الحوار المتمدن
3.17K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
صباح بشير : عن رواية حيواتٌ سحيقة للروائي يحيى القيسي
#الحوار_المتمدن
#صباح_بشير صباح بشير: اعتقد الفيلسوفان اليونانيان سقراط وأفلاطون قديما، بأن هنالك نفسا داخل كل شخص فينا تبقى حية بعد موته لا تموت معه، وأن هناك عودة للحياة وأَحياءٌ من الموتى، وأن نفوس الموتى تبقى موجودة، ومنها تنطلق حياة أخرى جديدة.من خلال هذه الفكرة استدعى الروائي يحيى القيسي كل عناصر روايته “حيوات سحيقة” التي وقعت في (164) صفحة واتخذت من المكان إطارًا ملموسا لها، ليطرح بذلك فكرته التي تميزت بغرابتها، محفزا قارئها على التغلغل فيها، متجاوزا المعاني الظاهرية للنص باحثا عن تلك الغائرة في أعماقه، ولعل كتابة رواية تحمل فكرة ماورائية، تحتاج من الكاتب جرأة شديدة، وكفاءة عالية، وذلك لإيصالها الى القارئ وإقناعه بها على النحو الأفضل.بما يخص العنوان فبعد البحث عن المعنى اللغوي لأصل كلمة “حَيَواتٌ” نجد أنها في صورة جمع تكسير وجذرها (حيي) وجذعها (حيوات) وهي تشير الى الحَياةُ، النّموُّ والبقاءُ، أما كلمة “سحيقة” فهي صفة تدلّ على الثبوت من سحُقَ وسحِقَ، يقول العرب: الأزمنة السحيقة، أي الغابرة، ومكان سحيق أي بعيد، ووادٍ سحيق أي واد عميق، من هنا فعنوان الرواية يدل على فكرتها غير النمطية وعلاقتها بالمكان، فالمكان عنصر هام في صياغة هذا العمل وذلك لارتباطه بالمكونات والعناصر البنائية للنص. يبدأ القارئ بتوقع الاحتمالات التي تَتَالَت إليه عند القراءة الأولى للعنوان، محاولا ربطها وبلورتها بشكل يتوافق مع النص، أما عن الإهداء فقد استهل الكاتب روايته بإهدائها “إلى فرسان الأنوار العلوية في رحلتهم الأرضية”، قد يتبادر للذهن لأول وهلة أن هذا الإهداء غريب غير مفهوم، لكن بعد قراءة النص والتأمل به، يمكن للقارئ ان يستنتج ويفهم ما رمى اليه الكاتب، وبالطبع فإن القارئ المتفحص يضع نصب عينيه بضعا من الأسئلة ليحاول سدّ فجوات أحدثها الكاتب عمدا، بهدف تفعيل ذهن القارئ.حبكة الرواية: صالح بطل الرواية الذي اقترب من الأربعين، عمل في مجال التدريس ثم دليلا سياحيا، بعد ذلك باحثا في مركز للدراسات، قام بمرافقة فريق تلفزيوني لتصوير فيلم وثائقي عن الرحالة والمؤرخ السويسري “يوهان لودفيك بركهارت” الذي وصل الى شرق الأردن مكتشفا مدينة البتراء في جنوبه (1812م)، تعامل القيسي مع هذا المكان بشكل جيد، واتخذ منه إطارًا ماديًا للأحداث المتخيلة، فحقق امتزاجا مكانيا عجائبيا بالحدث، حملت أحداثه حيزا مكانيا من السكون إلى عالم الدهشة السريالية، يتتبع صالح مع الفريق الأماكن الأثرية، وخلال إنتاج ذلك الفيلم، انفرد صالح عن الجميع وزلت قدمه، حتى سقط في حفرة قضى فيها ليلة صعبة بعد أن سد التراب ثغرة الحفرة، شعر بالإحباط واليأس وأن لا أمل بنجاته، راح ينظر إلى ما حوله ليكتشف أن الحفرة تنتهي إلى سرداب يؤدي إلى كهف يقود إلى مكان ما، ثم وجد إناء من الفخار يشبه الجرة فكسَرَهُ، فإذا فيه سائل كثيف حلو المذاق، قام بتذوقه، فانتابته حالة غريبة، وكأن شيئا ما قد تغير به، بدأ يشاهد ومضات من حيوات أخرى، عاشتها النفوس الأثيرية وانتهت إلى جسده، غاب صالح في حالة شبيهه بالهلوسة، راح يرى أشياء غريبة ويتخيل نفسه إنسانا آخر، تخيل حياة مختلفة بوقائعها، وكأن أحد أجداده قد عاشها في أزمنة سحيقة، تم إنقاذه وإسعافه من الكسْور الرضوض والكدمات، عاد الى مدينة الزرقاء حيث عائلته، لتعتني به، بعد ذلك جرت الأحداث وانقلبت حياته رأسا على عقب جراء ذلك، تَتالَت الأحداث الغامضة التي عصفت به، اجتهد في البحث عن تفاسير منطقية لما يحدث معه، وتورط بالتطرّف الديني من خلال بعض أقربائه ووقع فريسة له، بحث عن الخلاص في الكتب علّه يجد بلسما شافيا لما هو ......
#رواية
#حيواتٌ
#سحيقة
#للروائي
#يحيى
#القيسي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730990
صباح بشير : أنا من الديار المقدسة.. رواية تقدم شهادة انسانية
#الحوار_المتمدن
#صباح_بشير صباح بشير:يمتلك أدب اليافعين خصوصية لا يخطئها قارئ أو ناقد، فهو يقوم على مقومات فنية وموضوعية محددة، كما يرصد يوثّق ويحلّل كل ما يُكتب وَيُوَجَه إلى هذه المرحلة العمرية، التي تحتاج إلى الفكرة المناسبة عند الكتابة إليها، فتعكس بذلك اهتماماتها وتعبر عنها، فالفتيان في هذه المرحلة تدور في أذهانهم الكثير من التساؤلات التي يحاولون الإجابة عليها، لذا فمن المهم أن نكتب لهم بصدق وشفافية، وأن لا نستهين بذكائهم وشغفهم وحبهم للاطلاع والاكتشاف والمعرفة، فهم عادة يتمردون على الكثير من المسلَّمَات ولا يتقبّلون المعلومات دون تحليل أو تمحيص، فالقارئ الصغير ذكي في تحليل ما تلقى وهو أصعب مراسا في الإقناع بما يقرأ من القارئ الكبير، من هنا فالكتابة لهم تساعد على تقويمهم وتجيب على أسئلتهم، وتساهم في توسيع مداركهم ومستوى وعيهم. من هذه المنطلقات طرح الأديب جميل السلحوت روايته "أنا من الديار المقدسة" التي تقع في اثنتين وستين صفحة، مُدججة بالمعلومات التاريخية والثقافية العامة، لتوثّق وتشرح وتوضح، وتسرد التاريخ بحكاية، وقد صدرت هذه الرواية عام 2020 عن مكتبة كل شيء في حيفا. ولأن الفهم والتحليل عمليتان تخصان قارئ العمل الإبداعي أو ناقده، وبهدف تفسير الرواية وتوضيح علاقتها بالواقع، لذلك وفور انتهائي من قراءتها، قررت الكتابة عنها.بعد التمعن في العنوان "أنا من الديار المقدسة" نجد أنه أول عتبة من عتبات النص، فقد امتلك بنية ودلالة متصلة به، وبعد استقرائه يمكن التوقع بماهيّة النص ومحتواه، ويمكننا أيضا فتح الذهن على علاقتهما الوطيدة (العنوان والنص) بالتاريخ والأحداث التي ظهرت من خلالهما، هذا التقاطع بينهما وبين الأحداث برز من الوهلة الأولى، حتى فَرَض العمل نفسه كقيمة فنية أدبية، إنسانية واجتماعية.في حصة المطالعة في مدرسة مونتس يوري، في حي جرين بروك بمدينة شيكاغو الامريكية، سألت المعلمة تلاميذها من طلاب الصف السادس الابتدائي عن أصولهم التي جاؤوا منها، من هنا انطلقت فكرة الرواية حين أجابت لينا بأنها قادمة من فلسطين، حيث الأرض المقدسة التي تحكي تاريخها، وحيث القدس مدينة التعددية الثقافية، وحيث مآذن المساجد التي تعانق أبراج الكنائس وأجراسها، فراح الكاتب يعمد إلى تعرية الحاضر من خلال الماضي، وبرؤيته الواعية تم تطويع النص لعرض الواقع التاريخي كمجال إبداعي، وذلك عبر حبكة مشوقة وأحداث تثير فضول القارئ الصغير، ليتماهى مع شخوصها، ويشعر بأنها تتحدث معه وتشاركه واقعه ومستقبله.تمكنت رواية "أنا من الديار المقدسة" من التقاط الأبعاد المغايرة للحدث، فقد شَخّصَت الهمّ الفلسطيني وقدمت شهادة إنسانية على الحدث، عايشت الواقع المُعاش وتأملت المستقبل، كان التاريخ أحد مكوناتها التي أوغلت في حلّ طلاسمه وفك رموزه، وعادت بنا إلى الماضي لاستكشاف الحاضر، من هنا فقد كان استدعاء الكاتب للتاريخ استدعاءً لإحيائه وتوثيقه في ذاكرة اليافعين بشكل خاص، وفي الذاكرة الجمعية بشكل عام.مَزَجَت هذه الرواية بين رواية وطنية، تاريخية واجتماعية، وأدب الرحلة، ولعلها مهارة خاصة بالكاتب حين يقوم بهذا المزج بسلاسةٍ ويُسر وتداخل نوعي جميل، مدركاً أهمية النشء في المجتمع، الذي لا بد من إعدادهم وإشباعهم المعنوي، وذلك لتحقيق الثراء الفكري، الوجداني والثقافي فيهم، وترسيخ القيم الأخلاقية والوطنية التي يجب أن يُربوا عليها، كالتمسك بالهوية، تقبل الآخر، روح التضامن والتعاون، الثقة بالنفس وغيرها من القيم، فكانت فكرة النص واقعية، لذا كَثُرَت الحجة والدلائل والصور، ونُقلت الوقائع بأسلوب مباشر وتحليل موضوعي عقلاني، أمّا ال ......
#الديار
#المقدسة..
#رواية
#تقدم
#شهادة
#انسانية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732224
صباح بشير : لاجئة في وطن الحداد.. سيرة شعرية في أربعة فصول
#الحوار_المتمدن
#صباح_بشير صباح بشير:يظن البعض أن الأساس في هذه الحياة هو الفرح والبهجة، وأن الشعور بالألم والبؤس ما هو إلا إحساس متسلل متطفل على الإنسان، يعكر صفو أيامه ثم لا يلبث أن ينقضي ويزول، فكثيراً ما تكون الحياة مزيجاً من الابتسامات، الدموع والحزن، الذي يعتبر ظاهرة واضحة في الأدب العربي، قديمةٌ قدم الإبداع به، مع الفرق بين المعاناة من الحزن وتجسيده كفلسفة في الأدب. الشاعرة الفلسطينية سلمى جبران، عبّرت في ديوانها الشعري "رباعيَّة لاجئة في وطن الحداد" عن صرختها التي تنبثق من عمق الحب، الألم والحزن، والإحساس باليأس، الفقد والشعور بالوحدة. يتكون هذا الديوان من أربعة أجزاء كل جزء منه في كتاب منفصل يشكل فصلا من سيرة الشّاعرة الذاتية الشّعرية، وعناوين هذه الأجزاء هي: "دائرة الفقدان" "الحلم خارج الدائرة" "متاهة الحبّ" "حوار مع الذّات"، جميعها صدرت عن "دار نينوى للدّراسات والنّشر والتّوزيع" في دمشق.عن هذه الرباعية تقول الشاعرة جبران: انتَظرَت رباعيّتي في الدرج بين ( 18 إلى 20 عاما ) إلى أن زارتني صديقة بالصدفة، فقامت بإقناعي أنَّ هذا الشعر لا ينبغي أن يظل حبيس الأدراج، وأن علي نشره.كتبُت جبران عن خلجاتِ قلبها ووصفت نبضات جرحها وما ألمَّ بها من ألم ووجع بعد فقدانها لزوجها، حكت لنا عن معاناتها كامرأة أرملة وأم، وتنوعت مواضيعها فطرحت ما جال في نفسها عن الحبّ، الفقدان والشوق، الظلم الاجتماعي الواقع على المرأة، وكذلك اضطهاد المرأة للمرأة، والحياة في ظل واقع العقليَّة القبليَّة الذكورية. تميّز شعرُها بعذوبته ورقته، بدفئه وصدقه، هو نابض بمعاني الحريَّة والمفاهيم الإنسانيَّة، مُشبّعٌ بجمال خيالها الخصب وصورها الشعرية المدهشة، وتعابيرها البلاغيَّة المبتكرة، لجماله موسيقى خاصة تطربُ الروح وتنعش القلبَ والوجدان.حضرت نفَحات الحزن الدافئة بين السطور بكثافة. تقول الشاعرة: وأنوح أبكي ساعةوتذيب جسمي لوعة الحسراتفأعود للنبع المقدسأنهل الأسفار والآياتفيضج في صدري نشيدييغرق الكلمات في كلماتيفيعيد في روحي الحياة.يسكن الإيقاع سلمى جبران، تمزجه بين الفكر والعاطفة، تقول عن أمومتها في قصيدتها "قلبٌ يتيم": أحس دمعة تموت كل يومفي مآقيَّ وفي حنجرتيتخنقها محبتيلطفلي اليتيموتمحي آثارهابلمسة الأنامل الصغيرةولم يزل لهيبهايهب في جوارحيويحرق الحياة في القلب اليتيميهجره النور فينطفئلكن نور حبيلا يزولبل يبعث الحياةفي أمومتي نستشفُّ من هذا الديوان عمق تجربتها الشعرية الإبداعية، خصوبتها وعمق أبعادها الإنسانيَّة، سلاسة أسلوبها وسحره، فقد عبَّرتُ بقصائدها عن خوالج نفسها لتتمكن من العودة سالمة إلى دائرةِ الحياةِ بعد المرور بتجربة مؤلمة، فحضرت إلينا سطورها كمقطوعات موسيقية بلغة سلسة واضحة بسيطة، لم تختبئ جبران خلف الرموز، وآثَرَت البوح الحزين والوفاء لحبيبٍ ترجل راحلا، تُحدّت واقع المرأة الصعب بمدلولٍ تلوّن وتشكل بألفاظه وصوره، ونمَّقَت شعرها بجودة وزاوجت بين التّميز اللغويّ وواقعيّة المضمون، فما عايشته روحها من تجارب قادها للابتعاد عن الطريقة التقليدية للقصيدة، وبثراء لغويّ وألفاظ بسيطة مستقاة من روحِ البيئة والمحيط، حاورت الإنسان وناجت السّماء. وفي الحب كان لها فلسفة خاصة، فقد كان العنصر الأكثر طغيانا في قصائدها. تقول الشاعرة في قصيدة "الحب نور":عشقت في الإنسانحبا يرتويبمتعة العطاءعشقت فيه حباخالصا لا يعرفالزيف والرياءتذوب فيه النفسوالأحقاد تنطفئوت ......
#لاجئة
#الحداد..
#سيرة
#شعرية
#أربعة
#فصول

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733424
صباح بشير : صباح بشير: “نور العين” قصة إنسانية ملهمة
#الحوار_المتمدن
#صباح_بشير يطلُّ علينا الكاتب سهيل كيوان ويتحفنا بإبداعه الجديد “نور العين” وهي قصة للأطفال صدرت عن مكتبة كل شيء في حيفا، وتقع في أربع وسبعين صفحة من الحجم المتوسط، تُزيّنها رسوماتٌ جميلة ٌمعبِّرة للفنانة منار نعيرات، وهي من تصميم شربل الياس.سبق لي أن قرأت للكاتب العديد من المقالات وروايتين هما: “المفقود رقم 2000” و “بلد المنحوس”، وقد صدرَ لهُ سابقا عدَّة مجموعاتٍ قصصيَّة للأطفال لاقت نجاحا واسعا. وعن قصة “نور العين” فهي تشكل إضافة نوعيّة لمكتبة أدب الأطفال في فلسطين، فهي جاذبه بأسلوبها وقوة رسالتها، انفردت بميّزاتٍ قَلما تتوفر في الأساليب التربوية الأدبية الأخرى، ومفادها هو تثقيف وإطلاع الصغار على أهمية التبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة المرضى، هذا الموضوع الإنساني الهام الذي لم يتم التطرق إليه سابقا على مستوى الادب بشكل عام.العنوان: “نور العين” الاسم الاول والثاني يحيلان الى بعضهما البعض ويؤثران في صياغتهما معا، مما يكسب العنوان وظيفة دلالية هامة، فالتسمية هنا لم تكن عبثية، إنما تدفع القارئ لوضع يده على دلالة مكثفة، وتخلق لديه انطباعا أوليا عن النص.الفكرة: القصة الجيدة للأطفال هي التي تحمل الفكرة الإيجابية وتدعو إلى الخير والفرح، الحق والجمال، في “نور العين” لم تكن الفكرة ساذجة أو مُغرقة بتفاصيل زائدة، فقد جرت الأحداث في إطار التبرع بالأعضاء والإيثار، لذا لم تنطلق الوقائع بشكل عشوائي، ولم تتصرف الشخوص اعتباطاً، بل كانت تستهدف بتعبيراتها فكرة العمل الأساسية التي استمدت موضوعها من عالم الطفل (الدمية) وعالجت ما يصبُّ في نطاق اهتماماته. الأحداث: دارت الأحداث بتسلسل وترابط في إطار فنيّ محكم ونسيج بنائي متناسق، ثم تأزمت المشكلة ليجد القارئ نفسه في شوقٍ للعثور على الحل المناسب، فبعد أن قررت الطفلة رشا أن تُفَصِّل قبعة لِلُعبَتِها الصغيرة، أرادت إلصاق الأوراق ببعضها البعض، فسقطت قطرة من الغراء على عين الدمية اليسرى، والتصق جفنا عين الدمية ببعضهما، فحاولت رشا معالجة الأمر لكنها لم تتمكن من ذلك لأن الغراء كان قد جفّ بسرعة، ثم توجهت الى جدّها الكفيف لتشكو له ما حلّ بها، وهو الذي ينتظر متبرّعا بقرنية لعينه، وخلال الحديث الذي دار بينهما حضرت صديقتها ندى برفقة والدتها الطبيبة نور، فتبرعت ندى بدميتها القديمة للاستفادة من عينها التي نقلتها وزرعتها نور مكان عين الدمية التي تلفت من الغراء.البناء والحبكة: قامت الحبكة على حوادث ومواقف بسيطة واضحة غير مفتعلة، وتم ترتيب الأحداث وتطويرها في تسلسل طبيعي متماسك بأجزائه وبنائه.الشخصية: رشا، الجد، ندى، الطبيبة نور، اتسمت هذه الشخوص بالإيجابية وكانت مألوفة وقريبة إلى الطفل، مقنعة ومشبَعَة بالأخلاق، اتصفت بالتعاون وحبِّ الخير والإيثار، وقد جُسِّدَت الأدوار بشكل مؤثر لدفع المتلقي الصغير لاتخاذ موقف عاطفي وفكري إزاء ما قرأ.البعد النفسي والسلوكي: تم التركيز على تشغيل الحواس ليظل القارئ الصغير منجذبًا إلى النص وتتكوَّن لديه بعض الميول والاتجاهات الإيجابية، كالتعاون، الايثار، احترام الغير، مساعدة الاخرين، التطوع، التبرع وغيرها من المعاني السامية، ظهر ذلك واضحا من تصرفات الأبطال، سلوكهم ورغباتهم، أفكارهم ومشاعرهم المختلفة (هدوء، انفعال، حزن، ترقب، قلق، فرح) وتمت الاشارة إلى يوم المرأة العالمي (صفحة 9) الذي صادف في يوم ميلاد البطلة رشا، وهذه لفتة ذكية للنفاذ بالنص إلى غرس القيم الانسانية الخاصة باحترام المرأة وترسيخها في فكر الطفل وسلوكه، كما تم التطرق لموضوع المحافظة على الهدية واحترامها وتقدير من قدمها لنا (صفحة 16) ......
#صباح
#بشير:
#“نور
#العين
#إنسانية
#ملهمة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734605
صباح بشير : من الرمال الساكنة إلى الرسم والإبداع
#الحوار_المتمدن
#صباح_بشير يحمل الإنسان الموهوب بين جوانحه أَرَق الأحاسيس وأرهفها شعوراً، يحترف موهبته بعقله وقلبه، وبأدواته وأسلوبه يبث روحه في أعماله ويضع بصمته الخاصة عليها، لينتج إبداعا جديدا آخر ويجسد الجمال بفكر مُبصِر ناضج متوهج. والجمال فكرة مشتركة بين الحياة والفن، وفن الرسم بالرمل من الفنون التشكيلة التي تُستَخدم فيها مادة الرمل المُلوَّن لإنتاج أعمال فنية جمالية مختلفة، تعبر عن الرؤية الرمزية أو الواقعية للفنان مُنفذ العمل، الذي يُشكل ملامح لوحته الفنية بنظرته الخاصة خياله وأفكاره، ويقدم لنا حالة جمالية حسِّية مميزة.الفنان نايف شحادة من قرية يركا الجليلية، هو معالج بالفن لذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد، امتلك موهبة الرسم بالرمل الملون منذ الصغر، وبشغف فتح نافذة الإبداع على هذا النوع من الفن الذي لا يزال مغمورا، وبإحساس مرهف بدأ مشواره الفني قبل خمسة عشر عاما، درس في كلية الجليل الغربي وطور موهبته بالتعلم والتدريب والممارسة، وهو عضو فعال في جمعية إبداع للتشكيليين العرب، أقام العديد من ورشات العمل والمعارض لطلاب المدارس والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة بطابعٍ سُخِّرَ لأهداف علاجية، وعلى غُبار الرمل وذراته الصغيرة الملونة، تركزت جميع ورشاته التي تضمنت تقنيات ومواد متنوّعة، فأنتج الكثير من اللوحات والرسومات الفنية الرملية والبورتريه الذي قَدَّم من خلاله الوجوه والملامح المختلفة، كما أبدع بإنتاج القوارير الزجاجية المعبئة بالرمل الملوَّن بأشكال فنية جذابة وغيرها من الأعمال.تمحورت اهتمامات شحادة حول ذرة الرمل التي عشقها منذ طفولته، كان يذهب برفقة والده الى شاطئ البحر، ويقضي وقته مستمتعا برماله الذهبية الدافئة، ينغمس في بناء القلاع الرملية والبيوت والجبال، يحفر بيديه وأقدامه الصغيرة ويرسم الخطوط المتعرجة العشوائية وما يحلو له من الأشكال، وعلى كتف الموج ينتشي برائحة البحر وأصدافه، وأمام هذا الامتداد الأزرق، كان ينسحب من الواقع إلى عالم الحلم، يمرر الرمال بين أصابعه مستمتعا بملمسها نعومتها وسيولتها، فتمنحه الإحساس بالتدفق الطاقة والحركة، تُلهمه حبها لتبعثه عاشقا مسكونا بها محترفا بعد ذلك فَنَّها، ويقدم ما يثير الإعجاب بفضل موهبته مهارته وإبداعه.اعتمد شحادة على قدراته الذاتية، فهو يحدد ألوانه ويختارها بحسب ذوقه الخاص ومواضيع لوحاته، وما يتيح له إنتاج الأشكال والرموز التي يرغب بتنفيذها وتقديمها بنجاح. يقول الفنان نايف شحادة: تسحرني ذرة الرمل، أتعامل معها بحب وحرص شديدين، تربطني بها علاقة وثيقة، تلك الذَرَّة التي لا تتجاوز 2 ملم واصغرها 0.004 ميكرون.ويقول أيضا: يحتاج الرسم الرملي لتقنية فنيّة فريدة في الأداء، تتطلب الجمع بين المهارة والدقة، يُنَمّي هذا النوع من الفن طريقة التفكير الإبداعي كما يعلم الابتكار في التعبير عن الأفكار، من خلاله يمكن تحويل الاشياء البسيطة إلى عجائب حقيقية بأساليب عديدة منها المباشر أو المعقد، الواضح أو الصريح، المفهوم أو الغامض، يتعلق ذلك بما يسكن خيال الفنان وما يود طرحه وتقديمه في أعماله، ليعبر عن نفسه أحاسيسه وما يجول في خاطره، وينقل مفاهيمه التي يصورها بكثير من الصبر والأناة، مؤثرا بذلك في المُشاهِد الناظِر إلى لوحاته، مُحركا أحاسيسه مُثيرا لدهشته.يعيش نايف شحادة حالة بحث ودراسة مستمرة ليظل متصلا بمجاله متوسعا به، يتحفنا بفنه المرئي الجميل ويشاركنا بمعرفته الإبداعية بمودة وفرح، ومن أعماله: المجسمات الرملية التي ينفذها على الشواطئ، الرسم على اللوح المضيء، الرسم بقارورة الزجاج، التصاميم على الزجاج والخشب، كما ابتكر التابلت الرملي ......
#الرمال
#الساكنة
#الرسم
#والإبداع

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736991
صباح بشير : -بين مدينتين- سيرة ذاتية مُبهرة للأديب فتحي فوراني صباح بشير
#الحوار_المتمدن
#صباح_بشير في احتفال ذاتي جمالي سطر الأديب فتحي فوراني سيرته الذاتية “بين مدينتين”، وقف على أحداث الزمن الماضي ومزج الحكاية بعبق المكان، أرفق الصور وتحدث عن نفسه مُركِّزا على نشأته وتكوينه النَّفسيّ والثَّقافيّ، علاقاته وفترة الشباب، حياته المدرسية ومعلميه وبعض الشخصيات التي تركت أثرا في نفسه وساهمت في تشكيل شخصيته. يقعُ هذا الكتاب في مئتين وسبعة وتسعين صفحة، وقد صدرت الطبعة الأولى عام 2014م، والثانية في العام 2017م وهي مزيّدة ومنقحة، صَمّم الغلاف مارون قعبور. أهدى الكاتب مؤلَّفه إلى زوجتهِ أولادهِ وأحفادِهِ، وبدأ في كل جزءٍ يُفّصِّل الأحداث والشجون، اللوحات والمشاهد الحيّة، استهل كتابه متحدثا عن تلك الأسباب التي ذهبت به لِخَط هذه السيرة، فبعد أن أُصيب بسكتة دماغية وعاش تجربة خاصة أفضت به إلى المعاناة، توقف عن العمل وأصبحَ لديه متسعٌ من الوقت للكتابة، بدأ أصدقاؤه وأقاربه بزيارته، كانوا يقلبون صفحات الماضي التي لم يبقَ منها سِوى شجونها، يتذكرون تلك الأيام الخالية ويتحدثون عنها، واقترحوا عليهِ كتابة تلك الذكريات رغبة منهم في استنشاق رحيقها، وهذا ما حدث، لقد وجد في الكتابة ضالته وما يعينه على الخروج من تلك المحنة، فوقف بذاته المبدعة أصلا ولم يركن إلى ما مر به من الصعوبات، بل تجاوزها مُستقبلا ظَرفَه بروح العمل والإنجاز، ويبدو أن الكتابة قد بعثت فيه احساساً وحنيناً غامضاً لأشياءَ كثيرة، وأشعلت فيه رغبة محمومة بالتذكر، وبعثت ألفة الأشياء التي اختبأت هناك، خلف ثنايا الزمن. نجح الأستاذ فوراني في انتقاء الأماكن والرموز وتسليط الضوء عليها، غير أن الرجل بحق أضفى قُدْرَة وحيوية على كل ما كَتب؛ فهو لم يَحضُر مملًا حافظًا للمعلومات مدونا لها، بل تميز بغزارة معرفته وثقافته التي أتاحت له سرد مرحلة عاصرها ووثقها بسيرته. ذَكَرَ أسماء النباتات في فلسطين، وَصف اللباس الشعبي الفلسطيني، الحلويات والأغاني التراثية، وبعض العادات والتقاليد القديمة، كتب عن مرارة التحول إلى لاجئ في الوطن، وسَرَد لنا ما حدث مع عائلته التي تأثرت بأحداث النكبة بشكل مباشر، ذلك الجرح الفلسطيني الغائر، عملية التهجير والتشريد واقتلاع الناس من بيوتهم وأراضيهم تحت تهديد الموت، وقع الرصاص وأنين البشر ونداءات الاستغاثة! تتعدّد المشاهد والعناوين الدافئة بين المدينتين، فنجد أنفسنا أمام مشاهد مكثّفة متعددة متفرعة، تغري القلب وتُعطِر الروح، ترافقها أحاسيس كثيرة متنوعة، وتصب الحالة الشعورية في هذا التنوع، من الوصف إلى التفصيل وفنية التصوير، وإلى المزج بين الماضي والحاضر، وعلى هذه الوتيرة وداخل فسيفساء مُدهشة، استحضر فوراني أيّامًا مضت، انتشلها من ذاكرته بأحداثها ومواقفها وقَسّمَها إلى ثلاث محطّات، (صفد، النّاصرة وحيفا)، استحضر الذكريات في صفد من كلام الآخرين عنها، فهي مرحلة الطفولة الأولى التي عاشها ولم يعد يتذكر الكثير منها، انتقل بعد ذلك مع عائلته إلى الناصرة وبدأ يَقّص علينا ذكرياته فيها، تلك المدينة التي احتضنته، أحبها وانسجم مع أهلها ومثقفيها، بَيَّنَ لنا نمط الحياة الأدبية الاجتماعية والثقافية فيها، صوَّر المواقع الجغرافية، وحكى عن البيوت الأزقة والأماكن، استذكر المُعَلِم الأول فؤاد خوري، والده وعملَه كحلاق وكيف كان يتأنق بملبسه ومظهره ويقرأ الصحف، وصفه بأنه عنوان وَمَعلَم من مَعالمِ المدينة، يتمتع بسجية أخاذة ويؤمّه الكثير ممن بحثوا عن واحة ظليلة تمنحهم الأمان والراحة، وتحدَّث عن جدّه التاجر صاحب الشخصية الرجوليَّةِ الذي كان يتكلم بلغة "الإيدش". هكذا استعرض فتحي فوراني مواضيعه، ظل يقِ ......
#-بين
#مدينتين-
#سيرة
#ذاتية
ُبهرة
#للأديب
#فتحي
#فوراني
#صباح
#بشير

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737716
صباح بشير : عن قصة الأطفال “ثابت والريح العاتية”
#الحوار_المتمدن
#صباح_بشير عن دار سهيل عيساوي للطباعة والنشر، صدرت قصة الأطفال ثابت والريح العاتية (2014)”Thabit and the strong wind” باللغتين العربية والإنجليزية، للأديب سهيل عيساوي، وتقع في أربع وعشرين صفحة ملونة أنيقة وغلاف جذّاب سميكٍ لامع، تُحلِّيها رسومات فنية معبّرة للفنانة فيتا تنئيل، دققها لغويا الأستاذ أحمد شدافنة.جدير بالذكر أن هذه القصة قد نالت جائزة ناجي نعمان الأدبية الهادفة، وجائزة ماري لويز الهوا لأدب الأطفال الأخلاقيّ، وذلك لرقيّ مستواها وتميّزها، وقد نُشرَت حولها العديد من الدراسات النقديّة الجادة. فمن أفق الطفل وبيئته الثقافية والاجتماعية، انطلق المُرَبي عيساوي في بناء قصته بأسلوب شاعري، معتمدا الرمزية والتجريد والصور الحالمة، دون أن يتخطى مدارك الطفل وحاجته في استيعاب الرمزية والشاعرية، فَمَيّزَ نصّه بالإحكام والجمالية، التشويق والمفاجأة، وجعله متصلاً بالواقع، وربَطَه بعناصر قابلة للإدراك في ذهن الطفل وحواسة، مضيفا إليه الحركة وبعض المكونات الواقعية، ليخاطِب وجدان الطفل وعقله بأسلوب أدبي يتناسب وقدراته الذهنية واللغوية، معتمدا الصور الفنية المبسطة، مبتعدا عن التقريرية والمباشرة.تدور الأحداث حول الطفل ثابت، الذي استيقظ من نومهِ مذعورًا على صوتِ الضوضاءِ وتحطُّم البيوت والمنازل في ليلةٍ أسدل فيها الليل ستائره وفتح أجنحته، فغمر الأرض بظلامٍ دامسٍ، وبدأت الريح العاتية تعصف بقرية ثابت الصغيرة حتى هدمتها عن بكرة أبيها، فغدت وكأنّها أطلال بالية.انتاب ثابت الذعر لهول ما رآه، ودَّبَّ الرُّعبُ في قلبهِ وتملكه الخوف، اختبأ تحت سَّريره وبدأت الرِّيحَ تطرق بابَ بيته بقوَّة، فأسرع وقفزَ من النافذةِ مهرولاً راكضا فَزِعاً، حتى وصل إلى مغارةٍ صغيرةٍ في أسفل الجبل ولجأ إليها، فوقفت الريحُ أمامَها وقالت: لن أمَسَّك بسوءٍ، فلم يُصدِّقها وَرَدَّ قائلا: كيفَ أثقُ بكِ وأصدِّقكِ وقد دمرتِ قريتي؟طمأنتهُ الريح، وطلبت مِنه أن يَبتلعهَا في النهار ويُخفيها في بطنهِ، لأنها تخافُ شروق الشَّمس ونورها الساطع، الذي يوهنُ قوَّتُها وجبروتها، على أن تقوم هي في الليل بابتلاعه وحمايته مِن براثنِها وهيجانِها، وقامت بإقناعه أن في ذلك مَصلحة مشتركة لهما، وعدَته بأنّها ستطيرُ به حولَ العالم ليزور كل مكان يحلمُ به، فوافقَ وضمَّتهُ الريح حتى تَوارى في داخلِها وانطلق مسافرا معها، يجوبُ البلاد مستمتعا بالأطعمةِ الشهيّة وأطيب المأكولات، حتّى ازداد وزنَهُ وأصبحَ سَمينًا، وتغيَّرت ملامحَهُ وثَقُلَتْ حركتَهُ وإرادتَهُ، واختفتِ مِن وجههِ براءة الطفولةُ، وتمضي الأيَّامُ وتسير الأحداث، وبدأ الحنين يطويه ويشدّه إلى أرضهِ وترابها، وإلى بيته وقريتِهِ التي دمّرَتها الريح، اشتاقَ ثابت لأهله وأصدقائه، منزله وسريرهِ الدافئ، دفاترِه أقلامِهِ وألعابهِ، ندم وأدركَ حجم الورطةَ التي وقعَ فيها، وراح يُفكِّرُ في كيفية الخلاص مِن تلك الريح العابِثة المسّتَغِّلة، التي تنتهز كل الوَسائِلِ وتستخدم كل الطرق لِتَحْقِيقِ مَصالِحَها الخاصة على حِسابِ الآخرين! لمحت الرِّيحُ أفكارَه وأحسَّتْ به، فأضمَرَت لهُ الشَّرّ وقررت الاستغناء عنه، فهي لم تعد بحاجة إليه بعد أن اشتد عودها وتعاظمَ عصفها وجمعت ما تحتاج من قوَّةٍ وعزم وطاقة، فقامت بحمله ليلا وألقتْ بهِ في صحراءَ قاحلة! استفاقَ ثابت فجرا ونظرَ بذهولٍ فوجدَ نفسَهُ وحيدا، بدأ يصرخُ وأخذ ينثر الرمل بيده متوعدا تلك الرِّيحُ وشرّها.يبدو أن الكاتب قد راهن على طبيعة الصغير وحاجاته المعرفية، فحشد إمكاناته الفنية واستجاب لروح الطفولة وما تستلزمه من نزوع إلى الجديد، ......
#الأطفال
#“ثابت
#والريح
#العاتية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741681
صباح بشير : عن رواية “الجرجماني” للأديب حسن حميد
#الحوار_المتمدن
#صباح_بشير عن دار دلمون الجديدة صدرت رواية “الجرجماني” للأديب حسن حميد (2020م)، وتقع في مئتين وثمانين صفحة، بُنيت أحداثها على شخصية واحدة محوريّة تكتب رسائل أحادية الجانب، احتشدت بين سطورها الشخوص وتداعت فيها الحكايات والأحداث.وحتى لا يقع الكاتب في فخ البطل الواحد، استعان ببعض الشخوص الثانوية التي تعاضدت معه وجاءت مجتمعة بين طيات رسائله، فحققت الشمولية وغدت عوامل مساعدة في نمو النص ومساره، وساهمت في جمالياته التي ظهرت واضحة في اللغة والشكل السردي ونقل الواقع بشكل فني مشوّق.بطل الرواية الجرجماني هو شخصية ديكتاتورية، مريض بجنون العظمة، السيكوباتية والفصام، نشأ يتيما رباه عمه الزبيدي وزوجته رضوى مع أولادهم، أحباه وبذلا كل ما بوسعهما ليتعلم، عاش طفولة صعبة ومراهقة غير مستقرة، عانى اليُتم، الإهمال، العنف والفقر، ثم لاقى نجاحا كبيرا؛ ليصبح بعد ذلك الرجل الأول في بلاده، ورغم تمتعه بقدر كبير من الذكاء، إلا أنه لم يكن راضٍيا عن نفسه وعلاقاته، ومن خلال اندفاعيته وميله للغش والكذب ومعاداة الآخرين، وعدم إحساسه بالتعاطف أو الندم على ما يقترف من أخطاء، تدهورت علاقته بالجميع، مما سبب له صراعا نفسيا عميقا، فلم يترك ا&#1620-;-حدا من شرّه، كان يغطي ا&#1620-;-فعاله الشريرة بالخير الظاهر والمبطن بالأذى المفرط، ولحماية نفسه أحاطها بحصانة وحكم مطلق، فقمع شعبه وشكّله وفقا لمصالحه الخاصة.في الجامعة كان غشّاشا يسرق أسئلة الامتحانات، ويتحرش بزميلاته الطالبات! يهوى العراك، يعتبر الحياة مسرحا للمغامرة، يشعر وكأنه ولد في كف الفقد، فهو لم يعرف أمه ولا أباه، ظل كائنا ضعيفا يمطر قلبه ببكاء كتوم كلما سمع أحدا ينادى: أمي، أبي! وفي إحدى الرسائل كتب عن طبيعة شخصيته العدوانية وقناعاته: “الناس ما احترموا الأنبياء والرسل لأن اللطف والرقة، الصبر والبشاشة صفات طبعوا بها، لم يهابوهم وهم أهل معجزات! ستالين، ما أقام ملكه إلا بصورته الراعبة، والإنسان بطبعه لا يخاف القانون والأعراف إنما يخاف القوة الكامنة وراءها، فمن هم حولي ما استجابوا وحنوا رؤوسهم لي، إلا لاستشعارهم قوتي وجسارتي”.كان يعتبر الضحك أمام الآخرين عيبا وقلّة هيبة، والعبوس من متممات الشخصية، هكذا كان قاسيا حاقدا على كل من أحبهم، يساعدهم ثم ينقلب عليهم لأتفه الأسباب، ينتقم ويتخلص منهم، ثم يعزي نفسه: “دائماً كنتُ مقتنعا بالجزاء الذي يتلقاه الآخرون مني؛ وهذا ما يريحني، ويجعلني صافيا”! وفي الحب كان دافعه الوحيد للدخول في أي علاقة عاطفية، هو محاولة إيجاد امرأة تملأ الفراغ الهائل في داخله، في النهاية يقوم بالتخلص منها وقتلها! اعترف بقتله للكثيرين، منهم عشيقاته، عمه وزوجته التي ربته كأبن لها وأولادهما، ثم كتب: “أردت أن أخفيهم من الحياة لأنهم كانوا يعرفون عني ما يذلني، وما يجعلني غير قادر على النظر في وجوههم، ما كنتُ أريد لأحد منهم أن يشاركني الحياة، كنت كثير الهجس من أن أحدا منهم سيتحدث عني بسوء” ثم يبرر جرائمه بقوله: معذور ومضطر، فأنا أُبعد الأذى عن نفسي فقط!مثلت هذه الشخصية حالة من الديكتاتورية الفردية بتسلطها تسلطا شاملا على الأرض، الثروة، الشعب، وفي محاكاة وتَّنَاص أدبي مدهش استعاد الكاتب قصة جلجامش وأنكيدو، وشبهها بصداقة البطل وربعة، تعالقها وتناظرها، فمثلما كان حال جلجامش في وحدته وعزلته، وبطشه بمن حوله واستحواذه على كل شيء وتسخيره له، كان حال بطل قصتنا أيضا، فقد ظل يشعر بالوحدة والفزع، ويعيش دون صديق أو سند، لذلك قرّب (أنكيدو) إليه، كذلك خلق خيال الجرجماني شخصية صديقه الذي ظلّ يكتب اليه راجيا حضوره مساندته والالتحاق به.< ......
#رواية
#“الجرجماني”
#للأديب
#حميد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741693
صباح بشير : همسات وتغاريد والحسّ الإنساني
#الحوار_المتمدن
#صباح_بشير عن دار طباق للنشر والتوزيع صدر كتاب "همسات وتغاريد" للكاتبة عدلة شدّاد خشيبون (2020م)، وقد جاء في ثلاثة وثلاثين نصّا، ضمن مجموعة منتقاة من الخواطر والنصوص النثرية والصور القلمية، التي جمعتها الكاتبة في قالب فني وصياغة أنيقة, وأهدتها إلى روح والدتها وأختها، وهو كتابها الثاني بعد كتاب "نبضات ضمير" الذي صدر في العام 2014م. قدّمت الكتاب الروائية دينا سليم حنحن، واستهلّت قائلة: " هذا القلم المميز عندما يكتب، يقودنا إلى أنفسنا المغتابة ليمسح الغبار عن عوالم سحرية مدفونة، نريد لها الخروج من فانوسها السحري". كان العنوان ثريا بما يكفي لإضاءة العتبة الأولى للقراءة وما جاورها من متن نصيّ، فحضر مباشرا أنيقا، ذو جرس موسيقي رَنَّان، ملتحما بمحتواه معبّرا عنه، عكسَ مرآه ومكنوناته ووصف الحالة الوجدانية التي تعيشها الكاتبة. وبما يخصّ الفكرة فقد حققت التوازن والترابط في الجمل والألفاظ والتراكيب، كانت واضحة متماسكة بعيدة عن التعقيد والجفاف، وبأسلوب منسجم وقالب أدبي لطيف أفصحت كاتبتنا عن نفسها وعبرت عمّا يجول في خاطرها، اعتمدت التنوّع ووجدانية الأسلوب، ما بين الومضة واللقطة والخاطرة الإنسانية، الرومانسية والاجتماعية، وامتازت سطورها بالإيجاز وجمال الصياغة وقوة التأثير، تزاحم الصُّوَر والتشبيهات، بساطة الألفاظ والاتِّساق مع الدفقة الشعوريّة المرافقة.وعن اللغة فقد امتلأت بالحس الإنساني الشفيف والأسئلة الوجودية، التماسك التعبيري، سرّدا ووصفا، تمكنت من الولوج إلى فضاءات متخيّلة وعوالم جديدة, وصفت الواقع ونقلَته وزادَت في معانيه سَعَةً ونَمَاء.أما عناوين النصوص فقد مثلّت البوابة الفنية المبدَئيّة التي يجتازُها القارئ وينطلق منها إلى باقي الصَفحات بفضولٍ كبير، تلك الصفحاتِ التي ازدحمت بثيّمات المشاعر، الحزن الألم والدموع، الحلم والأسرار، الشوق والذكريات، الحنين والنسيان، فكانت بمثابة المُقوِّم الأساسيّ لعُروج هذا العمل إلى منصَّة الإبداع. يشعر قارئ هذه النصوص بأنه أمام واقع الحياة وما تكتنفه من أحداث، فتلك الشذرات والنبضات قد استعادت الغياب الذي تحقق في النصّ، الفقدان وخسارة الأُم والأخت، وجع عميق جاثم في الصدر، وُصفته خشيبون بمنتهى الصِدق والتدفق، كانت صورة الأم مترابطة لامتناهيّة وظَهَرت في قالبٍ يحمل شيئا من روحها أحيانا، أو يحمل فلسفتها في تجاوز الألم أحيانا أخرى، واسترسَلَت تمَضي معتمدةً أساليب هادئة يسيرة، شاعريّة المشهد والحركة والإيماءات، واعتبرت الحياة قيّمة ثريّة بما يتذكر الإنسان، فاسْتَهْجَنَت الفناء واستحضرت الغياب بحضور النصّ، وقبضت على اللحظة الشعوريّة قائلة : "موجوعة أنا يا أمّي! وصفير قاطرتي بعيد بعيد.. بردانة أنا يا أمّي! ودفء غطائي جليد جليد، حجم الاشتياق كبير لا يعرف للزّمن ساعة، لا.. ولا يكترث بعقارب لاسعة، بألم السّنين، فقدت ألواني باهتة، بل رثّة وريشتي ضائعة".وأمام تلك الحالة الحسيّة ومناجاة الأم الراحلة، نقف أمام الوصف وجمع من الأسئلة، المواقف والتفاصيل، ونَسَق جميل من الدهشة والبهجة من جهة، واللَّوم الإحباط من جهة ثانية، وعن العتاب كتبت تقول: "أنا يا صديقي لا أقرأ كفّ الظالمين..لا، ولا أشرب قهوة العابسين، لي كفٌ من دفء نسيم عليل، أداعبها، وأرتشف قهوتي ساخنة، وأحلم باليقين".ولا بدّ هنا من التّطرق للصدق، فهو كما استَشعَرتُه، كان العنصر الأهم في هذه المجموعة، ليس بما اقترفه الخيال، بل بما نبع من عفوية الخواطر ووطأة الشعور، فالصدق هنا حرّر الذات المبدعة، وأطلق سجيّتها دون رتوش أو تجميل أو إضافة، وجعلها تستَرسل بتلقائ ......
#همسات
#وتغاريد
#والحسّ
#الإنساني

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744204
صباح بشير : ما بين الكاتب والناقد والنص.
#الحوار_المتمدن
#صباح_بشير يكتسب أفراد المجتمع الواحد ثقافتهم من التفاعل المتبادل بينهم، ويحافظ كل مجتمع على إرثه الثقافي والحضاري الذي يشكل هويته الثقافية ويميزه عن باقي المجتمعات، تلك الحاجة في الحفاظ على الهوية، تنبع من مشاعر الفخر والاعتزاز والانتماء إلى اللغة والموروثات، القيّم الفكريّة والأعراف والسلوكيات المجتمعية. لا يمكننا اختزال ثقافة المجتمعات وجعلها نمطية متشابهة، فهي ليست جامدة بل دينامية متحركة، وبالتالي فالفرد فيها مؤثر فعّال، يؤثر ويتأثر ويتفاعل، ومع هذه الصورة الدينامية للثقافة فالهوية إذن، نسق يحمل معناه لدى الفرد المتفاعل مع الموروث والسائد، المشارك في بناء هذه الثقافة.يزْدَّحِم واقع المثقّف العربيّ بالقَلق، لذا فهو لا يَكفّ عن البحثِ في خللّ الظرّف الرّاهن وعِلَلِه وتَحليله، جاعًلا من آمال مجتمعه أملاً له، ومن أحلامِهم هاديّا ودليًلا لِفكره، والكاتب هو ابن مجتمعه، يؤثر ويتأثر، ثم يَسْهَب في التعبيرِ عن ثقافته ليجسدها عبر أعماله الأدبيّة، مشكّلا بذلك خِطابه وعمله النافذ، وبفعل الذاكرة والانتماء، تعكس كتاباته واقعه وحياة مجتمعه، والكاتب المجتهد يبرز الواقع، ينبش التراث ويبحث في التاريخ، ويُنَقِّبُ في الإرث الثقافي الأدبي واللغوي، فلطالما كانت فكرة الهوية والانتماء هي الدعامة الأساسيّة للكتابة والنقد معا، من هنا تنبع أهمية تَتَبّع محاور اللغة والثقافة، والأدب بشكل خاص، لكونه مرآة لكل زمان ومكان، ولأنه ركيزة مهمة لقياس المجتمعات، لما له من أهميّة إنسانيّة تنويريّة.وعلى سبيل المثال، فقد مثّلَ الوطن محورا أساسيا في الأدب الفلسطينيّ، فالقَضيّة الفلسطينيّة في تجلياتها المختلفة، الإنسانية والسياسية، الثقافية والسردية والشعرية، هي قضيّة وجوديّة، وهي في التجربة الأدبيّة العربية قضيّة متصلة لا انفصال فيها بين الحاضر والمستقبل، لذا نجد أدب المقاومة قد نال موقعه البارز، لأبعاده السياسية والتاريخية الهامة، وعليه فقد حَمَل رسالة الشعب وهَمّومه، أبرز جماليّة المُضطهد وبشاعة الظلم، وأمسك بِغَور المأساة الفلسطينية، هذا الأدب الذي بنيّ على فكرة الوطن، هو أدب عربيّ قوميّ، وانطلاقا من عامل اللغة فقد حقّق انتشارا كبيرا في العالمِ العربيّ، وحافظ على كيّنونته وخصوصيّته كأدب فلسطيني مقاوم. والأمثلة على ذلك كثيرة: غسان كنفاني، إميل حبيبي، جبرا إبراهيم جبرا، يحيي يخلف، فدوى طوقان، محمود درويش، أحمد دحبور وغيرهم.لذلك فالبعد الثقافي للنص(نثرا أو شعرا)، يتشبّع بثقافة كاتبه، ظروفه وتجاربه، فكره وبيئته قبل أي شيء.وعن النقد فلولا الأدب ما وُجِدَ النقّد، ذلك لأن النقّد بنظرياته الأدبية ونقاشه الفلسفي، يجتهد في طرق أبواب النصوص الأدبيّة لتحليلها وبيان ما جاء فيها، وذلك من خلال ذوق الناقِد ورؤيّته الفكريّة والجماليّة، وهنا يجب التنويه، فليس هناك نقد أدبيّ صائب وآخر خاطئ، إنما هناك نقد أدبيّ ناضِج، لديه القدرة والأهليّة للتعامل مع العمل الأدبيّ والفنيّ بنزاهةٍ وعدل، دون تحيّز أو تعصّب. فأن يكون ذوق الناقد منطقيا موضوعيّا، مصقولا بالموهبة والفهم العميق، والحسّ الوجدانيّ والاطّلاع، فهذا يعني بأنه ناقد ناجح يتحلى بالحساسيّة وَسِعة المعرِفة، وبالتالي فلديه قدرة على الحُكم، ومن هذا المنطلق وجب عليه وضع الحقائق أمام القارئ، لتوجيهه ومساعدته في تفسير العمل الأدبي بنفسه، فَمُهمّة الناقد الحقيقيّ ليست تفسيريّة أو تأويليّة، إنما هي مهمّة تحليليّة، لذا فالتحليل والمقارنة المنهجيّة والذكاء، المَعرِفة الواسعة والعاطفة الجيّاشة والذائقة الجمالية، هي أدوات أساسيّة هامة للناقد المُ ......
#الكاتب
#والناقد
#والنص.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745200
صباح بشير : أبي حبيبي
#الحوار_المتمدن
#صباح_بشير “حبيبتي” تلكَ الكلمة التي كانَ يردُدها عليَّ والدي كلّما هاتفته، وبفرح طفلة كنت أبتهج بها وأطير غبطة وسرورا، عاش معنا بحب وشغف، أهدى إلينا عالمًا من القيّم وأوصانا بحفظ ما استطعنا منها، ها هو وهج الذّكريات يحملني إلى عالم التذكر، وإلى تلك الأيام التي أحاكت ما أنا عليه الآن وما سأكون.غادر أبي الحياة، ودَّعنا إلى عالمِ النُّورِ الأرحبِ، تسللت روحه كنسمة خفيفة تاركةً لنا الذّكريات والصور، تلك التي سألوذ إليها كلّما شدّني الحنين، كان دائم التّشبث بكلّ اللّحظات التي يقضيها معنا، وباهتمام وفرح كبير يستمع إلينا محاولا اقتناص الوقت بصحبتنا، يقول ويكرّر: سيكون هذا ملجأكم الوحيد، حين يشفّكم الشوق، الوجد والحنين.كان دائم التخيّل والتصور كيف سيكون الأمر بعد حين، بعد أن يغادرنا إلى ذلك العالم الغامض المجهول، غير المرئي! كان يفكر بالموت كل يوم وكل دقيقة، يتأمل نفسه هناك ويكتشف أعماقه، يستدعى أحلامه التي كانت والتي ستكون، وحاضره الذي وقف على الصراط المُنْبَسِط ، من أول الماضي السَحِيق إلى آخر المستقبل النّائي البعيد، لم يخف من الموت يومًا لكنه لم يحبه، غادر بإيمان مطلق وعَبَرَ إلى الضفة الأخرى بهدوء وسلام.لا يمكن لأيّ منّا أن يكتشف عمق نفسه بمعزل عن التأمل، فما نحن إلا عابرين، نوغل في الزمن والذكرى والحزن، وبعد مسيرة طويلة من البهجة والفرح، الحزن و الشَّجَن، الأحداث وتدافع الأيام، استقبالها وانسكابها على أرواحنا، تلك المشرّعة على كل شيء، يأتي الموت كحقيقة صادمة، كفيلة بأن توجعنا، نشتبك معها فتسحبنا إلى عمق دواخلنا المعتمة، المتخمة بالخيبة والإحساس المُرّ، بأن الشمس قد اِستَلَّت نورها من قلب عزيز لنا ولم تبقِ له غير الظلمة، وتركتنا نلملم الأحزان، نستعيدها ونبعثرها هنا وهناك!وفي وحشة الموقف نشعر بالضآلة والعجز، يسترجع الموت وغموضه الشرس كل الأسرار والمواقف، تأتي الذكريات الحميمة وتأخذنا إليها، فننسحب من واقع مؤلم إلى عالم بعيد مظلم ومشاعر مبهمة عميقة تنتشر في كل خلايانا، فتلك الذكريات تبعثُ فينا إحساسًا وحنينا غريبًا إلى أشياءَ كثيرة، ربَّما هي لحظات أصيلة في وقتٍ منسيّ، ربَّما هي أشواق لأمور لا نفهمُها، تبعثُ فينا ألفة الأشياء المخبَّأة.حمل أبي في قلبه دفئا ولينا وتسامحا، حبا وحنوا، كلّما لامستْه روحي انبعثت فيّ الطفولة من جديد، العَبَث واللعِب والضفائر الطويلة، فيحضرني الزَّمن الجميل والرجل الأجمل، كيف لا وأنا الطفلة المدلّلة في حضرتِه؟صوتُه المميز، النصح والإرشاد الدائم، ساعته الأنيقة، شعره الأبيض، ابتسامته المشرقة التي كانت تضيئ علينا البيت كله، حبُه الأبدي لنا ولوالدتي وهو يتأمّل تفاصيلنا عن قرب، عشقه المشعُ لأحفاده، إخلاصه في العمل ومتابعة طلابه، لم يُلهِهِ انشغاله بالاتّصالاتِ الهاتفيّةِ والعمل الاجتماعي يوما عن متابعتنا، كان داعما وسندا، أمانا حقيقيّا يخيّمُ علينا وعلى قلبي كلّما نظرته، هكذا وبلحظة لا تطاق ولا تحتمل، رحلَ كلُّ هذا!أيعقلُ بأنَّ والدي لم يعرف بأنَّي ما زلتُ طفلةً تنتظرُه أمام بيتنا الواسع الجميل؟ هلْ ظنَّ أنّي كبرتُ بما يكفي لئلا انتظره؟ِ أم تراه ما عادَ يراني طفلة بضفائر تطاردُ أحلامَها بين الأيام والأحداث، هل اعتقدَ بأني نَضَجت بما يكفي لأحتمل خبر موته الصادم!موجع هذا الرحيل يا أبي، ها أنا اليوم وقد بلغت منتصف النهار من العمر، أشعر أنني لم أكبر بما يكفي لأكفَّ عن انتظارك، وأني لم أعش بما يكفي لأصحو على ألم الفقد والخسارة، ما زلت أنتظرُ حكاياتك المخبّأةَ في جيب الأيام، لم أتركُ زاوية في بيتنا إلّا وحاولت رؤي ......
#حبيبي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746423