الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
كفاح الزهاوي : انصار يرتقون
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي كانت الحياة على هذه النقطة من الأرض باهتة كصرخة طفل أصم، تفوح منها رائحة الفناء. حياة ذابلة كأوراق الخريف على أرصفة الصبر، ولولا وقع خطانا وصرير أحذيتنا ولهاث أنفاسنا ودقات قلوبنا المتدفقة لأعلنت الحياة عن نهايتها. انها رحلة الموت المؤجل. قبل ان تنشف الدماء التي سالت في حرب عبثية راح ضحيتها أكثر من مليون انسان، وقبل ان تتنفس الثكالى الصعداء، قام الطاغية بزج جيشه في حرب داخلية طاحنة ضد أبناء شعبه تحت اسم الأنفال، هذا الاسم الذي مصدره آية قرآنية مات بسببه الاف الابرياء واحرقت آلاف البيوت وتهدمت قرى بأكملها، واستخدمت بها أنواع الاسلحة الفتاكة بما فيها الكيماوية. كنا نسير عبر السهول والأراضي الزراعية الشاسعة وعيوننا تلتقط صوراً مؤلمة عن النباتات التي لوثتها صولة الأنفال واخلتها من مزارعيها. كنّا نادرا ما نلتقي بكائنات حية على طول مسيرتنا، فلم نرَ إلا بعض الأبقار والدواجن الضالة. وحتى الصمت تَفَتَتَ من دوي العنف وقساوة الحرب وتمزيق الأسر وتشريدها في ذرى الجبال البعيدة طلبا للنجاة من الموت الذي اختلطت رائحته بالهواء بحيث غدا استنشاقه إيذانا بانتهاء دورة الحياة. حال دخولنا إلى فناء احد الدور، وقعت عينايّ على الفوضى المنتشرة في الأرجاء، الأشياء مبعثرة على الأرض الطينية التي كانت تحمل آثار احذية ربما تعود الى رجال غرباء، قد يكونون من الجحوش والجيش ساعين وراء الأبرياء من الفلاحين. وكانت هناك على السُفرة المفروشة على الأرض حيث تتناول العائلة طعامها، صحون معدنية فيها بقايا من طعام أفسده الذعر والرعب. في كل زاوية من زوايا الغرفة الطينية الفاقدة للضوء، تجد آثار خوف وصراخ نجاة. انتعش العنكبوت في غياب أهل المنزل ونسج لنفسه كمائن عديدة حتى شعر انه المالك لهذا الدهليز المتروك، معلنا بناء مستعمرة له فهيمن على صمت الغرفة. تابعنا مسيرتنا الشاقة ومعدنا خاوية والجوع يصرخ في أحشائنا صراخا جنونيا كالهواء. كنا نقطع مسافات طويلة عبر الطرق الجبلية الوعرة والوديان العميقة والسهول الواسعة. لم تصادفنا اية قرية حتى وصلنا الى هضبة تطل على احدى القرى المهجورة من سكانها، الذين هربوا خوفاً من البطش والاعتقالات العشوائية الشبيهة بالممارسات النازية. كانت القرية تقع على منحدر تلة، وتضم ثلاثة بيوت غير مهدمة و مخفية عن الأنظار نوعا ما، ولكن ليس عن الجحوش الذين كانوا على علم بكل تضاريس المنطقة. كان الفضاء المرتعد في حالة انذار كما لو انه يوحي لنا عجزه التام عن حمايتنا. كان الجميع في حالة تأهب قصوى لمواجهة حدث مفاجىء أو سقوط غادر، وحتى الأشجار والحيطان نمت لها فجأة آذان وحدس. نزلنا إليها بحذر وحيطة. الهدوء كان حضوره كئيب. والبيوت خالية من البشر. فمسألة سد الرمق من المهمات الأساسية في ديمومة البقاء وكذلك القدرة على التركيز والسير طويلا. فنحن نحتاج الى طاقة مخزونة. أصبحنا نفكر كما الجمل وهو يقطع المسافات في صحراء قاحلة و تحت شمس لاهبة. أغلب الأنصار خرجوا مبكرا من القرية وانتشروا على القمم في انتظارنا، بينما بقينا نحن الخمسة في القرية. قمت بتحضير بعض الطعام من المواد المتروكة هناك. وجدت كيس حليب نيدو و لحم معلب عليه صورة بقرة، وضعته في الحال في حقيبتي الظهرية. عثرت على كيس طحين كان على رف خشبي وملطخا بالدهن الذي تطاير من القدور والطاوة أثناء الطبخ، إضافة إلى الأتربة والغبار. المطبخ الصغير لم يكن في أحسن حال، ولكن أدوات الطبخ كانت كافية لطبخ الرز، اخذت قدر عميق ووضعت الطحين فيه واضفت الماء والملح وشرعت بتحضير العجين. وبعد نصف ساعة ق ......
#انصار
#يرتقون

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740241