الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسن مدن : تآكلت الفئات الوسطى فتراجعت ثقافة التنوير
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن لا يمكن قراءة المشهد الثقافي والسياسي العربي الراهن الذي يتسم بصعود الاتجاهات المتزمتة والمنغلقة، التي من عباءتها خرج التكفيريون ومن يعرفون بالجهاديين، بمعزل عن تحليل التحولات العميقة في البنية الاجتماعية العربية التي تتسم ومنذ عقود بتراجع الثقافة التنويرية بابعادها التقدمية، النهضوية، وعلاقة ذلك بجديد الاصطفافات الطبقية، التي من أبرز مظاهرها تآكل الفئات الوسطى في المجتمعات العربية، فمن يعود لأعمال نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس في مصر أو غائب طعمة فرحان في العراق أو محمد عتياني وسهيل إدريس في لبنان أو الطيب الصالح في السودان أو الطاهر وطار في الجزائر سيلاحظ إن مدار الأحداث الرئيسي في هذه الروايات إنما يدور في مناخ الفئات الوسطى، فقد عكست الرواية والقصة عند هؤلاء وسواهم بانوراما التحولات الاجتماعية الجذرية في المجتمعات العربية التي وجدت في هذه الفئات بيئتها الخصبة وحاضنها الرئيسي. لكن أين هي الفئات الفئات الوسطي اليوم في البلدان العربية؟!المعطيات المتاحة تقدم حقائق مفجعة عن حجم الخراب الذي لحق بهذه الفئات، حين نعلم أن بلداً عربياً كاليمن يحتل المعقد رقم 133 في عالم فقراء العالم، وفي العراق أصبح ثلاثة أرباع السكان فقراء بعد أن كانوا قبل الكوارث التي عرفها هذا البلد لا يزيدون عن ربع السكان، ولا حاجة للتذكير بالوضع في لبنان الذي امتاز بوجود طبقة وسطى مدينية متعلمة وديناميكية دفعت بها ظروف الحرب الأهلية إلى الهامش، بالمعنى الحرفي لا المجازي للكلمة. بل أن خارطة الفقر تتمدد لتشمل بلداناً عربية نفطية غنية، أما في الضفة الغربية وقطاع غزة فإن الوضع بعد عقود طويلة من الاحتلال الإسرائيلي أصبح بمثابة كارثة. وبشكل عام فإن الأوضاع في البلدان العربية تسير نحو استقطاب اجتماعي حاد بين أغلبية معدمة مسحوقة وأقلية بالغة الثراء، فيما ذلك الحيز البشري والسكاني الواسع الذي شكلته الطبقة الوسطى في انحسار مهول، رغم أن التعليم العام الجامعي وتقلص نسبة الأمية يدفع بأجيال جديدة من المتعلمين تقدر بملايين الأشخاص كل عام إلى سوق عمل عاجزة عن استيعابهم.ومن عوامل تراجع مكانة ودور الفئات الوسطى، وانكفاء خطابها السياسي العلماني المتنور هو خيبة أملها المُرة في الأنظمة التي حكمت باسمها وعلى مدار عدة عقود في دول عربية مفصلية سواء في المشرق أم في المغرب العربي. لقد انتهت تجربة هذه الأنظمة، كما هو جلي اليوم، إلى تصدعات كبرى في مجتمعاتها قادت إلى مأزق لا مخرج منه في الأفق المنظور، حين أخفقت في انجاز خطط التنمية وفي دمقرطة المجتمع وفي تحرير الأراضي العربية المحتلة وفي تحقيق الوحدة العربية، وهي مجموع الشعارات التي رفعتها وحكمت باسمها. ويأتي ذلك بالترابط مع استشراء نفوذ ما بات يدعى "الليبرالية الجديدة" التي تستعير من الرأسمالية أدواتها القديمة القائمة على تسييد مبدأ الربحية كحاكم أوحد، وتعيد النظر في الضمانات الاجتماعية والمكتسبات التي نالتها الفئات الوسطى والعاملة في صراعها المديد مع أصحاب رؤوس الأموال، وتطال إعادة النظر هذه حقولاً مهمة كالتعليم والصحة والإعانات المعيشية والاجتماعية والخدمات الثقافية والترفيهية وإلغاء الدعم على الأسعار وتجميد الأجور وتحرير التجارة الخارجية وبيع القطاع العام، سيما وأن التدويل الاقتصادي الجاري يفرض على الدول العربية شروطاً مجحفة تمليها المنظمات المانحة للقروض وترعاها آليات التجارة العالمية التي لا تقيم كبير وزن للحدود أو ما كان يعرف بالسيادة الوطنية.وهذه خلفية مهمة للتعرف إلى جانب آخر من أسباب تآكل الفئات ......
#تآكلت
#الفئات
#الوسطى
#فتراجعت
#ثقافة
#التنوير

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731269