الحوار المتمدن
3.08K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حمدى عبد العزيز : عبد الغني لبدة الذي أعرفه ..
#الحوار_المتمدن
#حمدى_عبد_العزيز عبد الغني لبده الذي يعرفه الكثيرون من فلاحي الإصلاح الزراعي في محافظة البحيرة ، وكثيرون من المنخرطون في قضايا القطاع الزراعي المصري وقضايا إنسان القرية المصرية .. فوجئت بصديقنا المشترك وصديق العمر مجدي شرابية يبلغني بالأمس فقط أثناء محادثة تليفونية بيننا أنه قد علم بالصدفة أنه توفي الأسبوع الماضي .. فظل هذا الخبر من ساعة علمي به إلي ساعة البدء في كتابة هذه السطور كغيمة رمادية اجتاحتني من انحاء وجداني الذي ملأته الثقوب الدامية من كثرة سهام فقد رفاق العمر في السنوات الأخيرة ..هبت في ذاكرتي علي الفور عاصفة نبيلة وحزينة تنفض أتربة المسافات الزمنية والمكانية ، وتدفقت مشاهد أول لقاء لي بالمناضل الحقيقي الشريف الذي مات مستور الحال ولم يمت متربحاً بقضايا الفلاحين كما يفعل بعض الفلاحين المزيفين الذين نراهم اليوم علي الشاشات وعلي منصات بعض المكاتب والمراكز التي تدعي الدفاع عن الفلاحين في حين أنها في حقيقة مجرد أكشاك للتكسب بقضايا الفلاحين وساكني القرية المصرية وفقرائها البائسين ، وعبد الغني لبدة الذي وهب أوقاته وسنوات عمره وحياته لقضايا القرية المصرية وخصوصاً أوضاع فلاحي الإصلاح الزراعي ، وكان أكثر إلتصاقاً وانغماساً بها بحكم أنه أحد أبناء قرية الضبايشه التابعة لقري الإصلاح الزراعي بمنطقة فيشا (أراضي الأمير عمر طوسون والخواجه بولاد) عبد الغني ظل طوال عمره ومنذ أن عرفته مقيماً بقريته ولم يغادرها .. يعيش ويأكل ويشرب ويصلي في مسجد القرية مع أهل قريته ، ويفلح وحدة الأرض التي ورثها عن أبيه ويأكل منها إلي جوار وظيفته كموظف بمجلس القرية ، ويناضل في نفس الوقت من أجل قضية الفلاحين التي تبناها من صغره ، يكتب الشكاوي والعرائض ويجمع التوقيعات عليها ويظل يجول بين أروقة المكاتب والوزارات بالمركز والمحافظة والوزرات دون كلل أو ملل ، يخوض المعارك في جسارة الفرسان وفي تواضع المناضل العفيف الذي لايشغله أي إدعاء أو مكسب ذاتي معنوي كان أو مادي ، ويضحي بجانب كبير من دخله البسيط ليدفع تكلفة ذهابه وإيابه هنا وهناك من أجل قضيته دون أن يتحدث عن ذلك ، أو أن يطلب من أحد أو جهة أن تشاركه التكلفة .. أول الصور التي تدفقت في ذاكرتي بالطبع كان أول لقاءتي بعبد الغني لبده في اواخر سبعينيات القرن الماضي عندما كان مجدي مجدى شرابيه يزورني في البيت مهنئاً بعد الإفراج عني في قضية توزيع بيان مناهض لإبرام اتفاق كامب ديفيد .. كان مجدي يصطحب شاباً في مثل عمري (أو زيد سنوات معدودة) يرتدي جلباباً ريفياً عرفني به قائلاً هذا هو الزميل عبد الغني لبده عامل بالترسانه البحرية في الأسكندرية ولكنه قد ترك العمل في الأسكندرية وقرر مغادرتها للإقامة بقريته في فيشا بالمحمودية لأنه لايستطيع الابتعاد عن أسرته وأهله في قرية (الضبايشه) التابعة لمسئوليتك الحزبية وأنه من الآن سيكون زميلنا في البحيرة وزميلك في الحزب بمركز المحمودية ، ومن وقتها عرفت عبد الغني لبده الذي زاملني في طوال مشوار انخراطي السياسي اليومي في البحيرة حتي عام 2013 عندما تركت أنا حزب التجمع ثم تركت وظل عبد الغني لبدة أحد قيادته ولكننا كنا نتقابل كأصدقاء وكرفاق عمر وكمهمومين بقضايا عديدة مشتركة في مجتمعنا إلي أن انتقلت أنا للإقامة في الأسكندرية فبعدت بيننا المسافات المكانية وقليل من المسافات سياسياً .. إلا أن المسافات الوجدانية ورحلة عمر من النضال المشترك ظلت هي مايجمعنا حتي لو باعدت بيننا مسافات الجدران التنظيمية والجغرافيا ومسافات الإقامة وشواغل الحياة اليومية التي تدهس الجميع .عبد الغني لبدة لم أره في أي معركة تخص الفلاح ......
#الغني
#لبدة
#الذي
#أعرفه

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731759