يعقوب بن افرات : سوريا وأوكرانيا وأوميكرن.. اختبار للديمقراطية وتوجب استخلاص الدروس والعبر
#الحوار_المتمدن
#يعقوب_بن_افرات حشدت روسيا 100 ألف من جنودها على الحدود مع أوكرانيا مهددة باجتياح أراض الأخيرة في حالة لم تتجاوب الولايات المتحدة مع مطالبها. لم يكن التهديد الروسي شكلياً لأن طموحات بوتين السياسية لا ينبغي الاستهتار بها علماً بأنه لا يزال يخشى على مصيره وعلى استقرار نظامه. كما أن الأزمة الأوكرانية توشك على الانفجار وهناك توقعات باندلاع صراع بين روسيا والغرب قد يتدهور إلى حرب مدمرة بسبب النهج المغامر لسيد الكرملين.روسيا فقدت هيبتها وموقعها العالمي منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وأصبحت اليوم شبيهة بدول العالم الثالث، حيث يبلغ نصيب الفرد فيها من إجمالي الناتج المحلي نحو 10 آلاف دولار سنوياً، مقارنا بـ 60 ألف دولار في أمريكا و40 ألف دولار في إسرائيل. هذا الفرق الهائل بين الدولتين العظمتين يعني أن مستوى معيشة المواطن الروسي متدنٍ جداً والخدامات التي يحظى بها من الحكومة بسيطة وتكاد تكون شبه معدومة. وفي حالة نظام ديكتاتوري فاسد وأوليغارشي سيطر الطبقة المتنفذة على أغلب موارد الدولة، ليس هناك أفق للنمو وتبقى الطريقة الوحيدة لإعادة هيبة النظام السياسي هي استخدام الجبروت العسكري وإثارة النعرات القومية الروسية والطموح للعودة إلى أيام الإمبراطورية. الصمت الغربي في سوريا فتح شهية الروسوإذا نريد أن نفهم كيف وصلنا إلى هذه الحالة التي تهدد أمن القارة الأوروبية برمتها، لا بد أن نعيد عقارب الساعة إلى الوراء، إلى صيف عام 2013، في شهر أب/أغسطس وبالتحديد في بقعة صغيرة في الكرة الأرضية هي الغوطة الشرقية بريف العاصمة السورية دمشق التي تعرضت لقصف كيمياوي على يد نظام بشار الأسد. إن القصف الكيماوي الإجرامي الذي أسفر عن مقتل نحو 1500 من المدنيين الأبرياء لم يحدث من فراغ، بل كان اختباراً وتحدياً سافراً لسياسة الرئيس الأمريكي، آنذاك، أوباما الذي طالما هدد بالتدخل العسكري في حالة استخدم النظام السوري الأسلحة الكيمائية ضد مواطنيه، الأمر الذي عُرف بـ "خطوط أوباما الحمراء".القصة معروفة للجميع، ولكن بدل من التدخل العسكري لصالح المعارضة السورية فضّل أوباما اللجوء إلى ما سمي الوساطة الروسية التي انتهت بصفقة مع بوتين تقوم على مصادرة أداة الجريمة وترك الجاني من دون عقاب، على شكل اتفاق دولي ينص على نقل وتدمير الترسانة الكيمياوية السورية.وبعد سنتين بالضبط من تلك المجزرة المروعة والصفقة المشينة، بدأ التدخل الروسي العسكري في أيلول/سبتمبر 2015، وبدأ القصف الجوي الروسي من أجل إنقاذ نظام الأسد واحتلال سوريا بهدف إقامة قواعد عسكرية، جوية وبرية وبحرية، على الأراضي السورية، مما يعني أن دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة استسلمت للطموحات التوسعية الروسية. ويبقى السؤال المطروح لماذا استسلمت الولايات المتحدة في عهد أوباما للجبروت الروسي؟ الجواب الطبيعي هو عدم رغبة الأمريكيين بالتدخل العسكري بعد تجربتي العراق وأفغانستان المكلفتين والفاشلتين. أما السبب الثاني وهو المؤلم أكثر هو الاعتقاد بأن حياة السوريين لا قيمة لها. ونرى أن هذا الاستسلام لطموحات بوتين، والتغاضي عن أبشع الجرائم ضد الإنسانية، واللامبالاة تجاه حياة ملايين السوريين الذين أصبحوا لاجئين داخل بلادهم وخارجها، وقبول تدمير حضارة عتيقة وتاريخ فاخر، قد أطلق يدي بوتين وزادت من شهيته الإمبريالية.اليوم، مشهد المدرعات الروسية التي تحاصر أوكرانيا وتبث الرعب بين دول البلطيق المجاورة تشير إلى أن الغرب يجني الثمار المتعفنة التي زرعها في الغوطة الشرقية لدمشق عندما أغمض عينيه عن المجزرة بحق المدنيين وعدم منع احتلال الأراضي السورية وفقا ......
#سوريا
#وأوكرانيا
#وأوميكرن..
#اختبار
#للديمقراطية
#وتوجب
#استخلاص
#الدروس
#والعبر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743883
#الحوار_المتمدن
#يعقوب_بن_افرات حشدت روسيا 100 ألف من جنودها على الحدود مع أوكرانيا مهددة باجتياح أراض الأخيرة في حالة لم تتجاوب الولايات المتحدة مع مطالبها. لم يكن التهديد الروسي شكلياً لأن طموحات بوتين السياسية لا ينبغي الاستهتار بها علماً بأنه لا يزال يخشى على مصيره وعلى استقرار نظامه. كما أن الأزمة الأوكرانية توشك على الانفجار وهناك توقعات باندلاع صراع بين روسيا والغرب قد يتدهور إلى حرب مدمرة بسبب النهج المغامر لسيد الكرملين.روسيا فقدت هيبتها وموقعها العالمي منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وأصبحت اليوم شبيهة بدول العالم الثالث، حيث يبلغ نصيب الفرد فيها من إجمالي الناتج المحلي نحو 10 آلاف دولار سنوياً، مقارنا بـ 60 ألف دولار في أمريكا و40 ألف دولار في إسرائيل. هذا الفرق الهائل بين الدولتين العظمتين يعني أن مستوى معيشة المواطن الروسي متدنٍ جداً والخدامات التي يحظى بها من الحكومة بسيطة وتكاد تكون شبه معدومة. وفي حالة نظام ديكتاتوري فاسد وأوليغارشي سيطر الطبقة المتنفذة على أغلب موارد الدولة، ليس هناك أفق للنمو وتبقى الطريقة الوحيدة لإعادة هيبة النظام السياسي هي استخدام الجبروت العسكري وإثارة النعرات القومية الروسية والطموح للعودة إلى أيام الإمبراطورية. الصمت الغربي في سوريا فتح شهية الروسوإذا نريد أن نفهم كيف وصلنا إلى هذه الحالة التي تهدد أمن القارة الأوروبية برمتها، لا بد أن نعيد عقارب الساعة إلى الوراء، إلى صيف عام 2013، في شهر أب/أغسطس وبالتحديد في بقعة صغيرة في الكرة الأرضية هي الغوطة الشرقية بريف العاصمة السورية دمشق التي تعرضت لقصف كيمياوي على يد نظام بشار الأسد. إن القصف الكيماوي الإجرامي الذي أسفر عن مقتل نحو 1500 من المدنيين الأبرياء لم يحدث من فراغ، بل كان اختباراً وتحدياً سافراً لسياسة الرئيس الأمريكي، آنذاك، أوباما الذي طالما هدد بالتدخل العسكري في حالة استخدم النظام السوري الأسلحة الكيمائية ضد مواطنيه، الأمر الذي عُرف بـ "خطوط أوباما الحمراء".القصة معروفة للجميع، ولكن بدل من التدخل العسكري لصالح المعارضة السورية فضّل أوباما اللجوء إلى ما سمي الوساطة الروسية التي انتهت بصفقة مع بوتين تقوم على مصادرة أداة الجريمة وترك الجاني من دون عقاب، على شكل اتفاق دولي ينص على نقل وتدمير الترسانة الكيمياوية السورية.وبعد سنتين بالضبط من تلك المجزرة المروعة والصفقة المشينة، بدأ التدخل الروسي العسكري في أيلول/سبتمبر 2015، وبدأ القصف الجوي الروسي من أجل إنقاذ نظام الأسد واحتلال سوريا بهدف إقامة قواعد عسكرية، جوية وبرية وبحرية، على الأراضي السورية، مما يعني أن دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة استسلمت للطموحات التوسعية الروسية. ويبقى السؤال المطروح لماذا استسلمت الولايات المتحدة في عهد أوباما للجبروت الروسي؟ الجواب الطبيعي هو عدم رغبة الأمريكيين بالتدخل العسكري بعد تجربتي العراق وأفغانستان المكلفتين والفاشلتين. أما السبب الثاني وهو المؤلم أكثر هو الاعتقاد بأن حياة السوريين لا قيمة لها. ونرى أن هذا الاستسلام لطموحات بوتين، والتغاضي عن أبشع الجرائم ضد الإنسانية، واللامبالاة تجاه حياة ملايين السوريين الذين أصبحوا لاجئين داخل بلادهم وخارجها، وقبول تدمير حضارة عتيقة وتاريخ فاخر، قد أطلق يدي بوتين وزادت من شهيته الإمبريالية.اليوم، مشهد المدرعات الروسية التي تحاصر أوكرانيا وتبث الرعب بين دول البلطيق المجاورة تشير إلى أن الغرب يجني الثمار المتعفنة التي زرعها في الغوطة الشرقية لدمشق عندما أغمض عينيه عن المجزرة بحق المدنيين وعدم منع احتلال الأراضي السورية وفقا ......
#سوريا
#وأوكرانيا
#وأوميكرن..
#اختبار
#للديمقراطية
#وتوجب
#استخلاص
#الدروس
#والعبر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743883
الحوار المتمدن
يعقوب بن افرات - سوريا وأوكرانيا وأوميكرن.. اختبار للديمقراطية وتوجب استخلاص الدروس والعبر