جلال الاسدي : الفرصة لمن يقتنصها … قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي ام خيري ... التي كلفتها بأن تجد لي إمرأة تدير لي المنزل وتهتم بشؤوني ، من تنظيف ، وغسل ملابس وكوي الى آخر الخدمات ، استعملتُ عبارة مديرة للمنزل ، كترطيب لكلمة خادمة الجارحة ، سألتني الحاجة ام خيري عن سبب تأخري في الزواج .. واعربتْ عن استعدادها لاختيار زوجة لي من اشرف العوائل ، واكثرها عراقة .. اصل وفصل ، ثم مدت يدها الى جيبها ، واخرجت حفنة من الصور .. وما علي الا ان اختار ، وكلهن جميلات وبنات عوائل ، ومن بيوت محترمة .. وما هذه الصور إلا انعكاس بارد … أما الواقع فهو دائماً أكثر اثارة .. أخبرتها بانها ستكون اول من يعلم عندما أُقرر الزواج ، أعادت الصور الى جيبها ، وخيبة الأمل بدت واضحة على تعابير وجهها الملئ بآثار الزمن … !انتهيت من اولى المهام في جدول اعمالي اليومي ، وتهيأت للخروج لسهرتي اليومية مع صديقي حازم .. ارتديت ملابسي ، ونزلت على عجل .. بمجرد سماعي اشارة من منبه سيارته ، تنطلق بنا السيارة كأنها توشك على الطيران ، اهتف به بعصبية : لم العجلة ، هل نحن مطاردون .. تتلاشى المدينة تدريجياً كلما ابتعدنا عنها .. تهبط السيارة الى متاهة من الطرقات الضيقه والممرات الغريبة .. سألته عن وجهتنا ، قال بحماس : اترك الامر لي .. قضينا سهرة من سهرات الشباب الصاخبة ، ولم نعود الا مع الخيوط الاولى للفجر .. منهكين ، أترنح بخطوات ثقيلة ، ومتعثرة وأنا في طريقي الى الفراش ، القي بجثتي المتعبة ، وانام بملابسي … !اسمع صوت جرس الباب يرن ، وكأنه يضرب في اوتار اعصابي ، ويدخل الى خلايا دماغي الملتهبة التي لم ترجع بعد الى حالتها الطبيعية .. اتركه يرن .. لم يتوقف عن ازعاجي ، اتحامل على نفسي ، واذهب لافتح الباب ، وانا في وضع مزري .. اجد امامي الحاجة ام خيري ، ومعها شابة لم أُميزها ، ولم انظر اليها اصلاً لاني كنت لا ازال تحت وطأة السكر ، ادعوهن للدخول .. تظل الفتاة واقفة مترددة في الدخول .. اذهب الى غرفتي لاغير ملابسي ، ثم ادخل الحمام ، اغتسل وانعش نفسي .. انزل .. أرى الفتاة خافضةً رأسها ، القيت عليها لمحة سريعة .. فتاة جميلة ، في نضارة الشباب ، جمال مختبئ تحت ملابس واسعة محتشمة ، وحجاب يكاد يغطي كل شئ الا استدارت الوجه .. ملامح دقيقة تتصدرها عيون سود واسعة .. تبدو شخصية قوية رغم بساطة مظهرها ، وان مهنة الخدمة في البيوت لم تترك بصماتها عليها بعد .. تلاقت نظراتنا أكثر من مرة ، كأن كل واحد منا يحاول اكتشاف الآخر .. قالت الحاجة بعد ان ذكرت اسم الفتاة الذي لم التقطه جيدا : انها ترتب البيت ، وتهئ كل شئ ، وتغادر بدون مبيت ، وافقت على الفور ، واتفقنا على الراتب ، اعطيت الفتاة نسخة من مفتاح البيت بعد ان انزويت بالحاجة ، واخذت منها ضمان … وفي اليوم التالي .. عدت من الشركة بعد الظهر ، فوجدت البيت غير البيت الذي كنت اعرف .. نظيف ومرتب .. ملابسي مغسولة ، قمصاني مكوية حتى بجامتي ، ارتحت جداً ، وهنأة نفسي ، والحاجة على هذا الاختيار .. دققت في كل الاثاث ، وأشيائي التي اعتدت ان ابعثرها ، والقي بها هكذا دونما اهتمام ، وجدت كل شئ في مكانه لم يمس .. ذهبت الى المطبخ ، كدت اغادره بسرعة حسبته غير مطبخي ، مرتب ، نظيف ، والاكل معد ، وجاهز للأكل … !كنت في حاجة ماسة الى اجازة للراحة بعد الاستهلاك المفرط لكل طاقاتي التي كنت اهدرها في السهر والعربدة دون حساب ، وبتبذير مبالغ فيه لامكانياتي .. قد يسبب لي مشاكل صحية في المستقبل .. واليوم .. اول يوم اجازة بقيت فيه نائماً لوقت متأخر من النهار كنوع من التعويض .. استيقظت على صرخات المكنسة الكهربائية .. انزعجت ، دفنت رأسي في احضان المخدة ، لم ي ......
#الفرصة
#يقتنصها
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=707756
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي ام خيري ... التي كلفتها بأن تجد لي إمرأة تدير لي المنزل وتهتم بشؤوني ، من تنظيف ، وغسل ملابس وكوي الى آخر الخدمات ، استعملتُ عبارة مديرة للمنزل ، كترطيب لكلمة خادمة الجارحة ، سألتني الحاجة ام خيري عن سبب تأخري في الزواج .. واعربتْ عن استعدادها لاختيار زوجة لي من اشرف العوائل ، واكثرها عراقة .. اصل وفصل ، ثم مدت يدها الى جيبها ، واخرجت حفنة من الصور .. وما علي الا ان اختار ، وكلهن جميلات وبنات عوائل ، ومن بيوت محترمة .. وما هذه الصور إلا انعكاس بارد … أما الواقع فهو دائماً أكثر اثارة .. أخبرتها بانها ستكون اول من يعلم عندما أُقرر الزواج ، أعادت الصور الى جيبها ، وخيبة الأمل بدت واضحة على تعابير وجهها الملئ بآثار الزمن … !انتهيت من اولى المهام في جدول اعمالي اليومي ، وتهيأت للخروج لسهرتي اليومية مع صديقي حازم .. ارتديت ملابسي ، ونزلت على عجل .. بمجرد سماعي اشارة من منبه سيارته ، تنطلق بنا السيارة كأنها توشك على الطيران ، اهتف به بعصبية : لم العجلة ، هل نحن مطاردون .. تتلاشى المدينة تدريجياً كلما ابتعدنا عنها .. تهبط السيارة الى متاهة من الطرقات الضيقه والممرات الغريبة .. سألته عن وجهتنا ، قال بحماس : اترك الامر لي .. قضينا سهرة من سهرات الشباب الصاخبة ، ولم نعود الا مع الخيوط الاولى للفجر .. منهكين ، أترنح بخطوات ثقيلة ، ومتعثرة وأنا في طريقي الى الفراش ، القي بجثتي المتعبة ، وانام بملابسي … !اسمع صوت جرس الباب يرن ، وكأنه يضرب في اوتار اعصابي ، ويدخل الى خلايا دماغي الملتهبة التي لم ترجع بعد الى حالتها الطبيعية .. اتركه يرن .. لم يتوقف عن ازعاجي ، اتحامل على نفسي ، واذهب لافتح الباب ، وانا في وضع مزري .. اجد امامي الحاجة ام خيري ، ومعها شابة لم أُميزها ، ولم انظر اليها اصلاً لاني كنت لا ازال تحت وطأة السكر ، ادعوهن للدخول .. تظل الفتاة واقفة مترددة في الدخول .. اذهب الى غرفتي لاغير ملابسي ، ثم ادخل الحمام ، اغتسل وانعش نفسي .. انزل .. أرى الفتاة خافضةً رأسها ، القيت عليها لمحة سريعة .. فتاة جميلة ، في نضارة الشباب ، جمال مختبئ تحت ملابس واسعة محتشمة ، وحجاب يكاد يغطي كل شئ الا استدارت الوجه .. ملامح دقيقة تتصدرها عيون سود واسعة .. تبدو شخصية قوية رغم بساطة مظهرها ، وان مهنة الخدمة في البيوت لم تترك بصماتها عليها بعد .. تلاقت نظراتنا أكثر من مرة ، كأن كل واحد منا يحاول اكتشاف الآخر .. قالت الحاجة بعد ان ذكرت اسم الفتاة الذي لم التقطه جيدا : انها ترتب البيت ، وتهئ كل شئ ، وتغادر بدون مبيت ، وافقت على الفور ، واتفقنا على الراتب ، اعطيت الفتاة نسخة من مفتاح البيت بعد ان انزويت بالحاجة ، واخذت منها ضمان … وفي اليوم التالي .. عدت من الشركة بعد الظهر ، فوجدت البيت غير البيت الذي كنت اعرف .. نظيف ومرتب .. ملابسي مغسولة ، قمصاني مكوية حتى بجامتي ، ارتحت جداً ، وهنأة نفسي ، والحاجة على هذا الاختيار .. دققت في كل الاثاث ، وأشيائي التي اعتدت ان ابعثرها ، والقي بها هكذا دونما اهتمام ، وجدت كل شئ في مكانه لم يمس .. ذهبت الى المطبخ ، كدت اغادره بسرعة حسبته غير مطبخي ، مرتب ، نظيف ، والاكل معد ، وجاهز للأكل … !كنت في حاجة ماسة الى اجازة للراحة بعد الاستهلاك المفرط لكل طاقاتي التي كنت اهدرها في السهر والعربدة دون حساب ، وبتبذير مبالغ فيه لامكانياتي .. قد يسبب لي مشاكل صحية في المستقبل .. واليوم .. اول يوم اجازة بقيت فيه نائماً لوقت متأخر من النهار كنوع من التعويض .. استيقظت على صرخات المكنسة الكهربائية .. انزعجت ، دفنت رأسي في احضان المخدة ، لم ي ......
#الفرصة
#يقتنصها
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=707756
الحوار المتمدن
جلال الاسدي - الفرصة لمن يقتنصها … ! ( قصة قصيرة )