الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فاطمة ناعوت : سألتُ نجيب محفوظ: هل تعرفُ اسمَ طاعنك؟
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت Twitter: @FatimaNaoot قبل سنوات، كنتُ أنا والصديق الروائي الكبير "يوسف القعيد" ضيفين على الإعلامية "فضيلة سويسي” في برنامج "مثير للجدل" بقناة أبو ظبي، نُشكّل فريقَ دفاع عن كنوز "نجيب محفوظ" الأدبية، ضدّ متطّرف يرى أن روايات صاحب نوبل يجب أن تُصادر، وفق ثقافاته المحدودة التي تمنعه من لوج عوالم الأدب الثرية! بالطبع نسيتُ اسم ذلك الشخص الذي كفّر "نجيب محفوظ"، مثلما نسينا اسم الشابين التعسين اللذين طعناه في عنقه بخنجر عام 1995 وتسببا في إعاقات حركية لازمته حتى رحل عن عالمنا في مثل هذه الأيام عام 2006. لا نعرفُ اسم قاتل "المتنبي"، ولا قاتل "السهروردي"، ولا صالب "الحلاج"، ولا قاتل "فرج فودة"، ولا قناص "سميرة موسى"، ولا ساحِل الفيلسوفة "هيباتيا"، ولا شانق "عمر المختار"، ونسينا أسماء الذين كفّروا ابن عربي وابن الفارض وابن رشد وابن المقفع ولسان الدين الخطيب ونصر حامد أبو زيد وطه حسين، وغيرهم الكثير ممن أسقطهم التاريخُ من حساباته ليُفسِح صفحاته المضيئة لتخليد أسماء اللامعين في هذا العالم. لهذا قال المختارُ مقولتَه الخالدة: “سيكون عمري أطول من عمر شانقي"، وهذا ما كان. حين التقيتُ بالخالد "نجيب محفوظ" في &#1700-;-يلا الدكتور "يحيى الرخاوي" بحي المقطم، عام 2003، همستُ له بسؤال: “هل تذكر اسم طاعنيك يا أستاذ؟"، فابتسم وحرك رأسَه دلالة النفي، ثم همس لي: “لكنني سامحتهما!” هكذا العمالقةُ أمام الصغار. يغفرون لأنهم يعلمون أن الصغار لا يعلمون ماذا يفعلون. أما لقائي الأخير به فكان قبل رحيله بعام في فندق "شبرد" الذي يُطلُّ على نيل مصر. قاعةٌ ضوءُها الخافتُ رفيقٌ بشبكية رجل جاوز التسعين، بينما فرادةُ عقله قد أثبتت أنها تحيا خارج الزمن. تحدث معنا بمحبة كعادته مع حوارييه. أخذني الإنصاتُ، وفجأة تذكّرتُ أنني على كثرة ما أقتني من فرائد نجيب محفوظ، لم أحظَ بعدُ بتوقيع منه على أيّ منها؟! نهضتُ من مقعدي وخرجت مسرعةً من القاعة وسط دهشة الجميع وركضتُ إلى فندق "سميراميس" المواجه حيث المكتبة التي تضم معظم أعمال الكاتب الكبير. لم أتحيّر كثيرًا أمام الاختيارات، واختارت أصابعي رأسًا "الطريق". الرواية الأقرب إلى قلبي. حيث "البحث عن هوية"، "البحث عن حُلم”. عدتُ إلى صالون الأستاذ ركضًا وكان الأستاذُ ينتظرني بقلمه لكي يوقّع باسمه على "الطريق”: نجيب محفوظ. بعد حادثة الخنجر، أصبح يكتب ببطء شديد وبخط كبير الحجم. بعدما كتب اسمَه حاولتُ سحب الرواية من بين يديه وأنا أشعر بالخجل لما سببته له من جهد دقائقَ طوالا كأنها الدهرُ. لكنه رفع عينيه نحوي ونظر مباشرة في عيني قائلا: “أوعي توقعي اسمَك دون تاريخ، أبدًا.” وكان درسًا لم أخلفه أبدًا كلما وقّعت أحد كتبي لقارئ. وصار ذلك التوقيعُ المرتعش اليوم أحب توقيع لدى المصريين، والعرب. دسستُ كتابي/ الكنز، في حقيبتي ثم أخذني الصمتُ الطويل. أستمعُ له وأستمتعُ بخفة ظلّه وقفشاته السياسية وإلماحاته الذكية التي تشير إلى نصاعة وعي لم تهزمه السنوات. هذا لقائي الأخير به. أما لقائي الأول به فكان في كازينو "قصر النيل". كان عمري تسع سنوات. أشارت إليه أمي قائلة: “اللي قاعد هناك ده هوالكاتب الكبير نجيب محفوظ، واللي حواليه اسمهم الحرافيش"، شببتُ على أطراف أصابعي لكي أراه بوضوح وأتأمل تلك "الحَسَنَة" الكبيرة جوار أنفه. يسمونها "زبيبة". أحاول أن أربط بين الحسنة الكبيرة وبين الكاتب الكبير. كان هذا في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، قبل عقد من حصوله على نوبل. أدفسُ وجهي في كأس الكاساتا بالفراولة وال&#1700-;-انيليا، وأشبُّ بين الحين والآخر على قدمي ......
#سألتُ
#نجيب
#محفوظ:
#تعرفُ
#اسمَ
#طاعنك؟

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730417