ممن يرتهن عنده دفء قلبها، ولا هو استطاع أن يقتصَّ لظمئه، ممن تدفق ماء عناصره ملك يديها. تلك الأنثى التي كانت، عندما أضاعت ذرى حنينها في جسد الذكر. ذلك أن الذكر كان أيضا، عندما أضاع عمق رغبته في جسد الأنثى. ثم هام كل منهما يرسم طريق الحياة، من خلال بحثه عما ينقصه في الآخر، من دون أن يقصد أو يدري، بأن ثمة حيلة هو أداتها لكي تستمر الحياة.*هذا النص مُقتبَس من رواية فلسفية لكاتبه، بعنوان: "الحج إلى الحياة" ......
#التأنيث
#والتذكير
#هُما
#عشقنا
#للحياة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713428
#الحوار_المتمدن
#أحمد_دلول على ضفاف البداية، تثاءب واستراح المكان، وكان الزمان يلازمه ما بين مَدّ وجزر. والروح ساكن في سرمديته، لا تحدَّه ضفة أو بداية. ثم ارتأى الروح أن يُبدع شيئا ما، ليبوح عبره عن لاشيئيته؛ فأوجد الجسد، ليُدَثّره وليكون قناعا له، وليستر هو للجسد عورة الفناء إلى حين، ثم كانت الكائنات. ولما شاء الروح أن تستمرَّ الحياة في الكائنات، كانعكاس لذاته. كان لا بُدَّ له من حيلة، ليجعل الكائنات تحب بعضها، لكي ترغب بالحياة، ولتتكاثر. فأوجد من الكائنات الذكر والأنثى، ومن البشر الرجل والمرأة. ثم نزع من المرأة دفء قلبها كله، وخبَّأه في أضلاع الرجل، ونزع من الرجل خلاصة ماء عناصره كلها، وخبَّأها في خفايا جسد المرأة. ومن ذلك الحين، والمرأة يضنيها البرد، هائمة وراء الرجل لتستردَّ منه دفء قلبها. والرجل يشقيه الظمأ، هائم وراء المرأة، ليستحضر منها ماء عناصره. ثم دارت الأزمنة وتوالت العصور، والرجل والمرأة ما يزالان هائمين، لا ينهلان من بعضهما سوى المزيد من الظمأ. فلا هي استطاعت أن تثأر لشهوتها، ممن يرتهن عنده دفء قلبها، ولا هو استطاع أن يقتصَّ لظمئه، ممن تدفق ماء عناصره ملك يديها. تلك الأنثى التي كانت، عندما أضاعت ذرى حنينها في جسد الذكر. ذلك أن الذكر كان أيضا، عندما أضاع عمق رغبته في جسد الأنثى. ثم هام كل منهما يرسم طريق الحياة، من خلال بحثه عما ينقصه في الآخر، من دون أن يقصد أو يدري، بأن ثمة حيلة هو أداتها لكي تستمر الحياة.*هذا النص مُقتبَس من رواية فلسفية لكاتبه، بعنوان: "الحج إلى الحياة" ......
#التأنيث
#والتذكير
#هُما
#عشقنا
#للحياة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713428
الحوار المتمدن
أحمد دلول - التأنيث والتذكير هُما سبب عشقنا للحياة