الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سليمان جبران : متى نؤلّف نحوا حديثا للغتنا الحديثة؟
#الحوار_المتمدن
#سليمان_جبران سليمان جبران: متى نؤلّف نحوا حديثا للغتنا الحديثة؟[ من كتاب: على هامش التجديد والتقييد في اللغة العربيّة المعاصرة، حيفا 2009، ص.35 – 45 ]تتطوّر اللغة الحيّة بتطوّر الناطقين بـها، وتتغيّر بتغيّر أحوالهم؛ من عصر إلى عصر، ومن مستوى حضاريّ فكريّ ثقافيّ إلى آخر. هذا ما حدث للعتنا العربيّة أيضا: تطوّرت تطوّرا هائلا في العصور الوسطى بتطوّر الناطقين بها، من مجتمع صحراويّ قبليّ إلى إمبراطورية عظمى ورثتْ الحضارات القديمة كلّها، حتى غدتْ تبعا لذلك أرقى اللغات آنذاك؛ وتراجعت في ظلّ الدولة العثمانية حتى بلغت الحضيض، وتهدّدها الضياع والانقراض.في عصرنا هذا أيضا واجهت لغتنا حضارة أرقى منها وأوسع، فكان لا بدّ لها من التطوّر معجما ونحوا، وبسرعة أيضا، لتتمكن من اللحاق باللغات الوافدة. على هذا النحو تطوّرت لغتنا المعاصرة تطوّرا كبيرا بجهود آلاف المترجمين والصحافيين والمبدعين، أكثر ممّا تطوّرت بجهود مؤسسات رسميّة لم تكنْ أساسا في المراحل الأولى، حتى غدت اليوم مختلفة اختلافا بيّنا عن لغة الأقدمين. لعلّنا لا نلاحظ بوضوح كلّ التغيير الذي طرأ على اللغة في عصرنا هذا، لقربـها منّا، واعتيادها في قراءاتنا وكتاباتنا. لكنْ لو طالع سيبويه ومعاصروه نصّا من لغتنا اليوم لأنكروه تماما، ولم يفهموا منه إلا القليل القليل!يتمثّل تطوّر لغتنا الحديثة في مجاليْن أساسيّين: الأوّل هو استحداث ألفاظ ومصطلحات جديدة بالابتكار والاشتقاق والنحت والتعريب، وبذلك انضافتْ إلى لغتنا العربية آلاف الألفاظ والتراكيب والتعابير الجديدة، بعضها واضح نعرفه، وبعضها يتردّد على ألسنتنا وأقلامنا، حتى المحافظين منّا، دونما إدراك لأصله الأجنبيّ في أحيان كثيرة.المجال الثاني هو التطوّر والتجديد في مبنى الجملة، أو في النحو ذاته، وهو تطوّر لا تلحظه العين دائما، لأنّ القارئ يمرّ بهذه الأساليب الجديدة فيألفها حتى يظنّها من الأساليب الكلاسيكية التي يجيزها النحو والنحاة. ثمّ إنّ إصرار رجال اللغة والقائمين على المؤسّسات التعليمية، على تفسير كلّ التجديدات المبنوية بأحكام النحو الكلاسيكي، بالمنطق حينا وبالقسر أحيانا، قد يُوهم القرّاء، والمثقّفين أحيانا، أنّ لغتنا المعاصرة ما زالتْ محكومة بنحو سيبويه والكسائي، لا تشذّ عنه أو تخرج عليه. وإلا فما معنى محاولات "النحاة" الجدد فرض القوالب النحوية الكلاسيكية على كلّ المباني الحديثة، المستقاة في معظمها من اللغات الأجنبية واللغات المحكيّة، وبالعنت والقسر غالبا؟ لا أظنّنا نغالي إذا قلنا إنّ نحو لغتنا الحديثة قد تغيّر وتطوّر بحيث باتت الحاجة ماسّة إلى وضع نحو حديث للغتنا الحديثة، تماما كما وضع أجدادنا نحوا للغتهم التي تداولوها في تلك الأيّام. هل يُعقل أن يحكم لغتنا اليوم نحو وضعوه قبل ثلاثة عشر قرنا وأكثر، هل في اللغات المعاصرة كلّها لغة تعاني ما تعاني لغتنا حين تُفرض عليها، في عصرنا هذا، أحكام العصور الوسطى وأعرافها؟واضح أنّ نحو اللغة المعاصرة يتأثر في تطوّره، كما ألمحنا، بعاملين حاسمين: العامل الأوّل هو الترجمة من اللغات الأخرى، ولا أظنّ اللغة العربية عرفتْ عهدا ازدهرت فيه الترجمة من اللغات الأخرى، كمّا ونوعا، كما نشهد في هذه الأيّام. وكم من مترجم يتبنّى خلال عمله المضني مبنى الجملة الأجنبية، واعيا أو دون وعي، فيلاقي هذا المبنى الجديد قبولا لدى القرّاء والكتّاب، ولا يلبث أنْ يشيع على الأقلام والألسنة، فيكتسب بذلك رواجه السريع وشرعيّته. العامل الثاني طبعا هو لغتنا المحكيّة؛ اللغة الطبيعية في حديثنا وتفكيرنا أيضا. ففي عصرنا هذا لم يعد المبدعون يتهيّبون "ح ......
#نؤلّف
#نحوا
#حديثا
#للغتنا
#الحديثة؟

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711304