سعد محمد موسى : أوريكة
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى مقامات المدن والموسيقىالجزء السادسإن الرحلة ووجهة السفر هذه المرة كان مبتغاها الى أحضان الطبيعة ومساقط الشلالات والجبال والهضاب باتجاة (أقليم الحوز) نحو واحة جمال القرى المراكشية (أوريكة) والتي كان أصل تسميتها بالاماريغي (يوريكن). يخترقها (نهر أوريكة) وسط واد تنبع مياهه الرقراقة المتدفقة من جبال الاطلس وعادةً ما يزداد منسوب تلك المياه في موسم ذوبان الثلوج التي تكلل قمم جبال أطلس، وينحدر هذا النهر نحو الجنوب الشرقي من مراكش وعلى ضفتية تمتد الارض الخصبة والمزارع الوفيرة. وعلى بعد 40 كم من أوريكة تنتصب جبال (أوكايمدن) وفي الامازيغية تعني (وادي الرياح الاربعة) وهو أيضاً منتجع سياحي ورياضي مخصص للتزلج في فصل الشتاء يستقطب الكثير من محبيّ رياضة التزلج على الجليد، وقممه تكون عادةً مغطاة بالثلوج وتنتشر على سفوحه أشجار الصنوبر والعرعار وقد أكتشف المنقبون فوق بعض الصخور وجود حفريات ونقوش أثرية يرجع تاريخها الى 2100 سنة قبل الميلاد، مما يشير ذلك الى وجود أقوام وقبائل قديمة جداً كانت تسكن تلك الجبال والكهوف.حين ينحت الماء هويته بازاميله الابدية بين أخاديد الصخور باطراف أمواجه التي تداعب الطحالب والزهور البرية الناعسة بين الاحجار الندية التي حفر عليها الزمن تجاويف وتضاريس وتكوينات عفوية. وعلى مرمى من النهر كانت تترآى بيوت القرويين وتمتد حقولهم ومزارعهم المشهورة بزراعة الخضروات، بينما المزارعون الامازيغ ينحدرون كرادلة من سفوح الجبال في موسم قطاف الجوز وهم يحملون على ظهورهم أكياس القنب المملوءة بثمار الجوز التي يفترشوها على ضفتي النهر ويرتزقون من بركات قطافها. تمتد مزارع الجوز في منطقة (آسني) في الاطلس الكبير على مساحات شاسعة وقد بقيت علاقة المزارعين متجذرة ومتوارثة مع شجرة الجوز منذ زمن (الفينيقيين) الذين كان لهم الفضل في غرس تلك الاشجار للمرة الاولى في أرض المغرب وشمال أفريقيا وتشكل هذه الاشجار مصدر رزقهم الاساسي. كان جميع أهالي قرى آسني ينتظرون بفرح غامر هطول موسم القطاف والبركة في شهر أيلول، ومن هذه الاشجار التي استظلوا بكرمها وعطائها واستوحوا حكاياتهم وأساطيرهم وتجذرهم في الارض.لدى سماعي للمرة الاولى كلمة (گرگاع) لم أعرف ما هو المقصود بها ولكن بعد حين علمت أن الگرگاع تعني الجوز في المغرب وللامازيغ تسمية خاصة أيضاً حيث يطلقون عليه (تقايين) ومثلما تتنوع أسماء أخرى للجوز في بعض البلدان العربية... فمثلا يسمى (عين الجمل) في مصر (زوزع) في تونس (لوز خزايني) في ليبيا وگعگع في السعودية. على مقربة من بائعيّ الگرگاع كان باعة الاعشاب البرية والطبية والعطرية والزينة النادرة مثل (المُران الاطلسي والمكاك البربري) يعرضون باقات الاعشاب والزهور فوق الضفاف أو يحملوها على صدورهم في سلال بين الاسواق وأمام السواح لا سيما من المهتمين باقتناء الاعشاب والشتلات النادرة، أما بائعي الحليّ والمصوغات الفضية والاحجار الثمينة هم الاخرون يعرضون أيضاً بضاعتهم ويصيحون على المارة والمتسوقين ليجلبوا إنتباههم لشراء القلائد والخواتم والاكسسوارات الاخرى، بينما النسوة الامازيغات في الوادي مشغولات بغسل الملابس في النهر وهُنّ يدعكن ويجففن أكوام الملابس المتراكمة فوق صخور ضفتي نهر أوريكة وتحت أشعة الشمس، حيث تتجلى هنا عفوية الحياة الطبيعة والمحافظة على عذريتها ونقاوتها، بينما فوق الصخور الاخرى وبين حافات المياة تستقر أواني غداء الطواجن الساخنة والشهية التي يعرضها الباعة من أمام المطاعم والمقاهي المنتشرة على طول النهر. وفي آخر الوادي تترآى عن ......
#أوريكة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729479
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى مقامات المدن والموسيقىالجزء السادسإن الرحلة ووجهة السفر هذه المرة كان مبتغاها الى أحضان الطبيعة ومساقط الشلالات والجبال والهضاب باتجاة (أقليم الحوز) نحو واحة جمال القرى المراكشية (أوريكة) والتي كان أصل تسميتها بالاماريغي (يوريكن). يخترقها (نهر أوريكة) وسط واد تنبع مياهه الرقراقة المتدفقة من جبال الاطلس وعادةً ما يزداد منسوب تلك المياه في موسم ذوبان الثلوج التي تكلل قمم جبال أطلس، وينحدر هذا النهر نحو الجنوب الشرقي من مراكش وعلى ضفتية تمتد الارض الخصبة والمزارع الوفيرة. وعلى بعد 40 كم من أوريكة تنتصب جبال (أوكايمدن) وفي الامازيغية تعني (وادي الرياح الاربعة) وهو أيضاً منتجع سياحي ورياضي مخصص للتزلج في فصل الشتاء يستقطب الكثير من محبيّ رياضة التزلج على الجليد، وقممه تكون عادةً مغطاة بالثلوج وتنتشر على سفوحه أشجار الصنوبر والعرعار وقد أكتشف المنقبون فوق بعض الصخور وجود حفريات ونقوش أثرية يرجع تاريخها الى 2100 سنة قبل الميلاد، مما يشير ذلك الى وجود أقوام وقبائل قديمة جداً كانت تسكن تلك الجبال والكهوف.حين ينحت الماء هويته بازاميله الابدية بين أخاديد الصخور باطراف أمواجه التي تداعب الطحالب والزهور البرية الناعسة بين الاحجار الندية التي حفر عليها الزمن تجاويف وتضاريس وتكوينات عفوية. وعلى مرمى من النهر كانت تترآى بيوت القرويين وتمتد حقولهم ومزارعهم المشهورة بزراعة الخضروات، بينما المزارعون الامازيغ ينحدرون كرادلة من سفوح الجبال في موسم قطاف الجوز وهم يحملون على ظهورهم أكياس القنب المملوءة بثمار الجوز التي يفترشوها على ضفتي النهر ويرتزقون من بركات قطافها. تمتد مزارع الجوز في منطقة (آسني) في الاطلس الكبير على مساحات شاسعة وقد بقيت علاقة المزارعين متجذرة ومتوارثة مع شجرة الجوز منذ زمن (الفينيقيين) الذين كان لهم الفضل في غرس تلك الاشجار للمرة الاولى في أرض المغرب وشمال أفريقيا وتشكل هذه الاشجار مصدر رزقهم الاساسي. كان جميع أهالي قرى آسني ينتظرون بفرح غامر هطول موسم القطاف والبركة في شهر أيلول، ومن هذه الاشجار التي استظلوا بكرمها وعطائها واستوحوا حكاياتهم وأساطيرهم وتجذرهم في الارض.لدى سماعي للمرة الاولى كلمة (گرگاع) لم أعرف ما هو المقصود بها ولكن بعد حين علمت أن الگرگاع تعني الجوز في المغرب وللامازيغ تسمية خاصة أيضاً حيث يطلقون عليه (تقايين) ومثلما تتنوع أسماء أخرى للجوز في بعض البلدان العربية... فمثلا يسمى (عين الجمل) في مصر (زوزع) في تونس (لوز خزايني) في ليبيا وگعگع في السعودية. على مقربة من بائعيّ الگرگاع كان باعة الاعشاب البرية والطبية والعطرية والزينة النادرة مثل (المُران الاطلسي والمكاك البربري) يعرضون باقات الاعشاب والزهور فوق الضفاف أو يحملوها على صدورهم في سلال بين الاسواق وأمام السواح لا سيما من المهتمين باقتناء الاعشاب والشتلات النادرة، أما بائعي الحليّ والمصوغات الفضية والاحجار الثمينة هم الاخرون يعرضون أيضاً بضاعتهم ويصيحون على المارة والمتسوقين ليجلبوا إنتباههم لشراء القلائد والخواتم والاكسسوارات الاخرى، بينما النسوة الامازيغات في الوادي مشغولات بغسل الملابس في النهر وهُنّ يدعكن ويجففن أكوام الملابس المتراكمة فوق صخور ضفتي نهر أوريكة وتحت أشعة الشمس، حيث تتجلى هنا عفوية الحياة الطبيعة والمحافظة على عذريتها ونقاوتها، بينما فوق الصخور الاخرى وبين حافات المياة تستقر أواني غداء الطواجن الساخنة والشهية التي يعرضها الباعة من أمام المطاعم والمقاهي المنتشرة على طول النهر. وفي آخر الوادي تترآى عن ......
#أوريكة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729479
الحوار المتمدن
سعد محمد موسى - أوريكة