احمد هاشم الحبوبي : صدام حسين ومسعود برزاني؛ «من خلّف ما مات»
#الحوار_المتمدن
#احمد_هاشم_الحبوبي المقدمةحين يدور حديث أو مقال يدور عن «أبو علي الشيباني» [1] عادة ما يبادر أحدهم بالاعتراض مستنكرا: ليش [= لماذا] لا تتحدث عن «أبو ثقب» [2]. وهذا طلب تعجيزي يفتقر إلى الموضوعية والواقعية. رغم ذلك، أتمنى أن ينال مقالي هذا رضا الجميع لأنه يشمل كل رموز الخراب. يشترك قادة العراق بصورة مذهلة في الأداء والحصيلة. فها هو نوري المالكي (رئيس وزراء العراق 2006 – 2014) يستنسخ خيبة سلفه صدام حسين (رئيس جمهورية العراق 1979 – 2003) فينهي عهده والعراق محتلٌ خرِبٌ ومهانٌ. للوهلة الأولى تبدو المقارنة بين الرئيسيْن غير واقعية أو منصفة؛ فمن غير الممكن مقارنة «ديكتاتور» بآخر «اختير ديمقراطياً»، لكن أداءهما وحصيلتيْ حكمهما متطابقان إلى حد عجيب؛ في الأداء عبر تفريطهما بفرص النهوض بالبلد واحدة تلو الأخرى، وفي الحصيلة حيث انتهت مسيرة الأول بالعراق بلداً مُحْتَلاً مدمراً بفعل الغزو الأمريكي – البريطاني. وانتهت حقبة الثاني بغازٍ آخر (تنظيم «داعش») أشدُّ هولاً وفتكاً مِن سابقه. ولأسباب مختلفة يتطابق الرئيسان في حجم الدماء التي أُريقتْ والأرواح التي أُزْهِقَتْ في عهديْهما [3]. أما مسعود برزاني، فهو نسخة من صدام حسين. في ذروة اكتساح تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لأرض العراق، استولى مسعود برزاني (رئيس حكومة إقليم كردستان آنذاك) على كل الوحدات الإدارية «المتنازع عليها» مدعياً عائديتها للإقليم الكردي [4]. وأعلن «عودة الفرع الى الأصل» وأنه لا انسحاب من ارض الأجداد، في محاكاة لاحتلال الكويت الذي جرى بنفس الذرائع (خطيئة صدام الأولى). واستمراراً في المحاكاة، لم يقم مسعود أي اعتبار لـ«الكونسورتيوم» الذي رتب كل أحداث حزيران 2014، الأمر الذي سيجبره لاحقاً على التخلي عن كل الأراضي والانكفاء في حدود ما قبل التاسع عشر من آذار 2003.كل الأراضي التي استولى عليها مسعود برزاني تقع ضمن حدود المحافظات التي احتلّها «داعش» وتحتوي على آبار وكوامن بترولية هائلة. ولم يكتف مسعود بذلك، فقد قامت مليشيا البيشمرگة الكردية بالسيطرة على آبار نفط كركوك وطرد كل العاملين العرب فيها بحجة نيتهم تخريب الآبار بإيعاز من «الحكومة المركزية». هكذا يبرر مسعود أقصاء أبناء كركوك العرب من وظائفهم ومناصبهم وحرمانهم من مصادر رزقهم ورميهم على قارعة الطريق. ولا بد من الإشارة إلى أن الذراع العسكري الضارب الذي نفذ عملية الاستيلاء هذه هو فصائل البيشمرگة الممولة والمسلحة من «الحكومة المركزية».إن الصمت الإقليمي عن «الضم الجائر» سوّغ لمسعود برزاني إصراره على إجراء استفتاء الاستقلال عن العراق في أيلول 2017 وصولاً إلى اعلان الإقليم دولة مستقلة، رغم المناشدات والتحذيرات الإقليمية والدولية التي حذرته من خطوته هذه. إلا أن مسعود تجاهل كل تلك التحذيرات وأصر على اجراء الاستفتاء. مرة أخرى يقتدي مسعود بصدام الذي رفض الانسحاب من دولة الكويت الشقيقة رغم المناشدات والتحذيرات الدولية (خطيئة صدام الثانية). وقع المحظور، وعُوقِبَ مسعود أيما عقوبة، فقد قُلِعَت أنيابه وانتزعت أشواكه، وخسر الغالبية الساحقة من الوحدات الإدارية التي سطا عليها جوراً وعدواناً. كما استعادت الحكومة المركزية كركوك، «قدس كردستان»، كما كان يسميها جلال طالباني. والطريف أن بيشمرگة الاتحاد الوطني هي التي سلمت كركوك. لقد جرى كل ذلك بإشراف وتنسيق إيراني – تركي بنزعة تأديبية رادعة. وانتهى الأمر بمسعود ان أعلن استقالته من رئاسة الإقليم وإلغاء المنصب لحين انتخاب رئيس جديد وسلم إدارة الإقليم لنجيرفان ابن أخيه وزوج ابنته، ليتم، بعد أقل ......
#صدام
#حسين
#ومسعود
#برزاني؛
#خلّف
#مات»
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685238
#الحوار_المتمدن
#احمد_هاشم_الحبوبي المقدمةحين يدور حديث أو مقال يدور عن «أبو علي الشيباني» [1] عادة ما يبادر أحدهم بالاعتراض مستنكرا: ليش [= لماذا] لا تتحدث عن «أبو ثقب» [2]. وهذا طلب تعجيزي يفتقر إلى الموضوعية والواقعية. رغم ذلك، أتمنى أن ينال مقالي هذا رضا الجميع لأنه يشمل كل رموز الخراب. يشترك قادة العراق بصورة مذهلة في الأداء والحصيلة. فها هو نوري المالكي (رئيس وزراء العراق 2006 – 2014) يستنسخ خيبة سلفه صدام حسين (رئيس جمهورية العراق 1979 – 2003) فينهي عهده والعراق محتلٌ خرِبٌ ومهانٌ. للوهلة الأولى تبدو المقارنة بين الرئيسيْن غير واقعية أو منصفة؛ فمن غير الممكن مقارنة «ديكتاتور» بآخر «اختير ديمقراطياً»، لكن أداءهما وحصيلتيْ حكمهما متطابقان إلى حد عجيب؛ في الأداء عبر تفريطهما بفرص النهوض بالبلد واحدة تلو الأخرى، وفي الحصيلة حيث انتهت مسيرة الأول بالعراق بلداً مُحْتَلاً مدمراً بفعل الغزو الأمريكي – البريطاني. وانتهت حقبة الثاني بغازٍ آخر (تنظيم «داعش») أشدُّ هولاً وفتكاً مِن سابقه. ولأسباب مختلفة يتطابق الرئيسان في حجم الدماء التي أُريقتْ والأرواح التي أُزْهِقَتْ في عهديْهما [3]. أما مسعود برزاني، فهو نسخة من صدام حسين. في ذروة اكتساح تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لأرض العراق، استولى مسعود برزاني (رئيس حكومة إقليم كردستان آنذاك) على كل الوحدات الإدارية «المتنازع عليها» مدعياً عائديتها للإقليم الكردي [4]. وأعلن «عودة الفرع الى الأصل» وأنه لا انسحاب من ارض الأجداد، في محاكاة لاحتلال الكويت الذي جرى بنفس الذرائع (خطيئة صدام الأولى). واستمراراً في المحاكاة، لم يقم مسعود أي اعتبار لـ«الكونسورتيوم» الذي رتب كل أحداث حزيران 2014، الأمر الذي سيجبره لاحقاً على التخلي عن كل الأراضي والانكفاء في حدود ما قبل التاسع عشر من آذار 2003.كل الأراضي التي استولى عليها مسعود برزاني تقع ضمن حدود المحافظات التي احتلّها «داعش» وتحتوي على آبار وكوامن بترولية هائلة. ولم يكتف مسعود بذلك، فقد قامت مليشيا البيشمرگة الكردية بالسيطرة على آبار نفط كركوك وطرد كل العاملين العرب فيها بحجة نيتهم تخريب الآبار بإيعاز من «الحكومة المركزية». هكذا يبرر مسعود أقصاء أبناء كركوك العرب من وظائفهم ومناصبهم وحرمانهم من مصادر رزقهم ورميهم على قارعة الطريق. ولا بد من الإشارة إلى أن الذراع العسكري الضارب الذي نفذ عملية الاستيلاء هذه هو فصائل البيشمرگة الممولة والمسلحة من «الحكومة المركزية».إن الصمت الإقليمي عن «الضم الجائر» سوّغ لمسعود برزاني إصراره على إجراء استفتاء الاستقلال عن العراق في أيلول 2017 وصولاً إلى اعلان الإقليم دولة مستقلة، رغم المناشدات والتحذيرات الإقليمية والدولية التي حذرته من خطوته هذه. إلا أن مسعود تجاهل كل تلك التحذيرات وأصر على اجراء الاستفتاء. مرة أخرى يقتدي مسعود بصدام الذي رفض الانسحاب من دولة الكويت الشقيقة رغم المناشدات والتحذيرات الدولية (خطيئة صدام الثانية). وقع المحظور، وعُوقِبَ مسعود أيما عقوبة، فقد قُلِعَت أنيابه وانتزعت أشواكه، وخسر الغالبية الساحقة من الوحدات الإدارية التي سطا عليها جوراً وعدواناً. كما استعادت الحكومة المركزية كركوك، «قدس كردستان»، كما كان يسميها جلال طالباني. والطريف أن بيشمرگة الاتحاد الوطني هي التي سلمت كركوك. لقد جرى كل ذلك بإشراف وتنسيق إيراني – تركي بنزعة تأديبية رادعة. وانتهى الأمر بمسعود ان أعلن استقالته من رئاسة الإقليم وإلغاء المنصب لحين انتخاب رئيس جديد وسلم إدارة الإقليم لنجيرفان ابن أخيه وزوج ابنته، ليتم، بعد أقل ......
#صدام
#حسين
#ومسعود
#برزاني؛
#خلّف
#مات»
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685238
الحوار المتمدن
احمد هاشم الحبوبي - صدام حسين ومسعود برزاني؛ «من خلّف ما مات»