علي أحماد : من أوراق معلم بدكالة | 1991- 1995
#الحوار_المتمدن
#علي_أحماد الـمعلمان / الفقيهان علي ( ولد الشيخ ) و علي ( الشلح )جمعت بينهما الأقدار بمدرسة قروية واحدة بأرض دكالة ، تشابه اسمهما الشخصي واختلف انتماؤهما الاثني . الأول ( عربي ) والثاني ( امازيغي ) . يطلق عليهما الأهالي ( الفقيه ) . حمل الـمعلم - بمدن المغرب وبواديه - أسماء تمتح من حمولات ثقافـية متعددة الـهـويات ومنها ( الخوجة.. الـميط.. الفقيه والـمعلم ) ، وهذه الأسماء على تباينها الواضح إلا أنها فـي دلالتها اللغوية تحيل على ( الـمتعلم ) أو الذي ( يعلم ) ، ولا غرو فالـمتعلم فـي ذلك الزمان خصوصا بالقرية هو فقيه الجامع / الـمسجد / الكُتاب و فقيه المدرسة / السكويلة . بوأهما الأهالي والمجتمع مكانة رفـيعة وحظيا باحترام الكبير قبل الصغير . الأول يحارب البدع والضلال ويهدي الى أقوم السبل ، والثاني يخرج الأطفال رجال المستقبل من ديجور الجهل الى نور العلم . يحظى كلا المعلمين بالقرية بالإحترام والتقدير ، ولكن الآخر ينعم بتعامل خاص وهيبة نالـهــما من اعتبار وضعه الإجتماعي فهو ابن القرية ، وأبوه من الأعيان ورث مشيخة القبيلة أبا عن جد . ليفرق الأهالي والتلاميذ بين الفقيهين أطلقوا على الأول لقب ( علي ولد الشيخ ) وعلى الثاني ( علي الشلح ) ، وأظن أن اللقب الأول التصق بزميلي قبل أن أعين بالـمنطقة منتقلا إليها من زناكة / تازناخت . لم يكن لقب الشلح الذي ألصق بي يجعلني أحس من القرويين أبدا بعنصرية أو تمييز بيني وبين باقي الزملاء ، ولم أخجل منه بل صدعت بهويتي فقد عشت بين السكان معززا مكرما ولم أسمع قط أحدا يناديني به وظل متداولا بينهم فـي أحاديثهم الخاصة . كنت فخورا بأمازيغيتي ، لـهذا وفـي الأيام الباردة ، لزمت ارتداء الجلباب الصوفـي البني اللون والمزين بأشكال هندسية ( مضلعات ) بلون أبيض تميز شكل جلباب الأطلس المتوسط والكبير . كنت كلما نزلت من الدار عبر منحدر - تكسوه نبتة الخزاما وزهرة البابونج – فـي فصل الربيع وجدت معلما من الرباط يتخذ سكنا وظيفـيا منزلا له خاطبني : ( ها هو ذا عبد الكريم الخطابي ! ) وهو يشير ضمنا الى الجلباب . لا يخفـي البعض عجبه عندما أفتح الجلباب شقين كالجاكيت وقد جعل له الخياط ( سلسلة ) على مقاس طوله ومن لونه . ولد الشيخ سبقني الى مهنة التعليم بعشر سنوات ، وعين لأول مرة بإحدى قرى عبدة بدون باكالوريا . رجل ربع القامة، فاحم الشعر، دمغ التدخين شفتيه ونخر السوس أسنانه. يهابه التلاميذ لأنه سريع الغضب، متقلب المزاج، نادرا ما يضحك فـي وجوههم ويعنفهم بشدة لطما باليد على الخدود، أو رفسا بالأرجل. لا يشتكي من سلوكه أحد من التلاميذ أو الآباء. تبقى نيته فـي تعليم وتعلم الأطفال صادقة فهو مواظب على العمل متفان فـيه. عندما يهم بضرب أحد التلاميذ يعض على شفته السفلى حتى ترسم عليها الأسنان الأمامية وهو يشتم الماثل أمامه فهو يعرف كل صغيرة وكبيرة عن أبائهم وأجدادهم. يحمل إسما عائليا ( الدريوش ) يشتق من إسم القرية ( الدراوشة ) ، ولا أدري أيهما أخذ الإسم عن الآخر القرية أم هو ؟ أسر الي فـي حالة صفو أنه يعاني من ضائقة مالية يعيش بسبها شظف العيش لأنه استثمر كل ما يملك فـي شراء أبقار لتربيتها وبيع عجولها وحليبها ، ولكن توالي سنوات الجفاف فـي ثمانينيات القرن الماضي كبدته خسارة فادحة وجلس ينذب حظه العاثر...سنوات عجاف أكلت البقرات !أشفق على ولد الشيخ مما آل إليه حاله ، ويعتر الحزن أمعائي عندما أراه وقد جمع إليه ولديه ( طفل وطفلة ) حول صينية شاي يحضرها الأهالي كل صباح الى المدرسة ومعها صحن من مسمن مدهون . رغم ما يبدو على ولد الشيخ من غلظة وفظاظة إلا أنه طيب ......
#أوراق
#معلم
#بدكالة
#1991-
#1995
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750311
#الحوار_المتمدن
#علي_أحماد الـمعلمان / الفقيهان علي ( ولد الشيخ ) و علي ( الشلح )جمعت بينهما الأقدار بمدرسة قروية واحدة بأرض دكالة ، تشابه اسمهما الشخصي واختلف انتماؤهما الاثني . الأول ( عربي ) والثاني ( امازيغي ) . يطلق عليهما الأهالي ( الفقيه ) . حمل الـمعلم - بمدن المغرب وبواديه - أسماء تمتح من حمولات ثقافـية متعددة الـهـويات ومنها ( الخوجة.. الـميط.. الفقيه والـمعلم ) ، وهذه الأسماء على تباينها الواضح إلا أنها فـي دلالتها اللغوية تحيل على ( الـمتعلم ) أو الذي ( يعلم ) ، ولا غرو فالـمتعلم فـي ذلك الزمان خصوصا بالقرية هو فقيه الجامع / الـمسجد / الكُتاب و فقيه المدرسة / السكويلة . بوأهما الأهالي والمجتمع مكانة رفـيعة وحظيا باحترام الكبير قبل الصغير . الأول يحارب البدع والضلال ويهدي الى أقوم السبل ، والثاني يخرج الأطفال رجال المستقبل من ديجور الجهل الى نور العلم . يحظى كلا المعلمين بالقرية بالإحترام والتقدير ، ولكن الآخر ينعم بتعامل خاص وهيبة نالـهــما من اعتبار وضعه الإجتماعي فهو ابن القرية ، وأبوه من الأعيان ورث مشيخة القبيلة أبا عن جد . ليفرق الأهالي والتلاميذ بين الفقيهين أطلقوا على الأول لقب ( علي ولد الشيخ ) وعلى الثاني ( علي الشلح ) ، وأظن أن اللقب الأول التصق بزميلي قبل أن أعين بالـمنطقة منتقلا إليها من زناكة / تازناخت . لم يكن لقب الشلح الذي ألصق بي يجعلني أحس من القرويين أبدا بعنصرية أو تمييز بيني وبين باقي الزملاء ، ولم أخجل منه بل صدعت بهويتي فقد عشت بين السكان معززا مكرما ولم أسمع قط أحدا يناديني به وظل متداولا بينهم فـي أحاديثهم الخاصة . كنت فخورا بأمازيغيتي ، لـهذا وفـي الأيام الباردة ، لزمت ارتداء الجلباب الصوفـي البني اللون والمزين بأشكال هندسية ( مضلعات ) بلون أبيض تميز شكل جلباب الأطلس المتوسط والكبير . كنت كلما نزلت من الدار عبر منحدر - تكسوه نبتة الخزاما وزهرة البابونج – فـي فصل الربيع وجدت معلما من الرباط يتخذ سكنا وظيفـيا منزلا له خاطبني : ( ها هو ذا عبد الكريم الخطابي ! ) وهو يشير ضمنا الى الجلباب . لا يخفـي البعض عجبه عندما أفتح الجلباب شقين كالجاكيت وقد جعل له الخياط ( سلسلة ) على مقاس طوله ومن لونه . ولد الشيخ سبقني الى مهنة التعليم بعشر سنوات ، وعين لأول مرة بإحدى قرى عبدة بدون باكالوريا . رجل ربع القامة، فاحم الشعر، دمغ التدخين شفتيه ونخر السوس أسنانه. يهابه التلاميذ لأنه سريع الغضب، متقلب المزاج، نادرا ما يضحك فـي وجوههم ويعنفهم بشدة لطما باليد على الخدود، أو رفسا بالأرجل. لا يشتكي من سلوكه أحد من التلاميذ أو الآباء. تبقى نيته فـي تعليم وتعلم الأطفال صادقة فهو مواظب على العمل متفان فـيه. عندما يهم بضرب أحد التلاميذ يعض على شفته السفلى حتى ترسم عليها الأسنان الأمامية وهو يشتم الماثل أمامه فهو يعرف كل صغيرة وكبيرة عن أبائهم وأجدادهم. يحمل إسما عائليا ( الدريوش ) يشتق من إسم القرية ( الدراوشة ) ، ولا أدري أيهما أخذ الإسم عن الآخر القرية أم هو ؟ أسر الي فـي حالة صفو أنه يعاني من ضائقة مالية يعيش بسبها شظف العيش لأنه استثمر كل ما يملك فـي شراء أبقار لتربيتها وبيع عجولها وحليبها ، ولكن توالي سنوات الجفاف فـي ثمانينيات القرن الماضي كبدته خسارة فادحة وجلس ينذب حظه العاثر...سنوات عجاف أكلت البقرات !أشفق على ولد الشيخ مما آل إليه حاله ، ويعتر الحزن أمعائي عندما أراه وقد جمع إليه ولديه ( طفل وطفلة ) حول صينية شاي يحضرها الأهالي كل صباح الى المدرسة ومعها صحن من مسمن مدهون . رغم ما يبدو على ولد الشيخ من غلظة وفظاظة إلا أنه طيب ......
#أوراق
#معلم
#بدكالة
#1991-
#1995
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750311
الحوار المتمدن
علي أحماد - من أوراق معلم بدكالة | 1991- 1995