الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عطا درغام : حكاية مصرع مأمور البداري
#الحوار_المتمدن
#عطا_درغام يقول عباس محمود العقاد في صحيفة الجهاد في عددها الصادر في التاسع عشر من ديسمبر 1932 :"لقد فضح الحكم في قضي البداري شيئًا قليلًا من أوزار هذا الزمان: ولو افتضحت كل أوزاره لعجب الناس- في غير هذه الأمة- كيف بقيت في نفوس المصريين سورة للعدل ..ونخوة للغضب الشريف"هزت هذه القضية مصر في تلك الفترة ، وزلزت وزارة صدقي التي كانت تحكم بالحديد والنار ، ورأت فيها أنها ضد هيبة الدولة وتؤثر علي بقائهما في السلطة.غادر البكباشي (المقدم) يوسف الشافعي- مأمور البداري- منزل صديقه المهندس" فهيم نصيف" بعد الغروب..ليتنزها علي الأقدام ، وسارا يتجاذبان أطراف الحديث،إلي أن بلغا دار المدرسة الابتدائية بالبلدة،فأصبحا في مرمي نيران بندقيتين مشرعتين للثأر، تتستران وراء دُغل من البوص.وانطلق وابل من الرصاص يشق ظلام ليل الصعيد الكثيف بوهجه،ويخدش صمته بأزيره! وبقلب بارد تمامًا خرج"أحمد جعيدي" و"حسونة" من مكمنهما بين عيدان البوص إلي حيث سقطت الجثتين ، فوجدا مهندس الري لا يزال علي قيد الحياة،ولكن ذلك لم يعنيهما؛إذ لم يكن هو الهدف المطلوب.وعندما اطمأنا إلي أن المأمور قد فارق الحياة، غادرا مكان الحادث مسرعين ،وعاد كل منهما إلي بيته،وأبدل ملابسه وجلس يتناول العشاء مع أسرته،وكان شيئًا لم يكن!وكانا لا يزالان حول طبلية العشاء،حين اندلعت الزغاريد تشق أجواء الفضاء من كل بيوت "البداري"،وحين خرجا يستطلعان الخبر كان الناس يتبادلون التهاني وكل منهم يقول للآخر:- مبروك"الشافعي أفندي"قثتل..!وانقلبت الدنيافهمَّت الدولة معني الرصاصات التي أطلقت علي مأمور "البداري" والزغاريد التي انطلقت في شوارع المدينة عقب شيوع الخبر فهمًا صحيحًا..فالرصاصات تتوجه إليها والقتيل هو "النظام" وليس "يوسف الشافعي"، والزغاريد تلعلع تشفيًا فيها وتحذيرًا لها..طال رصاص المستذلين المهانين أعمدة النظام الحقيقية، وقطع إحدي أذرعته الضاربة.وأنذر الآخرين في أنحاء مصر بأن يلتزموا بالقانون ويمارسوا سلطاتهم وفقًا له، وأن يكونوا هيئة نظامية تتبع حكومة نظامية، وإلا فالجزاء من جنس العمل.وأدرك النظام أن صمته علي ما حدث في البداري هو دعوة لكي يقاوم الناس بالبارود محاولة صدقي لإدخالهم إلي الشقوق، وقرر النظام أن يرد اللطمة.وبدأ التحقيق هادئا: قبضت النيابة علي عدد من شبان "البداري" وعلي رأسهم 36 منهم كانوا مقيدين في قائمة المشبوهين، وبينهم"أحمد جعيدي" و"حسونة" واستدعت بعض الأعيان، وأنكر الجميع ان لهم علاقة بالحادث،وحددوا أماكن تواجدهم ساعة وقوعه..واستشهدوا بآخرين أيَّدوا صحة ما قالوه،واعتصم الجميع بالمكر الريفي التقليدي؛فتأسفوا لوقوع الجريمةوذكروا أن المرحوم كان ماهرًا في اكتساب العداوات،ولابد أن أحد "اولاد الحرام" من غير أهل البداري هو الذي أطلق الرصاص انتقامًا منه.ولم يجد المحقق مبررًا قانونيًا لاحتجازهم ؛فأطلق سراحهم واوشك أن يغلق الملف.لكن هذه الأنباء لم تكد تصل إلي القاهرة حتي ثار وزير الداخلية ورئيس الوزراء"إسماعيل صدقي" ،وأصدر تعليماته إلي حكمدارأسيوط- أعلي قيادة شرطية في المحافظة- بأن يتولي بنفسه العثور علي القاتل والإشراف علي جميع الأدلة ضده.وأصدر وزير العدل- علي ماهر باشا- تعليمات لرئيس نيابة أسيوط بالإشراف علي التحقيق، وحتي يشعر الجميع بأن دماء المأمور عزيزة علي النظام بل إنها دماؤه هو ذاته.فقد عبر "صدقي باشا" بنفسه- في تصريح لجريدة "الأهرام"- عن أسفه لمقتل "يوسف الشافعي"وقال إنه كان مثالًا للكفاءة والحزم.وأعلن أن الوزارة ستصرف للأسرة معونة عاجلة قدرها ألف جنيه، وأنها أعدت مذك ......
#حكاية
#مصرع
#مأمور
#البداري

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764858