الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سميح مسعود : مقتنياتي التراثية
#الحوار_المتمدن
#سميح_مسعود بدأ اهتمامي بجمع المقتنيات التراثية منذ طفولتي الباكرة، بتشجيع من والدي الذي تشكل شغفه بها في عشرينات القرن الماضي، وقد ورثت عنه بعد رحيله مجموعة ضاعفتها مع مرور الأيام، وأصبح لدي في الوقت الراهن مجموعة كبيرة من المقتنيات التراثية المشغولة من الخشب والزجاج والفخار والفضة والنحاس بالإضافة إلى طبعات صحف أولى ومخطوطات أصلية ومسكوكات نقود قديمة وقطع من السجاد العجمي والحلي التقليدية والمكاحل والزنانير والملابس التقليدية المطرزة على نمط قرى أهل بلدي التي طرزتها الجدات في زمن مضى.يعود عمر مقتنياتي إلى مئات السنين، وأحدثها اشتراها والدي قبل النكبة من حيفا وقد ورثتها عنه ،تحمل كلها دلالات عربية وعجمية تُظهر نبضاً إبداعياً يتشاكل فيه خيال مبدعيها من الصناع المهرة، ما زالت حتى الآن تحتفظ بوهجها،كأنها صُنعت بالأمس،استطاعت أن تتحمل تغيرات السنين الطويلة التي مرت عليها،لا تغفو أبداً، وأتحامل على نفسي دوماً لإزالة ما يعلق عليها من غبار،ألمسها بعناية فائقة حتى لا تتأثر من خشونة يديّ لأنها بالنسبة لي كائنات حية تتأوه إذا أصابها مكروه، أغني لها في صوت أجش خالِ من النغم، وأقص عليها أجمل القصص التي عشتها معها على مدار أيام طويلة منذ أيام يفاعتي المبكرة حتى أيام شيخوختي التي أعيشها في زمني الراهن على مقربة من الهزيع الآخير من العمر.عندما أجلس وحدي في صالة عرض مقتنياتي في بيتي،أنظرإليها لساعات بعيني الضيقتين، أدنو منها وأرتشف منها كؤوس شراب الفرح الذي ينقلني إلى زمن مضى،يتدفق منه مجرى لا ينتهي من الذكريات،تُسمعني دقات أجراسها بدء استعراض دورة واسعة من الذكريات ،وأبدأ بتذكر قصة كل قطعة منهاعلى شكل مشاهد ملونة كأنها مرسومة بفرشاة فنان ماهر تتكرر أمامي بين أذرع جدران عالية مبسوطة على اتساع المكان،أشعر وأنا أنظر إليها بشعور رائع لا يوصف كأنني أصعد معها فوق أردنة الغيوم وتحوطني رعاية خاصة لأنني معها، وهكذا تتعاقب المشاهد وألتقط منها بعض المعلومات المتعلقة بها كمكان شرائها واسم بائعها وما أجريته معه من أحاديث في شؤون الفنون والدنيا، أرى كل قطعة ملفعة بمعلومات كثيرة تظهر في صور ملونة تتماوج أمامي أقلبها بكل مضامينها، أسترخي أمامها وأسمع صخباً مدوياً ينبعث منها يذكرني بقديم أيامي، أطلقُ لها العنان وأدفعها لتصطف أمامي، أكشف عن خباياها وأضعها فوق أكتاف عريشة دائمة الإخضرار تتدلى منها قطوف عنب جاهزة للقطف في كل المواسم.كلما أرى مقتنياتي أضرب على وتر حيفا مسقط رأسي المكان الأثيرعلى نفسي،أراها تمتد أمامي، وأرى الطفل الذي كنت أنا ملصقاً كفي بكف والدي وأسير معه في بطء في شوارع حيفا،كنت أقف معه طويلاً في سوق الأتتيكا نتجول فيه ويشتري فقط من صديقه "أبو أنطون" الذي كان يُعرف من خلال ببغاء كان يضعها فوق كتفه تردد كلامه وإذا أزعجها تنقره برأسه الأصلع،أتذكره كلما أرى بين مقتنياتي مصباح الإضاءة بالكاز الذي قرأت على ضوئه منذ الصف الأول الابتدائي،ما زال متألقاً في بيتي بين مصابيح أخرى كثيرة مصنوعة مثله من مادة الأبولين،لكنه يبقى الأفضل بينها لأنه يذكرني بكتاب راس روس للمربي خليل السكاكيني المقرر على تلاميذ الأول الابتدائي في كل مدارس فلسطين،أسمع أصوات التلاميذ في مدرستي مدرسة البرج وهم يرددون راس روس، أنصت بفرح وفي أحيان أغفو لبعض الوقت وأرخي ذقني على صدري.بين مشاهد المقتنيات أسمع في رقة صوت والدي وأراه وهو يقلب اللوكس الذي اشتراه من طبريا قبل أن أولد، أنظر إليه بشئ من المتعة الجارفة وأتذكرأماسي حيفا التي كان والدي يشعله فيها ويضيء الساحة المجاورة لبيتنا في أول شارع الناص ......
#مقتنياتي
#التراثية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700593
سميح مسعود : مقتنياتي التراثية...استعادة الذكريات لمحاصرة شبح-كورونا-
#الحوار_المتمدن
#سميح_مسعود بدأ اهتمامي بجمع المقتنيات التراثية منذ طفولتي الباكرة، بتشجيع من والدي الذي تشكل شغفه بها في عشرينات القرن الماضي، وقد ورثت عنه بعد رحيله مجموعة ضاعفتها مع مرور الأيام، وأصبح لدي في الوقت الراهن مجموعة كبيرة من المقتنيات التراثية المشغولة من الخشب والزجاج والفخار والفضة والنحاس بالإضافة إلى طبعات صحف أولى ومخطوطات أصلية ومسكوكات نقود قديمة وقطع من السجاد العجمي والحلي التقليدية والمكاحل والزنانير والملابس التقليدية المطرزة على نمط قرى أهل بلدي التي طرزتها الجدات في زمن مضى.يعود عمر مقتنياتي إلى مئات السنين، وأحدثها اشتراها والدي قبل النكبة من حيفا وقد ورثتها عنه ،تحمل كلها دلالات عربية وعجمية تُظهر نبضاً إبداعياً يتشاكل فيه خيال مبدعيها من الصناع المهرة، ما زالت حتى الآن تحتفظ بوهجها،كأنها صُنعت بالأمس،استطاعت أن تتحمل تغيرات السنين الطويلة التي مرت عليها،لا تغفو أبداً، وأتحامل على نفسي دوماً لإزالة ما يعلق عليها من غبار،ألمسها بعناية فائقة حتى لا تتأثر من خشونة يديّ لأنها بالنسبة لي كائنات حية تتأوه إذا أصابها مكروه، أغني لها في صوت أجش خالِ من النغم، وأقص عليها أجمل القصص التي عشتها معها على مدار أيام طويلة منذ أيام يفاعتي المبكرة حتى أيام شيخوختي التي أعيشها في زمني الراهن على مقربة من الهزيع الآخير من العمر.عندما أجلس وحدي في صالة عرض مقتنياتي في بيتي،أنظرإليها لساعات بعيني الضيقتين، أدنو منها وأرتشف منها كؤوس شراب الفرح الذي ينقلني إلى زمن مضى،يتدفق منه مجرى لا ينتهي من الذكريات،تُسمعني دقات أجراسها بدء استعراض دورة واسعة من الذكريات ،وأبدأ بتذكر قصة كل قطعة منهاعلى شكل مشاهد ملونة كأنها مرسومة بفرشاة فنان ماهر تتكرر أمامي بين أذرع جدران عالية مبسوطة على اتساع المكان،أشعر وأنا أنظر إليها بشعور رائع لا يوصف كأنني أصعد معها فوق أردنة الغيوم وتحوطني رعاية خاصة لأنني معها، وهكذا تتعاقب المشاهد وألتقط منها بعض المعلومات المتعلقة بها كمكان شرائها واسم بائعها وما أجريته معه من أحاديث في شؤون الفنون والدنيا، أرى كل قطعة ملفعة بمعلومات كثيرة تظهر في صور ملونة تتماوج أمامي أقلبها بكل مضامينها، أسترخي أمامها وأسمع صخباً مدوياً ينبعث منها يذكرني بقديم أيامي، أطلقُ لها العنان وأدفعها لتصطف أمامي، أكشف عن خباياها وأضعها فوق أكتاف عريشة دائمة الإخضرار تتدلى منها قطوف عنب جاهزة للقطف في كل المواسم.كلما أرى مقتنياتي أضرب على وتر حيفا مسقط رأسي المكان الأثيرعلى نفسي،أراها تمتد أمامي، وأرى الطفل الذي كنت أنا ملصقاً كفي بكف والدي وأسير معه في بطء في شوارع حيفا،كنت أقف معه طويلاً في سوق الأتتيكا نتجول فيه ويشتري فقط من صديقه "أبو أنطون" الذي كان يُعرف من خلال ببغاء كان يضعها فوق كتفه تردد كلامه وإذا أزعجها تنقره برأسه الأصلع،أتذكره كلما أرى بين مقتنياتي مصباح الإضاءة بالكاز الذي قرأت على ضوئه منذ الصف الأول الابتدائي،ما زال متألقاً في بيتي بين مصابيح أخرى كثيرة مصنوعة مثله من مادة الأبولين،لكنه يبقى الأفضل بينها لأنه يذكرني بكتاب راس روس للمربي خليل السكاكيني المقرر على تلاميذ الأول الابتدائي في كل مدارس فلسطين،أسمع أصوات التلاميذ في مدرستي مدرسة البرج وهم يرددون راس روس، أنصت بفرح وفي أحيان أغفو لبعض الوقت وأرخي ذقني على صدري.بين مشاهد المقتنيات أسمع في رقة صوت والدي وأراه وهو يقلب اللوكس الذي اشتراه من طبريا قبل أن أولد، أنظر إليه بشئ من المتعة الجارفة وأتذكرأماسي حيفا التي كان والدي يشعله فيها ويضيء الساحة المجاورة لبيتنا في أول شارع الناص ......
#مقتنياتي
#التراثية...استعادة
#الذكريات
#لمحاصرة
#شبح-كورونا-

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709802