الحوار المتمدن
3.17K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
آراس بلال : أشرب قهوتي وأغني..كيف يصير النثر شعرا؟
#الحوار_المتمدن
#آراس_بلال أحد أسباب صعوبة قراءة النص الشعري المعاصر هو تراكميته، فهو لا يقرأ منفردا منعزلا بذاته ولذاته، بل تبدو القراءة الشعرية أحيانا حتى في مستواها العادي أصعب من الكتابة، أو هكذا يعتقد القارئ، ففي الشعر المعاصر لكي تفهم النص عليك ان تكون مطلعا على مناخه الفكري العام وعلى سلالته الشعرية، فنحن نذهب كل مرة الى المختبر لنميز النص الشعري عن سائر الكلام، وهو نص لا يتموضع في الذائقة القرائية الا بعد ادراك المتلقي ان النص يمتلك سياقه وهو ليس ضربا من العبث وحتى لو اراد الشاعر لنصه ان يكون عبثا، فهناك سياق وتاريخ للنص العابث، وحتى لو اراد الشاعر ان يكون نصه حكائيا كما يفعل رياض الغريب في قصيدته (أشرب قهوتي وأغني)، ليعيدنا الى التساؤل عن كيفية تحول النص من النثري الى الشعري، وهو سؤال قديم ويبدو بسيطا مستهلكا للناقد المختص لكنه ليس كذلك عند القارئ.فقصيدة الغريب هي نص سردي، إذ مع بدايته:قبل قليل شربتُ قهوتياستمعتُ الى فيروزَوكأن السنة لم تنته بعدتذكرت صديقتي البيروتيةوهي تتحدث عن المتشائمينتبدأ حكاية تدفع القارئ لتصور مشهد، وهذا ما تفعله الحكايات عادة، ويستمر الحكي طوال النص، بادوات ربط الكلام المنثور العادي حتى نهاية النص، لكن القارئ يعيد تعريف النص عند الانتهاء منه، فهو شعر وليس حكاية لأن القارئ يتعرض للمباغتة في مقاطع النص بما يكسر توقعاته، ولعل هذه سمة الشعر وصفته العليا خلافا للحكاية، فبينما تخضع الحكاية للتسلسل المنطقي مهما حاولت الابتكار والمراوغة، يبقى الشعر حرا في تهشيم المنطق عبر اعادة صياغة العبارة وانتاج معنى جديد للكلمات، مثلا:فقط دعيني التقط أنفاسيكحبات من المطرفالتشبيه هذا يخرج القارئ من حدود الحكاية التي كان يتابعها في النص الى اعادة رؤية ما قرأه في سياق لا يجب ان يخضع للتأويل والتتابع المنطقي، فالصورة تدفع القارئ لتخيل شخص ينحني نحو الارض لجمع ما لايجمع.وتؤكد الانتقالات في داخل النص ان على القارئ عزل المنطق النثري وفتح الباب لقراءة شعرية تعيد تفسير ادوات الربط بين مقاطع وجمل النص، فمجرد وجود هذه الادوات لا يعني بالضرورة التتابع المنطقي المتسلسل بين حركات النص، وهنا يرد النص على سؤال (هل هذا شعر؟) الذي يطرحه القارئ مع كل عملية تلقي للنص الشعري المعاصر، ويكون الرد بالايجاب أو النفي هو نتيجة لعدد المباغتات التي يؤديها النص لفهم القارئ فيخرجه مضطرا من القراءة النثرية الى القراءة الشعرية.في قصيدة رياض الغريب مثلا، يتعرض القارئ للمفاجأة من النص المتحرك سلسا، بلغة واضحة، عندما يخرج على القراءة النثرية ليقول:فيروزمدينة على البحروبابل أغنية الشتاءكان القارئ قبل هذا المقطع قد عبر المباغتة السابقة وعاد ليندمج في قراءة نثرية للنص فإذا به يصطدم بهذا المقطع فيعود مضطرا للقراءة ليفهم كيف وصل ذلك النثر المتحرك بهدوء ومنطق الى هذه الصورة التي تخلخل التلقي بعنف اختلافها ولا منطقيتها النثرية والتي لا يمكن تقبلها الا بالانتقال من القراءة النثرية الى القراءة الشعرية مجددا.وينتهي النص بصورة صادمة أخيرة:أريد أن أتجمعأريد فقطأن أتلمس بياض الحياةففي منطق القراءة النثرية، ان الشاعر ذات انسانية متماسكة وموحدة، جسديا ومعنويا والا لما تمكنت من الكتابة، كما لايمكن تلمس البياض باعتباره لونا نراه ولا نلمسه، ليشوش الشاعر على القارئ حتى وظائف الحواس، وفي القراءة النثرية لا معنى لعبارة (بياض الحياة) وهي عبارة لا يتم تداولها كجزء من اللغة اليومية ولا معنى لها حتى في النص النثري غير الشعري.في ختام ......
#أشرب
#قهوتي
#وأغني..كيف
#يصير
#النثر
#شعرا؟

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752555