الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جلال الاسدي : ألارتماء في أحضان ألموت … قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي أخيراً وبعد طول انتظار .. يسمع صراخ لحظات الولادة الاولى لابنه … لم يستطع ان يتمالك نفسه … اقتحم الغرفة جذِلا .. فرِحاً بمجئ من طال انتظاره كثيراً ، وقلِقا يملأه الخوف على حبيبته ، وزوجته التي كابدت الكثير من ساعات النفاس الطويلة … بعد ان اطمئن على سلامة الام الغالية ، القى نظرته الاولى على فلذة الكبد ، وهو يُطلق أولى صرخاته في وجه الدنيا العابسة … قطعة من اللحم الوردي الجميل ترتجف بين يدي الممرضة ، وتملأ الغرفة صراخاً كأنه يعلن احتجاجه على من أخرجه من عالمه الآمن الهادئ … ما اجمله ! قبّل زوجته على جبينها ، وتحمد لها السلامة ، ثم ودعهم بنظرة تفيض حزناً ، والماً … نصب قامته واعتدل ، ثم غادر على عجل …الرائد حسام … متزوج منذ سبع سنوات ، وعنده وردتين بل اجمل … هدى ، وأنسام ، واليوم تحقق الرجاء ، وجاء اخيراً الحبيب رامي ، وهو الاسم الذي اتفق عليه مع زوجته … !كانت في انتظاره سيارة الجيب ، لتعود به الى وحدته في الجبهة … فتح له السائق الباب … عليه العودة مباشرة الى الوحدة ، فاجازته كانت لسويعات فقط ، من اجل الاطمئنان على زوجته ، ورؤية ابنه ، استهلك معظمها في صالة الانتظار حتى تحين اللحظة التي يطل منها ابنه على هذه الدنيا المضطربة !غابت الشمس وراء السحب السوداء … تنذر بيوم ممطر ، والهجوم متوقع في أية لحظة … شعر بان يداً تمتد الى قلبه ، فتقبض عليه ، وتعصره … كم كان بوده ان يبقى ، ولو لمزيد من الساعات مع زوجته التي اشتاق اليها ، والى مداعباتها ، وكم كان بوده ان يطفيء لضى قلبه ، ويشبع عينيه من النظر الى القادم الجديد ، ويلعب ولو قليلا مع بناته الجميلات لكن ما العمل … هذا هو الجيش ، وهذه هي الحياة التي عليه ان ينصاع لها ، والتي يا للاسف قد يخسرها في اية لحظة … ما ذنب الذين ارتبط مصيرهم بمصيره يُحرمون من عطف الاب ، وحنان الزوج !منذ التحاقه بالجيش لم يشعر يوماً انه كائن حر ، يمتلك ارادته كباقي البشر ، فهو ليس سوى بيدقاً أجوفاً خالي من الاحاسيس ، والمشاعر يحركونه حيثما ، واينما يشاؤون ، وعليه ان ينفذ فقط دون نقاش ، او تردد … !اختفت الشمس تماماً ، وتجهم وجه السماء … سقطت قطرات خفيفة من المطر سرعان ما زادت من حدتها ، فانهالت كالسهام الناعمة … تمنى من قلبه ان لا يقع هذا الهجوم الملعون .. على الاقل في هذا الجو … لم يستطع ان يتخيل كيف ستكون المعركة وسط هذا الجو البارد الممطر ، وكأنك تحارب عدوين الجو ، وجحافل الجيوش المقابلة … اي بلاء هذا … ؟ تذكر كيف رفض والده باصرار التحاقه بالكلية العسكرية ، وقال له ستبقى رهينة لهذه البدلة ، ومسؤولياتها طوال حياتك ، وتبقى حاملا كفنك على راحتك … !صفع الهواء البارد فجأةً وجهه من خلال ثقب في السيارة … ثم هجم عليه احساس غريب بان شيئاً جنونيا على وشك ان يحدث الليلة … حرب مجنونة تحركها الكراهية ، والاحقاد البدائية المريضة ، أخذت سنوات ثمينة من العمر ، ولم تنتهي … تلتهم الجنود ، والضباط بلا ندم ، ولا شبع … كلما جمعنا قوتنا نهاجمهم ، وكلما استعادوا قوتهم يهاجموننا ، وهكذا نبقى ندور في حلقة مفرغة … والحروب ولود ، لا تنتهي .. الواحدة تلد الاخرى ، ويبقى الانسان المغفل وقودها … لقد شارك في جنونها ، وهو لا يزال ملازم اول ، واليوم ، وهو رائد لا يزال يخوط في وحولها حتى سئم ، وقد نجا من الموت ، والاسر اكثر من مرة ، حدثت فيها فضائع تزكم الانوف لم يسجل التاريخ لها مثيلا … !اشتد المطر ، واظلمت الدنيا … وتواصلت لحظات البرد ، والظلام …- سيدي نتوجه الى الوحدة ام عندك مشوار آخر ؟ ينتبه … وقد سحبته كلمات السائق المذعِ ......
#ألارتماء
#أحضان
#ألموت
#قصيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705431