الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبد الكريم بولعيون : نفسية الحاكم : بين ابن خلدون و مكيافيلي.
#الحوار_المتمدن
#عبد_الكريم_بولعيون نفسية الحاكم : بين ابن خلدون و مكيافيلي.لعلّ قوام "الواقعية" ينبني على رؤية الأشياء و الأحداث و العلاقات، كما هي موجودة في الواقع لا كما نتصورها. إنّ النزعة الواقعية كما عند مكيافيلي رافضة لكل ما له علاقة بما هو مثالي أو متخيل، و مقبلة على قراءة الظروف الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية لحل كل الإشكالات العالقة بالتمردّ عن كل مبدأ أخلاقي أو ديني، امتثالا لمبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" مقام كل الوسائل المشروعة أو المقبولة قيميا. سؤالي الإشكالي المطروح في هذه الورقة هو: هل الرهان فقط على الظروف السيوسيو-سياسية القاسية التي عاشها مكيافيلي المتمثلة فيما عرفته إيطاليا في القرن السادس عشر من تشتت و وهن مقارنة مع بقية دول أوروبا، و ما تولّد عن الاستبداد الكنسي المجحف من محاولات النخبة العالمة و المثقفة التخلص من قبضة سيطرتها، وما عاناه هو نفسه من عزلة و وحدة جرّاء نفيه و معاقبته؛ أقول، هل هذه الشروط المريرة هي التي أرغمت مكيافيلي على كتابة " الأمير" أم هنالك دواعي أخرى هي التي بصمت على نصائحه "الشيطانية"؟ إننا نراهن، بالإضافة إلى هذه الشروط الواقعية على خاصية في غاية الأهمية، و هي نظرته الحيوانية إلى طبيعة النفس الإنسانية. و لتأكيد هذه الأطروحة سنحاول أن نقرأ بعض ما جاء في "خطابه السياسي"، و ندعم رأينا بمقابلته مع تصور أحد أعمدة الفكر الاجتماعي العلامة ابن خلدون من خلال كتابه " المقدمة"، لإثبات إمكانية تجاوز الشروط السياسية التي تنعكس على طبيعة الفرد الحاكم النفسية من خلال نظرته إلى طبيعة النفس البشرية.نفسية الأمير عند مكيافيلي:بغض النظر عن الطبيعة النفسية لمكيافيلي و التي ينعتها الكثير ب"الشيطانية"، و مدى تأثرها بالظروف القاسية، فإن محتوى الكتاب، يؤِكد بصريح العبارة على أن النفس البشرية كما يتصورها شريرة و متمردة بطبيعتها، و لأنها كذلك كانت نصائحه للأمير مخيفة وسافلة: -أن لا يكون الأمير" طيبا و لا خيرا، و إنما بخيلا مقترا، شحيحا و طماعا ، قاسيا و فظيعا ، ناقضا للوعد، متكبرا ومتعجرفا، داعرا و فاسقا، كافرا و ملحدا" و لأن هذه الصفات الفظيعة سيترتب عنها فضائح كثيرة ستؤدي لا محالة إلى ضياع دولته ، كان لزاما عليه ممارستها دون أي تشهير حفاظا على استقرار و أمن دولته.-أن لا يكون الأمير "وفيا بعهوده، و إنما شخصا محتالا و ماكرا و داهية يتمكن سريعا من الضحك على عقول الناس و إرباكها، لذلك فهو دائما يحاكي الثعلب و الأسد معا، ثعلب ليتجنب الفخاخ و أسد لتخاف منه الرعية، لا يحافظ على وعوده عندما يرى في ذلك ضررا بمصالحه، أو الأسباب التي حملته على ذلك لم تعد قائمة".-أن لا يكون الأمير" رحيما بل قاسي القلب، غليظ الطبع، لا يعبأ بوصمه بتهمة القسوة إذا أراد وحدة رعاياه و ولاءهم"لم تكن هذه الصفات التي يدعو الأمير إلى التحلي بها لتكون على هذه الوضاعة، لولا نظرته إلى الطبيعة البشرية المتسمة بالشر و الأنانية، لأن بالنسبة إليه " كل الناس سيئون وهم بدورهم لن يحافظوا على عهودهم"، و مادام البشر " ناكرون للجميل و متقلبون و مراؤون و شديدو الطمع فلا ينتظر منهم المحبة و الإخلاص، لأن الحب يمكن أن يتحطم بالنظر إلى أنانية الناس عندما يخدم تحطيمه مصلحتهم. لذلك كان لزاما على الأمير أن يفرض الخوف منه، فالناس يخافون من العقاب و يترددون في الإساءة إلى من يخافونه." إنّ البنية النفسية المتمردة التي يدعو الأمير إلى اقتفاء أثرها، و التي لا تعرف للقيم الإنسانية مكانا و لا للدين موطنا، من المفترض جدّا أنها تشكلت في واقعه النفسي قبل أن يأخذه القلم لكتابته ......
#نفسية
#الحاكم
#خلدون
#مكيافيلي.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687500