جعفر المظفر : كاريزما صدام وشجاعته
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر 1- تذكرني مقارنة الحكم الصدامي مع حكم الطائفيين السراق الحالي برواية شعبية مفادها أن رجلا أراد من الناس أن تترحم على أبيه القاتل والسارق والفاسد بدلا من أن تلعنه فحاول الإعتداء أمام الناس على شرف الدفان الذي كان يواري أباه التراب. وقد تحقق للرجل ما أراد إذ راح الناس يترحمون على أبيه الشقي الفاسد كلما قارنوا أفعاله مع فٍعلة أبنه الأشقى والأفسد منه.في علم السياسة, وفي علم التاريخ أيضا, فإن أخطر وأسوأ ما يمكن أن نفعله هو مقارنة السيء بالأسوأ حتى نستخلص منه إن السيء كان جيدا. وإنما الجيد يقال عنه جيدا لذاته وليس لمقارنة مع ذات الأسوأ منه.إن العراقيين يستحقون الأفضل. ولا أعتقد أن من العدالة أن يوضعوا في مساحة المقارنة التي تقول لهم : لقد كان سلفكم فاضلا لأنه كان أقل سوءا من خَلفٍه.2- التصفيق لا يخلق قائدا, وهو في بلدان العالم الثالث حيث الزعامات الدكتاتورية وحكم العسكر : التصفيق ليس دليلا على شعبية القائد أو صلاح أو فلاح حكمه. قبل صدام صفقت الملايين لعبدالكريم قاسم. وقبل أيام من سقوط الحكم الملكي رفعت الملايين سيارة الملك فيصل الثاني في ساحة حافظ القاضي.إن الزعيم الحكيم, وهو الذي نحتاجه, هو الذي يمنع التصفيق وليس ذلك الذي يشجعه. كان العراق يحتاج إلى حكم مؤسسات عادل وحكيم ومتوازن بدلا من حكم طاغية يحكمه بالحديد والنار ويخرب الجار على جاره ويحول الناس إلى كتبة تقارير يخاف الواحد منهم الآخر.وما الذي حدث بعد الإحتلال : ذهبت الأغلبية المصفقة إلى بيوتها بينما راح قسم كبير منهم يرقص للمحتل.فيا لعار الحاكم الكاريزماتي.3- الدبابة الأمريكية التي دخلت العراق من الكويت سارت ووصلت إلى بغداد بسرعة قياسية فأين ذهبت الجماهير المليونية المصفقة والمذهولة بكاريزما قائدها المحبوب. لقد أنهك صدام شعبه ووضعه في فم المدفع. أفقره وأخافه ومسخ شخصيته. حتى إذا دخل المحتل أرضه رأينا الأغلبية تصفق لمحتليها. هل عمركم رأيتم شعبا يصفق لمحتليه. نعم صفق العراقيون لمحتليهم. وأرجوكم .. لا تبحثوا عن العلة في الشعب بل إبحثوا عنها في الحكام.4- من قال أن صدام حسين لم يكن شجاعا ؟! لكن ألا يكون عدلا أن نعرف الشجاعة أولا.ألا يكون عدلا أن نميز بين شجاعة رجل الشارع من جهة وشجاعة رجل الدولة من جهة أخرى. قبل إستلام الحكم فإن شجاعة صدام حسين لم يكن فيها موضع شك. لكن رجل الدولة يحتاج عرض العقل والدماغ قبل حاجته إلى عرض الأكتاف. يحتاج إلى التروي والتعقل والحكمة قبل المغامرة والطيش والطغيان.وإنما مشكلة العراقيين كانت بالضبط مع شجاعة صدام لا مع جبنه. مشكلتهم مع نوع الشجاعة التي هي أقرب إلى التهور والجنوح والمغامرات التي يحس بمخاطرها المبتدئ في عالم السياسة والصبي في عالم الإدراك.5- لو أن صدام حسين لم يلقٍ بجيشه وشعبه في أتون حروب وحروب ثم يذهب مختفيا في مزرعة خاله (طلَّ وفاح) إبان حرب الكويت بينما بغداد كانت تحترق. لو أنه لم يفرش أرض العراق بعد أن كرهته الناس وتمنت زواله ثم يصبح طريدا ويترك شعبه في مواجهة المجهول, لكان ممكنا أن يتم النظر في أمر شجاعته المُهولة.إن غرفة الإعدام والمشنقة هي المكان الوحيد الذي يجب أن لا يستدل به على شجاعة القائد أو يستدل بها على جبنه, فهي تمثل لحظة اللاخيار أمام القائد غير أن يكون (شجاعا).ليس شجاعا من يغدر بنصف رفاقه في القيادة في ساعة غفلة ويرسلهم إلى سوح الإعدام وإلى زنازين التنعذيب. ليس شجاعا من يحتفل بعيد ميلاده وسط غناء الأطفال في قصره الجمهوري بينما جثث شهداء الجيش العراقي ......
#كاريزما
#صدام
#وشجاعته
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676732
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر 1- تذكرني مقارنة الحكم الصدامي مع حكم الطائفيين السراق الحالي برواية شعبية مفادها أن رجلا أراد من الناس أن تترحم على أبيه القاتل والسارق والفاسد بدلا من أن تلعنه فحاول الإعتداء أمام الناس على شرف الدفان الذي كان يواري أباه التراب. وقد تحقق للرجل ما أراد إذ راح الناس يترحمون على أبيه الشقي الفاسد كلما قارنوا أفعاله مع فٍعلة أبنه الأشقى والأفسد منه.في علم السياسة, وفي علم التاريخ أيضا, فإن أخطر وأسوأ ما يمكن أن نفعله هو مقارنة السيء بالأسوأ حتى نستخلص منه إن السيء كان جيدا. وإنما الجيد يقال عنه جيدا لذاته وليس لمقارنة مع ذات الأسوأ منه.إن العراقيين يستحقون الأفضل. ولا أعتقد أن من العدالة أن يوضعوا في مساحة المقارنة التي تقول لهم : لقد كان سلفكم فاضلا لأنه كان أقل سوءا من خَلفٍه.2- التصفيق لا يخلق قائدا, وهو في بلدان العالم الثالث حيث الزعامات الدكتاتورية وحكم العسكر : التصفيق ليس دليلا على شعبية القائد أو صلاح أو فلاح حكمه. قبل صدام صفقت الملايين لعبدالكريم قاسم. وقبل أيام من سقوط الحكم الملكي رفعت الملايين سيارة الملك فيصل الثاني في ساحة حافظ القاضي.إن الزعيم الحكيم, وهو الذي نحتاجه, هو الذي يمنع التصفيق وليس ذلك الذي يشجعه. كان العراق يحتاج إلى حكم مؤسسات عادل وحكيم ومتوازن بدلا من حكم طاغية يحكمه بالحديد والنار ويخرب الجار على جاره ويحول الناس إلى كتبة تقارير يخاف الواحد منهم الآخر.وما الذي حدث بعد الإحتلال : ذهبت الأغلبية المصفقة إلى بيوتها بينما راح قسم كبير منهم يرقص للمحتل.فيا لعار الحاكم الكاريزماتي.3- الدبابة الأمريكية التي دخلت العراق من الكويت سارت ووصلت إلى بغداد بسرعة قياسية فأين ذهبت الجماهير المليونية المصفقة والمذهولة بكاريزما قائدها المحبوب. لقد أنهك صدام شعبه ووضعه في فم المدفع. أفقره وأخافه ومسخ شخصيته. حتى إذا دخل المحتل أرضه رأينا الأغلبية تصفق لمحتليها. هل عمركم رأيتم شعبا يصفق لمحتليه. نعم صفق العراقيون لمحتليهم. وأرجوكم .. لا تبحثوا عن العلة في الشعب بل إبحثوا عنها في الحكام.4- من قال أن صدام حسين لم يكن شجاعا ؟! لكن ألا يكون عدلا أن نعرف الشجاعة أولا.ألا يكون عدلا أن نميز بين شجاعة رجل الشارع من جهة وشجاعة رجل الدولة من جهة أخرى. قبل إستلام الحكم فإن شجاعة صدام حسين لم يكن فيها موضع شك. لكن رجل الدولة يحتاج عرض العقل والدماغ قبل حاجته إلى عرض الأكتاف. يحتاج إلى التروي والتعقل والحكمة قبل المغامرة والطيش والطغيان.وإنما مشكلة العراقيين كانت بالضبط مع شجاعة صدام لا مع جبنه. مشكلتهم مع نوع الشجاعة التي هي أقرب إلى التهور والجنوح والمغامرات التي يحس بمخاطرها المبتدئ في عالم السياسة والصبي في عالم الإدراك.5- لو أن صدام حسين لم يلقٍ بجيشه وشعبه في أتون حروب وحروب ثم يذهب مختفيا في مزرعة خاله (طلَّ وفاح) إبان حرب الكويت بينما بغداد كانت تحترق. لو أنه لم يفرش أرض العراق بعد أن كرهته الناس وتمنت زواله ثم يصبح طريدا ويترك شعبه في مواجهة المجهول, لكان ممكنا أن يتم النظر في أمر شجاعته المُهولة.إن غرفة الإعدام والمشنقة هي المكان الوحيد الذي يجب أن لا يستدل به على شجاعة القائد أو يستدل بها على جبنه, فهي تمثل لحظة اللاخيار أمام القائد غير أن يكون (شجاعا).ليس شجاعا من يغدر بنصف رفاقه في القيادة في ساعة غفلة ويرسلهم إلى سوح الإعدام وإلى زنازين التنعذيب. ليس شجاعا من يحتفل بعيد ميلاده وسط غناء الأطفال في قصره الجمهوري بينما جثث شهداء الجيش العراقي ......
#كاريزما
#صدام
#وشجاعته
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676732
الحوار المتمدن
جعفر المظفر - كاريزما صدام وشجاعته