الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
رائد الحواري : التاريخ والواقع في رواية -الصوفي والقصر-* سيرة ممكنة للسيد البدوي-
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري بعد رواية "بلاد البحر" والمساحة الزمنية والمكانية التي جرت فيها الأحداث، ها هو الدكتور أحمد رفيق عوض يقدم رواية "الصوفي والقصر" التي تحدثت عن فترة الحروب الصليبية وغزو التاتار للمنطقة، فهناك أهمية تاريخية للرواية، ومن يقرأها سيجد الواقع السياسي والاجتماعي للمنطقة في ذلك الزمن، وهذا يحسب للرواية، التي تقدم مادة تاريخية بشكل روائي.ولم تقتصر ميزة الرواية على هذا الأمر فحسب، بل تحدثت عن الفكر الصوفي بطريقة ثورية، وأكدت أن بدايات الحركة الصوفية كانت متمردة على ما هو رسمي، وتتناقض مع الواقع الرسمي وتعريه، وهذا الأمر يشير إلى أن البدايات كانت نقية، لكن الإتباع، مع مرور الزمن أضعف الحركة وحرفها عن منطلقاتها الثورية التي تأسست عليها.وإذا أخذنا الواقع الآن، وقارناه بما كان في زمن الغزو الصليبي والمغولي سنجد تماثلاً بين الواقعين، بمعنى أن السارد يتحدث عن الواقع اليوم من خلال التاريخ، وهذا يضيف ميزة آخرى للرواية.كما أن توغل السارد في الفكر الصوفي وسبر أغواره جعل الرواية تقدم مادة فكرية صوفية بطريقة سلسة وسهلة، وأكد مدنيّة هذا الفكر وقدرته على التعامل مع الأفكار الأخرى بطريقة حضارية، فهو يقبل الفكر الآخر، ويتعامل مع التعددة بطريقة لافتة، وكأن السارد من خلال سرد سيرة "أحمد البدوي" أراد أن يقول: إن أسلافناـ وأثناء الغزو الخارجي تعاملوا مع الآخرين/ الأفكار الأخرى بطريقة متحضرةـ فلماذا الآن- وبعد ما يقارب الألف سنة- نتقهقر إلى الخلف، مكفّرين ومخونين من لا يماثلوننا أفكارنا ويعتقدون بمعتقدنا؟وتستوقفنا مكة، مكان انطلاقة "أحمد بن علي بن يحيى"، فالسارد يقدمه على أنه من سلالة النبي (ص)، وهذا الأمر يتوافق مع ما طرحه عبد الرحمن الكواكبي في كتابه "أم القرى" الذي جعل مكة منطلقا لتحرير البلاد ورفع مكانة الأمة، وكأنه يقول بطريقة غير مباشرة إن رجال مكة هم الأقدر على تغيير الأحوال إلى الأفضل، وهذا يتوافق مع ما أحدثه الفتح الإسلامي من تغييرات إيجابية على الأمة.القائد "أحمد بن علي بن يحي":سنحاول التوقف عند مفاصل الرواية وما فيها، ونبدأ من الشخصية المحورية في الرواية، "أحمد/ السيد البدوي"، فهو شخصية تتنامى في الرواية مع تنامي الأحداث، بمعنى أنها لم تكن كاملة في بداياتها، لكنها تكونت وتشكلت أثناء الأحداث، وهذا يشير إلى أن الإنسان/ القائد يتكون/ يصير عندما تجبله الحياة، ودون معترك الحياة لا يوجد كمال، لكن هناك بذرة طيبة تكون في الإنسان، يستطيع أن ينميها ويطورها إذا ما أحسن استخدامها.أول مباردة حدثت "لأحمد" عندما خطب في الجيش محفزا إياه على القتال والثبات في وجه الصليبيين: "... وما أن وصل دون أن يعرف كيف وصل حتى كانت هناك منصة حجرية مشرفة، أوقفوه عليها وتركوه يواجه العساكر الذين التفوا حوله في دائرة هائلة، حدقوا فيه، صمتوا تماما، أرهفوا سمعهم، أجال النظر فيمن حوله قدر ما يستطيع، لمح غيمة كبيرة داكنة اللون مجمدة فوق السهل الفسيح، تعلق بها، مرت في خاطره الشجرتان الشاميتان اللتان أقسم بهما ربهما من سماواته، يا ليتني حبة تين ناضجة يأكلني طفل جائع ومحروم، تدفقت الخواطر في قلبه، لم يستطع أن يكبحها أو يسيطر عليها أو يرتبها.مد يده إلى الغيمة وصاح: الشام، الشام، الشامة والعلامة، انفجر العساكر كلهم، الشام، الشامة والعلامة، ...وأضاف هذه يدي مع أيديكم تقاتل.ومد يده الكبيرة رآها العساكر طويلة جدا، ورآها بعضهم الآخر سيفا، ورآها آخرون رمحا لامعا، ضجوا بالهتاف والتكبير... فمن قائل إن الشام شامة الله على أرضه، ومن قائل إن الشام تدل على رفعة الشام وبركاتها تصديقا ......
#التاريخ
#والواقع
#رواية
#-الصوفي
#والقصر-*
#سيرة
#ممكنة
#للسيد
#البدوي-

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725223