سعود سالم : العودة المحزنة للقفص الزجاجي
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أركيولوجيا العدم١-;-٢-;-٨-;- - البداية السعيدةجان- كلود رومان Jean-Claude Romand، رجل في منتصف حياته، ٤-;-٥-;- سنة، في منتهى السعادة حسب المقاييس الإقتصادية والصحية والثقافية والإجتماعية المعترف بها في أوروبا وفي العالم أجمع. يعيش في فيللا واسعة في مدينة صغيرة تسمى Prévessin على الحدود السويسرية الفرنسية، وهي منطقة، تشبه الجنة الأرضية، الخضرة والماء والأزهار والهدوء والثروة، لا يتجاوز تعداد سكانها الـثمانية آلاف نسمة، تمثلها ٦-;-٠-;- جنسية مختلفة أغلبها أوروبية بطبيعة الحال. جان-كلود، يعيش مع زوجته فلورنس، وإبنتهم كارولين ذات السبع سنوات، والإبن أنطوان الذي يصغرها بعامين. هذه العائلة الصغيرة تعيش بالتأكيد حياة سعيدة وهادئة في هذا الجزء الجميل من فرنسا الذي يسكنه أغنياء الطبقة المتوسطة من مهندسين وكوادر الشركات الكبرى والبنوك ومعامل الأدوية والصيدلة، وكذلك العديد من الجراحين وأطباء الأسنان والعيون ومتخصصي جراحة القلب .. إلخ. ويشتغل العديد من أعضاء هذه البشرية المرفهة في سويسرا، حيث الرواتب عالية جدا مقارنة برواتب فرنسا، وفي نفس الوقت يعيشون في فرنسا حيث رخص الحياة والإيجار مقارنة بجحيم الأسعار في سويسرا. جاء جان-كلود وزوجته إلى هذه المنطقة في سنة ١-;-٩-;-٨-;-٤-;-، بعد تحصله على وظيفة "باحث" في أحد مختبرات منظمة الصحة الدولية O.M.S، والذي يقع مقرها الرسمي في جينيف، على بعد نصف ساعة من منطقة سكنه.جان-كلود، كان الإبن الوحيد لعائلة من الطبقة المتوسطة والميسورة نسبيا، عقدت عليه كل آمال العائلة، وبالذات والدته ثم والده وبقية الأقارب الذين يأملون بواسطة ذكائه وعمله وعلاقاته المستقبلة، في أن يجتاز بهم الجسر، أو درجة السلم التراتبي الفاصل بين "الحال المتوسط" إلى حالة الأسر "الميسورة"، وهو أمل كل الطبقة المتوسطة، وذلك حتى لا تسقط في الإتجاه المعاكس ويجتاحها مرض الفقر والحاجة. وفعلت هذه العائلة الطيبة كل جهودها ووضعت كل إمكانياتها المادية والإجتماعية ليتمكن جان-كلود من تحصيل تعليم جيد وتربية راقية المستوى وحس أخلاقي مرتفع، ولم ينقصه أي شيء في أي لحظة، ولم يحتاج في كل حياته لشيء لم يتمكن من الحصول عليه. كانت العائلة تحبة لدرجة المرض ومبالغ فيها لدرجة كبيرة، وبالذات والدته، وكان هو أيضا يحبهم ويحترمهم لدرجة كبيرة. وعلى المستوى المدرسي والتعليمي، كان ذكيا وناجحا ومواضبا في الدراسة ومتفوقا على أغلب زملائه. ولم يكن متعاليا رغم تقدمه على رفاقه، بل كان مهذبا ورقيقا ومستعد لخدمة الجميع والمساعدة كلما أتيحت له الفرصة. بإختصار، كان يتمتع بثقة جميع أهله وأصدقاءه وزملاءه في المدرسة وفي الكلية ثم في الجامعة، ويتفق الجميع على أن جان- كلود له مستقبل باهر في أي مجال يختاره.وقد أختار جان-كلود مجال الطب لدراسته، لأن دراسة الطب تعتبر من أصعب الدراسات من ناحية الزمن الذي على الطالب أن يقضيه في الجامعة، وبالتالي أغلاها تكلفة، بالإضافة إلى أنها مهنة مبالغ في أهميتها إجتماعيا نظرا لأن هذه السمعة المهيبة ترجع أساسا إلى النواحي المادية للمهنة وليس للفنية أو الإبداع الشخصي. إجتماعيا، الطبيب شخصية مهمة من الدرجة الأولى، ليس فقط من ناحية الدخل الضخم، وإنما من ناحية العلاقات التي يقيمها الطبيب مع الشبكة السياسية والإقتصادية والعلمية في المجتمع الذي يعيش فيه.وقد تحصل على تعليمه العالي في جامعة ليون faculté de médecine de Lyon، حيث ألتقى وتعرف على فلورنس، التي كانت تدرس الصيدلة في نفس الكلية في السبعينات. وقد تم الزواج بينهما في سنة ......
#العودة
#المحزنة
#للقفص
#الزجاجي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749733
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أركيولوجيا العدم١-;-٢-;-٨-;- - البداية السعيدةجان- كلود رومان Jean-Claude Romand، رجل في منتصف حياته، ٤-;-٥-;- سنة، في منتهى السعادة حسب المقاييس الإقتصادية والصحية والثقافية والإجتماعية المعترف بها في أوروبا وفي العالم أجمع. يعيش في فيللا واسعة في مدينة صغيرة تسمى Prévessin على الحدود السويسرية الفرنسية، وهي منطقة، تشبه الجنة الأرضية، الخضرة والماء والأزهار والهدوء والثروة، لا يتجاوز تعداد سكانها الـثمانية آلاف نسمة، تمثلها ٦-;-٠-;- جنسية مختلفة أغلبها أوروبية بطبيعة الحال. جان-كلود، يعيش مع زوجته فلورنس، وإبنتهم كارولين ذات السبع سنوات، والإبن أنطوان الذي يصغرها بعامين. هذه العائلة الصغيرة تعيش بالتأكيد حياة سعيدة وهادئة في هذا الجزء الجميل من فرنسا الذي يسكنه أغنياء الطبقة المتوسطة من مهندسين وكوادر الشركات الكبرى والبنوك ومعامل الأدوية والصيدلة، وكذلك العديد من الجراحين وأطباء الأسنان والعيون ومتخصصي جراحة القلب .. إلخ. ويشتغل العديد من أعضاء هذه البشرية المرفهة في سويسرا، حيث الرواتب عالية جدا مقارنة برواتب فرنسا، وفي نفس الوقت يعيشون في فرنسا حيث رخص الحياة والإيجار مقارنة بجحيم الأسعار في سويسرا. جاء جان-كلود وزوجته إلى هذه المنطقة في سنة ١-;-٩-;-٨-;-٤-;-، بعد تحصله على وظيفة "باحث" في أحد مختبرات منظمة الصحة الدولية O.M.S، والذي يقع مقرها الرسمي في جينيف، على بعد نصف ساعة من منطقة سكنه.جان-كلود، كان الإبن الوحيد لعائلة من الطبقة المتوسطة والميسورة نسبيا، عقدت عليه كل آمال العائلة، وبالذات والدته ثم والده وبقية الأقارب الذين يأملون بواسطة ذكائه وعمله وعلاقاته المستقبلة، في أن يجتاز بهم الجسر، أو درجة السلم التراتبي الفاصل بين "الحال المتوسط" إلى حالة الأسر "الميسورة"، وهو أمل كل الطبقة المتوسطة، وذلك حتى لا تسقط في الإتجاه المعاكس ويجتاحها مرض الفقر والحاجة. وفعلت هذه العائلة الطيبة كل جهودها ووضعت كل إمكانياتها المادية والإجتماعية ليتمكن جان-كلود من تحصيل تعليم جيد وتربية راقية المستوى وحس أخلاقي مرتفع، ولم ينقصه أي شيء في أي لحظة، ولم يحتاج في كل حياته لشيء لم يتمكن من الحصول عليه. كانت العائلة تحبة لدرجة المرض ومبالغ فيها لدرجة كبيرة، وبالذات والدته، وكان هو أيضا يحبهم ويحترمهم لدرجة كبيرة. وعلى المستوى المدرسي والتعليمي، كان ذكيا وناجحا ومواضبا في الدراسة ومتفوقا على أغلب زملائه. ولم يكن متعاليا رغم تقدمه على رفاقه، بل كان مهذبا ورقيقا ومستعد لخدمة الجميع والمساعدة كلما أتيحت له الفرصة. بإختصار، كان يتمتع بثقة جميع أهله وأصدقاءه وزملاءه في المدرسة وفي الكلية ثم في الجامعة، ويتفق الجميع على أن جان- كلود له مستقبل باهر في أي مجال يختاره.وقد أختار جان-كلود مجال الطب لدراسته، لأن دراسة الطب تعتبر من أصعب الدراسات من ناحية الزمن الذي على الطالب أن يقضيه في الجامعة، وبالتالي أغلاها تكلفة، بالإضافة إلى أنها مهنة مبالغ في أهميتها إجتماعيا نظرا لأن هذه السمعة المهيبة ترجع أساسا إلى النواحي المادية للمهنة وليس للفنية أو الإبداع الشخصي. إجتماعيا، الطبيب شخصية مهمة من الدرجة الأولى، ليس فقط من ناحية الدخل الضخم، وإنما من ناحية العلاقات التي يقيمها الطبيب مع الشبكة السياسية والإقتصادية والعلمية في المجتمع الذي يعيش فيه.وقد تحصل على تعليمه العالي في جامعة ليون faculté de médecine de Lyon، حيث ألتقى وتعرف على فلورنس، التي كانت تدرس الصيدلة في نفس الكلية في السبعينات. وقد تم الزواج بينهما في سنة ......
#العودة
#المحزنة
#للقفص
#الزجاجي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749733
الحوار المتمدن
سعود سالم - العودة المحزنة للقفص الزجاجي