الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
رانيا موفق : أزمة التحوُّل من النقل إلى الإبداع؛ -فراس السوَّاح- نموذا
#الحوار_المتمدن
#رانيا_موفق أن يكون الإنسان مُبدعا، يعني أن يكون قادرا على تحويل خامة ما، من حال إلى حال؛ كأن يُبدع المرء لوحة فنية، أو تمثالا أو فكرة أو مفهوما، إلى ما هنالك. وبذلك لا بُدَّ للإنسان المُبدع من منح قالب حسّي أو فكري جديد، لخامة ما. فإن لم يفعل؛ كان مُجرَّد ناقل فحسب.وعلى الرغم من أن مرتبة النقل، هي ما دون مرتبة الإبداع، إلا أنه لا يمكن التقليل من شأن فِعل النقل؛ إذ أن النقل يُعتَبر بمثابة النبض الذي يمنح الدَفَق للحياة الثقافية لدى أي أمة. أو أنه بمثابة الجسر الذي يَعْبُر من خلاله الإرث الإنساني الذي تراكم لآلاف السنين، وتحديدا فيما يخصّ ثقافات الأمم الأخرى. فلولا النقل، لتعرَّض إبداع أسلافنا للإهمال أو للضيَّاع. ومن المفارقة، بأن "وِل ديورانت" مثلا، قد قدَّم نفسه على أنه مُجرَّد ناقل، وليس مُبدع، في سياق حديثه عن كتابه الموسوعي التاريخي "قصة الحضارة" الذي يحتوي على عدة مُجلدات ضخمة، تناول من خلالها تاريخ ثقافات وديانات أهل الأرض قاطبة. ولا شك بأن ذلك كان تواضعا مُفرطا للغاية من صاحب "قصة الحضارة". والمقصود من سَوق هذا المثال؛ بأن النقل لا يخلو بالضرورة من بعض الإبداع الذي يتشرَّب فيه، لا بل من الضروري أن يحتوي على نوع من الإبداع، كي لا يتحوَّل إلى مُجرَّد نسخ، لا أثر فيه لبصمات وأنفاس الناقل؛ كما يحدث مثلا، عندما يتعلَّق الأمر بالترجمة، أو الشروحات أو جمع الأفكار والمفاهيم، بغية ترتيبها وإعادة صياغتها وهيكلتها. ولذلك يبقى من الضروري الفرز، ما بين النقل والإبداع، من مبدأ تسمية الأشياء بمراتبها وبمُسمياتها، حتى لا تختلط الرُتب ولا تضيع الأنساب.ونحن إذ نتناول هنا فِكر الباحث "فراس السوَّاح" فإنما نسعى إلى تسليط أضواء النقد عليه بموضوعية وتجرُّد، وبالتالي لا نسعى إلى التقليل من شأن إنتاجه الفكري؛ فالرجل غنيّ عن التعريف، إذ أنه أشبه بموسوعة علمية، أو بمرجع حقيقي، فيما يتعلق بالأسطورة وتاريخ الأديان. إضافة إلى أنه كان السبَّاق لملئ الفراغ في ثقافتنا العربية، حول هذا الجنس من الكتابة، ولا سيما تاريخ الأسطورة في سوريا وأرض الرافدين، عبر اطّلاعه المُبكّر على مصادر بهذا الشأن باللغة الإنكليزية، وليقوم بعد ذلك بنقل فحواها، إلى اللغة العربية. وقد كان هو نفسه قد صرَّح عبر لقاء معه، بأنه لو لم تُتَح له الفرصة في شبابه المُبكّر، لزيارة أوروبا وأمريكا، للتزوّد بالمراجع الأجنبية، لما كان قد أصبح باحثا. ولكن بعد عطاء غزير، تراوح ما بين الكتابة والإشراف والمُساهمة، فيما يزيد على العشرين كتابا؛ هل تجاوز فراس السوَّاح مرتبة النقل في أعماله، وارتقى فعلا إلى مقام الإبداع؟ وهل يُمكننا أن نتعامل معه كـ "مُفكّر" عندما يُحاول تقديم نفسه كذلك؟لو حاولنا أن نأخذ أحد أكثر كتب فراس السوَّاح أهمية وشهرة، كَكِتاب "دين الإنسان – بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني" مثلا، لِوَضعه تحت مجهر النقد، ولمعاينة معدنه، من زاويتي "النقل والإبداع" باعتباره عيّنة أصيلة من نتاجه الفكري، مُتوَخّين تناوله باقتضاب قدر الإمكان، كون فضاء هذا المقال لا يتسع للخوض في أكثر من ذلك. فلا بُدَّ لنا من الإقرار أولا، بأنه كتاب ذو لغة رصينة وأسلوب مُحكَم في مُعظم جوانبه، وقد تَمَّت كتابته بجهد دؤوب، وهذا ما عوَّدنا عليه "فراس السوَّاح" في كتبه عموما. إضافة الى أنه عمل يكتسب أهمية، من حيث عُمق موضوعاته وغزارتها، ولا سيما بأننا نقرأ كتابا عربيا (غير مُترجَم) وبالتالي فعلى المرء أن لا يرفع من سقف توقعاته أكثر مما ينبغي، مُقارنة بما قرأ، لكُتَّاب عالميين كتبوا في هذا الشأن. ولكن التأكيد على شأ ......
#أزمة
#التحوُّل
#النقل
#الإبداع؛
#-فراس
#السوَّاح-
#نموذا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=686887