الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسن مدن : بروفيلات لعبدالرحمن منيف
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن ما منْ شيء سريع الذَّوبان كما الملح. علينا تأمُّل هذه الفكرة مليِّاً قبل الشُّروع في قراءة روايته الأشبه بالملحمة: "مدن الملح". كأنَّ عبدالرحمن منيف أراد بهذا العنوان أنْ يبدِّد أيَّة مشاعر مطمئنة في دواخلنا إلى مصير مدن شُيِّدتْ من الملح، لتظلَّ هشَّة ومستباحة وسريعة الزَّوال، على عكس ما نظنُّ أو يتراءى لنا منْ أنَّها مدن محصَّنة بوجه الأعاصير والعواصف.لقد اختطَّ لنفسه نهجاً ملحميَّاً في بناء الرِّواية، يذكِّر بذلك المعمار الكلاسيكي لها فأنشأ "مدن الملح" ثم عرَّج على أرض السَّواد: العراق فكتب تاريخها روائياً. قيل إنَّ العراق كان يسمَّى كذلك لكثرة النَّخيل فيه التي جعلت امتداد أراضيه داكناً بخضرة النَّخيل التي تستحيل سواداً ما أنْ يجنَّ الليل. لكنَّ التَّسمية لها معنى مجازياً آخر للمتأمِّل في السِّيرة الدَّامية الباكية لهذه الأرض التي ما انفكَّت تنزُّ دماً.كانَ عليه – مختاراً - أنْ يجعل الدِّيمقراطية هاجساً وقلقاً ومشروعاً، منذ "شرق المتوسط" التي رحل بطلها من المدينة العربيَّة المقموعة والمحكومة بالبوليس السِّريِّ إلى باريس هائماً على وجهه، باحثاً عن نسمة هواء حرٍّ طليق، وعاد منيف للأمر مرَّة أخرى في "الآن.. هنا" راوياً سيرة مواطن عربيّ اختار أنْ تكون في رأسه فكرة أخرى، غير سائدة، فخرج من السُّجون أشبه ببقايا إنسان ورحل بعيداً يرمِّم بقايا روحه، بقايا جسده.صادق منيف جبرا إبراهيم جبرا وآخى سعدالله ونوس وصاحب غائب طعمة فرمان وسواهم. كلُّ أصدقائه الكبار رحلوا. وكان وفياً لهم واحداً واحداً بأنْ خصَّهم بكتاب لعنوانه مذاق الفجيعة: "لوعة الغياب".. لم تكنْ اللوعة ناجمة عنْ رحيل الأحبَّة فحسب، وإنَّما من الغياب المدوِّي للمشروع الذي نذروا حيواتهم منْ أجله.التقيته مرةً أو مرَّتين، كان ذلك في دمشق ثمانينيّات القرن العشرين، كان عائداً للتَّوِّ منْ هجرته الطَّويلة في باريس التي ذهب إليها ليرى وطنه العربيّ منْ خارجه بصورةٍ أوسع وأرحب، ويتهيَّأ للإقامة الطَّويلة في دمشق، وكانت "مدن الملح" تتوالى أجزاء. حين تمَّ اللقاء كانَ الجزء الثَّاني منها قدْ صدر للتوّ، وكان منهمكاً على كتابة أجزائها الأخرى، في البيت الذي اختاره لنفسه مسكناً في منطقة المَزَّة خارج دمشق. فيما بعد صادفته في الرِّوايات والكتب وفي مساهماته في الدَّوريات الثَّقافية، حيث توالت اسهاماته بتدفُّق وخصوبة منذ أنْ قرَّر التَّفرُّغ للكتابة وحدها وسيلة كفاح ضدَّ العسف والقبح والخراب.في "لوعة الغياب" كتب يقول: "إنَّ الموت نهاية منطقيَّة لحياة أيِّ كائن، لكنَّ ميزة الإنسان قياساً للكائنات الأخرى، أنَّ له ذاكرة". كان يقول ذلك في وداع أحبَّته، لكنَّه دون أنْ يقصد ذلك تماماً عنى نفسه أيضاً. إنَّ غيابه يزيده حضوراً وتألُّقاً في ذاكرتنا، في ذاكرة ثقافتنا العربيَّة.حِضنٌ حنونٌ:ولد عبدالرحمن منيف بعمَّان العاصمة الأردنيَّة. والده سعوديّ وأمُّه عراقيَّة، ليس هذا فقط ما طبع شخصيَّة منيف فيما بعد، وجعل منه مواطناُ عربيَّاُ بامتياز، من المستحيل نسبه إلى بلد عربيّ بعينه، فلقدْ عاش الرَّجل في سوريا والأردنّ والعراق ولبنان، وفي كلِّ بلد عاش فيه غدا جزءاً من نسيجه الثَّقافي، من وجوهه الثَّقافية، وأسهم بفعالية في النَّشاط الثَّقافي والإبداعي فيه. إنه بهذا المعنى كان سعوديَّاً وأردنيَّاً وسوريَّاً وعراقيَّاً وبالطَّبع فلسطينيَّاً، حيثُ فلسطين قاسم مشترك لكلِّ مبدعٍ عربيّ حقيقيّ.أمر مهمٌّ أنَّ عبدالرحمن منيف قضى الشَّطر الأكبر من حياته في العالم العربيّ - لا خارجه - إذا ما استثنينا السَّنوات ......
#بروفيلات
#لعبدالرحمن
#منيف

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=706824