محمد علي مقلد : الجامعة اللبنانية دخلتها متأخرا وخرجت منها مبكراً
#الحوار_المتمدن
#محمد_علي_مقلد الجامعة اللبنانية : دخلتها متأخراً واستقلت منها باكراً في عمر الأربعين صرت أستاذاً في ملاك الجامعة اللبنانية. كان ذلك عن طريق الصدفة وبتحفيز من رفيقة عمري دنيا. ذلك أنني كنت راضيا بما حصلته، مكتفيا بشهادتي الجامعية وبراتبي في التعليم الثانوي. لم يكن الحزب مسؤولاً عن إفراغ ما في داخلي من حيوية، وعن قتل قلق متجذر في نفسي يصح فيه قول المتنبي، على قلق كأن الريح تحتي، غير أنه أقنعني، واكتشفت لاحقاً أنه أوهمني، بأن مسار الأحداث سينقلنا إلى حيث تكون الجامعة تفصيلاً ثانوياً، وسيكون من شأن التغييرات الجذرية تأسيس حكم وطني ديمقراطي يفسح في المجال أمام انتقاله إلى الاشتراكية (عنوان وثيقة المؤتمر الثالث التي دخلت أنا وزوجتي إلى الحزب بعد صدورها). بهذا البديل المتخيل أسلس الحزب قلقي وروضه، من غير أن يقتله، ولاسيما بعد أن أقنعنا جورج حاوي في عام 1981 بأن نستقيل من وظائفنا ونمضي في تفرغنا للعمل الحزبي إلى حيث تنتظرنا مهمات كبرى ستتولاها حركة ثورية من طراز جديد. أشهد أن زوجتي دنيا هي التي مسحت عن ناظري هذا الوهم الجميل، وحالت دون ارتكابي تلك الحماقة، وكانت تقف بحزم ضد نزوتي الثورية حين نكون وحدنا، وهي التي واجهت حرص الرفيق علي العبد على تنفيذ قرارات الحزب، واقتناعه بما كانت تجود به علينا مخيلة الأمين العام، واجهت ذلك بحرص أكبر على مستقبلي. قال لها مرة محاولاً ثنيها عن موقفها، أيهما أفضل في نظرك، أن يكون أستاذاً في الجامعة أم مسؤولاً عن أساتذة الجامعة ؟عام 1987 ناقشت رسالة الدكتوراه في السوربون أمام لجنة رباعية يرئسها المستشرق الفرنسي دومينيك شوفالييه الذي يعرف لبنان جيداً ووضع كتاباً عن تاريخ جبل لبنان في زمن السلطنة، أما استاذي المشرف، ميشال باربو، فكان هو الآخر مستشرقا قضى بعضاً من عمره الأكاديمي في سوريا. استاذي المشرف أعجب برسالتي المعدة لنيل شهادة الدكتوراه الحلقة الثالثة، وحين استلمها للاطلاع عليها كاملة في خريف عام 1986 كان قد صدر قرار فرنسي يعيد تنظيم الدراسة الجامعية، ألغي بموجبه نظام الدكتوراه القديم ذو الحلقتين، حلقة ثالثة ودكتواره دولة، واستبدل بشهادة واحدة، هي شهادة دكتوراه من غير صفة ملحقة بها. عرض علي أستاذي عرضاً سخياً من شأنه أن يعفيني من كتابة رسالة أخرى لنيل شهادة دكتوراه دولة، وأشار إلي أن أكتب له طلباً يتضمن رغبتي في تحويل رسالتي إلى النظام الجديد، فوافقته شاكراً.ليست المرة الأولى التي يكون فيها ميشال باربو في مثل هذا السخاء والرعاية الحقيقية لطالب لبناني تعيش بلاده في ظروف قاسية جداً وتخضع للاحتلال. ففي خريف 1983، حين تسجلت في قسم الدراسات العليا كنا قد أتينا من بودابست إلى باريس، أنا وزوجتي وصديقي الدكتور شبيب ذياب وزوجته ميريانا، في سياحة قسرية بعد أن أقفل الاجتياح الاسرائيلي مطار بيروت، وعندما وجدت نفسي مرغماً على تمديد الإقامة بانتظار إعادة فتح المطار، استقبلني الدكتور باربو بترحاب ووافق على موضوع اقترحته عليه يتعلق بدراسة عن علاقة الشعر بالسياسة. كانت دراسة الدكتوراه تتطلب الإقامة في باريس ومتابعة محاضرات الأستاذ المشرف، على الأقل في السنة الأولى التحضيرية، سنة الدراسات العليا. بعد مرور شهرين، فتح المطار مدارجه، غادرت باريس عائداً إلى لبنان تلبية لنداء الواجب، وهو نداء داخلي ، فأنا الذي بادرت من تلقاء نفسي وقررت العودة، ولم تأتني الدعوة من القيادة، وتخليت عن متابعة الدراسة لأنها لم تكن ضمن أولوياتي أصلاً، بل إنني تخليت عن عروض سخية من صديقي وعديلي شكيب قاطبي للإقامة على حسابه في فرنسا أو لموافاته إلى الغابون في أ ......
#الجامعة
#اللبنانية
#دخلتها
#متأخرا
#وخرجت
#منها
#مبكراً
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732812
#الحوار_المتمدن
#محمد_علي_مقلد الجامعة اللبنانية : دخلتها متأخراً واستقلت منها باكراً في عمر الأربعين صرت أستاذاً في ملاك الجامعة اللبنانية. كان ذلك عن طريق الصدفة وبتحفيز من رفيقة عمري دنيا. ذلك أنني كنت راضيا بما حصلته، مكتفيا بشهادتي الجامعية وبراتبي في التعليم الثانوي. لم يكن الحزب مسؤولاً عن إفراغ ما في داخلي من حيوية، وعن قتل قلق متجذر في نفسي يصح فيه قول المتنبي، على قلق كأن الريح تحتي، غير أنه أقنعني، واكتشفت لاحقاً أنه أوهمني، بأن مسار الأحداث سينقلنا إلى حيث تكون الجامعة تفصيلاً ثانوياً، وسيكون من شأن التغييرات الجذرية تأسيس حكم وطني ديمقراطي يفسح في المجال أمام انتقاله إلى الاشتراكية (عنوان وثيقة المؤتمر الثالث التي دخلت أنا وزوجتي إلى الحزب بعد صدورها). بهذا البديل المتخيل أسلس الحزب قلقي وروضه، من غير أن يقتله، ولاسيما بعد أن أقنعنا جورج حاوي في عام 1981 بأن نستقيل من وظائفنا ونمضي في تفرغنا للعمل الحزبي إلى حيث تنتظرنا مهمات كبرى ستتولاها حركة ثورية من طراز جديد. أشهد أن زوجتي دنيا هي التي مسحت عن ناظري هذا الوهم الجميل، وحالت دون ارتكابي تلك الحماقة، وكانت تقف بحزم ضد نزوتي الثورية حين نكون وحدنا، وهي التي واجهت حرص الرفيق علي العبد على تنفيذ قرارات الحزب، واقتناعه بما كانت تجود به علينا مخيلة الأمين العام، واجهت ذلك بحرص أكبر على مستقبلي. قال لها مرة محاولاً ثنيها عن موقفها، أيهما أفضل في نظرك، أن يكون أستاذاً في الجامعة أم مسؤولاً عن أساتذة الجامعة ؟عام 1987 ناقشت رسالة الدكتوراه في السوربون أمام لجنة رباعية يرئسها المستشرق الفرنسي دومينيك شوفالييه الذي يعرف لبنان جيداً ووضع كتاباً عن تاريخ جبل لبنان في زمن السلطنة، أما استاذي المشرف، ميشال باربو، فكان هو الآخر مستشرقا قضى بعضاً من عمره الأكاديمي في سوريا. استاذي المشرف أعجب برسالتي المعدة لنيل شهادة الدكتوراه الحلقة الثالثة، وحين استلمها للاطلاع عليها كاملة في خريف عام 1986 كان قد صدر قرار فرنسي يعيد تنظيم الدراسة الجامعية، ألغي بموجبه نظام الدكتوراه القديم ذو الحلقتين، حلقة ثالثة ودكتواره دولة، واستبدل بشهادة واحدة، هي شهادة دكتوراه من غير صفة ملحقة بها. عرض علي أستاذي عرضاً سخياً من شأنه أن يعفيني من كتابة رسالة أخرى لنيل شهادة دكتوراه دولة، وأشار إلي أن أكتب له طلباً يتضمن رغبتي في تحويل رسالتي إلى النظام الجديد، فوافقته شاكراً.ليست المرة الأولى التي يكون فيها ميشال باربو في مثل هذا السخاء والرعاية الحقيقية لطالب لبناني تعيش بلاده في ظروف قاسية جداً وتخضع للاحتلال. ففي خريف 1983، حين تسجلت في قسم الدراسات العليا كنا قد أتينا من بودابست إلى باريس، أنا وزوجتي وصديقي الدكتور شبيب ذياب وزوجته ميريانا، في سياحة قسرية بعد أن أقفل الاجتياح الاسرائيلي مطار بيروت، وعندما وجدت نفسي مرغماً على تمديد الإقامة بانتظار إعادة فتح المطار، استقبلني الدكتور باربو بترحاب ووافق على موضوع اقترحته عليه يتعلق بدراسة عن علاقة الشعر بالسياسة. كانت دراسة الدكتوراه تتطلب الإقامة في باريس ومتابعة محاضرات الأستاذ المشرف، على الأقل في السنة الأولى التحضيرية، سنة الدراسات العليا. بعد مرور شهرين، فتح المطار مدارجه، غادرت باريس عائداً إلى لبنان تلبية لنداء الواجب، وهو نداء داخلي ، فأنا الذي بادرت من تلقاء نفسي وقررت العودة، ولم تأتني الدعوة من القيادة، وتخليت عن متابعة الدراسة لأنها لم تكن ضمن أولوياتي أصلاً، بل إنني تخليت عن عروض سخية من صديقي وعديلي شكيب قاطبي للإقامة على حسابه في فرنسا أو لموافاته إلى الغابون في أ ......
#الجامعة
#اللبنانية
#دخلتها
#متأخرا
#وخرجت
#منها
#مبكراً
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732812
الحوار المتمدن
محمد علي مقلد - الجامعة اللبنانية دخلتها متأخرا وخرجت منها مبكراً