يحيى علوان : إذا كانت الثقافةُ نِعمَة ، فأنَّ الجهالة نِقمَة
#الحوار_المتمدن
#يحيى_علوان لن آتي بجديد .. أو كما يقول أهلونا مُتَهكّمين [ عَبالَك جايبْلَه بيضة أم صفارين / مُحّين !] لن آتي بجديدٍ إذا ما قُلتُ أنَّ الشعوبَ المقهورة والمُستضامة تلجأُ وتُبدعُ في إبتكار أساليب ماكرة وغير مباشرة في هجاء أوضاعها المعيشية ومقاومة الإستبداد والقهر ، أيّاً كان مصدره .. تُجَنِّدُ في ذلك السخريةَ المُرّة والنكتة اللاذعة ، وحتى الفكاهة السوداء ، بعضها يستبطنُ القول "العاديَّ" غامزاً بصورة حِكمةٍ أو قولٍ مأثور ، وأشدُّها ذاك الذي يتوسّلُ الطباقَ الكامل أو الناقص / الحِسچَه/ .. مما إشتهرَ به أهل الفرات الأوسط ... يتفاخرون به على سواهم . المثال الأنصع على ذلك في قول الشاعر الشعبي النجفي الراحل عبد الحسين أبو شَبَعْ :[الحمِد لله والشُكُر حسين صاير پاشه ، الناس تِلبَسْ جَرمَلي وآنه بطرگ دشداشه ! ]*ما دعاني لهذا المدخل ، لقطةٌ وصلتني عبر الواتس أپ .. إمرأة شعبية ، تحملُ هذا الإرث الثقافي ، تهجو الأوضاع برمتها دون تفاصيل ، أو تزويقٍ و بديعٍ أو غيره من المُحسّنات اللغوية ! ترفع يديها وتدعو [ الله يسوِّدْ وجه كلمَنْ بيَّض وجه صدام !!] دعاءٌ من سبع كلمات يوجزُ كل الأوضاع في العراق منذ إحتلاله قبل 17 عاماً .. أبلغُ في معناها من كثرةٍ من المُطوّلات والتحليلات !إقشَعرَّ بدني وأنا أستمع لــ"دعائها"... قَفَزَتْ إلى خاطري "حادثةٌ" جرَتْ في شتاء عام 1979. وقتها كان الراحل شمران الياسري( أبوگاطع ) في زيارتي ، قادماً من براغ .. سهَرنا ، أكلنا وشربنا ، ثم ماذا يدور من حديثٍ بين عراقيَّين مُغتربين ؟!!تَسَيَّبتُ! فحكيتُ له كيف أنَّ ر. أبو .. فلان ! كان قبل فترةٍ قصيرة في زيارة شخصية لبرلين ، "حَجَّتْ !" له في فندق شتات برلين ، كل لجنة تنظيم ألمانيا ، حتى مَنْ تَحمَّل "وعثاء" السفر إلى برلينَ من خارجها !! كنتُ الوحيد من بينهم ممن لم يحظر اللقاء .. أخبروني بعدها أنه إستفسرَ عني " أما يزال .... خشمه عالي ، ليش ما إجه ؟!" كان ذلك القيادي قد جاء إلى برلين حينها ضمن سلسلة من الزيارات قام بها لعدد من البلدان يروِّجُ فيها إلى " أن الوضع في البلاد غير ميؤوسٍ منه .. إذا ما تخلّينا عن مواقفنا المتخشبة ...كذا!"أطلَق أبو گاطع حسرةً حَرّى وقال " اللهمَّ لا تُباركْ في ضرعِ وزرعِ مَنْ يدَّخرُ جهداً في فضح الدكتاتورية الفاشية ودحرها !!" بعد تلك الزيارة إنتشر دعاء أبي گاطع هذا ... شِفاهاً وكتابة !______________________* تُجّار النجف وأغنياؤه دَرَجوا على خلع لقب پاشا على الشاعر عبد الحسين أبو شَبَعْ ، ليس سخريةً ، بل إتقاءاً من هجائه ومن لسانه الذرب ! أما جرملي ، فهو تصحيف شعبي لكلمة جيرمَني – ألماني - قماشٌ صوفي مستورد من ألمانيا يصنع الموسرون منه ثيابهم الشتوية ، في حين أنَّ عامة الناس لا تقوى علي شرائه وتكتفي بالدشداشه – الجلابه – بقماشها العادي الذي لا يقيهم برد الشتاء ! * * *حفّزتني مقالة د. قاسم حسين صالح [ اللغة العربية .. جمال وبلاغة وبيان ] المنشورة في الحوار المتمدن بتأريخ 28.12.2020 ومواقعَ أخرى ، مقالة جميلة ورصينة .. أقولُ حفزتني لمقاربة بعض القضايا من زاوية ، غير ما دَرَجت عليه كثرةٌ من الكتابات !1) أقولُ حينَ يتسيَّدُ الإنحطاط الحضاري ، فأنه يشمل كل جوانب الحياة .. بما ......
#كانت
#الثقافةُ
#نِعمَة
#فأنَّ
#الجهالة
#نِقمَة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=704663
#الحوار_المتمدن
#يحيى_علوان لن آتي بجديد .. أو كما يقول أهلونا مُتَهكّمين [ عَبالَك جايبْلَه بيضة أم صفارين / مُحّين !] لن آتي بجديدٍ إذا ما قُلتُ أنَّ الشعوبَ المقهورة والمُستضامة تلجأُ وتُبدعُ في إبتكار أساليب ماكرة وغير مباشرة في هجاء أوضاعها المعيشية ومقاومة الإستبداد والقهر ، أيّاً كان مصدره .. تُجَنِّدُ في ذلك السخريةَ المُرّة والنكتة اللاذعة ، وحتى الفكاهة السوداء ، بعضها يستبطنُ القول "العاديَّ" غامزاً بصورة حِكمةٍ أو قولٍ مأثور ، وأشدُّها ذاك الذي يتوسّلُ الطباقَ الكامل أو الناقص / الحِسچَه/ .. مما إشتهرَ به أهل الفرات الأوسط ... يتفاخرون به على سواهم . المثال الأنصع على ذلك في قول الشاعر الشعبي النجفي الراحل عبد الحسين أبو شَبَعْ :[الحمِد لله والشُكُر حسين صاير پاشه ، الناس تِلبَسْ جَرمَلي وآنه بطرگ دشداشه ! ]*ما دعاني لهذا المدخل ، لقطةٌ وصلتني عبر الواتس أپ .. إمرأة شعبية ، تحملُ هذا الإرث الثقافي ، تهجو الأوضاع برمتها دون تفاصيل ، أو تزويقٍ و بديعٍ أو غيره من المُحسّنات اللغوية ! ترفع يديها وتدعو [ الله يسوِّدْ وجه كلمَنْ بيَّض وجه صدام !!] دعاءٌ من سبع كلمات يوجزُ كل الأوضاع في العراق منذ إحتلاله قبل 17 عاماً .. أبلغُ في معناها من كثرةٍ من المُطوّلات والتحليلات !إقشَعرَّ بدني وأنا أستمع لــ"دعائها"... قَفَزَتْ إلى خاطري "حادثةٌ" جرَتْ في شتاء عام 1979. وقتها كان الراحل شمران الياسري( أبوگاطع ) في زيارتي ، قادماً من براغ .. سهَرنا ، أكلنا وشربنا ، ثم ماذا يدور من حديثٍ بين عراقيَّين مُغتربين ؟!!تَسَيَّبتُ! فحكيتُ له كيف أنَّ ر. أبو .. فلان ! كان قبل فترةٍ قصيرة في زيارة شخصية لبرلين ، "حَجَّتْ !" له في فندق شتات برلين ، كل لجنة تنظيم ألمانيا ، حتى مَنْ تَحمَّل "وعثاء" السفر إلى برلينَ من خارجها !! كنتُ الوحيد من بينهم ممن لم يحظر اللقاء .. أخبروني بعدها أنه إستفسرَ عني " أما يزال .... خشمه عالي ، ليش ما إجه ؟!" كان ذلك القيادي قد جاء إلى برلين حينها ضمن سلسلة من الزيارات قام بها لعدد من البلدان يروِّجُ فيها إلى " أن الوضع في البلاد غير ميؤوسٍ منه .. إذا ما تخلّينا عن مواقفنا المتخشبة ...كذا!"أطلَق أبو گاطع حسرةً حَرّى وقال " اللهمَّ لا تُباركْ في ضرعِ وزرعِ مَنْ يدَّخرُ جهداً في فضح الدكتاتورية الفاشية ودحرها !!" بعد تلك الزيارة إنتشر دعاء أبي گاطع هذا ... شِفاهاً وكتابة !______________________* تُجّار النجف وأغنياؤه دَرَجوا على خلع لقب پاشا على الشاعر عبد الحسين أبو شَبَعْ ، ليس سخريةً ، بل إتقاءاً من هجائه ومن لسانه الذرب ! أما جرملي ، فهو تصحيف شعبي لكلمة جيرمَني – ألماني - قماشٌ صوفي مستورد من ألمانيا يصنع الموسرون منه ثيابهم الشتوية ، في حين أنَّ عامة الناس لا تقوى علي شرائه وتكتفي بالدشداشه – الجلابه – بقماشها العادي الذي لا يقيهم برد الشتاء ! * * *حفّزتني مقالة د. قاسم حسين صالح [ اللغة العربية .. جمال وبلاغة وبيان ] المنشورة في الحوار المتمدن بتأريخ 28.12.2020 ومواقعَ أخرى ، مقالة جميلة ورصينة .. أقولُ حفزتني لمقاربة بعض القضايا من زاوية ، غير ما دَرَجت عليه كثرةٌ من الكتابات !1) أقولُ حينَ يتسيَّدُ الإنحطاط الحضاري ، فأنه يشمل كل جوانب الحياة .. بما ......
#كانت
#الثقافةُ
#نِعمَة
#فأنَّ
#الجهالة
#نِقمَة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=704663
الحوار المتمدن
يحيى علوان - إذا كانت الثقافةُ نِعمَة ، فأنَّ الجهالة نِقمَة !