الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبدالله محمد ابو شحاتة : الانحطاط والتقدمية كصراع باطني
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_محمد_ابو_شحاتة إن فكرة وحدة وصراع الأضداد هي أكثر إبداعات ماركس ثورية ، تلك الفكرة المبدعة التي سبق أن طرحها هيروقليطس بشكل أكثر إبهاماً هي التي تلقاها ماركس فطورها وجعل منها أحد أركان فلسفته ، تلك الفكرة التي من خلالها الآن أحاول أن أبني تصوراً عن صراع الانحطاط والتقدمية. فمحاولة تشريح هذا الصراع للكشف من طبيعته الباطنية هي مهمة هذا الطرح ، والتي سأحاول جاهداً كعاشق للوضوح أن أجعل فهما مهمة يسيرة على القارئ .إن الانحطاط والميل التقهقري المضاد للحضارة ليس إلا صورة لصراع باطني يتمثل في صراع الدافعية الغريزية ضد الإرادة المستنيرة بالمعرفة ، إنه الصراع الذي لا يكون له صدى واضح سوى في الإنسان دون بقية الكائنات، بفعل تطور فسيولوجيا دماغه ، هذا التطور الإدراكي الذي يُمكن الإنسان من المعرفة في صورها المختلفة ( تحليل الماضي ، فهم الحاضر ، واستشراف المستقبل ) ، تلك المعرفة التي مكنت الإنسان من الفهم المتجاوز للإدراك اللحظي الذي يعيش وفقاً له الحيوان ؛ فالحيوان لا يدرك أنه سيموت إلا يحين يموت، كما لا يدرك أنه سيهرم إلا حين يهرم ، أما الإنسان فبمقدوره أن يعلم كل هذا قبل إن يحدث بفضل ملكة المعرفة التي تميزه. وتلك هي مكمن معاناته كما أنها أيضاً في أحيان كثيرة منبع لذته ، وهي كذلك منبع الميتافيزيقيا والفلسفة والعلوم ، إنها تلك الملكة التي مكنت الإنسان من تسيد هذا الكوكب ، وهي أثمن ما وصل إليه التطور البيولوجي بعدما سار الطريق الطويل من الخلية الأولى إلى الإنسان العاقل .لقد ظلت الحياة على هذا الكوكب تتقدم للأمام منذ نشأتها بفعل التطور البيولوجي الذي يُنمي البنية الفسيولوجية الخارجية لملائمة أكثر مع البيئة ، كما يُنمي الغرائز الأساسية التي تحافظ بدورها على بقاء النوع ( إرادة البقاء ) في صورة غريزة المحافظة على الذات ، غريزة الجنس ، غريزة الأمومة... وغيرها من الغرائز البدائية والتي تُعد في النهاية صورة لقوة دافعة رئيسية وهي إرادة البقاء في الفرد والنوع. لقد ظل التطور البيولوجي يسير في اتجاه واحد وهو اتجاه تطوير غرائز الحياة التي تضمن البقاء للأنواع ، ولكنه كما طور تلك الغرائز فقد طور القوة المضادة لها وهي ملكة المعرفة، والتي تجلت فاعليتها بوضوح في الأنسان حصراً كرأس الشجرة التطورية. وبالرغم من أن ملكة المعرفة العقلية كانت في بادئ الأمر تعمل لصالح إرادة البقاء كسائر أجزاء الكائن الحي، من خلال مساعدته على تجنب الأخطار وتطويع البيئة ؛ إلا أنها في مرحلة ما من تطورها أصبحت ذات سيادة ، إنها السيادة التي مكنتها من منافسة الدافعية الغريزية وإرادة البقاء، وكذلك أصبح للإنسان حصراً القدرة على إنهاء حياته بالانتحار متحرراً من إرادة البقاء في الفرد ، كما أصبح للإنسان حصراً القدرة على تبني اللاإنجابية كتحرر من إرادة البقاء في النوع. وهذا الصراع بين الدافعية الغريزية وملكة المعرفة العقلية قائم منذ أمد بعيد ولكنه في هذا العصر لأصبح أكثر وضوحاً كما سيصبح أيضاً أكثر وضوحاً في المستقبل ، إنه الصراع الأساسي الذي تتفرع منه كل صراعات الإنسانية الاقتصادية والسياسية والثقافية ، هو الصورة الأعم والأشمل لصراع التقدمية والانحطاط ، فالدافعية الغريزية تسعى لكبح جماح ملكة المعرفة وعرقلة تقدم الحضارة ، إنها تسعى لاستعادة الإنسان كخاضع لها ، تحاول جره أكثر نحو أصله الحيواني ، بينما تسعى ملكة المعرفة للفكاك والتحرر الكلي من هيمنة الدافعية الغريزية وإرادة البقاء وبناء إنسان المستقبل . وكما وضحنا فهذا الصراع بين ملكة المعرفة العقلية والدافعية الغريزية يصبح أكثر تجلياً كلما تطورت الق ......
#الانحطاط
#والتقدمية
#كصراع
#باطني

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=714225