الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
داود السلمان : في أصنام أم نعوش قاسم وداي الربيعي يتمرّد على الواقع المرير
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان الانسان مخلوق حائر، يبحث عن نفسه في ركام الوجود، متشظي من الداخل، تائه بين علامات استفهام لا يعي مداركها، ولا يفهم غاياتها، يريد كل شيء مقابل لا شيء. اتعبته الحياة بلغزها، كلّ جسده، تحطمت قواه تحت عجلات الزمن بلا مسوغ، بعثرت عمره السنون. والى هذه الساعة لا يدري ماذا يريد، بل ماذا يفعل؟. فالحياة عسيرة الهضم، متطلباتها كثيرة، والانسان ككيان عاجز كل العجز عن تلبية مطالبها، التي كل يوم هي في ازدياد. حيرة الانسان الكبرى وقد جسدها، بهذه الصورة الناطقة، الشاعر قاسم وداي الربيعي، وبهذا النص الجميل إذ يقول: "ما عاد الماء يغسل خطوط وجهيوجهي الذي نسيته في هزائم العطشأشبه بتجاعيد الحقل الكسول تعدو فيه الريح والديدان" جميع الاحياء لا تعيش بدون الماء، تتوقف الحياة ثم تتعطل، حتى يعشعش في شواطئها الجفاف، فينتج الموت، والموت هو المرحلة الاخيرة في الوجود. دوستويفسكي، وكيركيجارد، والبير كامو ، وجان بول سارتر، ومارتن هايدجر، كلهم تحدثوا عن الوجودية، وكلهم جعلوا من الانسان هو القيمة العليا، بصرف النظر عما افترقوا في مفهوم الوجودية، حيث هناك وجودية مؤمنة واخرى الحادية، وهذا لا يعني أن لا قيمة للإنسان في معترك هذه الحياة القائمة على الوجود، وقيمة الانسان بقيمة الحياة. والشاعر ربط بين قيمة الانسان والحياة من جهة، والماء الذي هو ديمومة تقيم أود هذه الحياة، وتجعل منها روح انسيابية، ومن خلال هذه الانسيابية يعيش الانسان، ينتج ويبدع، ويتحدى الصعاب، ويصبر على المصائب والمحن، بل ويتحدى كل شيء يقف ازاءه، في العطاء ليديم تلك الحياة، فلا يركن الى منزلق يودي بتلك الحياة، ويجعل من قيمتها بقيمة الانحطاط والنكوص. وهذا ما نراه احيانا عند الفاقدين لقيمة الحياة وللعطاء نفسه، فيركون للانتحار. وشوبنهاور له بحث طويل بخصوص الانتحار، مفاده إنه يعطي قيمة كبيرة للانتحار ويعد الانسان الذي ينتحر بأنه انسان شجاع لم يخش الموت، وقد تحدى الحياة وصعابها، والغريب في الموضوع إن شوبنهاور نفسه، وهو ابو التشاؤم لم ينتحر، بل عاش الحياة الطبيعية. فالشاعر، حينما يقول وهو بصدد تعليل فكرته: "وجهي الذي نسيته في هزائم العطش" فهو يعي ما يقول، بل ويفسرّ الاسباب الكامنة وراء الحدث، فثمة نوع من الاغتراب الذهني، وسط فوضى هذه الحيرة التي داهمته على حين غرة، وارتأت أن تفصم عري الوعي بقيمة الاشياء، التي تحيط بنا من كل جهة، ونحن نعيش واقع مرير، بل قمة والمرارة فلا ثمة متنفس، وخصوصًا لدى الشاعر، الا الهروب الى كتابة نص، او ابداع فكرة، أو قراءة كتاب، كتابة قصة قصرية يصب فيها عصارة حيرته، لتكون نتاج فكري، يبقى شاخصًا بعد رحيل مبدعه."شجيراته كالنعوش يشيعهـــا الربيع بلا لثاموأنا فارس من بلاد الطينأحلمُ بمدينة تشاركني العناق" ثم يعطي الشاعر العلل لما ابداه، ليثبت أن قوله ليس جزافا، من طرح رؤيا بصيغة سؤال، من وصف لما جرى؛ (شجيرات كالنعوش) هذا عرفناه ايها الشاعر، وهل ثمة ايضاح آخر لتتم الفكرة؟. نعم، (يشيعهـــا الربيع بلا لثام). وهنا يتم مراده، وبه تتم الصورة الشعرية بالمغزى ذاته؛ لكنه لم يكتف، بل يعد نفسه فارسا ويحلم بمدينة، والحلم من حق الجميع، فالأحلام ليست ممنوعة ولا محرمة، وليست أي مدينة يريدها، مدينة تشاركه العناق. ومن هنا تبدأ المثالية، حيث يتحوّل الشاعر من واقعي أرسطي، يفسر الحياة والوجود، والكم الهائل من القضايا المصيرية التي تقف متحدة الحياة، كخصم جسور، فإنه يتحوّل الى إنسان مثالي افلاطوني. ويفترض بالشاعر أن يبتعد عن بهرجة المثالية، فالمثالية تعيّش ال ......
#أصنام
#نعوش
#قاسم
#وداي
#الربيعي
#يتمرّد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722579