الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فاطمة ناعوت : القليلُ كثيرٌ … في الطعام والعيال والفرح
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت Facebook: @NaootOfficial"القليلُ كثيرٌ، والكثيرُ قليل”. نظريةٌ معماريةٌ تعلّمناها في كلية الهندسة، لكنني اكتشفتُ أنه تنطبق على كلّ مناحي الحياة في الطعام والعيال، وكذلك في الفرح. "الإضافةُ عن طريق الحذف"، هي الفلسفة العبقرية التي انتهجها المعماري الأشهر: “لودفيح ميس &#1700ان ديرّو" ليعلّمنا أن التفاصيل الكثيرة تُفقِد الإنسان القدرة على تذوّقها والاستمتاع بها. كلّمنا قلّت التفاصيل زاد الجمال، والعكس صحيح. وتلك الفلسفة: Less is More, and More is Less تنطبق على كل شيء في الحياة تقريبًا.دعوني أشارككم تجربتي الخاصة مع الطعام والوزن الزائد وأشياء أخرى. مع شهور الحظر العام الماضي، اكتسبتُ بضعة كيلوجرامات من الوزن الزائد. هرعتُ إلى صديقتي د. ريهام صفوت الحبيبي، استشاري التغذية وأمراض السمنة، فوضعتْ لي برنامجًا غذائيًّا علميًّا أفقدني ما أثقلَ كاهلي من أحمال، وأكسبني صحةً واستمتاعًا بطقس الطعام. الوجبةُ تكفي عصفورًا، لكن استمتاعي بالطعام زاد أضعافًا. فحين تتحوّلُ الوجبةُ إلى لوحةٍ فنيّة بها القليلُ جدًّا من الطعام موزّعٌ بأناقة على حوافِّ الصحن الأبيض، تكتشفُ أن احترامَك لكلِّ لُقيمة قد زاد، واستمتاعك بمذاقها قد تضاعف. ثمرةُ الجوافة التي تلتهمها في ثوانٍ، جرّب أن تتناولها ببطء في عشرين دقيقة، (لأنك تعلّم أنها كلُّ نصيبك من الطعام لساعات). سوف يجعلُك هذا تستحلبُ رحيقَها بتروٍّ واحترام؛ فتشعر بحلاوة مذاقها على نحو مغاير تمامًا من تناولها ضمن صحن به خمس ثمرات.تلك فلسفةُ أشهر وأغلى مطعم في العالم: “أوستريا فرانشيسكانا" Osteria Francescana بمدينة "مدوينا" الإيطالية. صاحبُه ومديرُه الشيف: "ماسيمو بوتورا" الذي كان عاشقًا منذ طفولته لمكرونة التورتيليني؛ وكان يزعجُه تناولُ الناس لهذا الصحن بعجلة ودون احترام لمجرد الشبع. فقرر ابتكار صحن أطلق عليه اسم: “تورتيليني يتجوّلُ في الحساء"؛ وهو عبارة عن 6 حبّاتٍ مكرونة لا غير، تسبحُ في قليل من الصوص الأبيض، موزعةً في صحن أبيض كبير من الصيني. وللحصول على هذا الطبق "الشحيح" عليك الحجزُ مقدمًا في المطعم لشهور طوال، مقابل مبلغ باهظ لتلك الوجبة التي لا تُشبِع. لكنها في الواقع كافية لمنحك الشبع؛ لأنك سوف تتناول ببطء شديد، "وباحترام"، كلَّ مكرونة من المكرونات الستّ، إضافة إلى متعة تأملك اللوحة الفنية على خلفية الصحن الأبيض. هذا كلامٌ علميّ بالمناسبة؛ ففي تلك الوجبة الخفيفة ما يُشبِعُ الإنسانَ. لكننا لا نفطنُ إلى ذلك بسبب الاعتياد على التهام أطباق هائلة من المكرونة والأرز والطبيخ واللحوم؛ فتحمل أجسادُنا الدهونَ الزائدة، وتفقد أرواحُنا متعةَ الاستمتاع بالطعام واحترامه. وهذا يتفق مع الحديث الشريف: “بحسب ابن آدم لقيماتٌ يقمن صلبَه". أظنُّ أن تلك الفلسفة: "القليلُ كثيرٌ، والكثيرُ قليل” تنطبقُ كذلك على عدد الأطفال الذين ننجبهم. لهذا يقولُ المثلُ الشعبيُّ الفطن: “عيّل مكسي، ولا عشرة عريانين". فلا شكّ أن الرعاية، بل والحب، الذي يُمنح لطفل أو طفلين، أكثرُ مما يمكن منحُه لخمسة أطفال أو عشرة. وشكرًا للرئيس السيسي الذي قرّر الوقوفَ بحسم أمام "غول" الانفجار السكاني الذي يبتلع جميع محاولات النهوض بالوطن، ويجعلُنا ندور في فلك العوز والاستدانة والمرض، ويرهق كاهل الوطن بمأساة أطفال الشوارع والتسرّب من التعليم وغيرها من كوارثَ مجتمعية لم نعد قادرين على مواجهتها؛ إلا بتنظيم النسل بأمر القانون، وليس بالمناشدة والتوسّل. وشكرًا لشيخ الأزهر د. أحمد الطيب الذي استجاب لمطلب رئيس الدولة بمكافحة الانفجار السكاني، وأعلن "أخيرًا" أن تن ......
#القليلُ
#كثيرٌ
#الطعام
#والعيال
#والفرح

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710507