خليد البرنوصي : الرؤية
#الحوار_المتمدن
#خليد_البرنوصي لم تكن تلك أول مرة أراه فيها، لكنها كانت المرة الاولى التي اعترتني رغبة عارمة لأنظر فيه. دون معرفة، إن حدث الأمر صدفة، أم هو فقط نزق الطفولة.الى حدود الساعة مازلت أطرح ذات السؤال على نفسي: لماذا ترصدتها كل ذلك الوقت كي أراه؟ لماذا؟ وكيف تشكلت الفكرة في رأسي وملكتني كل الوقت وبحدة حتى تحقق الأمر؟إنه ليس من السهولة استعادة ذلك اليوم المتعب والممتع مع تفاصيله الدقيقة تلك، والتي لم تدم سوى دقائق معدودة.إنها لحظة فاصلة في التاريخ الشخصي لعبوري من مرحلة الى أخرى، فبقدر ما رويت وأعدْت سرد الوقائع لأقراني، بقدر ما كنت أحس أني أكبر مع كل حرف يخرج من فمي، وكم كان ذلك رائعا ! رائع حقا أن أكبر في عيون أقراني، وأنا أنتشي بما رأيت.صحيح أنني استعيد اللحظة الان بهدوء وبرزانة متأنقة، لكن ذاكرتي تحفظ الى اليوم كل ذلك الخفقان، وكل المشاعر والهواجس التي جعلتني انتقل بفجائية من عمر إلى آخر، ومن رؤية الى أخرى، ومن مشاهد عابرة الى خيالات مشتعلة.لماذا حدث كل ذلك يا ترى؟ سأكذب ان قلت لهذا الامر أو لذاك، إنها من الأشياء التي تحدث فجائية وبدون مقدمات، والأكثر أهمية أن ما حدث كان في غاية الفرح، وفي غاية التعب ايضا.كأي طفل، كانت مشاهدتي له من قبل، عادية جدا، ولم تطرح لدي أي أسئلة مقلقة، فقد كان لي ما يغنيني عن سؤال ما ليس بيّنا وواضحا، وربما بدا لي كأي خط يرتسم هنا وهناك ولا يستحق مني اهتماما، لكن صباح ذاك اليوم ومع الإفاقة الأولى، وأنا بين الحلم واليقظة، اعترتني تلك الرغبة الجامحة، وغزى مخيلتي إلحاح شديد لكي أراه وأمعن النظر فيه.ربما حضرت آنذاك أيضا فكرة أن ألمسه وأمسكه بيدي، أو أفعل به شيئا آخر، لكنها توارت سريعا بتلك السرعة نفسها التي تمكنت فيها أن ألقي نظرة عليه وأكتشفه أخيرا.لا أذكر أني تناولت فطوري، لكن أذكر فقط، أني ما أن وطأت قدماي حقل الصبار خلف منزلها، حتى تسمرْت خلف جذع نبتة صبار كبيرة، وبدأت أراقب.**** كنّا في سيارة قديمة تكاد تتفكك عند كل حفرة طريق، جالسين مكدسين؛ بجانبي في المقعد الخلفي موحند، لم يكف عن الحديث مُذ ركبنا، يفيض حيوية ونشاطا رغم تجاوزه السبعين بكثير. معنا أيضا علال وهو في نفس عمر موحند أو يزيد، وهناك إبنه البكر، وشبان آخرين.السيارة متعبة، غبار كثيف يخنقنا بالرغم من أننا قصدنا السوق الاسبوعي فجرا. موحند كان كثيرا ما يلعن هذه الطريق المتربة ويتهكم على صاحب السيارة، وكان بحسه الفكاهي وسخريته اللاذعة ينسينا التعب والسيارة والأتربة.ـ أتعلمون كم تعبنا من أجل شق هذه الطريق، وكم كان التعب أكبر في جمع المال لأجلها؟ قال موحند.في سرعة ردٍّ، تدخل أحد الشباب ضاحكا:ـ صحيح عيزي موحند، لولا المال لما فتحت هذه الطريق.وأضاف:ـ أصلا المال يشق الطريق حتى في البحر.وضحكنا جميعا، فكلنا نتذكر ما قاله موحند لإبنه، فغير ما مرة حكى لنا ذلك.كان ابنه الوحيد قد اختفى بغتة دون ان يدري ......
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=673609
#الحوار_المتمدن
#خليد_البرنوصي لم تكن تلك أول مرة أراه فيها، لكنها كانت المرة الاولى التي اعترتني رغبة عارمة لأنظر فيه. دون معرفة، إن حدث الأمر صدفة، أم هو فقط نزق الطفولة.الى حدود الساعة مازلت أطرح ذات السؤال على نفسي: لماذا ترصدتها كل ذلك الوقت كي أراه؟ لماذا؟ وكيف تشكلت الفكرة في رأسي وملكتني كل الوقت وبحدة حتى تحقق الأمر؟إنه ليس من السهولة استعادة ذلك اليوم المتعب والممتع مع تفاصيله الدقيقة تلك، والتي لم تدم سوى دقائق معدودة.إنها لحظة فاصلة في التاريخ الشخصي لعبوري من مرحلة الى أخرى، فبقدر ما رويت وأعدْت سرد الوقائع لأقراني، بقدر ما كنت أحس أني أكبر مع كل حرف يخرج من فمي، وكم كان ذلك رائعا ! رائع حقا أن أكبر في عيون أقراني، وأنا أنتشي بما رأيت.صحيح أنني استعيد اللحظة الان بهدوء وبرزانة متأنقة، لكن ذاكرتي تحفظ الى اليوم كل ذلك الخفقان، وكل المشاعر والهواجس التي جعلتني انتقل بفجائية من عمر إلى آخر، ومن رؤية الى أخرى، ومن مشاهد عابرة الى خيالات مشتعلة.لماذا حدث كل ذلك يا ترى؟ سأكذب ان قلت لهذا الامر أو لذاك، إنها من الأشياء التي تحدث فجائية وبدون مقدمات، والأكثر أهمية أن ما حدث كان في غاية الفرح، وفي غاية التعب ايضا.كأي طفل، كانت مشاهدتي له من قبل، عادية جدا، ولم تطرح لدي أي أسئلة مقلقة، فقد كان لي ما يغنيني عن سؤال ما ليس بيّنا وواضحا، وربما بدا لي كأي خط يرتسم هنا وهناك ولا يستحق مني اهتماما، لكن صباح ذاك اليوم ومع الإفاقة الأولى، وأنا بين الحلم واليقظة، اعترتني تلك الرغبة الجامحة، وغزى مخيلتي إلحاح شديد لكي أراه وأمعن النظر فيه.ربما حضرت آنذاك أيضا فكرة أن ألمسه وأمسكه بيدي، أو أفعل به شيئا آخر، لكنها توارت سريعا بتلك السرعة نفسها التي تمكنت فيها أن ألقي نظرة عليه وأكتشفه أخيرا.لا أذكر أني تناولت فطوري، لكن أذكر فقط، أني ما أن وطأت قدماي حقل الصبار خلف منزلها، حتى تسمرْت خلف جذع نبتة صبار كبيرة، وبدأت أراقب.**** كنّا في سيارة قديمة تكاد تتفكك عند كل حفرة طريق، جالسين مكدسين؛ بجانبي في المقعد الخلفي موحند، لم يكف عن الحديث مُذ ركبنا، يفيض حيوية ونشاطا رغم تجاوزه السبعين بكثير. معنا أيضا علال وهو في نفس عمر موحند أو يزيد، وهناك إبنه البكر، وشبان آخرين.السيارة متعبة، غبار كثيف يخنقنا بالرغم من أننا قصدنا السوق الاسبوعي فجرا. موحند كان كثيرا ما يلعن هذه الطريق المتربة ويتهكم على صاحب السيارة، وكان بحسه الفكاهي وسخريته اللاذعة ينسينا التعب والسيارة والأتربة.ـ أتعلمون كم تعبنا من أجل شق هذه الطريق، وكم كان التعب أكبر في جمع المال لأجلها؟ قال موحند.في سرعة ردٍّ، تدخل أحد الشباب ضاحكا:ـ صحيح عيزي موحند، لولا المال لما فتحت هذه الطريق.وأضاف:ـ أصلا المال يشق الطريق حتى في البحر.وضحكنا جميعا، فكلنا نتذكر ما قاله موحند لإبنه، فغير ما مرة حكى لنا ذلك.كان ابنه الوحيد قد اختفى بغتة دون ان يدري ......
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=673609
الحوار المتمدن
خليد البرنوصي - الرؤية
خليد البرنوصي : ثْسافْث
#الحوار_المتمدن
#خليد_البرنوصي جذوة من جذع البلوط تبقى حتى الفجر متقدة، هي نعمة من عند الله، لم يكن من نعم أفضل منها، لولاها لما كان للناس ان يعيشوا طويلا، بل لماتوا دون أسنان عن سن صغيرة. تخيل إذن لو فقدت النار، تخيل فقط، ماذا كان سيحدث؟ ماذا ستفعل حينذاك؟ لا شيء، ستبقى تنظر في السماء وتبحلق فيها، والخير أمامك، عند رجليك.قلت، وماذا كنت تفعلين انت يا أمي حين تنطفئ؟ هذا لم يحدث أبدا، ولا مرة. منذ أن وعيت وأنا مع جدك، كانت النار في الموقد، الدخان لم يتوقف يوما عن الصعود عبر المدخنة، صحيح أنه يخبو في ليالي الشتاء الطويلة، لكنه في كل مرة ترى المدخنة وقد عاودت لفظ الدخان، كقاطرة قديمة لا تتوقف عن النفث إلا وقد أدركت محطة، لتنطلق من جديد. وأنا منذ أن انتقلت من وسط الدوار إلى هنا رفقة أبيك ، إلّا وأتذكر أن النار دائما ما تكون بصحبتنا، ونحن حريصين على أن يَبْقى كذلك؟ تُرى مَنْ سيقدم لك النار إذا انطفأت الشعلة؟ أما الآن فتبدل الحال، صار الأمر سهلا وميسرا، أعواد الثقاب متوفرة، أبوك يشتريها كلما ذهب إلى السوق، يقولون أن في السوق كميات كبيرة منها. لكن حتى وهي موجودة، أنا لا أطمئن، أوفر منها الكثير واحتفظ بها. لن أسمح لِرِجْلي فجرا أن تقطع كل هذا الطريق، لطلب النار من أحد. اموت ولا أفعل ذلك.قلت، وهل حدث مرة ان أخذ أحد رِجْله إليك؟لا يجوز هذا يا بني، عار أن تحكي عن الناس مثل هذه الاشياء. النار هي النار .في شط الوادي كانت هناك جذع ضخمة لشجرة أرز عريقة جدا، لا أحد يذكر منذ متى كانت هناك. في فصول الشتاء، كانت السماء تمطر طويلا ولا تتوقف، كنا نوفر منها قطعا صغيرة، هي صلبة، أكثر صلابة من خشب البلوط. في آخر الليل كنا نضع قطعة واحدة في الموقد، وعندما نتأكد أن النار قد أولعت فيها، ننام. وهي لا تنام. في الصباح ننفخ عليها الرماد فتتقد وتتوهج من جديد. أما الآن فتغيرت الأمور. حتى جذوع البلوط لم نعد نحتاج اليها .كنت مع أختي تحمل بنتها، بخوف تسير، سرنا كثيرا إلى هناك، بعيدا إلى حيث نبع وادي النكور. على ضفته الحادة بين الصخور، تتسلق اختي. هي رشيقة خفيفة، تعرف كيف تنط بين الصخور، ومن صخرة إلى أخرى تصعد. تجز بضعة أغصان من شجرة بلوط. ترتب حزمة من أوراقها، تمسد الحزمة،تفركها بين يديها، تضرب بها كفها، تتأكد أنها صارت رطبة، تعود إلى العين والصبية في حضني. تنزع كسوتها عن صدرها، فتظهر البثور الحمراء التي على صدرها، تمرر عليها الحزمة بهدوء وتسرع إلى شق في صخرة و تحشوها فيها. لم أسألها، هي قالت، إنشاء الله خير. لم أسأل و لم أفهم. الخير! الخير يكون في البيت، هكذا سمعت أمي تقول. كيف يكون في الصخر؟ قلبت شفتي السفلى وهززت كتفي. سألت أمي لماذا تحك أختي صدر الصبية بالبلوط؟ لا تحكي هذا لأحد. كان عليها أن لا تسمح لك بمرافقتها. "وَخّا.. وَخّا.. يا بنتي، لم تتعلمي بعد." كانت تُأنبها، وإن لم تكن بجانبنا، هي تأنبها، لا شك أن أختي تسمعها.الصوت يصعد مع الوادي، يتسلق الجبال، أعرف هذا. في الشتاء تصيح أمي، "لا تنسى الشياه." وتشير بيدها، ثم تعيد كرة أخرى، أنا لا أرى شيئا، وهي تنظر الى بعيد. وعندما يصل أبي يقول لها، " ترين يا خْتيجَة، لم أنس، خذ وقدم لها قليلا، لن أذهب غدا إلى الغابة". تأخذ أمي أغصان البلوط الندية وتقدمها للشياه. أترون؟ كان صوت أمي ينزل ويصعد الى أن يصل أذن أبي. ياه.. كم كانت الشياه تقفز وتتعارك على أغصان البلوط المغذية في تلك الأيام الباردة.صديقي لا يصدق هذا. أنا أحكي وهو يقول، أنت تهذي. أجره من يده الى الداخل، تعالى! أنظر! هذا الباب الثاني على اليمين، "يجب أن يكون على اليمين"، هذا م ......
#ثْسافْث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677451
#الحوار_المتمدن
#خليد_البرنوصي جذوة من جذع البلوط تبقى حتى الفجر متقدة، هي نعمة من عند الله، لم يكن من نعم أفضل منها، لولاها لما كان للناس ان يعيشوا طويلا، بل لماتوا دون أسنان عن سن صغيرة. تخيل إذن لو فقدت النار، تخيل فقط، ماذا كان سيحدث؟ ماذا ستفعل حينذاك؟ لا شيء، ستبقى تنظر في السماء وتبحلق فيها، والخير أمامك، عند رجليك.قلت، وماذا كنت تفعلين انت يا أمي حين تنطفئ؟ هذا لم يحدث أبدا، ولا مرة. منذ أن وعيت وأنا مع جدك، كانت النار في الموقد، الدخان لم يتوقف يوما عن الصعود عبر المدخنة، صحيح أنه يخبو في ليالي الشتاء الطويلة، لكنه في كل مرة ترى المدخنة وقد عاودت لفظ الدخان، كقاطرة قديمة لا تتوقف عن النفث إلا وقد أدركت محطة، لتنطلق من جديد. وأنا منذ أن انتقلت من وسط الدوار إلى هنا رفقة أبيك ، إلّا وأتذكر أن النار دائما ما تكون بصحبتنا، ونحن حريصين على أن يَبْقى كذلك؟ تُرى مَنْ سيقدم لك النار إذا انطفأت الشعلة؟ أما الآن فتبدل الحال، صار الأمر سهلا وميسرا، أعواد الثقاب متوفرة، أبوك يشتريها كلما ذهب إلى السوق، يقولون أن في السوق كميات كبيرة منها. لكن حتى وهي موجودة، أنا لا أطمئن، أوفر منها الكثير واحتفظ بها. لن أسمح لِرِجْلي فجرا أن تقطع كل هذا الطريق، لطلب النار من أحد. اموت ولا أفعل ذلك.قلت، وهل حدث مرة ان أخذ أحد رِجْله إليك؟لا يجوز هذا يا بني، عار أن تحكي عن الناس مثل هذه الاشياء. النار هي النار .في شط الوادي كانت هناك جذع ضخمة لشجرة أرز عريقة جدا، لا أحد يذكر منذ متى كانت هناك. في فصول الشتاء، كانت السماء تمطر طويلا ولا تتوقف، كنا نوفر منها قطعا صغيرة، هي صلبة، أكثر صلابة من خشب البلوط. في آخر الليل كنا نضع قطعة واحدة في الموقد، وعندما نتأكد أن النار قد أولعت فيها، ننام. وهي لا تنام. في الصباح ننفخ عليها الرماد فتتقد وتتوهج من جديد. أما الآن فتغيرت الأمور. حتى جذوع البلوط لم نعد نحتاج اليها .كنت مع أختي تحمل بنتها، بخوف تسير، سرنا كثيرا إلى هناك، بعيدا إلى حيث نبع وادي النكور. على ضفته الحادة بين الصخور، تتسلق اختي. هي رشيقة خفيفة، تعرف كيف تنط بين الصخور، ومن صخرة إلى أخرى تصعد. تجز بضعة أغصان من شجرة بلوط. ترتب حزمة من أوراقها، تمسد الحزمة،تفركها بين يديها، تضرب بها كفها، تتأكد أنها صارت رطبة، تعود إلى العين والصبية في حضني. تنزع كسوتها عن صدرها، فتظهر البثور الحمراء التي على صدرها، تمرر عليها الحزمة بهدوء وتسرع إلى شق في صخرة و تحشوها فيها. لم أسألها، هي قالت، إنشاء الله خير. لم أسأل و لم أفهم. الخير! الخير يكون في البيت، هكذا سمعت أمي تقول. كيف يكون في الصخر؟ قلبت شفتي السفلى وهززت كتفي. سألت أمي لماذا تحك أختي صدر الصبية بالبلوط؟ لا تحكي هذا لأحد. كان عليها أن لا تسمح لك بمرافقتها. "وَخّا.. وَخّا.. يا بنتي، لم تتعلمي بعد." كانت تُأنبها، وإن لم تكن بجانبنا، هي تأنبها، لا شك أن أختي تسمعها.الصوت يصعد مع الوادي، يتسلق الجبال، أعرف هذا. في الشتاء تصيح أمي، "لا تنسى الشياه." وتشير بيدها، ثم تعيد كرة أخرى، أنا لا أرى شيئا، وهي تنظر الى بعيد. وعندما يصل أبي يقول لها، " ترين يا خْتيجَة، لم أنس، خذ وقدم لها قليلا، لن أذهب غدا إلى الغابة". تأخذ أمي أغصان البلوط الندية وتقدمها للشياه. أترون؟ كان صوت أمي ينزل ويصعد الى أن يصل أذن أبي. ياه.. كم كانت الشياه تقفز وتتعارك على أغصان البلوط المغذية في تلك الأيام الباردة.صديقي لا يصدق هذا. أنا أحكي وهو يقول، أنت تهذي. أجره من يده الى الداخل، تعالى! أنظر! هذا الباب الثاني على اليمين، "يجب أن يكون على اليمين"، هذا م ......
#ثْسافْث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677451
الحوار المتمدن
خليد البرنوصي - ثْسافْث
خليد البرنوصي : لا تُعر الكتب أبدًا
#الحوار_المتمدن
#خليد_البرنوصي "لا تُعر الكتب أبدًا، فلا أحد يرجعها، والكتب الوحيدة التي أحتفظ بها في مكتبتي هي الكتب التي أعارني إياها الآخرون."* ليس هناك من نصيحة أفضل وأجدى من هذه، لا شك أن صاحبها مرت عليه تجارب عديدة، ليختصر الأمر في هذا الدرس البليغ. ومع أني افتتنت بها، فعلى غير عادتي في مقاسمة النصائح المهمة مع معارفي وأصدقائي، فإن هذه بالذات أخفيها عنهم. خططتها بالحرف العثماني، ووضعتها في إطار مذهب خلف أحد أبواب خزانة كتبي. صارت تنبيها محسوسا لي عند كل حالة سهو ما، قد أفقد بسببها واحدا من كتبي، بالإضافة أنها تشعرني بالطمأنينة حين أجد فيها مسوغا حكيما لما أحتفظ به من كتب غيري. إنها ما يشبه صك براءة مع نفسي لنفسي.صار لي مع القراءة والكتب علاقة وطيدة. ها أنا أتوفر على مكتبة تليق بشخصي، وبطموحاتي التي لا حدود لها. تشكلت عبر سنين، وفضاءات مختلفة. أتذكر من بدايات عشقي للحرف أن طلبت من أستاذي بعض الكتب، خاصة وأنه كان يشجعنا كثيرا على البحث والقراءة. دعاني مرة بعد ألحاح مني إلى مكتبته، وقال: لك أن تختار ما تشاء، حين تنهي قراءتها، يمكن لك أن تستعير أخرى. أخذت بضعة كتب قيمة، وانصرفت على أمل أن أعود سريعا.ولم أعد أبدا...مسارات الدراسة قادتني بعيدا، لم يكن أمامي وأنا أحمل معي رزم الكتب حيثما ارتحلت من مسكن إلى أخر، إلا أن أسجل في أعلى الصفحة الأولى من الكتب إسمي الثلاثي، وأدمغ أسفله توقيعي. توقيعي الذي تعبت من صباي على رسمه على الطاولات وأغلفة الدفاتر، حتى صرت مدمن على خطه الآن على أي بياض تصله أصابعي بأريحية، ما عدا بياض الشيك فلا زال يرعبني.أيام الجامعة كنت شغوفا بالكتب. أقرأ كل ما يصل يدي من عند رفاقي وصديقاتي. وكان كل كتاب جديد لا يفارقني إلا وقد ملأت معظم فقراته سطورا، وبالهوامش على حواف الصفحات، حتى يكاد متنه يغيب بين تعليقاتي. وما أن أقترب من إنهاء قراءته، وبدون شعور أدمغه بتوقيعي، فيصير كما لو أنه جزء مني، ويحوي قدرا من كينونتي.إنه لي وجزء مني، فكيف لي أن أتخلى عن بعضي.لا أحد يمكن له أن يقنعني بغير ذلك، صديقاتي كن أكثر تفهما للوضع .- لا بأس.. سأخذ نسخة أخرى، دع هذه لك.في الغالب الى هنا ينتهي أي جدال مع الصديقات، إنهن لطيفات حقا، وأكثر تفهما.بالنسبة لرفاقي، وإن كان الوضع يختلف قليلا، وحدث أن احْتدّ الجدال، والأخذ والرد، فغالبا ما ينتهي الأمر من جهتهم بقسم على أن لا يعيرو لي أي كتاب، ومن جهتي بمكسب لي أسر به كثيرا. كتاب جديد يضاف إلى مكتبتي.لا شيء أغلى من أن تكسب كتابا. أوليس "خير جليس في الزمان كتاب".*لاحقا في العمل مع رفاقي وزملائي، بسرعة تأقلموا مع طباعي، وصفها أحدهم مرة دون خجل بالسيئة. وصاروا يأخذون حذرا واضحا من إعارة الكتب لي، صحيح أني تهذبت كثيرا، وحاولت أن أتجاوز هذا الوضع المربك لي ولهم، فاهتدينا الى ما يشبه المقايضة، كتاب مقابل كتاب. ولكن لا أخفي عليكم أني كنت ذكيا في إنهاء ما يشبه تلك التجارة البدائية بمكاسب لي مهما بدت لهم بسيطة، تتعلق تحديدا في أهمية تلك الكتب التي أفوز بها، في تجويد مهامي الوظيفية وتعزيزها، أو بقيمتها المعرفية. لقد كنت تحت تأثير الطباع السيئة هذه، خبيرا في تعظيم قيمة الكتاب الذي ارتأيته أضحية للحصول على غنيمة أفضل، وأجعل صاحبها يتخلص منها وهو في كامل سعادته.هذه التجربة التي وصفها أحد أصدقائي باللاأخلاقية والبعيدة عن الروح الإيجابية، كنت أحاول دائما وضعها في سياقاها، وفهم دوافعها، التي غالبا ما كنت أستسيغها، لأصل إلى ما يشبه رضى نفسي عن تصرفاتي.يحدث أحيانا إن ......
#تُعر
#الكتب
#أبدًا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678294
#الحوار_المتمدن
#خليد_البرنوصي "لا تُعر الكتب أبدًا، فلا أحد يرجعها، والكتب الوحيدة التي أحتفظ بها في مكتبتي هي الكتب التي أعارني إياها الآخرون."* ليس هناك من نصيحة أفضل وأجدى من هذه، لا شك أن صاحبها مرت عليه تجارب عديدة، ليختصر الأمر في هذا الدرس البليغ. ومع أني افتتنت بها، فعلى غير عادتي في مقاسمة النصائح المهمة مع معارفي وأصدقائي، فإن هذه بالذات أخفيها عنهم. خططتها بالحرف العثماني، ووضعتها في إطار مذهب خلف أحد أبواب خزانة كتبي. صارت تنبيها محسوسا لي عند كل حالة سهو ما، قد أفقد بسببها واحدا من كتبي، بالإضافة أنها تشعرني بالطمأنينة حين أجد فيها مسوغا حكيما لما أحتفظ به من كتب غيري. إنها ما يشبه صك براءة مع نفسي لنفسي.صار لي مع القراءة والكتب علاقة وطيدة. ها أنا أتوفر على مكتبة تليق بشخصي، وبطموحاتي التي لا حدود لها. تشكلت عبر سنين، وفضاءات مختلفة. أتذكر من بدايات عشقي للحرف أن طلبت من أستاذي بعض الكتب، خاصة وأنه كان يشجعنا كثيرا على البحث والقراءة. دعاني مرة بعد ألحاح مني إلى مكتبته، وقال: لك أن تختار ما تشاء، حين تنهي قراءتها، يمكن لك أن تستعير أخرى. أخذت بضعة كتب قيمة، وانصرفت على أمل أن أعود سريعا.ولم أعد أبدا...مسارات الدراسة قادتني بعيدا، لم يكن أمامي وأنا أحمل معي رزم الكتب حيثما ارتحلت من مسكن إلى أخر، إلا أن أسجل في أعلى الصفحة الأولى من الكتب إسمي الثلاثي، وأدمغ أسفله توقيعي. توقيعي الذي تعبت من صباي على رسمه على الطاولات وأغلفة الدفاتر، حتى صرت مدمن على خطه الآن على أي بياض تصله أصابعي بأريحية، ما عدا بياض الشيك فلا زال يرعبني.أيام الجامعة كنت شغوفا بالكتب. أقرأ كل ما يصل يدي من عند رفاقي وصديقاتي. وكان كل كتاب جديد لا يفارقني إلا وقد ملأت معظم فقراته سطورا، وبالهوامش على حواف الصفحات، حتى يكاد متنه يغيب بين تعليقاتي. وما أن أقترب من إنهاء قراءته، وبدون شعور أدمغه بتوقيعي، فيصير كما لو أنه جزء مني، ويحوي قدرا من كينونتي.إنه لي وجزء مني، فكيف لي أن أتخلى عن بعضي.لا أحد يمكن له أن يقنعني بغير ذلك، صديقاتي كن أكثر تفهما للوضع .- لا بأس.. سأخذ نسخة أخرى، دع هذه لك.في الغالب الى هنا ينتهي أي جدال مع الصديقات، إنهن لطيفات حقا، وأكثر تفهما.بالنسبة لرفاقي، وإن كان الوضع يختلف قليلا، وحدث أن احْتدّ الجدال، والأخذ والرد، فغالبا ما ينتهي الأمر من جهتهم بقسم على أن لا يعيرو لي أي كتاب، ومن جهتي بمكسب لي أسر به كثيرا. كتاب جديد يضاف إلى مكتبتي.لا شيء أغلى من أن تكسب كتابا. أوليس "خير جليس في الزمان كتاب".*لاحقا في العمل مع رفاقي وزملائي، بسرعة تأقلموا مع طباعي، وصفها أحدهم مرة دون خجل بالسيئة. وصاروا يأخذون حذرا واضحا من إعارة الكتب لي، صحيح أني تهذبت كثيرا، وحاولت أن أتجاوز هذا الوضع المربك لي ولهم، فاهتدينا الى ما يشبه المقايضة، كتاب مقابل كتاب. ولكن لا أخفي عليكم أني كنت ذكيا في إنهاء ما يشبه تلك التجارة البدائية بمكاسب لي مهما بدت لهم بسيطة، تتعلق تحديدا في أهمية تلك الكتب التي أفوز بها، في تجويد مهامي الوظيفية وتعزيزها، أو بقيمتها المعرفية. لقد كنت تحت تأثير الطباع السيئة هذه، خبيرا في تعظيم قيمة الكتاب الذي ارتأيته أضحية للحصول على غنيمة أفضل، وأجعل صاحبها يتخلص منها وهو في كامل سعادته.هذه التجربة التي وصفها أحد أصدقائي باللاأخلاقية والبعيدة عن الروح الإيجابية، كنت أحاول دائما وضعها في سياقاها، وفهم دوافعها، التي غالبا ما كنت أستسيغها، لأصل إلى ما يشبه رضى نفسي عن تصرفاتي.يحدث أحيانا إن ......
#تُعر
#الكتب
#أبدًا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678294
الحوار المتمدن
خليد البرنوصي - لا تُعر الكتب أبدًا