الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد عبد الكريم يوسف : رعشة الحب بلذة الحرية
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الكريم_يوسف للمبدعين حياتهم وعوالمهم الخاصة التي يصعب فهما على عامة الناس تماما كما هو الحال معهم عندما يسيرون في ركاب الشيطان . وشيطان المبدعين غير شيطان العامة لأنه الشخصية الثانية للمبدع التي تطلق تقدم البشرية وتنوعها وابتكاراتها . شيطان العامة بائس مبتذل أما شيطان المبدع فهو نبيل خال من الأخطاء والآثام وقد تستغربون لماذا أسميه نبيلا . أسمه نبيلا لأنني ما نظرت إلى وجه عبقري إلا وجدته يحملق في عيني متوجسا أما أنا فأرى فيه ملامح العبقرية تطل من سحنته ومقلتيه ولهاثها في شفتيه . بالتأكيد سمعتم بيتهوفن وموزارت وشوبان . وقد شاهدتم لوحات مايكل أنجلو وغويار وربما قرأتم شيئا من أعمال تشارلز ديكنز أو أوسكار وايلد أو كافكا واستمتعتم بمسرحيات شكسبير ومارلو . وربما سايرتم جنون فريدرك نيتشه وهولديرن وكلايست أو مررتم على غرابة الحلاج وحكمة ابن المقفع وروعة المعلقات العشر . وربما قرأتم شيئا عن سلالة فاوست المجنونة الملعونة المقدسة في آن واحد . كلهم انحرفوا عن مسيرة القطيع ومدوا ألسنتهم ساخرين من الراعي والراعية واستمتعوا برعشة الحب ولذة الحرية . أعرفتم أي نوع من الشياطين صاحبوا؟ وأي نوع من الجنون أقدمه لكم ؟ ولست على يقين من أن الكثيرين اكتشفوا شيطان العبقرية ومضغوه ثم هضموه وفهموه فشيطان الشعر عبقر تسيل جمراته على ألسن الناس منذ آلاف السنين وحتى اليوم . هي جمرات الجمال السائلة التي تتحول وتتلون وفق هوى الشاعر وطموحاته . و شيطان العبقرية يختلف عن شيطان الدين في أنه لا يدفع ضحاياه في رحلة اللاوعي إلى التهلكة فقد كان يكتفي بأن يدفع عمر بن أبي ربيعة إلى غياهب الجب ويرمي ببشار بن برد أمام لسع سياط الجلاد . لقد كان شيطان الشعر ودودا لعوبا يختلف عن شيطان الدين والحضارة الحديثة . لا أدري كيف أرسم لكم صورة هذا الشيطان فأنا لم أعرفه إلا من خلال كتابات المبدعين والعباقرة ونصوصهم . رأيتهم في تجاربهم يشربون من نبعه المسحور ويعبون من معينه ما يستطيعون بلا خوف ولا وجل ويلبون داءه ويسيرون في ركابه غير عابئين بالنتائج التالية . وربما لم يكن الدكتور فاوستوس الذي خلقة فاوست ومن بعده كريستوفر مارلو أول من استجاب لنداء الشيطان وعبّ من خمره حتى الثمالة من دون أن يرعوي أو يرتجف له جفن . وفي فاوست لغوتيه نجد الشيطان يقدم نفسه للعالم النحرير قائلا : " أنا من تلك القوة التي نيتها أبدا نية سوء وصنعها أبدا صنع الخير . أطلق لنفسك العنان كما تشاء وأنا سأنيلك ما تريد . " فيجيب فاوست قائلا : " أريد أن أشرب بالكأس التي يشرب بها سائر الناس وأن أرقى إلى أسمى غاية ثم أهبط إلى لأعمق هوة ...ولكن ويحك ما تطلبه لقاء ذلك؟ " فيجيب الشيطان ميفستوفيلس : " روحك " . للأسف تتكرر حكاية الشيطان مع الناس في الكثير من المواقع الإدارية والسياسية والاقتصادية وكثيرون لم يصمدوا لإغراء هذا الداعي الآسر فانقادوا له في لحظة من اللحظات وباعوه أرواحهم وباعهم ما يرغبون وتمت الصفقة في صمت أشبه ما يكون بصمت الغابة قبل العاصفة . والمبدعون والمفكرون وكبار رجال العلم يعرفون هذا الشيطان معرفة جيدة فيسمونه تارة " الوحي " وتارة أخرى " القلق " وثالثة " الألم" ورابعة " شيطان الشعر " وخامسة " القلب السامي المعذب " وأحيانا يسمونه باسمه الحقيقي كما فعل فولتير وغوتيه وستيفان زيفايغ . المبدعون يتفقون على المأساة الإنسانية الداخلية الدامية والكفاح الدامي المغموس بالبطولة والرغبة المجنونة العارمة للاندماج باللانهائي المجهول والعدم وهذا تماما ما حدث لفاوست في نهايته الغريبة المرعبة . والمبدع هو القربان الذي يسير ......
#رعشة
#الحب
#بلذة
#الحرية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730206