الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حمزة الذهبي : أشخاص دفعوا الثمن نتيجة الوفاء بأفكارهم : سقراط نموذجا
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي تقديم : الفكر المخالف لما هو سائد محكوم عليه، تلقائيا، بالإقصاء والتهميش، وأحيانا بما هو أبشع وأشنع، إذ لو تأملنا التاريخ لوجدناه مليئا حد الثمالة بنماذج من هؤلاء الناس الذي تعرضوا لأشياء فظيعة وصلت حد الإعدام، وذلك فقط لأنهم تجرؤوا على النظر في اتجاه آخر غير الاتجاه الذي ينظر إليه الجميع . إن عملية رؤية الأمور عكس ما يراه الجميع، عملية ارتداء نظارات مختلفة عن النظارات التي ترتديها الجماعة، حولتهم إلى شياطين. لهذا عملت الجماعة، التي لا تحب أن ترى رأي آخر مخالف عن رأيها، على التخلص منهم. ومن بين هؤلاء، الذين يمتلئ بهم التاريخ، أختار الحديث في هذا المقال عن سقراط. أما مبرر اختياري له دون الجميع فيرجع إلى إيماني بأنه يمكننا التعلم والاستفادة منه .سقراط : سواء برأتموني أم لا.. لن أغير سلوكي. سقراط ، فيلسوف يوناني، ولد قبل ميلاد المسيح بما يقارب خمسمائة سنة ، استوحى سقراط فلسفته، مثلما ادعى ارسطو، من الشعار المنقوش على معبد أبولو في دلفي "اعرف نفسك " 1. في حين أن هناك من يرى أن فلسفته هي نتاج صوت داخلي سمعه سقراط وأملى عليه أن يوقف ما يفعله وبغير سلوكه . ونتيجة سماعه لهذا الصوت أضحى يتصرف على نحو مختلف، يتجاهل العادات، وما اجتمع عليه الناس، وينشغل بتعلم كيفية عيش أفضل حياة يمكن تصورها . ومهما كان مصدر تفلسفه، فقد تميز سقراط بشيئيين أولاً من حيث المظهر الخارجي، حيث أنه كان يعتبر قبيحا وفقا لمعايير اليونان في القرن الخامس قبل الميلاد، قلت وفقا لمعايير اليونان، إذ كما تعلمون القبح ليس ثابت، بل هو متغير بتغير الزمان والمكان، بمعنى أنه يينى اجتماعيا، وما يكون قبيحا في زمن أو مكان ما يمكن أن يكون غير ذلك في زمن أو مكان آخر. وثانيا بأسلوبه الفريد في التفلسف والذي يسمى " فن التوليد "، أي أنه كان يستخرج الأفكار من محاوريه، لا يعطيهم شيئا من عنده / يساعدهم على استخراج ما سيعرفونه انطلاقا من أنفسهم بأنفسهم. يقول عن ذلك في محاورة تيتياتورس : "إنني مثل القابلة، لا ألد الحكمة، لأنه لا حكمة عندي، إن مهمتي هي مساعدة الآخرين على الإنجاب " .ويضيف : " ليس عندي أي نوع من الحكمة، وإنما كل صناعتي هي توليد الأفكار من الرجال، إن أسئلتي ساعدت الناس الذين أجادلهم- رغم أنهم لم يستفيدوا مني شيئاً – أن يكتشفوا بأنفسهم كثيرا من الحقائق الرائعة التي تولدت منهم واستخلصت من أنفسهم وأعماقهم ". عدم ادعاءه الحكمة والمعرفة، وتوقيفه للناس في الأماكن العامة، وجعلهم يدركون، عبر أسئلته المزعجة، مدى محدودية ما يعرفونه، خلق له العديد من الأتباع، الذين اعتبروه الرجل الأكثر حكمة على قيد الحياة . بيد أنه خلق له أيضاً أعداء ضربوه، واحتقروه وسخروا منه. ووصل بهم الأمر إلى محاكمته. إذ أنه وهو في سن السبعين اتهم من قبل مواطني أثينا بتهمة الالحاد – عدم الإيمان بآلهة المدينة – وإفساد عقول الشباب . لقد خرب ، حسب قولهم ، عقول الشباب وجعلهم ينحرفون عن الطريق القويم ، وطالبوا انطلاقا من ذلك بإعدامه.في المحاكمة تصرف سقراط بشجاعة وخاطب المحكمة بجرأة قل نظيرها : " طالما أنني أتنفس وأملك القوة، لن أتوقف عن ممارسة الفلسفة واسداء النصح لكم وتوضيح الحقيقة لكل من أصادفه ... وبذلك أيها السادة... سواء برأتموني أم لا . أنتم مدركون أنني لن أغير سلوكي حتى لو مت مئة مرة " 2. ولأنه لم يتراجع عن قناعاته، ومعتقداته، فقد انتهت المحكمة بالحكم عليه بالموت : " لم يزعج الحكم سقراط بالمرة، بل ذهب بهدوء الى سجنه "3 .في السجن حاول بعض تلامذته تهريبه، لك ......
#أشخاص
#دفعوا
#الثمن
#نتيجة
#الوفاء
#بأفكارهم
#سقراط
#نموذجا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724699